في تصعيد لخطابه، بدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس، وكأنه يقدم مبرراً لأوكرانيا لشن هجوم ضد روسيا، وذلك في وقت يتعثر فيه زخم محادثات السلام. وقال ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال": "من الصعب جداً، إن لم يكن من المستحيل، أن تربح حرباً دون مهاجمة بلد الغزاة. الأمر يشبه فريقاً عظيماً في الرياضة يملك دفاعاً رائعاً، لكن لا يُسمح له بالهجوم. لا توجد أي فرصة للفوز! وهذا بالضبط ما يحدث مع أوكرانياوروسيا". وأضاف ترامب: "جو بايدن الفاسد وغير الكفؤ على الإطلاق لم يسمح لأوكرانيا بأن ترد، بل فقط أن تدافع. كيف كانت النتيجة؟ على أي حال، هذه حرب ما كان لها أن تحدث لو كنت رئيساً — احتمالها كان صفراً. أوقات مثيرة بانتظارنا". ووفقا لشبكة سي إن إن الأمريكية، فإن خطاب ترامب أثار حساسية في موسكو، التي تعتبر أي دعم لهجمات أوكرانية على أراضيها "خطاً أحمر". ففي عهد إدارة بايدن، كان من السياسة الثابتة منع أوكرانيا من إطلاق صواريخ أمريكية الصنع بعيدة المدى داخل روسيا. لكن ذلك تغيّر في نوفمبر 2024 بعد ضغوط من حلفاء واشنطن، ما دفع روسيا إلى تحديث عقيدتها النووية، مؤكدة أنها ستعتبر أي هجوم يُشن عليها بدعم من قوة نووية بمثابة "هجوم مشترك". وبعد أيام فقط، أطلقت موسكو صاروخها الباليستي العابر للقارات الجديد متوسط المدى، المسمى "أوريشنيك"، على مدينة دنيبرو وسط أوكرانيا. كما دأبت روسيا على الاستناد إلى هجمات الطائرات المسيّرة الأوكرانية بعيدة المدى ضد منشآت للطاقة ومرافق عسكرية. تأتي تصريحات ترامب في وقت نفى فيه الكرملين بشكل علني ما أعلنته واشنطن بشأن خطط لعقد اجتماع ثنائي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ما يشير إلى أن المحادثات على مستوى القادة لا تزال بعيدة وأن بوتين لم يوافق بعد على عقد مثل هذا اللقاء. إلى جانب ذلك، شنت روسيا ليلاً سلسلة واسعة من الضربات الجوية على أوكرانيا، شملت هجوماً على شركة تصنيع أمريكية مملوكة للقطاع الخاص، ما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 15 شخصاً. وبعد وقت قصير من نشره التصريح على "تروث سوشيال"، نشر ترامب صورة له مع بوتين، فوق صورة تعود لعام 1959 تظهر نائب الرئيس الأمريكي آنذاك ريتشارد نيكسون في مواجهة مع الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف، وهي صورة أصبحت رمزاً لموقف الولاياتالمتحدة الصارم في مواجهة ضغوط الاتحاد السوفيتي آنذاك.