كشفت مصادر دبلوماسية ومحللون أن الرئيس مبارك يسعى من خلال زيارته المفاجئة للجزائر إلى ترميم العلاقات الدبلوماسية بين البلدين التي شهدت توترا كبيرا في الفترة الأخيرة أثر مطالبة الجزائر بتدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية وإنهاء الاحتكار المصري لهذا المنصب وهو ما عدته القاهرة سعيا من الجزائر لتحجيم دورها العربي وإنهاء تقليد استمر لسنوات طويلة بأن يكون الأمين العام للجامعة مصريا منذ إنشاء الجامعة. وأوضحت المصادر أن علاقات البلدين شهدت محطات توتر عديدة أخرها كان في قمة الخرطوم العربية عندما اعترضت الجزائر بقوة على الضغوط العربية إلى مارستها عدد من الدول العربية وفي مقدمتها مصر على الخرطوم للقبول بوجود قوات أممية في إقليم دارفور المضطرب حيث ذهبت الجزائر إلى تأييد موقف السودان معتبرة القبول بوجود قوات دولية انتقاصا لسيادتها وهو ما أصبح مواجهة دبلوماسية بين كل البلدين. ونبهت المصادر إلى أن هذه الزيارة تعد إنهاء لحالة القطيعة التي حكمت العلاقة بين الرئيس مبارك وبوتفليقة خصوصا لشعور القاهرة بغضب كبير بعد اعتراض الجزائر على دعوة مبارك لعقد قمة عربية طارئة في شرم الشيخ في سبتمبر الماضي ، ووجه وزير الدولة الجزائري للشئون الخارجية بوجرة سلطاني انتقادات لاذعة للقيادة السياسية المصرية بالتأكيد على أنها تحاول إيجاد مظلة عربية لاستعادة شعبيتها أمام الناخبين المصريين ، ناهيك عن تجاهل الرئيس مبارك زيارة الجزائر أثناء محاولاته تأمين ولاية جديدة لعمرو موسي في الجامعة العربية. ولفتت المصادر إلى أن إبرام الجزائر لاتفاق يقدم بموجبه تسهيلات عسكرية غير مسبوقة لواشنطن قد اشغل غضب مصر التي فشلت عبر القنوات الدبلوماسية في حل الأمر مع الجزائر مما استوجب تدخل الرئيس مبارك. من جانبه ، أكد الدكتور حسين أحمد أمين سفير مصر السابق في الجزائر ل"المصريون" أن القيادة السياسية تسعي لاستغلال هذه الزيارة لإذابة الجليد الذي يحكم علاقات البلدين منذ مدة ليست بالقصيرة حيث شهدت هذه العلاقات العديد من محطات التوتر في الفترة الأخيرة استوجبت تدخلا مصريا رفيع المستوي لترميم هذه العلاقات. وأشار أمين إلى وجود تراكمات بين البلدين منذ مدة طويلة تصاعدت من خلال مطالب الجزائر بتدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية وعدم التشاور حول العديد من القضايا الاستراتيجية وتبنيها العديد من المواقف المضادة لمصر أخرها رفض إرسال الأممالمتحدة لقوات دولية إلى إقليم دارفور ، وحمل أمين مصر مسئولية التوتير الشديد الذي يحكم علاقاتها مع الجزائر منذ مدة ليست بالقصيرة.