كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى تعرض العلاقات المصرية الجزائرية لحالة من التوتر بعد اعتراض مصر الشديد على التسهيلات العسكرية التي قدمتها الجزائر للولايات المتحدةالأمريكية في منطقة البحر المتوسط ، بدون التشاور مع مصر أو إعلانها عبر الدوائر الدبلوماسية. وأوضحت المصادر أن مصر ستطرح قضية التعاون العسكري والاستخباراتي الجزائري مع الولاياتالمتحدة خلال القمة العربية المزمع عقدها نهاية الشهر الحالي في الخرطوم ،وستطالب القمة بإصدار قرار حول ضرورة وجود تنسيق أمني بين الدول العربية قبل إبرام هذه الاتفاقيات التي تمنح واشنطن تسهيلات عسكرية قد تستخدم في المستقبل ضد أي من دول المنطقة. وأشارت المصادر إلى أن المساعي المصرية تؤكد المأزق الذي تعاني منه العلاقات المصرية الجزائرية ، والذي بدأ بمطالبة الجزائر بتدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية ومرورا برفض الجزائر الاستجابة لدعوة الرئيس مبارك في سبتمبر الماضي إلى عقد قمة عربية في شرم الشيخ. وأفادت المصادر بأن مصر كانت قد أبلغت اعتراضاتها للجزائر قبل قيام وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد للجزائر مؤخرا ضمن جولة مغاربية إلا أن الجزائر ضربت عرض الحائط بالاعتراضات المصرية وصممت على المضي قدما في توسيع علاقاتها العسكرية مع واشنطن. من جانبه ، أكد السفير حسين أحمد أمين الدبلوماسي والمحلل السياسي أن العلاقات المصرية الجزائرية يمر بمنعطف صعب منذ سنوات قد تصاعد هذا التوتر مع صعود الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى سدة السلطة في الجزائر. وأضاف أمين أن الجزائر قدمت تسهيلات عسكرية غير مسبوقة لواشنطن مما أشعل الغضب المصري حيث تخشى القاهرة من إمكانية استغلال هذه التسهيلات لتوجيه ضربة عسكرية لأي من دول المنطقة.