القافلة ال17، بدء دخول شاحنات المساعدات الإنسانية من مصر إلى قطاع غزة (فيديو)    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الجولة.. بسيوني يقود قمة المصري وبيراميدز    نيكو ويليامز.. شوكة في قلب إشبيلية    كل ما تريد معرفته عن مسابقة توظيف بريد الجزائر 2025.. الموعد والشروط وطريقة التسجيل    قرارات صارمة من وزارة التربية والتعليم استعدادًا للعام الدراسي الجديد 20262025 (تعرف عليها)    سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري الإثنين 18-8-2025 بعد الهبوط العالمي الجديد    مصرع سيدة في حادث سير ب شمال سيناء    دعه ينفذ دعه يمر فالمنصب لحظة سوف تمر    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الاثنين 18 أغسطس    سعر الذهب في مصر اليوم الاثنين 18-8-2025 مع بداية التعاملات    "أي حكم يغلط يتحاسب".. خبير تحكيمي يعلق على طرد محمد هاني بمباراة الأهلي وفاركو    إساءات للذات الإلهية.. جامعة الأزهر فرع أسيوط ترد على شكوى أستاذة عن توقف راتبها    تامر عبدالمنعم: «سينما الشعب» تتيح الفن للجميع وتدعم مواجهة التطرف    ترامب يهاجم وسائل الإعلام الكاذبة بشأن اختيار مكان انعقاد قمته مع بوتين    وصفة مغذية وسهلة التحضير، طريقة عمل كبد الفراخ    أسفار الحج 13.. من أضاء المسجد النبوى "مصرى"    أحمد إبراهيم يوضح موقفه من أزمة مها أحمد.. ماذا قال؟    قد يكون مؤشر على مشكلة صحية.. أبرز أسباب تورم القدمين    احتجاجات غاضبة أمام مقر نتنياهو تتحول إلى مواجهات عنيفة    الأمم المتحدة: نصف مليون فلسطيني في غزة مهددون بالمجاعة    أبرز تصريحات رئيس الوزراء خلال لقائه نظيره الفلسطيني الدكتور محمد مصطفى    الأونروا: ما يحدث في قطاع غزة أكبر أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية    موعد فتح باب التقديم لوظائف وزارة الإسكان 2025    بدء اختبارات كشف الهيئة لطلاب مدارس التمريض بالإسكندرية    بحضور وزير قطاع الأعمال.. تخرج دفعة جديدة ب «الدراسات العليا في الإدارة»    "لا يصلح"... رضا عبدالعال يوجه انتقادات قوية ليانيك فيريرا    أحمد شوبير يكشف موعد عودة إمام عاشور للمشاركة في المباريات مع الأهلي    البنك المصري الخليجي يتصدر المتعاملين الرئيسيين بالبورصة خلال جلسة بداية الأسبوع    وزارة التربية والتعليم تصدر 24 توجيهًا قبل بدء العام الدراسي الجديد.. تشديدات بشأن الحضور والضرب في المدراس    مصرع طفل أسفل عجلات القطار في أسيوط    التحقيق في مقتل لاعبة جودو برصاص زوجها داخل شقتهما بالإسكندرية    إضافة المواليد على بطاقة التموين 2025.. الخطوات والشروط والأوراق المطلوبة (تفاصيل)    انطلاق المؤتمر الدولي السادس ل«تكنولوجيا الأغشية وتطبيقاتها» بالغردقة    سامح حسين يعلن وفاة الطفل حمزة ابن شقيقه عن عمر يناهز ال 4 سنوات    هاجر الشرنوبي تدعو ل أنغام: «ربنا يعفي عنها»    حدث بالفن | عزاء تيمور تيمور وفنان ينجو من الغرق وتطورات خطيرة في حالة أنغام الصحية    رئيس "حماية المستهلك": وفرة السلع في الأسواق الضامن لتنظيم الأسعار تلقائيًا    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 18 أغسطس 2025 في القاهرة والمحافظات    سامح حسين يعلن وفاة نجل شقيقه عن عمر 4 سنوات    أوسيم تضيء بذكراه، الكنيسة تحيي ذكرى نياحة القديس مويسيس الأسقف الزاهد    إيران تؤكد احترام سيادة لبنان وتعلن دعمها في مواجهة إسرائيل    حضريها في المنزل بمكونات اقتصادية، الوافل حلوى لذيذة تباع بأسعار عالية    متحدث الصحة يفجر مفاجأة بشأن خطف الأطفال وسرقة الأعضاء البشرية (فيديو)    متحدث الصحة يكشف حقيقة الادعاءات بخطف الأطفال لسرقة أعضائهم    أمسية دينية بلمسة ياسين التهامى فى حفل مهرجان القلعة    وزير الثقافة ومحافظ الإسماعيلية يفتتحان الملتقى القومي الثالث للسمسمية    السكة الحديد: تشغيل القطار الخامس لتيسير العودة الطوعية للأشقاء السودانيين    ماكرون: بوتين لا يريد السلام بل يريد الاستسلام مع أوكرانيا    أشرف صبحي يجتمع باللجنة الأولمبية لبحث الاستعدادات لأولمبياد لوس أنجلوس    ننشر أقوال السائق في واقعة مطاردة فتيات طريق الواحات    بداية متواضعة.. ماذا قدم مصطفى محمد في مباراة نانت ضد باريس سان جيرمان؟    رضا عبد العال: فيريرا لا يصلح للزمالك.. وعلامة استفهام حول استبعاد شيكو بانزا    مواجهة مع شخص متعالي.. حظ برج القوس اليوم 18 أغسطس    «الصيف يُلملم أوراقه».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم: منخفض جوى قادم    اليوم.. أولى جلسات محاكمة المتهمين في واقعة مطاردة طريق الواحات    تنسيق الثانوية العامة 2025 المرحلة الثالثة.. كليات التربية ب أنواعها المتاحة علمي علوم ورياضة وأدبي    هل يجوز ارتداء الملابس على الموضة؟.. أمين الفتوى يوضح    مرصد الأزهر: تعليم المرأة فريضة شرعية.. والجماعات المتطرفة تحرمه بتأويلات باطلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثائق جديدة للمخابرات الأمريكية.. ما هي استراتيجية أمريكا للتعامل مع السادات وبيجن في "كامب ديفيد"؟
نشر في بوابة الأهرام يوم 15 - 11 - 2013

أفرج جهاز الاستخبارات الأمريكية عن عدد كبير من الوثائق السرية المتعلقة بأجواء معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، وردود الفعل العربية تجاهها، والنصائح التي قدمتها أجهزة الاستخبارات للرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر لكيفية التعامل مع مفاجآت الرئيس المصري أنور السادات، ومحاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن لتشتيت التركيز على القضايا الأساسية.
ووضعت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية ترجمة حرفية لنصوص عدد من الوثائق، مع بعض الإضافات البسيطة التي جرى توضيحها بين أقواس.
وطرح تلك الوثائق وترجمة نصوصها هما فقط محاولة لكشف الطريقة التي تعاملت بها أجهزة الاستخبارات والإدارة الأمريكية في عهد كارتر مع قضية السلام في الشرق الأوسط، والطريقة التي تعامل بها كارتر مع كل من السادات وبيغن حتى جرى التوصل إلى إبرام معاهدة كامب ديفيد. وهي بالطبع أوراق مهمة لكل باحث عربي وأجنبي معني بكواليس تلك المعاهدة التاريخية.
ولنبدأ الرحلة في أوراق جهاز الاستخبارات الأمريكية في وثيقة بتاريخ 21 أغسطس 1978، موجهة من الاستخبارات الأمريكية (CIA) إلى بريجنسكي، مساعد الرئيس الأمريكي لشئون الأمن القومي، تحت عنوان رؤية الرئيس أنور السادات لقمة كامب ديفيد.. تقول الوثيقة إن رؤية السادات قمة كامب ديفيد تعبر عن الأمل في تحقيق إنجازين منفصلين؛ لكنهما متعلقان ببعضها. وهذا التقرير هو تقرير مبدئي وليس تقييمًا استخباراتيًا نهائيًا. وقد جرى تقديم نسخة منه إلى وزير الخارجية.
الرئيس السادات أبلغ (سطر مشطوب يبدو أنه لحجب الاسم لحساسية المعلومة)، أنه رغم الصعوبات المتوقعة، فإن لديه أملاً في إنجاح قمة كامب ديفيد، وأشار إلى أن مشاركة الرئيس جيمي كارتر في عملية السلام تجعلها ممكنة ومحتملة، وأنه يهدف إلى تحقيق إنجازين منفصلين لكنهما متعلقان بعضهما ببعض؛ الأول سيكون اتفاقًا بين الجانبين يجرى الإعلان عنه ويشمل الموافقة على المبادئ استنادًا إلى قرار الأمم المتحدة رقم 242. والثاني اتفاق على المسألة الفلسطينية اعتمادًا على خطة أسوان التي أعلنها الرئيس كارتر بمدينة أسوان المصرية في يناير 1978.
- الإنجاز الثاني يجري الفوز به من خلال مساومة صعبة.. ستجرى كتابة اتفاق سري محدد حول الإطار لتسوية سلام في الشرق الأوسط، وهذه الاتفاقية السرية سيجرى توقيعها من الرئيس السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن ويشهد عليها الرئيس كارتر. والسبب في إصرار السادات على شهادة الرئيس كارتر على الاتفاقية المكتوبة لضمان منع خروج أي تصريحات من الجانبين؛ سواء متعمدة أو غير متعمدة، تسيء ترجمة وفهم الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بين قادة مصر وإسرائيل.
- في تعريف ما يقصده بشأن اتفاقية محددة حول إطار لعملية السلام في الشرق الأوسط، أوضح السادات أن على الطرفين (السادات وبيجن) الاتفاق على تعريف واضح لكل الجوانب الرئيسة المتعلقة بالتسوية في الشرق الأوسط، يعقبه قبول الإطار العام للاتفاقية. وتعمل لجان في ما بعد على التفاصيل بأمل أن تتضمن مشاركة دول عربية أخرى.
- رؤية السادات الأساسية لإطار الاتفاق تسمح بمرونة كبيرة في التفاصيل، لكن دون حل وسط يتعلق بالسيادة أو بالضفة الغربية.
- اقترح الرئيس السادات المسألة الفلسطينية كمثال للحاجة إلى اتفاق معلن واتفاق سري، حيث يجرى إعلان الاتفاق المعلن استنادًا إلى مبادئ أسوان كأساس للقضية الفلسطينية، وستكون هناك حاجة لمفاوضات سرية لتهدئة المخاوف الإسرائيلية حول منْ مِنَ الفلسطينيين سيكونون القادة المستقبليين للضفة الغربية.
- الرئيس السادات شدد على أن مشاركة الرئيس كارتر ضرورية، بسبب أنه فقد ثقته برئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن، وأن عليه (السادات) الاعتماد على ثقته بإخلاص وعدل الرئيس كارتر. وشدد السادات على أنه إذا توصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى تفاهم محدد مكتوب وشهد عليه الرئيس كارتر، فإن عملية السلام يمكن أن تأخذ خطوة كبيرة إلى الأمام.
* وفي وثيقة بتاريخ 31 أغسطس 1978 موجهة من الاستخبارات المركزية إلى الرئيس الأمريكي جيمي كارتر و بريجنسكي مساعد الرئيس لشئون الأمن القومي، تضع الوثيقة ملامح استراتيجية لقمة كامب ديفيد، وتقول: لكي تنجح محادثات كامب ديفيد، عليك (الرئيس كارتر) أن تسيطر على الإجراءات من البداية واتباع استراتيجية سياسية متعمدة، تهدف إلى إحداث تغييرات في كل من المواقف المصرية والإسرائيلية.. وأقترح بشدة أن تأخذ في الاعتبار الآتي:
- السادات لا يستطيع تحمل ثمن الفشل وهو يدرك ذلك، وكل من السادات وبيجن يعتقد أنك لا تستطيع تحمل ثمن الفشل، لكن بيجن يعتقد أن فشل كامب ديفيد سوف يضرك (الرئيس كارتر) ويضر السادات، لكنه لن يضره، وهو قد يرغب في أن يرى السادات قليل المصداقية ويراك (كارتر) في موقف ضعيف، لذا تركه في هذه الحالة أفضل من محاولة تغيير معتقداته التي كونها على مدى حياته حول يهودا والسامرة.
- سيكون عليك إقناع القادة المصريين والإسرائيليين، لكن بشكل خاص بيجن، بأن الفشل في كامب ديفيد ستكون له عواقب سلبية مباشرة في علاقاتنا الثنائية؛ إضافة إلى النفوذ السوفياتي في المنطقة.
- تعريف السادات للنجاح سيكون في إطار الجوهر، وبصفة خاصة في التزام إسرائيلي لمبدأ الانسحاب من كل الجبهات. بيغن سيعرف النجاح اعتمادا بشكل كبير على الترتيبات الإجرائية. وسيبدي بيغن مقاومة كبيرة تجاه أي ضغوط لدفعه لتقديم تنازلات جوهرية.
- سيكون عليك إقناع بيجن بالقيام ببعض التنازلات، وفي الوقت نفسه، إقناع السادات بالموافقة على تسوية أقل من التزام إسرائيلي صريح بانسحاب كامل وبحق تقرير المصير للفلسطينيين.
- أهم الاجتماعات هي التي ستعقدها مع كل قائد على انفراد، وليست الاجتماعات التي تضم الطرفين. لا يمكنك أن تتوقع أن السادات وبيجن سيكشفان عن مواقفهما الكاملة بعضهما أمام بعض؛ لكن في الاجتماعات المنفردة قد تكون قادرًا على دفعهم لأخذ مواقف أكثر مرونة.
- خلال الجولة الأولى من الاجتماعات، سوف تحتاج إلى ترسيخ علاقة شخصية من كل من الزعيمين، وأن تعرب عن فهمك لهمومهم وإعجابك بقدراتهم في إدارة بلادهم. وخلال اليوم الثاني والثالث، عليك أن تكون واضحًا ومباشرًا في مناقشة النقاط الجوهرية. بيجن بصفة خاصة، سيحتاج وقتا للتفكير فيما تقول، وستكون هناك فترات استراحة في المحادثات يوم السبت.. وسيكون على بيغن أن يفهم أنك ستضغط عليه لاتخاذ القرارات بحلول يوم الأحد.
- يجب أن يدرك السادات وبيجن بشكل صارخ عواقب النجاح والفشل عندما يتخذان قراراتهما، وأن الفشل الناجم عن تعنت السادات سيجلب نهاية للعلاقات الخاصة بين مصر والولايات المتحدة. وحتى إذا لم يكن السادات مسئولاً عن انهيار المفاوضات، فإننا سنجد صعوبة بالغة في الحفاظ على العلاقات الوثيقة التي نمت في السنوات الماضية، وسيجد الاتحاد السوفيتي فرصا لإعادة تقوية موقعه في المنطقة على حساب السادات وعلى حسابنا (الولايات المتحدة).
- يجب إبلاغ السادات أننا لا يمكننا تحمل المزيد من التحركات المفاجئة من جانبه؛ إذا أردنا أن نعمل معًا بشكل فعال للتوصل إلى اتفاق سلام، ونتوقع أن يجرى استشارتنا (أجهزة الاستخبارات الأمريكية) قبل أن يأخذ السادات أي مبادرات جديدة.
- لا بد من إبلاغ بيجن أن العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية تقوم على مبدأ المعاملة بالمثل، وأن التزامنا أمن إسرائيل وسلامتها يجب أن يقابله تفهم إسرائيلي لمصالحنا القومية. وإذا كان الجانب الإسرائيلي هو المسئول عن عرقلة التقدم نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط؛ فإنه لا بد من إبلاغ بيجن بوضوح أنك (كارتر) ستتخذ الخطوات التالية التي قد تؤثر على العلاقة بين الولايات المتحد وإسرائيل:
أ‌- أنك ستذهب إلى الرأي العام الأمريكي وتشرح له مصالح الولايات المتحدة القومية في الشرق الأوسط والعلاقات الاستراتيجية مع السوفيات والمصالح الاقتصادية والنفط والفحم والتعامل مع الأنظمة المعتدلة.
ب‌- اشرح له حجم المساعدات الأمريكية لإسرائيل (10 مليارات دولار منذ عام 1971؛ أي ما يقرب من 4 آلاف دولار لكل مواطن إسرائيلي)، وأنه رغم ذلك فإن إسرائيل ليست راغبة في الرد بالمثل وإظهار مرونة في المفاوضات.
ت‌- توضح له أننا سنكون على استعداد للتوضيح علنًا رؤيتنا حول تسوية عادلة.
ث‌- وأننا سنكون عاجزين عن الدفاع عن موقف إسرائيل إذا جرى تحويل المفاوضات إلى الأمم المتحدة أو جنيف.
ج‌- كل من السادات وبيجن يجب أن يتأكدا أن التقدم نحو السلام يعني وجود علاقة قوية مع الولايات المتحدة، بما في ذلك المجالات الاقتصادية والأمنية وتعزيز القدرة على السيطرة على التطورات في المنطقة، بطرق من شأنها أن تخدم المصالح المتبادلة لدينا.
الحد الأدنى الذي تريده من كل زعيم هو الآتى:
* من السادات..
- قبول وجود أمني إسرائيلي طويل المدى في الضفة الغربية وقطاع غزة.
- حكومة مؤقتة لمدة خمس سنوات في الضفة الغربية-غزة.
- لا دولة فلسطينية مستقلة.
- تأجيل المفاوضات حول الحدود والسيادة حتى نهاية فترة الخمس سنوات.
- القبول بأقل من التزام إسرائيلي كامل لمبدأ حق تقرير المصير للفلسطينيين كخط استرشادي للمفاوضات.
- الاستعداد للتفاوض على الخطوط الاسترشادية للضفة الغربية- غزة، حتى لو لم يحضر الملك حسين.
- تكرار لتعهد أنه لا مزيد من الحرب، والاستعداد لتجديد مهمة قوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة بسيناء في أكتوبر، واحترام مبادئ سيناء 2 التي تشمل الالتزام بحلول سلمية للخلافات والاستعداد للتفاوض بجدية إذا جرى التوصل إلى اتفاق للمبادئ.
* من بيجن..
- قبول جميع مبادئ قرار الأمم المتحدة رقم 242، بما في ذلك الانسحاب وعدم جواز الاستيلاء على أراض عن طريق الحرب، وتطبيقه على جميع الجبهات.
- إجراء تعديلات في مقترح الحكم الذاتي من أجل جعله جذابًا بما فيه الكفاية للفلسطينيين المعتدلين وجلبهم كمشاركين، وزيادة آفاق قبول الخطوط الأساسية المتعلقة بفتح الحدود وبعض الوجود الأمني الإسرائيلي وبعض الحقوق الإسرائيلية للعيش في الضفة الغربية والحكم الذاتي بعد خمس سنوات. هذه التعديلات تتطلب قبول إسرائيل مبدأ الانسحاب، وتحجيم النشاط الاستيطاني المنظم في مقابل حق الإفراج في الحصول على أراض على أساس المعاملة بالمثل، وإنهاء الاحتلال العسكري الواضح في بداية فترة الخمس سنوات، ونقل السلطة لنظام جديد بعد اتفاق بين إسرائيل ومصر والأردن وتحقيق حكم ذاتي حقيقي للفلسطينيين.
- المرونة بشأن القضايا المتبقية حول المستوطنات والقواعد الجوية في سيناء.
– سيحاول بيجن والسادات تحويل المناقشات بتقديم مقترحات جديدة من جانبهم، بيجن قد يركز على التفاصيل لتحويل الانتباه عن القضايا الكبيرة. السادات قد يحاول الحصول على دعمك باتخاذ خطوة جريئة من جانبه؛ مما سيضع بيجن في الزاوية (مأزق). الخطر، أنك قد تفقد القدرة على السيطرة على المحادثات، وأن تخرج عن القضايا الأساسية إما بسبب حرفية بيجن أو عدم دقة السادات، لذا عليك إبقاء التركيز على الصورة الكبيرة والخيارات الاستراتيجية، وتحويل المقترحات الجديدة في لغة نصية إلى وزراء الخارجية ووزير الخارجية الأمريكية سايرس فنيس.
مع السادات، سوف تضطر إلى الاستماع لمقترحاته واستراتيجيته الجديدة؛ دون أن يبدو أنك تتواطأ معه ضد بيجن.
- سيحاول كلا الزعيمين باستمرار جذبك (كارتر) إلى صفهم في نقاط معينة، ولن يترددا في تذكيرك بما قلناه في السابق معهم. بيجن سوف يتذكر أننا قلنا على خطته للحكم الذاتي إنها أساس عادل للمفاوضات، والسادات سيتذكر الكثير في ذهنه من العهود التي أبرمت في كامب ديفيد. أفضل أسلوب دفاعي لك في مواجهة تلك الجهود الخداعية، هو التركيز على الخيارات في المستقبل والعواقب الاستراتيجية للنجاح أو الفشل، والحاجة من كل جانب لتجاوز المواقف السابقة.
- من المرجح جدًا أن يرغب السادات في استكشاف إمكانية التوصل إلى تفاهمات سرية معك ومع بيجن حول بعض النقاط في التسوية، وهذا يبدو أنه أكثر أهمية له من إعلان المبادئ. هناك مخاطر واضحة في الاعتماد على اتفاقات سرية، لكن رغبة السادات في الذهاب والرجوع حول بعض القضايا ستتوقف على قدراتنا- وأيضا قدرات بيجن- في التأكيد للسادات أنه لن يتعرض لموقف محرج بسبب التسريبات.
- إذا أظهر السادات مرونة أكثر من بيجن، قد ينظر إلينا من الإسرائيليين وأنصارهم أننا نتواطأ مع المصريين، وهذا يمكن أن يكون محرجًا سياسيًا. ويمكنك الاقتراح على السادات بشكل سري ألا يتسرع في قبول أي مقترحات نضعها أمامه بشكل علني. سيكون مفيدًا لمصداقيتنا أن نظهر أننا نضغط على الجانبين ليقدموا تنازلات، وبينما نريد أن يوافق السادات على أفكارنا، فإن التوقيت والظروف التي يقوم فيها بالموافقة لا بد أن تكون مهيأة بعناية.
- الرقم قد يكون رمزًا؛ فإذا انتهت الاجتماعات بلا اتفاق، فلا يجب عليك التغطية على الخلافات. وأن تعلن أسباب وتداعيات الفشل بشكل علني، وتوضح أن على السادات وبيجن أن يفهما من البداية أن هذا سيكون هو الحال، بما فيه التفاصيل في النقطة الثامنة (التي ذكرت سابقًا).
أخيرًا، أود تلخيص ما أعده الحد الأدنى المقبول الذي يجب أن نهدف إلى تحقيقه في القضايا المركزية:
1- الانسحاب- الأمن في الضفة الغربية وغزة. السادات يجب أن يوافق على وجود أمني إسرائيلي خلال فترة الخمس سنوات في الفترة الانتقالية، ولفترة غير محددة بعدها، وعليه أن يوافق على تأجيل اتخاذ قرارات بشأن الموقع الدقيق للمنطقة «ج» الحدودية وحول السيادة حتى انتهاء الفترة الانتقالية. وفي المقابل، يمكنه (السادات) أن ينسب لنفسه فضل إنهاء الاحتلال العسكري للضفة الغربية وغزة، وترسيخ مبدأ الانسحاب الذي سيجرى تطبيقه في اتفاق السلام النهائي الذي يتعامل مع تلك المناطق.
2 - وعلى بيجن الموافقة على أن مبدأ الانسحاب سيجرى تطبيقه على كل الجبهات، بما فيها الضفة الغربية وغزة، بشرط أن يأخذ التطبيق في الاعتبار الاحتياجات الأمنية لإسرائيل على المدى الطويل في المنطقة. وستبقى قضية السيادة معلقة حتى يجرى التوصل لاتفاق سلام نهائي، يجرى التوصل إليه في نهاية فترة الخمس سنوات. وهذا سيسمح لبيجن بأن ينسب لنفسه أنه قام بحماية المصالح الأمنية الأساسية لإسرائيل، في حين لا يتطلب ذلك أن يعلن تخليه صراحة عن السيادة على هذه المناطق.
- المستوطنات:
ينبغي وقف كافة الأنشطة الاستيطانية المنظمة، وأن يتفق الطرفان على أحكام تسمح للمواطن الإسرائيلي والفلسطيني بالقيام بأعمال تجارية والعيش في إسرائيل والضفة الغربية وغزة، في روح من الحدود المفتوحة والحركة الحرة للشعوب وسلمية العلاقات الطبيعية.
- القرار 242:
ينبغي لكلا الطرفين تجديد التزامهما بجميع مبادئ القرار 242 كأساس لمعاهدات السلام على جميع الجبهات، وبالإضافة إلى ذلك ينبغي أن يتفق الطرفان على لغة اتفاقية أسوان حول حقوق الفلسطينيين، وأن يلتزم الطرفان مبدأ السلام الكامل والعلاقات الطبيعية. على السادات أن يكرر تعهده بأنه لا مزيد من الحرب، وأن يوافق على تجديد عمل بعثة الطوارئ التابعة للأمم المتحدة في أكتوبر. ومرفق تعليق للسفير حول محادثته الأخيرة مع الرئيس السادات، وهي تستحق القراءة، ويبدو أن السادات مستعد لمزيد من المفاجآت.
* وفي وثيقة بتاريخ 16 أغسطس 1978 حول المملكة العربية السعودية واجتماعات كامب ديفيد، أشارت الوثيقة إلى أن السعودية أوضحت دعمها للمحادثات الثنائية في كامب ديفيد إلى عدد من القادة العرب البارزين، وحاولت إقناعهم بالرجوع عن تصريحاتهم المعادية لاجتماع الرئيس المصري أنور السادات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن.
وقالت الوثيقة إن رئيس الاستخبارات السعودية، الأمير تركي الفيصل، عاد إلى السعودية يوم الاثنين بعد زيادة الملك حسين بالأردن ورجل العراق القوي صدام حسين والرئيس السوري حافظ الأسد ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات. وقال الأمير تركي للسفير الأميركي إنه شرح موقف الرياض لبقية العرب وحاول إقناعهم بأن تدخل الرئيس كارتر كشريك في عملية المفاوضات يجب الاعتراف والإشادة به، واعترف بأن القرار السعودي بتقديم دعم علني للاجتماعات لم يكن سهلا.
وتضيف الوثيقة: أوضح رئيس الاستخبارات السعودية أن جهوده التي قدمها لم تلق كثيرًا من النجاح، وكان انطباعه أن العرب يشعرون بأن القليل فقط سيجرى إنجازه في مفاوضات كامب ديفيد، وأن الشعور العام هو أنه رغم التقدير المرتفع لإخلاص الرئيس كارتر، فإن الولايات المتحدة ليست لديها النية للضغط على إسرائيل لتحقيق شرطين أساسيين للسلام؛ وهما الانسحاب من المناطق المحتلة وحق تقرير المصير للفلسطينيين.
وتشير الوثيقة إلى أن الأمير تركي الفيصل أوضح أنه أقنع الرئيس السوري الأسد بألا يقول شيئًا يعرقل مسار القمة، وأن يتخذ موقف الانتظار حتى انتهاء المحادثات. إلا أن وسائل الإعلام (السورية) التي تسيطر عليها الحكومة، رغم ذلك، انتقدت بشدة لقاءات كامب ديفيد». أما ياسر عرفات، فوافق على أن يمتنع عن إصدار ملاحظات على القمة، لكنه قال إن عليه أن يرفع الأمر إلى منظمة التحرير واللجنة المركزية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.