صدر كتاب جديد للناقد والمفكر الإسلامي الكبير الدكتور حلمي محمد القاعود بعنوان "عباد الرحمن وعباد السلطان" ، يأتي هذا الكتاب ، الذي صدر عن مكتبة الورد بالقاهرة في 168 صفحة ، في سياق مواجهة فساد السلطة الفاشية المستبدة التي كانت ، من خلال القضايا التي يعاني منها الشعب المصري المظلوم ، وهو من الكتب التي صدعت بكلمة الحق في وجه السلطة الظالمة ، وبشرت بالثورة التي عصفت بهذه السلطة ، في وقت ساد فيه اليأس والقنوط والإحباط . وفي هذا الكتاب وكتب أخرى للمؤلف صدرت في توقيت متقارب نرى كثيرا من القضايا التي يعانيها الوطن والناس ، وتستلهم الأمل والتحدي ؛ تعبيرا أو ترجمة عن أشواق أمتنا الإسلامية من خلال عقلها الذي تمثله مصر الكنانة ؛ في الحرية والعدل والتفوق والكرامة والعزة التي اصطفاها الله لنفسه ولرسوله وللمؤمنين .. بعض الناس يتصور أن الإسلام يقف حجر عثرة في طريق الأمم والشعوب نحو التفوق والتقدم ، وهذه فرية لا أساس لها من الصحة ، بدليل أن الأمة الإسلامية في أقل من قرن من الزمان ؛ بعد نزول الوحي ، استطاعت أن تكون الدولة العظمي في العالم عقيدة وفكرا وقوة وبناء ومجدا وعظمة ، وما ذلك إلا لوجود المسلم القوي إيمانا وخلقا ، الحر سلوكا ومنهجا ، الذي يستطيع أن يواجه الخليفة وجها لوجه وينتقده لمصلحة الإسلام والمسلمين .. ومع أن البعض يرجف في المدينة ، ويزعم أن الإسلام لم يعرف الحرية والمعارضة إلا لفترة محدودة في عصر الراشدين ؛ فإن تكوين الأمة ذاته على مستوى الأفراد كان منتميا إلى الحق والعدل والكرامة والمساواة ، ولذا استطاع المسلمون على مدى القرون الخمسة الأولى – مع كل الخلافات والصراعات بين الأطراف المختلفة - أن يتحركوا تلقائيا في بناء مجتمع الحرية المؤمنة، وأن يصنعوا تراثا عظيما كان قاعدة للنهضة الإنسانية الراهنة في مجالات مختلفة . ومن ثم ؛ كان إلحاح صفحات هذا الكتاب على مناقشة الهموم الإنسانية التي يعيشها شعبنا المظلوم في دائرة المظالم والمتاعب والآلام التي يصنعها بعض أبنائه الذين يتولون المسئولية أو يقفون بعيدا عنها ؛ ثم محاولة إضاءة السبل التي تفسح المجال لتستعيد مصر وجودها الحضاري الإنساني الفاعل الذي سبقت إليه أمم حديثة النشأة والوجود ، عديمة التاريخ والميراث ، ولكنها استطاعت أن تمتلك أسس الحركة السليمة وعناصر التعايش الصحيحة ، فتوافق أبناؤها على الأهداف الكبرى والغايات الأساسية ، وكان الإنسان في هذه الأمم كيانا محترما له حق الصيانة والتقدير والعدل والمساواة فضلا عن الحرية والكرامة . تتنوع الموضوعات والقضايا في هذه الصفحات ، ولكنها تبحث عن الإنسان المصري المظلوم وأحلامه المغيبة ... وتدعو لإنقاذه ومؤازرته في رحلة تحرير نفسه من الخوف واتلجوع والاستبداد