بعثت القمة العربية بسرت في ختام أعمالها أمس ببرقية تهنئة للرئيس محمدحسني مبارك بمناسبة عودته الي مصر وشفائه وعبر القادة عن تمنياتهم له بالصحة والعافية. وكانت القمة العربية الثانية والعشرين قد أعلنت في ختام اجتماعاتها عن عقد قمة استثنائية عربية في شهر أكتوبر القادم لمتابعة قرارات قمة سرت كما أعلنت انشاء آلية خماسية عليا مهمتها متابعة الاقتراحات والأفكار الخاصة بتطوير العمل العربي المشترك وتطوير الموارد والامكانات للجامعة حتي تتمكن من القيام بمسئولياتها، وتتكون هذه اللجنة الخماسية من الرئيس محمد حسني مبارك والعقيد معمرالقذافي والرئيس اليمني علي عبد الله صالح وحمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر والرئيس العراقي جلال طالباني، وبمشاركة الأمين العام للجامعة العربية وستشرف اللجنة علي اعداد وثيقة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك، وتعرض علي الدول الاعضاء تمهيدا لمناقشاتها علي مستوي وزراء الخارجية قبل العرض علي القمة الاستثنائية المقرر عقدها في أكتوبر القادم. وكانت جلسات القمة المغلقة خلال يومين ناقشت بشكل تفصيلي اقتراحات كل من العقيد القذافي والرئيس اليمني حول انشاء اتحاد عربي بديل للجامعة بشكلها الحالي.. كما ناقشت الجلسات مقترح الامين العام الخاص بانشاء رابطة الجوار العربي بحيث تضم دول الجوار العربي من جهة افريقيا وأوروبا وآسيا. وكلفت القمة "موسي" باعداد ورقة عمل حول المبادئ المقترحة لسياسة الجوار العربي والآلية المناسبة في هذا الشأن علي أن يتم عرضها علي المجلس الوزاري للجامعة في سبتمبرالقادم ،تمهيدا لعرضها علي القمة الاستثنائية في أكتوبر..يذكر ان الجماهيرية الليبية سوف تحتضن في شهر أكتوبر قمة عربية أفريقية ..وعلمت "الأسبوعي " من مصادر مطلعة ان القمة الاستثنائية والعربية الافريقية سوف تتزامنان، وستحتضنهما الجماهيرية الليبية. وبالرغم من ان قمة سرت أطلق عليها قمة دعم صمود القدس، وسيطرت عليها اللهجة الحماسية والخطاب الداعي إلي المقاومة، كما ان ارجاء وكواليس القمة أعادتنا بأغاني عبد الحليم الوطنية وخطب الرئيس عبد الناصر في الدوائر التليفزيونية الداخلية بقاعات المؤتمر، إلي أجواء حرب الاستنزاف، إلا أن القرارات الصادرة عن القمة العربية ال22 لم تخرج عن مشروعات القرارات المرفوعة من وزراء الخارجية والتي تؤكد علي "حزمة" تقليدية من القرارات السياسية الخاصة بدعم القضية الفلسطينية، والتأكيد علي أهمية العمل العربي. وأن كانت نجحت في تبني قرار بتخصيص دعم اضافي لصندقي الاقصي والقدس، لكن يبقي أن يتم تفعيل هذا القرار ووفاء الدول العربية بهذا الالتزام. وقد وافق القادة العرب علي عقد الدورة الثالثة والعشرين لمجلس القمة برئاسة العراق في مارس ،2011 من دون ذكر مكان الانعقاد بحيث تكون في مقر الجامعة أو في شرم الشيخ أو في بغداد. وفيما كانت القمة "عربية"، كانت مانشتات الصحف والاهتمامات الاعلامية العالمي تصنعها السياسة والدبلوماسية التركية،حيث كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان "نجم" الجلسة الاولي للقمة وكانت كلمته مفاجأة قوية حملت رسالة الي العرب والشارع العربي بأن الدفاع عن القدس هو دفاع عن اسطمبول، وان اعلان نتنياهو ان القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي وتماديه في انشاء المستوطنات الإسرائيلية هو "جنون" لانه سيشعل الاوضاع في المنطقة بالكامل. والحضور التركي في القمة لم يقتصر علي الجانب الرسمي الرفيع المستوي ولكن كل عمليات الضيافة ومقاولات الفندقة والاعاشة فازت بها الشركات التركية علي مايبدو خلال القمة، حيث هناك 960فرد ضيافة من شركة واحدة هي "ريكسوس" والتي قدمت جميع الخدمات في مجمع واغادوغو بسرت خلال القمة العربية اضافة الي شركتين تركيتين أخرتين، تقوم بنفس الخدمات في مكان الاقامة وضيافات الوفود.وهذه المكاسب التي حققها الأتراك في القمة بملايين الدولارات، تنسجم مع المكسب السياسي المتمثل في ضمان مرتبة أولي ضمن مشروع رابطة الجوار العربي التي اقترحها الامين العام للجامعة عمرو موسي ،حيث طالب أن تبدأ الدراسة بالنظر في عضوية تركيا في هذه الرابطة أولا ..واذا كانت هناك "تحفظات" مصرية علي وجود ايران داخل هذه الرابطة كما أوضح لي السفير حسام زكي الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، وتحفظات سودانية بالمثل علي وجود اريتريا في الرابطة، فان بلوة المشروع في الفترة القادمة ،كما طلب القادة من عمرو موسي، في اتجاه ارساء مبادئ حاكمة للعلاقات في الرابطة ،ربما يساعد علي سحب تلك التحفظات.