طالب خبراء عسكريون واستراتيجيون، الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة مساعدة اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر للقضاء على الإرهاب في البلد المجاور، ومواجهة الخطر الخارجي، فيما حذر نشطاء سياسيون من مغبة التدخل العسكري حتى لايكون سببًا في التعجيل بإنهاء حكمه. وتخشى مصر من انعكاسات التطورات التي تشهدها ليبيا على الوضع الأمني داخل البلاد في أعقاب تفجر اشتباكات عنيفة بين كتائب إسلامية تابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي، والقوات التابعة لحفتر قبل أسابيع في بنغازي، شرقي ليبيا. وقال اللواء حسام سويلم، الخبير الاستراتيجي، إن "مساعدة مصر لحفتر أصبحت حلاً رئيسيًا من أجل القضاء على الإرهاب فى ليبيا"، موضحًا أن "مصر بذلك ستقضي على الإرهاب فعليًا، خاصة وأن الخيارات أمام رئيس الجمهورية محدودة بشأن ليبيا فعليه إما مساعدة حفتر أو التدخل العسكري لوقف الإرهاب القادم من ليبيا". "أنا عندي حدود ممتدة مع ليبيا اللي بتقوم بتأمينها مصر فقط.. فيه ناس متطرفين بتدخل تعمل أعمال إرهابية داخل مصر"، هكذا قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي بوضوح، داعيا المجتمع الدولي بمواجهة مسئولياته "الأمنية والأخلاقية والسياسية" تجاه ليبيا. وقال السيسي في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي مؤخرًا بالقاهرة "تناولنا الموقف في ليبيا وتطوره وقلنا إن مهم قوي إن الوقت ميستهلكشي ويبقى فيه مواجهة حقيقية للواقع اللي بيتشكل في ليبيا على الأرض." وأضاف "الميليشيات اللي بتتقاتل مع بعضها البعض دي لا بد أن تتوقف والمجتمع الدولي والمجتمع الأوروبي بالذات بعد تدخله عليه التزامات أخلاقية وإنسانية وأمنية تجاه الموقف في ليبيا وده أمر توافقنا فيه مع بعضنا البعض." وكان يشير إلى دعم حلف شمال الأطلسي للانتفاضة على معمر القذافي. وقال اللواء محمود قطري، الخبير الاستراتيجي، إن "التدخل العسكري المصري في ليبيا أصبح الحل الوحيد لحماية الأمن القومي المصرى من المخاطر الجسيمة التي يتعرض لها من قبل الحدود الغربية مع ليبيا، بعد سيطرة داعش وغيرها من العصابات الإرهابية على ليبيا". من جهته، أكد الدكتور وحيد عبدالمجيد، نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، أنه "لا يوجد مبرر حقيقي يورط مصر فى مستنقع الحرب فى ليبيا"، موضحًا أن قرار التدخل العسكري فى ليبيا تتحمل مصر وحدها أعباءه. وأشار إلى أن اجتماع دول الجوار الليبي أسفر عن تشكيل مجموعة تترأسها مصر للقيام بدور الوسيط المناسب للخروج من الأزمة. وقال الناشط أحمد طه، منسق "ثوار التحرير"، إن "دخول السيسي فى حرب بليبيا هو انتحار مبكر من قبله وبشكل سافر، لأنه يهدد بالقضاء على الدولة المصرية كاملة وخلق عداوات مع دول الجوار خلال المرحلة المقبلة". وأوضح أن "الحلول التي يمليها أنصار السيسي عليه ستكون سببًا في خروجها من المشهد العربي بشكل سيء"، مطالبًا السيسي بالقضاء على الإرهاب الداخلي في البداية عبر تحقيق العدالة والإفراج عن المعتقلين.