توقع مصدر رسمى مصرى أن تشهد المرحلة القادمة تحركا مصريا جزائريا مشتركا لفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين، تتجاوز أزمة الخريف الماضى، مع تنافس منتخبيهما لكرة القدم للتأهل لكأس العالم. «الأمور بدأت تتحرك وإن ببطء نحو منحى إيجابى، وأعتقد أنه من الدقيق القول إن هناك تفاهما بين القيادة السياسية فى كل من مصر والجزائر على أن المصلحة المشتركة للبلدين هى تجاوز خلاف كرة القدم وعدم السماح لأجهزة الإعلام بالسيطرة على الأجندة السياسية،» قال المصدر نفسه. وأضاف المصدر الرسمى أن الزيارة التى قام بها الرئيس حسنى مبارك إلى الجزائر «لتقديم واجب العزاء للرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة، بعد فقدان الأخير شقيقه» كان لها دور أساسى فى هذا الأمر، بالرغم من أن الإعلام الجزائرى لم يبد إيجابية مباشرة فى التعاطى مع هذه الزيارة التى بادر بها مبارك مطلع الشهر الجارى. الصحف الجزائرية أشارت فى حينها إلى صفقة مليارية ألغتها الحكومة الجزائرية لأحد أقطاب صناعة الحديد فى الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم، كما أشارت إلى المشاكل الكبرى التى يواجهها رجل الأعمال المصرى نجيب ساويرس فى الاحتفاظ بجيزى، الشركة الأكبر للاتصالات هناك. وفى الأيام الأخيرة، بدت الصحف الجزائرية أكثر إشارة للإطار «التاريخى والدينى للعلاقات التى تجمع البلدين». وبالرغم من أن المسئولين الجزائريين فى العاصمة لم يدلوا بتصريحات مباشرة حول تحسن العلاقات بين مصر والجزائر إلا أن القاهرة ترصد التحسن بالفعل. «هناك تحسن فيما يتعلق بمنح تصاريح العمل للعمال المصريين فى الجزائر،» قال المصدر الرسمى المصرى، وأضاف أن هناك أيضا تنسيقا مرتفع الوتيرة بين مصر والجزائر فى المحافل الإقليمية الدولية، مشيرا إلى تنسيق بين البعثتين الدبلوماسيتين المصرية والجزائرية فى نيويورك فيما يتعلق بالنقاش الدائر حول خطط توسيع مجلس الأمن وإلى تنسيق بين بعثتى البلدين لدى الاتحاد الأفريقى فى القمة الأفريقية التى افتتحت فى كمبالا مطلع الأسبوع الحالى. وبحسب مصدر دبلوماسى جزائرى، فإن هناك «تحسنا فى نبرة تناول الإعلام المصرى للعلاقات مع الجزائر وهذا أمر لا ننكره». وتوقعت مصادر دبلوماسية مصرية وجزائرية أن يعقد لقاء ثنائى ولو قصير بين وزير الخارجية أحمد أبوالغيط ونظيره الجزائرى مراد مدلسى على هامش مشاركتهما فى أعمال لجنة وزارية عربية، ستجتمع الخميس بمقر الجامعة العربية لمتابعة تطورات التفاوض الفلسطينى والإسرائيلى. ورفضت المصادر المصرية والجزائرية الدبلوماسية القول بما إذا كان هذا التحسن سينعكس على وضعية أعمال ساويرس فى الجزائر وأصرت أن ملف أعمال ساويرس فى الجزائر أكثر تعقيدا. كما تحسبت المصادر ذاتها من الإعراب عن أى موقف حاسم حول موقف الدبلوماسية الجزائرية الداعى لتدوير منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية خاصة فى حال ما قرر الأمين العام الحالى عمرو موسى إنهاء التزامه تجاه المؤسسة العربية فى أعقاب انتهاء المدة الثانية له مايو القادم فى مواجهة إصرار الدبلوماسية المصرية المعلن على أن يبقى المنصب كما المقر مصريا.