رحلت ميادة أشرف ابنة ال22عامًا شهيدة الصحافة التى دفعت عمرها مقابل نقل كلمة أو صورة إلى العالم ليعرف الحقيقة الصادقة وتركت عالمًا مليئًا بالكذب والخداع والمتاجرة بكل شيء حتى دمائها الذكية، نسوا الحق والحقيقة وأبدعوا فى الصاق دمها بغير من قتلها، اعتقادًا أن ذلك سوف يخفى الحقيقة الواضحة. تعتبر الزميلة ميادة أشرف الصحفية بموقع الدستور ابنة محافظة المنوفية الأخت الكبرى لأب يعمل موظف وأم ربة منزل خرجت من المحافظة بعد الثانوية العامة منذ 6 سنوات كغيرها من أبناء المحافظة إلى القاهرة لتلتحق بكلية الإعلام آملة في تحقيق حلمها في أن تكون صحفية. تخرجت ميادة العام الماضي 2013 والتحقت بموقع الدستور الإلكتروني لتبدأ الحلم، ولكن سرعان ما تحول إلى كابوس لتلقى مصرعها في تغطية أحداث مظاهرات بعزبة النخل بعين شمس أثناء أداء عملها في تغطية الاشتباكات الدائرة هناك، حيث أكد من كان يرفقها من زملائها الصحفيين أنها كانت بجوارهم وأنها تلقت الرصاصة من جانب قوات الأمن وليس من جانب المتظاهرين. كانت صحيفة الدستور التي ضحت ميادة من أجل نقل الصورة لها، أول من اتهمت المتظاهرين فور وصول الخبر إليها وقبل أن تعلم الحقيقة، ولكن الصحفيين المرافقين أكدوا كذب الأمر، إن الامن والبلطجية هم من قتلوا وهم المتهم الأول. وتوالت المأساة بعد سقوط ميادة غارقة فى دمائها قام المتظاهرون بحملها داخل أحد المسجد فى محاولة لإسعافها ولكن كان روحها قد صعدت إلى ربها تشكو له من يطمس حقيقة موتها ومن يتاجر بدمائها من أجل مكاسب سياسية قذرة لا قيمة لها. وصل الخبر إلى بلدتها بقرية أسطنها التابعة لمركز الباجور بالمنوفية كالصاعقة، حيث سادة حالة من البكاء والصرخ الهستيرى داخل منزلها حتى وصل إلى خارج الشارع ثم تحولت القرية إلى سرادق كبير حيث سادت حالة من الحزن الشديد. عرفت ميادة بخفة الدم وأنها مفعمة بالحيوية والنشاط والتى كانت تتحدث مع الجميع وتخدم الجميع ولا تتأخر عن أى أحد فى أى شيء تستطيع فعله لها. لا تملك الأم إلا الصراخ والبكاء واتهام قوات الشرطة بقتلها، فيما أصيب الأب والاخ بحالة من الصمت والبكاء المكتوم وباقى العائلة فى حالت صدمة. اتجه الجميع إلى مستشفى هليوبولس من أجل إحضار جسد الشهيدة ميادة، حيث اجتمع المتلاعبون بالدماء الذكية الذين يردون تغيير الحقيقة، حيث بدأوا فى إقناع أهلها بأن الفاعل الإخوان والمتظاهرون، ولكن أصر من كان موجودًا بأن الأمن هو الفاعل ووصل الانقسام إلى دخل عائلة ميادة نفسها، حيث تناسى بعض أفراد العائلة ما هم فيه من مصاب، وبدأوا فى إخراج ميولهم السياسية، حيث قال عمها أيمن رشاد إن الإخوان والمتظاهرين هم الفاعلون دون أن يقدم دليلًا أو سندًا والأم تبكى وتحدث زملاءها وتسألهم ليه سبتوا الأمن يقتلها؟ ليه سبتو ميادة؟ أنا كنت عوزة أزفها على عريسها مش أزفها إلى القبر. الغريب أن أخاها قال إن ميادة ذهبت من أسبوع الى المقابر، حيث وقفت أمام ضريحٍ في المقابر منذ أسبوع فقط داعية الله أن يرحم موتها أن يحقق حلمها وأسرتها الكادحة ولكنها لم تكن تتخيل في هذا اليوم أن نهايتها ستكون قريبة إلى هذا الحد عقابًا لها على اختيارها عملًا مليئًا بالمتاعب، والنتيجة متاجرة بدمائها ودرع وورقة تكريم لا قيمة لهم مقابل دماء أريقت ولم تجد من يأتى بحقها بل يسعى من أجل طمسها وإلصقها بالآخرين من أجل مكاسب شخصية وسياسية. شاهد الصور: