اعتقلت الشرطة البريطانية الجمعة، آندي كولسون، السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، للاشتباه بتورُّطه في وقائع فساد تتعلق بفضيحة التنصت على هواتف محمولة، والتي قام بها صحفيون ومحققون يعملون لحساب صحيفة "نيوز أوف ذي وورلد"، عندما كان يتولّى رئاسة تحريرها. يأتِي اعتقال رئيس التحرير السابق للصحيفة، التي قرّر مالكها، الإمبراطور الإعلامي روبرت مردوخ، وقف صدورها، وسط تزايد الضغوط على رئيس الوزراء، الذي يتعرّض لانتقادات حادّة بسبب قراره تعيينه كولسون، بعد تقاعده من رئاسة تحرير الصحيفة على خلفية اتهامات بتورُّطه في تلك الفضيحة. وقبل قليل من الإعلان عن اعتقال كولسون، أصرَّ كاميرون على الدفاع عن قرار تعيينه ضمن فريقه الحكومي، وقال في مؤتمر صحفي ب"داونينج ستريت" الجمعة: إنّ "قرار تعيينه كان قراري وحدي"، وتابع أنه مُنِح كولسون "فرصة أخرى"، بعدما تأكّد من أنه لم يقم بارتكاب أية أخطاء خلال ترؤسه للصحيفة. وتقدّم كولسون باستقالته من رئاسة تحرير "نيوز أوف ذي وورلد" عام 2007، مع بدء تكشُّف فضيحة التنصت، التي قامت بها الصحيفة، على هواتف محمولة لمسئولين وسياسيين ومشاهير، طالت أيضًا عددًا من موظفي القصر الملكي، إضافةً إلى عائلات جنود قُتِلوا في العراق وأفغانستان، وعائلات ضحايا تفجيرات وجرائم أخرى. وأنكَر كولسون، خلال تحقيقات سابقة أجرتها السلطات البريطانية، معرفته بأية أعمال قامت بها الصحيفة للتنصت على الهواتف المحمولة، وبعد قليلٍ من تولّي كاميرون رئاسة الحكومة البريطانية عام 2010، عين كولسون، البالغ من العمر 43 عامًا، سكرتيرًا صحفيًا بمكتبه، قبل أن يضطر للاستقالة مرة أخرى، في يناير الماضي.