مازالت الحملة الدولية, التي تقودها الولاياتالمتحدة على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العراقوسوريا, تتصدر بؤرة اهتمامات الصحف البريطانية, حيث نشرت صحيفة "الإندبندنت" مقالا للكاتب صاموئيل هورتي قال فيه إن الحرب الحالية على هذا التنظيم تعتبر "خطأ كبيرا", ولا يمكنها وقف انتشار "التطرف الإسلامي"، مشيرا إلى أن "معالجة التطرف داخل المدارس والمساجد يمكن أن يؤدي دورا أفضل". وأضاف الكاتب في 5 أكتوبر أن "التطرف عند الشباب المسلمين والشابات المسلمات في بريطانيا يفرض مخاطر متزايدة تهدد الأمن القومي للبلاد, وأن هذه المشكلة لا تواجه المملكة المتحدة وحدها, بل تواجه أوروبا كلها على النطاق الأوسع, وتتطلب معالجة مختلفة بعيدة عن الحلول العسكرية التقليدية". وتابع أن آلاف المقاتلين الأوروبيين ارتحلوا إلى الشرق الأوسط, وانضموا إلى صفوف تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي ايه" تقدر عدد الأوروبيين في تنظيم الدولة بثلاثة آلاف مقاتل من مجموع مسلحي "داعش". وبدورها, نشرت صحيفة "الفايننشال تايمز" مقالا للكاتب فيليب ستيفنز أكد فيه أنه لا يمكن للغرب أن يحقق أي انتصار جراء التدخل ضد تنظيم "داعش", دون وجود استراتيجية محددة لخروج القوات الغربية من المنطقة, وتصورات مستقبلية لما بعد هزيمة التنظيم. وأضاف ستيفنز في 5 أكتوبر أن الغرب يرتكب "خطأ فادحا" بالحرب على "داعش"، لأن تدخله يتم في ضوء عدم وجود صورة واضحة للمستقبل السياسي, أو استراتيجية خروج من المنطقة، فتركيا على سبيل المثال تريد إطاحة نظام الرئيس السوري بشار الأسد, دون الالتفات كثيرا لمسلحي التنظيم المتشدد. أما هدف السعودية، حسب الكاتب, فهو إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة السني المتشدد, لكن دون أن يكون ذلك في صالح زيادة النفوذ الإيراني. وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة "التايمز" إلى أن تنظيم الدولة هدد بش هجمات داخل بريطانيا, كالتي شهدتها لندن قبل أعوام، وذلك ردا على الغارات الجوية التي تشنها مقاتلات بريطانية على مواقع التنظيم في سورياوالعراق. وأضافت أن أحد المقاتلين البريطانيين من تنظيم الدولة في سوريا هدد بأن التنظيم سيشن هجمات داخل أراضي المملكة المتحدة, انتقاما لمسلحيه المنتشرين في العراق, الذين تستهدفهم الغارات الجوية البريطانية. وأوضحت أن المقاتل البريطاني في صفوف تنظيم الدولة شيراز ماهر حذر من أن بريطانيا تضع نفسها على خط النار من خلال مشاركتها التحالف الدولي لضرب التنظيم. وأشارت الصحيفة إلى أن باحثا كبيرا من المركز الدولي لدراسة التطرف أفاد بأن المقاتل شيراز يعتبر من المعتدلين، وسط التساؤل عما قد يفعله المقاتلون الأكثر تطرفا في صفوف "داعش". ومن جانبها, أشارت صحيفة "الديلي تليجراف" إلى أن الولاياتالمتحدة كانت تواقة لانضمام بريطانيا إلى التحالف الدولي ضد "داعش"، وذلك لامتلاك الأخيرة صاروخا حديثا متطورا ضد الدبابات، والذي يعتبر من أقوى الصواريخ في العالم، ويتمتع بمدى ودقة وقوة تدميرية. وأضافت الصحيفة في 5 أكتوبر أن الصاروخ البريطاني بريمستون دخل الخدمة في 2005 , يشبه الصاروخ الأميركي الشهير "هيل فاير", الذي تتسلح به طائرات الأباتشي، لكن البريطاني يتفوق على نظيره الأميركي بمزايا متعددة. ويشن التحالف الدولي, الذي تقوده الولاياتالمتحدة, ويضم دولا غربية وعربية, غارات على مواقع لتنظيم الدولة في العراقوسوريا منذ 8 أغسطس الماضي, ونسبت وكالة "رويترز" إلى مسئول بالبنتاجون قوله في 29 سبتمبر إن عدد الطلعات الجوية التي نفذها الطيران الحربي الأمريكي ضد داعش في العراقوسوريا بلغ 4100 طلعة منذ أغسطس. ويبدو أن إعلان حركة "طالبان باكستان" في 5 أكتوبر تأييدها أهداف تنظيم الدولة الاسلامية، يوسع رقعة المواجهة الحالية بين التحالف الدولي, و"داعش", خاصة أن الحركة أمرت "المجاهدين" في أنحاء المنطقة بمساعدة التنظيم في حملته لإقامة "الخلافة الإسلامية"، وذلك وفقا لرسالة بالبريد الإلكتروني بمناسبة عيد الأضحى أرسلها المتحدث باسم الحركة شهيد الله شهيد إلى وكالة "رويترز". وأعلن شهيد في رسالته دعمه تنظيم الدولة، وقال :"نحن يا إخواننا فخورون بكم وبانتصاراتكم، نحن معكم في أفراحكم وأتراحكم", وقال إن حركته مستعدة لتزويد التنظيم ب"المجاهدين وبكل دعم ممكن". كما دعا المتحدث باسم "طالبان باكستان" تنظيم الدولة إلى التحلي بالصبر والثبات وتنحية الخلافات "في هذه الأيام العصيبة"، وخاطبهم, قائلا :"جميع المسلمين في أنحاء العالم يتوقعون منكم أشياء عظيمة". وجاء بيان الحركة بعد أن بثّ تنظيم الدولة تسجيلا مصورا يظهر قطع رأس عامل الإغاثة البريطاني ألن هينينغ يوم الجمعة الموافق 3 أكتوبر, في خطوة نددت بها الحكومتان البريطانية والأميركية ومجلس الأمن الدولي. وبدورها, ذكرت قناة "الجزيرة" أن بيان الحركة يأتي بعد أقل من شهر على تسمية أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة للباكستاني عاصم عمر, زعيما لجناح تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية. واعتبر مراقبون أن خطوة الظواهري محاولة لاستثمار علاقات تنظيم القاعدة التاريخية بحركة طالبان في أفغانستانوباكستان لاستعادة زمام المبادرة بعد أفول نجم تنظيم القاعدة وسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على المشهد، بعد سيطرته على مساحات واسعة من الأراضي في العراقوسوريا, وإعلانه "الخلافة الإسلامية