المهندس ابو العلا ماضي ، صدر مقاله أمس بعنوان "المؤامرة على الوسط" ، وذات الكلمة استخدمها في مؤتمره الصحفي الذي عقده في مكتبه بشارع القصر العيني ، وفي التفاصيل بين ماضي ان سبعة من الاقباط ، سحبوا خلسة ومن وراء ظهر وكيل المؤسسين توكيلاتهم ... لتستغل ذلك السلطة لتظهر الحزب في صورة الحزب الديني لا المدني لتفوت عليه فرصة الترخيص له .! حاول ماضي أن يبحث عن مبرر يسوغ التسامح مع صنيع الاقباط السبعة معه ، وألمح إلى أن جهات معينة مارست عليهم ضغوطا كبيرة لحملهم على التخلي عنه في الخفاء وطعنه في أهم لحظة في تاريخ مشواره الدؤوب نحو انتزاع ترخيص لحزبه الوسطي المعتدل . غير أن ماضي رغم تلطفه فيما يتعلق بموقف الاقباط .. فإنه بعفويته البريئة والنقية التي اعتدناها منه وصف ما حدث بأنه "مؤامرة" .. ولم يستخدم تأدبا منه أيضا كلمة "خيانة" .. وهي المصطلح الاقرب لتوصيف ما تلقاه من طعنة قاتلة من وراء ظهره .. في وقت كان يستأمنهم فيه على حزبه !. وأنا على ثقة من أن الاقباط السبعة .. مورست عليهم ضغوط لاقبل لهم بها كما أشار ماضي .. غير أن الأخير لم يكشف عن هوية تلك "الجهات" التي مارست هذا الضغوط و"تآمرت" أو "خانت" الحزب في أهم لحظة في تاريخه .. هل الجهات لأمنبة أم الكنيسة ؟! فالجهات التي يمكن أن تكون قد مارست مثل هذه الضغوط على الاقباط السبعة إما أجهزة الأمن وإما الكنيسة .. ولقد علمتنا التجارب القريبة .. أن الكنيسة هي الطرف الٌأقوى الآن .. ولاتستطيع اية جهة أمنية أن تملي موقفا سياسيا على أي قبطي . .. ما لم تكن الكنيسة هي صاحبة القول الفصل بشأنه .، فالدولة كما قلنا من قبل تنازلت عن جزء من مسؤولياتها الدستورية والقانونية للكنيسة في إدارة الكثير من شؤون الاقباط .. وهو تنازل قسري لاطوعي فرضته الظروف الدولية الراهنة الضاغطة على النظام المصري السؤال مشروع وبالغ الأهمية .. لأن الكشف عنه سيبين من هم المستفيدون من ورقة الطائفية واللعب بها بغض النظر عن أمن الوطن وسلامته .. فحزب الوسط كان نموذجا للأحزاب الإسلامية التي تتأسس على فكرة "المواطنة" ، وليس على التصنيف الديني أو الطائفي .. فمن الذي وقف وراء تحريك الاقباط لاجهاض هذا المشروع ولمصلحة من ؟! وفي تقديري الآن أن اختلال موازين القوى بين الكنيسة والدولة يفرض على الاولى أن تبين موقفها أمام الرأي العام مما كشف عنه أبو العلا ماضي ، وعلى البابا شنودة على وجه التحديد أن يصدر بيانا يعلن فيه موقفه مما قيل علانية ، لأن سكوته سيفسر تفسيرا يحمل الكنيسة مسؤولية التحالف مع النظام لتعطيل تأسيس حزب الوسط . بيان الكنيسة الذي نتظره .. بالغ الأهمية .. لأنه سيكشف المتلاعبين ب"ورقة الاقباط" .. والرأي العام يريد أن يعرف من هم على وجه التحديد الاسلاميون أم الكنيسة أم النظام ؟! [email protected]