يوم أمس الأول 8 أغسطس 2014، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع إعلاميين قطاع عام وخاص. واعتدنا من السيسي منذ ترشحه للرئاسة، تعاطيه مع الإعلام والصحافة، بمنطق إعلاميين "خيار" وإعلاميين "فقوس".. حيث تخضع عملية اختيار المحظوظين بلقاء فخامته، وفق فلاتر لا ندري على أي معيار يتم الاستناد إليه.. ولا ندري لم اختار هذه المرة مقدمي النشرات وبرامج ال" توك شو".. وأقصيت الصحف المطبوعة؟! المتابع لعلاقة الرئاسة بالصحافة والإعلام يشعر ب"الهيصة" .. على نحو قد يعكس مثلا عدم وعي قصر الاتحادية بالفارق بين نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للصحافة.. وآية ذلك أنه عندما شاء أن يناقش التشريعات المقترحة لتنظيم الصحافة.. تجاهل النقابة صاحبة الحق الأصيل في مناقشة كل ما يتعلق بالمهنة.. واجتمع مع أعضاء المجلس الأعلى للصحافة.. ولا ندري ما إذا كان ذلك تجاهلا متعمدا بقصد التقليل من شأن النقابة وأعضائها.. أم يرجع إلى "عشوائية" التصور في وعي الرئاسة بشأن المؤسسات المنظمة للمهنة.. فلا يكاد يعرف شيئا عن اختصاصات كل منها.. ويخلط ما بين سلطة المجلس الأعلى للقضاء و سلطة المجلس الأعلى للصحافة ويعتقد بأن الثاني له ذات الوصاية التي يتمتع بها الأول على القضاة. أريد القول هنا بأن الفريق المعاون للرئيس، له فيما يبدو خصومات مع بعض الصحفيين والإعلاميين.. فيقرب "حبيبه" من قصر الاتحادية.. ويقصي من لا يروق له.. أو ربما يرجع إلى أخذ رأي الأجهزة الأمنية، في القائمة المقترحة للقاء السيسي.. وسواء كانت الأولى أو الثانية.. أو الإثنين معا.. فهو خيار لا يخلو من الحمق لأنه يوسع من جبهة الخصوم والمعارضة للرئيس، وربما يعزز من نزعة عنف الخطاب النقدي لسياساته .. وقد يتخذ بعض الإعلاميين والصحفيين مواقف متشددة من السيسي من قبيل الثأر الشخصي لا النقد الموضوعي المحايد. اللافت أنه لا يعرف أحد أية تفاصيل بشأن فحوى اللقاء الذي تم يوم أمس الأول، ونقله بعض من حضروا في صورة "تعليمات" من الرئيس و"توجيهات" منه إلى الإعلاميين.. مثل طلبه "عدم المبالغة فى الحقائق، وعدم تضليل الشعب والاعتماد على المنطق فى الحديث والبعد عما يثير الخلاف بين المصريين".. وبمعنى أنها كانت تشبه "جلسات التلقين" التي تتم داخل المؤسسات الأمنية الحساسة ل"المتعاونين" معها. بعض الإعلاميين حاول أن يجتهد في استنطاق ما يخفيه السيسي خلف بعض العبارات التي رددها كثيرا في اللقاء.. غير أن أخطر تلك الاجتهادات.. هو ما صرح به أستاذ العلوم السياسية د. معتز عبد الفتاح الذي حضر اللقاء بوصفه مقدم برامج توك شو.. حين قال: "إن هناك عصا للمخالفين، ولكن غير معلن عنها، وإنما تفهم ضمنيا من حديث الرئيس". ما قاله عبد الفتاح أثار انتباه الزميلة "الوفد" والتي التقطت تصريحاته تلك لفضائية سي بي سي، وتنشره بعنوان لخص فحوى الرسالة التي حملها السيسي للإعلاميين الذين التقاهم .. يقول عنوان الوفد: "عبدالفتاح: من سيقف أمام السيسي سيقضي عليه". فهلا وصلت الرسالة الآن؟!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.