رجحت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى مشاركة الرئيس مبارك في قمة الخرطوم العربية المقرر أن تستضيفها العاصمة السودانية أواخر الشهر الحالي ، مقللة من أهمية الأنباء التي تشير إلى وجود اتجاه قوي لدى الرئيس مبارك لإنابة مسئول مصري رفيع المستوى لتمثيل مصر في أعمال القمة . وكانت التسريبات حول عدم مشاركة الرئيس في القمة قد ربطت ذلك بتصريحات زعيم المؤتمر الشعبي السوداني الدكتور حسن الترابي ، والتي اتهم فيها رؤوس كبيرة في النظام السوداني بالتورط في محاولة اغتيال الرئيس مبارك في أديس أبابا عام 1995. وشددت المصادر على حرص الرئيس مبارك على المشاركة في القمة وتهيئة السبل لإنجاحها في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه العمل العربي المشترك ، خصوصا أن غياب مبارك عن القمة سيتبعه غياب الغالبية العظمى من القادة العرب الذين كانوا قد طالبوا مصر في وقت سابق بإقناع السودان بنقل القمة من الخرطوم لأسباب أمنية وهو ما رفضته مصر بشدة . ونفت المصادر أن تكون هذه التصريحات قد أثرت بالسلب على العلاقات المصرية السودانية خصوصا أن عددا من المسئولين السودانيين رفيعي المستوى قد زاروا القاهرة في الفترة الأخيرة وعقدوا اجتماعات مع القيادة السياسية ، وعلى رأسها الفريق عبد الرحيم أحمد حسين وزير الدفاع السوداني ، ومن قبله المبعوث الرسمي للرئيس السوداني الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل الذي سلم مبارك دعوة رسمية للمشاركة في قمة الخرطوم . وشددت المصادر على أن القاهرة تحاول حاليا حشد الدعم العربي للسودان وذلك للحفاظ على وحدته وتقوية موقفه في مواجهة الضغوط الدولية عليه بشأن القبول بنشر قوات دولية في إقليم دارفور ، وهو ما ترفضه مصر والسودان وليبيا بشدة.