وجهت النائبة جورجيت قليني أمس اتهامات عنيفة إلى الحكومة خلال اجتماع اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب ، مؤكدة أنها ضحكت على المواطنين وصغار المستثمرين وزجت بهم للتعامل في البورصة وإغراقهم فور دخولهم وضياع تحويشة عمرهم. واعتبرت أن ما يحدث في البورصة المصرية ليس له وصف أو معني سوى أن البورصة تنعي ببالغ الحزن والأسي وفاتها بالسكتة القلبية، مشيرة إلى أن هناك شبهة انحراف وأن المسألة لا تتعلق بتقلبات وارتفاعات مؤشرات الأسهم. وأعربت النائبة عن استغرابها ودهشتها من الارتفاع غير المنطقي لأسهم بعض الشركات، وتساءلت: هل يعقل أن إحدى الشركات يتضاعف سهمها ثلاث مرات في مدة قصيرة. واعتبرت تحقيق أسهم تلك الشركة لهذه الارتفاعات حتى لو كانت تعمل في المخدرات أو الدعارة أمرًا غير متصور، خاصة أن نفس هذا السهم انخفض سعره بعد ذلك بسرعة شديدة ، منتقدة تخفيض الحكومة للفوائد على الودائع من أجل تشجيع الاستثمار. من جانبه، حذر النائب الدكتور فريد إسماعيل من المخاطر التي يواجهها الاقتصاد المصري في ظل استمرار انهيارات البورصة والتلاعب في عملياتها، واتهم أيدى خفية بالوقوف وراء ذلك من أجل تدمير الاقتصاد القومي. وفي رده على اتهامات النواب ، تعهد الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار بالتحقيق الفوري في أية واقعة انحراف أو تلاعب بالبورصة المصرية ، التي قال إنها تخضع لرقابة يومية من أجهزة عدة. وأكد أنه لا تهاون في مواجهة أي تلاعب أو إذا ثبت حدوث عمليات مضاربة تضر بصغار المستثمرين من خلال تسريب المعلومات الداخلية. وأضاف أنه لا توجد لديه أية تقارير تشير إلى وجود أيد خفية تتلاعب في البورصة، إلا أنه اعترف في الوقت ذاته بأن هناك أمورًا استوقفته ودفعته للاستفسار عنها من رئيس هيئة سوق المال، مطالبًا النواب بتقديم ما يمتلكونه من بيانات ووقائع محددة لإحالتها إلى النيابة العامة . ورفض الاتهامات الموجهة إلى الحكومة بتدخلها في تخفيض الفائدة على الودائع بالبنوك ، بهدف تحريك البورصة وتحفيز المواطنين على اللجوء إليها بدلاً من الفائدة المنخفضة التي يحصلون عليها ، مشيرا إلى أن الحكومة لا دخل لها في هذا الأمر طبقا للقانون ، لأن عملية التخفيض هي حق أصيل للبنك المركزي المصري وحده دون غيره. ووصف وزير الاستثمار البورصة المصرية بأنها من البورصات القوية جدا، إلا أنها لا ينشر عنها سوى الأخبار الخاصة بالهبوط دون الإشارة من قريب أو بعيد لعمليات الصعود وارتفاع قيمة الأسهم. واعتبر أن المشكلة التي تواجه صغار المستثمرين تتمثل في عدم قدرتهم الثقافية على التعامل مع البورصة ، في الوقت الذي يتمتع فيه الأجانب المتعاملون بقدر عال من الخبرة في التعامل معها وتحقيق أرباح تتجاوز في بعض الأحيان 11% و 13 %. من ناحية أخرى، أعلن وزير الاستثمار تعليق عملية بيع شركة النصر للصناعات الزجاجية "ياسين" إلى العام القادم بعد التحذيرات التي أبداها النواب وإعلان رفضهم بشدة لهدم هذا المصنع العملاق ، موضحا أن الشركة القابضة للصناعات المعدنية ستقوم بإعادة دراسة وتقييم الشركة مرة أخري ، وأن القرار النهائي سيكون في يد الجمعية العمومية.