كشف عمران إمبيوه القناشي، عمدة قبائل قناشات في محافظة مرسى مطروح، وعضو لجنة المصالحات المصرية -الليبية أن الجانب المصري يساعد قوات اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر خلال المواجهات مع الكتائب التابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي. وقال في تصريح إلى موقع الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله"، إن ذلك "يأتي بالرغم من أن قواته مكونة من فلول نظام القذافي وليست بالقوة التي من الممكن أن تؤثر بشكل كبير على ليبيا، لذلك تساعده مصر باستحياء"، حسب قوله. وأوضح أن الجانب المصري يدرّب الجنود ووحدات الجيش الخاصة ووحدات الاستطلاع، خاصة أن معظم المناطق الحدودية المصرية الليبية تسيطر عليها قوات حفتر. وشدّد قائلاً: "مصر تريد أن تحمي حدودها بغض النظر عن دعم حفتر أو غيره". ويفسّر القناشي "الجماعات الدينية تسيطر بشكل كبير على ليبيا، وهم ناهضوا عزل مرسي عن منصبه ولهم صلة قوية بالإخوان داخل ليبيا، ولذلك فهم يساعدون على إحداث القلاقل داخل مصر، ولو أحكموا السيطرة على كامل ليبيا سيهددون مصر بشكل مباشر، خاصة أنهم يسيطرون على معظم المنافذ البرية". من جانبه، أكد زياد عقل، الخبير في مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام"، أن "هناك دعمًا نابع من فكرة ظهور قوة عسكرية باسم الدولة الليبية، ورفض الدولة المصرية بالأساس فكرة الميليشيات. وتابع "توجه حفتر يفيد الخارجية المصرية ويتفق مع الرؤية المصرية للأحداث في ليبيا، ولكن لا يبدو أن هناك دعم ملموس لقوات حفتر". ويستبعد عقل تعامل النظام المصري مع القوات الإسلامية، "فمصر لن تساند الطرف المؤيد للإخوان، لذلك، فمصر من الدول المؤيدة لإعادة الانتخابات البرلمانية، والذي كان يسيطر عليه الإخوان المسلمين"، حسب تعبيره. ودعا عقل إلى أهمية التواصل مباشرة مع جميع الجهات المؤثرة على صنع القرار سواء الرسمية أو غير الرسمية والميليشيات بمختلف انتماءاتهما، والفاعلة في المنطقة الشرقية. وأشار أيضا إلى أهمية الدور التنموي الذي يمكن أن تلعبه مصر، خاصة ببناء الجيش الليبي والخبرات سواء العسكرية أو الأمنية أو البيروقراطية، لا سيما في ظل الاستقرار السياسي النسبي الذي تشهده مصر. بينما يرى الدكتور محمد مجاهد الزيات، مستشار المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، أن مصر ليس لديها دور فيما يحدث في ليبيا، باعتبارها حرب أهلية، ولكنها تمس الأمن القومي المصري، حيث لا توجد قوة مركزية ليبية يمكنها حماية هذه الحدود. وبالتالي، يجب على مصر أن تحمي حدودها منفردة دون التعاون مع العناصر الليبية الأخرى، حسب قوله. وشدّد على عدم وجود تنسيق بين القوات المصرية وقوات الجنرال المتقاعد في الجيش الليبي اللواء خليفة حفتر، بل أن مصر تتحرك مع الأجهزة المركزية الرسمية. واستشهد بمثال زيارة رئيس الأركان الليبي قام رئيس الأركان العامة للجيش الليبي اللواء ركن عبدالسلام العبيدي، إلى المنطقة العسكرية طبرق، لتفقد الأوضاع هناك. بالإضافة إلى تكثيف التعاون مع دول الجوار لمواجهة التهديدات الأمنية المشتركة. ونوّه إلى عدم إمكانية تحريك القوات المسلحة المصرية إلى الحدود الليبية. وكانت صحيفة "الخبر" الجزائرية قد كشفت في 7 يوليو الماضي أن مسؤولين من أجهزة المخابرات المصرية والتونسية والجزائرية اجتمعوا في بداية الشهر نفسه لدراسة تقارير أمنية غربية تحذر من انتقال تنظيم " الدولة الإسلامية"-( داعش سابقا ) إلى ليبيا وسبل مكافحته. وتسبب احتدام العنف في العاصمة طرابلس وفي بنغازي بشرق البلاد منذ أسبوعين إلى إجبار آلاف الأجانب للنزوح إلى تونس المجاورة طلبا للنجاة من "جحيم المعارك المتصاعدة"، وكثفت مصر جهودها لمساعدة المصريين للخروج من ليبيا. " أنا عندي حدود ممتدة مع ليبيا اللي بتقوم بتأمينها مصر فقط.. فيه ناس متطرفين بتدخل تعمل أعمال إرهابية داخل مصر"، هكذا قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي بوضوح، داعيا المجتمع الدولي بمواجهة مسئولياته "الأمنية والأخلاقية والسياسية" تجاه ليبيا. وقال السيسي في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي في القاهرة "تناولنا الموقف في ليبيا وتطوره وقلنا إن مهم قوي إن الوقت ميستهلكشي ويبقى فيه مواجهة حقيقية للواقع اللي بيتشكل في ليبيا على الأرض." وأضاف "الميليشيات اللي بتتقاتل مع بعضها البعض دي لا بد أن تتوقف والمجتمع الدولي والمجتمع الأوروبي بالذات بعد تدخله عليه التزامات أخلاقية وإنسانية وأمنية تجاه الموقف في ليبيا وده أمر توافقنا فيه مع بعضنا البعض." وكان يشير إلى دعم حلف شمال الأطلسي للانتفاضة على معمر القذافي. وعلّق السفير الليبي في القاهرة فايز جبريل على كلام السيسي قائلاً: "جوهر الأمر بين مصر وليبيا ليس أمن الحدود، بل الانفلات الأمني الذي تعيشه ليبيا". وتابع " ليبيا تعاني من تراكمات صعبة وتركة ثقيلة لنظام القذافي، كما تعاني حاليًا من انتشار السلاح الذي سقط في يد كل من هب ودب، وهو ما يجعل العملية السياسية لا تسير بطريقة سلسة"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن مصر لا تتدخل في الشأن الليبي.