من منا لا يطمح أن يكون من أحباء الله عز وجل وأن ينعم بجنته ويسعد برؤية وجهه الكريم ويهنأ بسقيا الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم- من حوضه الشريف وصحبة آله وصحبه الأطهار، ولقد مَنَّ الله علينا بإنارة الطريق لنا لنعرف من يحبه الله ويرضى عنه، وقد اختص الله سبحانه وتعالى تسع فئات من خلقه بحبه ورضاه فى كتابه الكريم وهم: المحسنون والتوابون والمتطهرون ومن يتبع الرسول - صلى الله عليه وسلم – والمتقون والصابرون والمتوكلون والمقسطون والمقاتلون فى سبيله، وقد ذكر المولى سبحانه وتعالى حبه للمحسنين فى عدة آيات من القرآن الكريم مثل "وَأَنفِقُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (البقرة – 195)، وأيضاً فى (آل عمران – 134، 148)، و(المائدة من الآية 13والآية 93)، كما جاء حب الله عز وجل للمتقين فى أكثر من آية بالقرآن الكريم كما فى (آل عمران – 76)، ثم (التوبة –من الآية 4 ومن الآية 7)، وأيضا جاء حب الله العدل للمقسطين فى بضع آيات من الذكر الحكيم مثل "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" (المائدة - 42 والحجرات – 9 والممتحنة – 8). وجاء حب المولى عز وجل للتوابين والمتطهرين فى "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ" (البقرة من الآية 222)، أما حب الحق سبحانه وتعالى للصابرين فيتبين من الآية.. "وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ" (آل عمران – من الآية 146)، ودليل حب الخالق جل وعَلا للمتوكلين هو.. "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" (آل عمران – من الآية 159)، وكذا حبه تبارك اسمه للمقاتلين فى سبيله فى "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ" (الصف – الآية 4). أما من أحب الله العلى القدير فعليه باتباع الرسول – صلى الله عليه وسلم – فيكون قد جمع بين كل تلك الصفات الحميدة التى ذكرت آنفاً، ومن ثم فينطبق عليه قول الحق عز وجل "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (آل عمران - 31).