كاتب بروتوكولات كامب ديفيد: بيجن كان حزينا بسبب إخلاء المستوطنات من سيناء الوثائق: ديان استبعد تحقق السلام مع مصر بعد زيارة السادات للقدس والأخير ربط دائمًا المفاوضات بقضية فلسطين لقاء سري أجراه ديان مع نائب رئيس الوزراء المصري أعلن فيه استعداد تل أبيب إعادة سيناء مقابل سلام منفصل مع القاهرة في مراحل المفاوضات المبكرة أراد بيجن اتفاقا دون إخلاء مستوطنات سيناء واتضح المصريين لن يتنازلوا عن أي شبر منها
واصلت الصحف الإسرائيلية، الكشف عن الوثائق المتعلقة بمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، في الذكرى ال35 لتوقيعها، وتتعلق بمشاورات بين أعضاء الحكومة الإسرائيلية ونقاط الخلاف موجودة خلال المفاوضات. وذكرت صحيفة "يسرائيل هايوم"، أنه وفقًا للوثائق فقد صادقت الحكومة الإسرائيلية آنذاك برئاسة مناحيم بيجن على المعاهدة قبل أسبوعين من توقعيها في البيت لأبيض، قبل أن يبلغ الأخير الرئيس الأمريكي وقتذاك جيمي كارتر في اتصال بينهما بهذا التطور. وأوضحت إلى أن المعاهدة لم تتم إلا بعد التوصل إلى اتفاقات تتعلق بالنفط والانسحاب من شبه جزيرة سيناء، في الوقت الذي طالبت فيه مصر بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية، ما أثار احتجاج بيجن الذي قال إنه لا يوجد رئيس حكومة في إسرائيل يمكنه أن يقبل على نفسه أمرًا كهذا. وأظهرت الوثائق أنه من بين القضايا المركزية التي شهدتها المفاوضات كان الحكم الذاتي للفلسطينيين. بدورها نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن أهارون باراك –رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية الأسبق وأحد مستشاري الحكومة الإسرائيلية المشاركين بمعاهدة السلام- قوله "كل الأمور كانت معتمدة على بيجن"، مضيفًا: "كنت أشارك في غالبية اللقاءات، لم يكن هناك من يسجل تلك الجلسات لذلك توليت أنا تلك المسئولية على قدر المستطاع، قمت بكتابة البروتوكولات بخط يدي". وذكر أن "بيجن كان حزينا بسبب إخلاء المستوطنات من سيناء" وأنه "قبل أحد اللقاءات مع الرئيس السادات، طلب مني بيجن إعداد مسودة لاتفاقية السلام، ثم جلس مع نفسه وقام بإعداد برنامج للحكم الذاتي للفلسطينيين وبعدها طلب مني أن أعطي لهذا البرنامج شكلاً قانونيًا". وتابع: "كانت كل الأمور تعتمد عليه، ولم تكن المعاهدة لتتم إلا بموافقته، لقد كان راغبًا في التوصل إلى اتفاقية سلام وإنهاء حالة الحرب بيننا وبين العالم العربي". واختتم بالقول "الاتفاقيات التي وصلنا إليها في المعاهدة كانت الحد الأقصى الذي يمكن الوصول إليه في هذا الوقت، لقد وضعت تلك المعاهدة العامة حجر الأساس لأي معاهدة أو اتفاقية جديدة بيننا وبين الفلسطينيين". من جانبها نشرت صحيفة "معاريف" مقتطفات من الوثائق الأرشيفية الخاصة بكامب ديفيد لافتة إلى أنه بعد 9 أشهر من زيارة السادات للقدس، قال موشي ديان وزير الخارجية الإسرائيلي وقتذاك، إن الرئيس المصري السادات لا يمكنه صنع السلام بمفرده وسيدفع هذا الأمريكيين إلى ابتزاز تل أبيب، الأمر الذي سيؤدي إلى المزيد من المشكلات، موضحة أن أكبر تلك المشكلات كان ربط السادات المفاوضات دائما بالقضية الفلسطينية". وأوضحت الصحيفة أن السلام مع مصر أصبح ممكنًا في نهاية الأمر عندما أصبحت مصر مستعدة لسلام منفصل بينما أصبحت المحادثات الخاصة بالحكم الذاتي الفلسطيني هامشية، وهو ما تبين من خلال اللقاء السري الذي أجراه ديان مع حسن تهامي نائب رئيس الوزراء المصري وقتذاك، وقال فيه الأول إن إسرائيل مستعدة في مرحلة ما بإعادة كل أراضي سيناء مقابل سلام منفصل مع مصر". موقع "واللاه" الإخباري العبري أورد أيضًا مقتطفات من الوثائق؛ ومنها أن الوفد المصري بالمباحثات طالب بأن يضم الاتفاق جزئًا يتعلق بوضع القدس ورفع علم إسلامي هناك، وهو المطلب الذي رفضته تل أبيب بشده". وذكر الموقع أنه في المراحل المبكرة للمفاوضات، أراد رئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق بيجن أن يصل لاتفاق مع القاهرة دون إخلاء لكل المستوطنات في سيناء، أو على الأقل عدم إخلائها على الفور، إلا أنه اتضح أن المصريين لن يتنازلوا عن أي شبر من أراضيهم، وهو الموقف الذي دعمتهم فيه الولاياتالمتحدة. وبحسب الوثائق، فإنه كان للثورة الإيراني –التي اندلعت خلال المباحثات- تأثيرا على المفاوضات بين مصر وإسرائيل، فالثورة الإسلامية التي أسقطت نظام الشاه الداعم للغرب والمقرب لتل أبيب، وجعلت من طهران العدو الأكبر لإسرائيل والولاياتالمتحدة ومصر، دفعت كل الأطراف إلى الإسراع بعقد اتفاق سلام، وفي 6 فبراير 1979 بعث كارتر خطابا لبيجن قال فيه إن اتفاق سلام سيكون الرد الأفضل على الثورة الإيرانية وسيساعد في استقرار الشرق الأوسط مقابل القوى المتشددة. كما كتب افرايم عفرون –سفير إسرائيل بواشنطن آنذاك- لوزير خارجيته ديان بأن الإدارة الأمريكية تعتقد أن سلاما مع القاهرة هو الأمر الأهم جدا للغرب بشكل عام وواشنطن بشكل خاص في هذه اللحظة التي يمر بها الشرق الأوسط على خلفية الأحداث في طهران. واختتم قائلا إن أكثر النقاط الخلافية في مفاوضات القاهرة وتل أبيب كان المحادثات بشأن مواعيد الانسحاب من سيناء وترتيبات إمداد مصر لإسرائيل بالنقط بعد هذا الانسحاب. وأضافت أنه رغم أن الحديث كان يدور عن نقاط فنيه، إلا أنها كانت تمثل صداعا في رأس المعاهدة، وفي منتصف شهر مارس زار الرئيس كارتر المنطقة في محاولة لتحقيق انفراجة في الاتفاق بين الجانبين، فيما يتعلق بهذين الأمرين. وأوضحت أن الصيغة التي تم الاتفاق عليها في النهاية تضمنت مرونة من الجانب المصري فيما يتعلق بالنفط تقابلها مرونة إسرائيلية فيما يتعلق بالانسحاب من سيناء.