شهدت ثانى جلسات محاكمة 17 ضابطا وأمين ومندوب شرطة بأقسام بولاق الدكرور والجيزة والحوامدية والبدرشين وأبوالنمرس والمتهمين بالاشتراك والشروع فى قتل وإصابة عدد من المتظاهرين مفاجآت فجرها شهود الإثبات أمام محكمة جنايات الجيزة التي تنظر القضية. جاء أبرز المفاجآت تناقض أقوال الشهود أمام المحكمة مع شهاداتهم في تحقيقات النيابة، حيث أكد أكثر من شاهد أنه لا يعرف أيا من المتهمين بشخصه ولم يشاهد أيا منهم بعينه يطلق النار علي المجني عليهم أمام مقار أقسام الشرطة محل عملهم. وقررت المحكمة التأجيل لجلسة 17 سبتمبر للاستماع لأقوال باقي الشهود. عقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد فهيم درويش. وفي بداية الجلسة حدثت مشادة كلامية بين دفاع المدعين بالحق المدني ودفاع المتهمين عندما طلب الأول الحديث من المحكمة, وإبداء طلبات, فرد المستشار محمد فهيم درويش بأن المحكمة ستتخذ إجراءات حازمة ضد أي ممن يحاول الإخلال بنظام الجلسة, ثم استدعت شاهد الإثبات الأول عيد محمد يوسف "سائق ميكروباص" والذي قال إنه كان يمر أمام قسم بولاق الدكرور وشاهد بعض الأشخاص قاموا بمهاجمة القسم وإلقاء الحجارة والطوب على القسم وسمع أصوات إطلاق رصاص عليهم أثناء محاولة اقتحامه. وأضاف أنه لم يشاهد أيا من الضباط المتهمين أثناء قيامه بإطلاق الرصاص على المتجمهرين أمام القسم, وأنه لايعرف سبب تواجد المواطنين أمامه. وأكد أن هناك ضباط لايعرفهم بينما أخبره بعض من كانوا حوله وقت الأحداث أن هؤلاء الضباط المتهمين هم الذين أطلقوا الرصاص على المجنى عليهم. وقال الشاهد الثانى عبدالرحمن يوسف "سائق" أنه أثناء سيره أمام القسم أصيب ابن خالته المجنى عليه هشام يحيى بطلق نارى وقام بنقله للمستشفى لتلقى العلاج, إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة هناك. وأشار إلى قيام بعض المتجمهرين بإلقاء الحجارة على الشرطة. وسألت المحكمة الشاهد عن تغيير أقواله أمامها عن التي أدلي بها في التحقيقات، وهل تعرض لأي ضغط للعدول عن شهاته, فأكد الشاهد أنه عندما توجه إلى المستشفى لإنقاذ ابن خالته قال من كانوا بالمستشفي أنه لابد أن يشهد ويحرر محضرا يتهم فيه ضباط القسم بإطلاق الرصاص على المجنى عليه حتى يحصل على حقه. وأكد الشاهد بأنه لم يشاهد المقدم هانى شعراوى والرائد المعتصم بالله أثناء إطلاق الرصاص على المجنى عليهم. وناقشت المحكمة الشاهد الرابع أشرف عبد العزيز محمد سائق بإحدى الشركات وزوج المجنى عليها مهير خليل زكى التى لقيت مصرعها أثناء وقوفها على سطح منزلها والذى يبعد 80 مترا عن القسم، وأضاف أنه يوم 28 يناير والذى عرف ب "جمعة الغضب" فوجئت أثناء تواجدى أعلى سطح المنزل أنا وزوجتى المجنى عليها وأطفالى بإطلاق قنابل مسيلة للدموع، وأصيبت ابنتى بحالة اختناق وشاهدت 4 من الضباط المتهمين أثناء قيامهم بإطلاق الرصاص فى الهواء، وفجأة صرخت زوجتى المجنى عندما شاهدت أحد الأشخاص الذى أصيب بطلق نارى أثناء سيره أعلى كوبرى بولاق الدكرور، وسقط على الأرض، واستغاثت وقام أحد المهتمين بإطلاق الرصاص عليها، وذلك فى الساعة الثامنة والنصف ليلا. واتهم مهير خليل زكى زوج المجنى عليها المقدم هانى شعرواى رئيس المباحث بقتلها، وأضاف أن زوجته أصيبت بطلق نارى بالكتف وظلت على قيد الحياة لمدة يومين ثم لفظت أنفاسها الأخيرة. وأضاف أن المتهمين قاموا بإطلاق الرصاص على المتجمهرين القادمين والذين أطلقوا الرصاص الحى على القسم والضباط وتبادل الطرفان إطلاق الرصاص مع المتظاهرين.