تتجه الحكومة المصرية إلى اتخاذ عدة إجراءات لامتصاص غضب إثيوبيا، بغية تحقيق مكاسب في المفاوضات معها خلال الستة أشهر القادمة، عندما يجلس طرفا الأزمة على طائلة مفاوضات لجنة الخبراء، التي دعت كلتا البلدين ومعهما السودان إلى تشكيلها في نهاية الشهر الماضي. ومن تلك الإجراءات، حجب مقالات الرأي لخبراء الري، إذ كشف الدكتور نادر نورالدين، خبير المياه وأستاذ الزراعة والري بجامعة القاهرة، عن اتجاه الحكومة للتهدئة مع إثيوبيا هذه الأيام، لتحقيق مكاسب لها، حسبما تظن. وأكد نور الدين، أنه تم منع مقاله الأسبوعي بأحدي الصحف المصرية قبل زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي المتوقعة للأمم المتحدة في سبتمبر الجاري وذلك لتهدئة الأوضاع، مشيرًا إلى أن حكومة المهندس إبراهيم محلب تنتهج نوعًا جديدًا من قمع الحريات والتضييق على المواطنين. وأضاف أن المصريين عليهم أن يكونوا كالصقور وإلا يتركوا حقوقهم لغيرهم حتى لا يستهان بهم، قائلاً: "لسنا حمائم ولكننا صقور"، متابعًا "ينبغي أن يكون بعضنا من الصقور ولو من باب توزيع الأدوار حتى نعطي فرصة للرئيس لأن يقول أنه يتعرض لضغوط شديدة من شعبه ومن العلماء". واستدرك: "إثيوبيا تتهمنا بالتصعيد دائما ولكنها هي التي تصعد ونحن نهدئ ونهرول، مثل قيامهم بتشكيل قوة عسكرية مشتركة مع السودان وبقيادة موحدة لحماية سد النهضة قبل المباحثات الأخيرة في الخرطوم بأسبوع واحد؟! حمايته ضد من؟! ثم قيام رئيس الأركان الإثيوبي بزيارة السد وإعلانه أن الجيش الإثيوبي قادر على حماية سد النهضة ودحر المعتدين؟! من هم المعتدون؟! ثم رفضها أن تكون المباحثات في القاهرة وإصرارها على نقلها للخرطوم؟؟! فأين هي التهدئة؟! هل يصح أن نبلع كل هذا ونسكت فنصير حمائم تقابل الصقور"؟!. واستطرد نور الدين، "لن نركع ولن نستكين ونحن أعقل من أن نبالغ أو نشعل الخلاف، ولكن هموم الوطن كثرت علينا ولا يصح أن نصمت أمام الغزو الإثيوبي لمصر، ونكتب المقالات العلمية حتى يستفيد بها الرئيس السيسي في لقائه برئيس الوزراء الإثيوبي".