وزير التعليم يبحث مع جوجل العالمية ويونيسف تعزيز دمج التكنولوجيا في المنظومة    وفد من مسئولي برامج الحماية الاجتماعية يتفقد المشروعات المنفذة بحياة كريمة في الدقهلية    حملة مكبرة لرفع الإشغالات بشارع 135 بحي غرب شبرا الخيمة - صور    في استجابه من محافظ القليوبية.. حملة مكبرة لرفع الإشغالات بشارع 135 بشبرا    استمرار انطلاق أسواق اليوم الواحد الجمعة والسبت كل أسبوع بالمنصورة    تراجع جديد في أسعار الذهب اليوم الجمعة 30 مايو بالتعاملات المسائية    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 30 واستمرار القصف الإسرائيلي المكثف    سوريا تُرحب بقرار اليابان رفع العقوبات وتجميد الأصول عن 4 مصارف    الرمادي يوجه رسائل خاصة قبل مباراة الزمالك وفاركو ..ويكشف عن موقف المصابين    كونتي يوضح مستقبله مع نابولي    رفضت العودة لزوجها.. ضبط ربة منزل تخلصت من ابنتها في قنا    ضمن ألبومه الجديد.. عمرو دياب يعود للتلحين من جديد    4 مشاهدين فقط.. إيرادات فيلم "الصفا ثانوية بنات"    إعلان أسماء الفائزين بمسابقة «توفيق الحكيم للتأليف المسرحي» بالقومي للمسرح    المنطقة الشمالية العسكرية تستكمل تنفيذ حملة «بلدك معاك» لدعم الأسر الأولى بالرعاية    عالم بالأوقاف: كل لحظة في العشر الأوائل من ذي الحجة كنز لا يعوض    «من حقك تختار».. ملتقى تثقيفي عن التأمين الصحي الشامل بالأقصر    صحة المنيا: قافلة طبية مجانية بقرية البرشا بملوي تقدم خدمات لأكثر من 1147 حالة    أمجد الشوا: الاحتلال يستغل المساعدات لترسيخ النزوح وإذلال الغزيين    ألمانيا تربط تسلم أسلحة إسرائيل بتقييم الوضع الإنساني بغزة    ترامب: أنقذت الصين لكنها انتهكت اتفاقيتها معنا بشكل كامل    ماكرون: إذا تخلينا عن غزة وتركنا إسرائيل تفعل ما تشاء سنفقد مصداقيتنا    مواجهات حاسمة في جولة الختام بدوري المحترفين    شعبة مواد البناء: أسعار الأسمنت ارتفعت 100% رغم ضعف الطلب    سقوط المتهم بالنصب على المواطنين ب«الدجل والشعوذة»    الحدائق والشواطئ بالإسكندرية تتزين لاستقبال عيد الأضحى وموسم الصيف    مستشار رئيس الاتحاد الروسي: منتدى بطرسبرج الاقتصادي مساحة لطرح الحلول لمواجهة المتغيرات العالمية    فى ليلة ساحرة.. مروة ناجى تبدع وتستحضر روح أم كلثوم على خشبة مسرح أخر حفلاتها قبل 50 عام    الأحد.. مجلس الشيوخ يناقش الأثر التشريعي لقانون التأمين الصحي والضريبة على العقارات المبنية    مفتى السعودية: أداء الحج دون تصريح مخالفة شرعية جسيمة    «أوقاف الدقهلية» تفتتح مسجدين وتنظم مقارئ ولقاءات دعوية للنشء    الصحة: تقديم الخدمات الصحية الوقائية ل 50 ألفًا و598 حاجا من المسافرين عبر المطارات والموانئ المصرية    أسامة نبيه: أثق في قدرتنا على تحقيق أداء يليق باسم مصر في كأس العالم    الإفتاء تحذر: الأضحية المريضة والمَعِيْبَة لا تجزئ عن المضحي    4 وفيات و21 مصابا بحادث انقلاب أتوبيس بمركز السادات    حكم من شرب أو أكل ناسيا فى نهار عرفة؟.. دار الإفتاء تجيب    108 ساحة صلاة عيد الأضحى.. أوقاف الإسماعيلية تعلن عن الأماكن المخصصة للصلاة    دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة لتيسير الأمور وقضاء الحوائج.. ردده الآن    تحرير 146 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد الشهيد بالقليوبية    كأس العالم للأندية.. ريال مدريد يعلن رسميا ضم أرنولد قادما من ليفربول    الرئيس اللبنانى يزور العراق الأحد المقبل    طهران: تقرير الاستخبارات النمساوية المشكك في سلمية برنامجنا النووي كاذب    ليلة في حب وردة وبليغ حمدي.. «الأوبرا» تحتفي بروائع زمن الفن الجميل    أسعار النفط تتجه لثاني خسارة أسبوعية قبيل قرار أوبك+    وزير الزراعة يستعرض جهود قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة خلال مايو الجاري    طقس مائل للحرارة اليوم الجمعة 30 مايو 2025 بشمال سيناء    شاهد عيان يكشف تفاصيل مصرع فتاة في كرداسة    رئيسة المجلس القومي للمرأة تلتقي الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر    ريا أبي راشد: أجريت مقابلة تلفزيونية مع مات ديمون بعد ولادة ابنتي بيومين فقط    حملة للتبرع بالدم بمديرية أمن البحر الأحمر    وزير الإسكان: بدء إرسال رسائل نصية SMS للمتقدمين ضمن "سكن لكل المصريين 5 " بنتيجة ترتيب الأولويات    مصر على مر العصور.. مصر القديمة 1    موعد مباراة الاتحاد والقادسية في نهائي كأس خادم الحرمين والقنوات الناقلة    «مالوش طلبات مالية».. إبراهيم عبد الجواد يكشف اقتراب الزمالك من ضم صفقة سوبر    "فوز إنتر ميامي وتعادل الإسماعيلي".. نتائج مباريات أمس الخميس 29 مايو    فرنسا تحظر التدخين في الأماكن المفتوحة المخصصة للأطفال بدءًا من يوليو    تقارير: أرسنال يقترب من تجديد عقد ساليبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من سينتصر؟.. دولة "العواجيز" فى مواجهة "الشباب الثائر" (ملف)
"الكنبة" يتحدى "فيس بوك وتويتر" ويكتسحهم ب"الضربة القاضية"

ما بين جيل ثائر دفع ثمن الحرية دمه، وجيل أقصى أحلامه الاستقرار، تقبع المحروسة فى موقف تحسد عليه، فعلى عكس المثل الدارج "يعملوها الصغار ويقعوا فيها الكبار"، وقع شباب الثورة وجيلها الحائر فى ورطة جديدة فرضتها عليهم "دولة العواجيز"، حيث أفسد تلك المرة الكبار آمال وأحلام جيل ثائر أراد
استكمال ثورته، وبدلاً من أن يساندوه فى استكمال مساره الثوري راحوا يحطمونه بل ويقفون "حجر عثر" أمامه، ليتركوا مقعدهم على الكنبة خاليًا، ويزاحمون الشباب الثائر، ولكن فى الاتجاه المعاكس، ليصطفوا فى طوابير الاستفتاء، ويتصارعون على احتجاز مكان بالميدان الثوري الذي حرموه على أولادهم منذ سنوات.. ضاربين بأحلام جيل كامل عرض الحائط.

"المصريون" رصدت صراعًا خطيرًا بين دولة الشباب ودولة العواجيز.

"العواجيز" ينهون مهلة الشباب لتحقيق طموحاتهم الثورية وينتفضون نصرة ل"استقرار" الماضى

في مفارقة غريبة لا تقل عن تطور الأحداث في مصر منذ 25 يناير حتى الآن، تبدلت الأدوار على الصعيد السياسي بين الشباب وكبار السن، ليتنازل الأخير عن "الكنبة" التى لازمها طيلة 30 عامًا مضت في حكم المخلوع، وعامين ونصف عقب الثورة، وينزل إلى الشارع ناخبًا، وراقصًا أمام اللجان، محتفلاً في الشوارع بالتصميم على رسم مستقبل أكثر استقرارًا حتى إذا لم يكن لهم حياة فيه، وهو ما استقبله الشباب بحالة عزوف واغتراب تتزايد كلما أخفقت الثورة أكثر وضلت طريقها، إلى الحد الذي حذر فيه الخبراء السياسيون والنفسيون من أن زيادة تلك الحالة الإحباطية لدى الشباب قد تجعلهم يرثون "الكنبة" عن آبائهم وأجدادهم، لتواجه تلك الدولة حالة من الركود بعد خمول أكثر فئاته حيوية وإبداعًا.
بدأت حالة الحراك بين كبار السن في الظهور على السطح مع الاستفتاء على الدستور في يناير الماضي، حيث مثلت نسبة من شارك في الاستفتاء فوق سن الأربعين نسبة لا تقل عن 70% من الجنسين طبقًا لتقديرات المراقبين، وفي المقابل ضعفت نسبة المشاركة من الشباب، حيث رصد تحالف "رقيب" الذي يضم عددًا من المنظمات الحقوقية ضعفًا واضحًا في المشاركة من جانب الشباب خاصة الحركات والائتلافات الثورية، لكنه لم يقدم تفسيرًا لذلك.

ولم تقف مشاركة كبار السن عند الاستفتاء، والذي أرجع البعض مشاركتهم الواسعة فيه إلى الحشد الإعلامي الضخم، وكون تلك الفئة من أكثر الفئات عرضة لوسائل الإعلام، فلقد استمر ذلك الحراك في الذكرى الثالثة للثورة، حيث نزل الآلاف منهم إلى ميدان التحرير مصطحبين الأطفال معهم للاحتفال بثورة كانوا بالأمس يتهمونها بالعمالة ويسبون من يشارك فيها ويتهمونهم بالحصول على وجبات كنتاكي ودولارات نظير المشاركة فيها، لذلك لم يكن مستغربًا أن يغيب عن الميدان حينذاك أي صور للشهداء أو من شاركوا في الثورة، وأي من هتافاتها ب"العيش والحرية والعدالة الاجتماعية"، فلقد أكد مراسلو "المصريون" في الاحتفالات أن المشاركين لم يحملوا غير أعلام مصر وصور الفريق عبد الفتاح السيسى، ودارت الهتافات حوله، وحول مطالبته بالترشح للرئاسة.

وكان لتلك المشاركة من قبل كبار السن إرهاصات، تمثلت في سخطهم العام على كل مطالب الشباب الثورية في 25 يناير، واتهامهم بالتسبب في خراب الدولة، كما أنهم كانوا أكثر فئة تعاطفت مع مبارك بعد خطابه العاطفي، ولم تكن نسبة مشاركتهم في الاستحقاقات الانتخابية عبر الثورة سواء الاستفتاء في مارس 2011 أو انتخابات مجلس الشعب بعده بالكبيرة، فلقد كانوا ساخطين، إلا أن استمرار حالة عدم الاستقرار لمدة 3 سنوات، وفشل الشباب في الوصول إلى أي مطالبهم والحشد الإعلامي الضخم والمستهدف بالأساس تلك الفئة، وعدم قدرتهم على استخدام وسائل الإعلام البديلة التي يعتمد عليها الشباب، جعل تلك الفئة تنتفض وتعلن نهاية مهلتها التي منحتها للشباب الفترة الماضية، وتأكيد أنهم سيشكلون المستقبل بالطريقة التي يرونها أفضل، حتى إذا أدى ذلك إلى العودة للماضي بقمعه وغياب الحياة فيه طالما أن الاستقرار سيتحقق، فدونه يهون كل شىء.

وقال محمد أحمد، أحد المشاركين فى الاستفتاء، 65 عامًا، إنه ذهب إلى الاستفتاء بالرغم من مرضه وصعوبة حركته إلا أنه حرص على المشاركة من أجل مصر، وللقضاء على الإرهاب، مشيرًا إلى أنه لم يكن من مؤيدي ثورة 25 يناير، وذلك لأن هؤلاء الشباب الذين خرجوا لم يكن لديهم رؤية، وسلموا الدولة بعدها للإخوان وكانوا يسعون إلى إسقاط الجيش والدولة، ولكن بفضل ثورة 30 يونيو والفريق عبد الفتاح السيسي حفظ الله مصر منهم، مؤكدًا أنه سينتخب عبد الفتاح السيسى لتحقيق الاستقرار وأنه أفضل من يدير مصر، ويواجه الإرهابيين، وعن الاعتقالات التي نالت عددًا كبيرًا من الشباب قال "أحمد" إن هؤلاء مندسون يسعون لخراب مصر ولابد من مواجهتهم، وأن من "يمشي في حاله" لن يحدث له شىء، مطالبًا الشباب بالكف عن التظاهرات والخراب على حد وصفه.

الشباب يغتربون داخل وطنهم

وفي المقابل تزامن مع تلك المشاركة النشطة من طبقة كبار السن، عزوف من الشباب عن المشاركة سواء في الاستحقاقات الانتخابية، وقلة نسبة المشاركة في التظاهرات، وتبلغ نسبة الشباب الذين لهم الحق في المشاركة في الانتخابات 24% من سن 18 إلى 29 عامًا، طبقًا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، بما يقدر بنحو 21 مليون شاب، وبالرغم من ذلك لم يشارك في الاستفتاء سوى نسبة ضئيلة جدًا، وقالت داليا زيادة، المدير التنفيذي لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، إن المركز من خلال مراقبيه الذين بلغ عددهم ثلاثة آلاف وخمسمائة مراقب في كل محافظات مصر على الاستفتاء، طرح هذا السؤال على الشباب عن أسباب مقاطتعهم فتبين أنهم أُصيبوا بالإحباط، ويرون أن النخبة القديمة ستتقلد المناصب بدلاً منهم بعد إقرار الدستور، وكانت لديهم تخوفات من إعادة نظام مبارك من جديد، كما قال مركز ابن خلدون إن الفئة من 20 إلى 25 عامًا كانت الأقل مشاركة.

وأكد محمد عطية، ممثل ائتلاف ثوار مصر وجبهة الشباب الليبرالي فى تكتل القوى الثورية, أن مشاركة كبار السن في الحياة السياسية في الفترة الحالية تؤكد أنهم يريدون استقرار الدولة, وأن الشباب لابد أن يسيطروا على حالة اليأس التي تملكهم في الفترة الأخيرة، وأن يعودوا إلى الساحة السياسية مرة أخرى من أجل الحصول على حقوقهم.

وأضاف عطية أن التكتل سيقوم بالحوار مع شباب الجامعات خلال الأيام القادمة، وذلك لحثهم على المشاركة والعودة للحياة السياسية مرة أخرى, وأهمية دورهم، وسيتم أيضًا الحوار مع وزير الشباب والرياضة .

سياسيون يقدمون 6 أسباب لعزوف الشباب وتقدم "العواجيز" ويحذرون من استمرار الظاهرة

قال محمد السعدنى، الخبير السياسي ونائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا, إن الشباب المصري عزف عن المشاركة في الحياة السياسية بسبب شعوره بأنه لن يضيف شيئًا فتملكه اليأس، وذلك يرجع إلى عدة أسباب أولها أن الحكومة متخبطة وليس لها فكر استراتيجي وليس لها أهداف محددة أو مشروع قومي قصير الأجل يلتف حوله الشباب ويدعمونه، فهي تعمل بالحظ وليس بالخطة، وكل وزير يقوم بالعمل بمفرده دون وضع خطة زمنية لأعماله ولا يوجد تكاتف بين الوزراء.

وأضاف السعدنى, أن وجود حكومات فاشلة بعد الثورات يعتبر شيئًا طبيعيًا خاصة في ظل حالة عدم الاستقرار السياسي التي تمر بها الدولة, لذلك يجب أن تسارع الحكومة بالإعلان عن مشروع قومي للشباب من أجل امتصاص موجة الغضب التي تبدأ بالصمت وتنتهي ببركان غضب, كما قامت الحكومة بتطبيق قانون التظاهر على شباب الثورة، فقط على الرغم أنه تم تطبيقه من أجل وقف تظاهرات جماعة الإخوان فقط.

وأكد أن الحكومة قامت بالحصول على المساعدات من الدول الأخرى لتخفي عجزها الاقتصادي خلال الفترة الماضية, وقامت بالاهتمام بمشروع محور قناة السويس فقط, على الرغم أنه سيتحقق بعد فترة طويلة, وبذلك يعتبر فشل حكومة الببلاوي هو السبب الرئيسي في عزوف الشباب عن المشاركة في الحياة السياسية.

وتابع أن قيام كبار السن بالمشاركة في الدستور واحتفالهم بذكرى 25 يناير في التحرير شىء طبيعي, لأنهم يتمنون الاستقرار ويرون أن شباب الثورة يقومون بالتظاهر من أجل مصالحهم فقط, وأن الجيش المصري هو المؤسسة الوحيدة التي ستستطيع النهوض بالدولة, لافتًا إلى أن الحكومة لابد أن تشرك الشباب في قيادة الدولة باعتبارهم الجيل القادم ولابد من إعطائهم الخبرة الكافية لذلك .

وأوضح سامح رشاد، الخبير السياسي، بأنه ليس هناك حتى الآن إحصائية بالفعل تفيد بعزوف الشباب عن المشاركة في الاستفتاء على الدستور، مؤكدًا أن الشريحة العمرية بين الشباب وكبار السن هي التي تجعل ردود أفعال الشباب أكثر حدة من كبار السن سواء كان إيجابًا أو سلبًا.

وأشار إلي أنه فعليًا كان هناك عزوف للشباب بسبب عدة أسباب من أهمها هو شعورهم بالإحباط نتيجة لعدم شعورهم بالأمان والاستقرار، أو وجود بعض التحفظات على لجنة الخمسين برئاسة عمرو موسى، كما أن معظم الشباب متعلم ومثقف على عكس البعض من كبار السن الذين ذهبوا للمشاركة.
كما أكد أن غالبية الذين ذهبوا إلى الاستفتاء ذهبوا ليس فقط من أجل التصويت على الدستور وإنما التصويت على المرحلة الانتقالية بالكامل، وهذا دليل على عدم الوعي السياسي، كما أن غالبية الذين ذهبوا للاستفتاء أيضًا من النساء والسيدات نتيجة للضغوط وارتفاع الأسعار التي يعانون منها بغض النظر عن بنود الدستور، على الجانب الآخر نجد أن الشباب لديه القدرة على تحمل تلك الأعباء في سبيل الحصول على الحرية السياسية والعدالة الاجتماعية.

خبراء علم النفس يفسرون أسباب "انسحاب" الشباب.. ومخاطره المستقبلية

حذر خبراء علم النفس من خطورة ظاهرة انعزال الشباب عن المجتمع، في مقابل المشاركة الواسعة من كبار السن، مشيرين إلى أن ذلك الوضع نتج عن حالة معروفة في علم النفس برفض الشباب خاصة المراهقين الوضع القائم ورغبتهم في القيام بعكس ما يملى عليهم، وهو ما جعلهم ينسحبون تدريجيًا عن الواقع الحالي ويصابون بحالة إحباط نتيجة فشلهم في تحقيق طموحاتهم الثورية، وهو ما يهدد المجتمع وبنيته إذا استمرت تلك الحالة.

وقال أحمد فخري، الخبير في علم النفس بجامعة عين شمس، إن جزءًا من تلك الأزمة يعود إلى صراع الأجيال الذي يجعل الشباب ثائرًا على الجيل الأكبر ورافضًا لإملاءاتهم عليهم، ويفعلون ما يريدونه وليس ما يريده الآخرون، ومع عدم وجود وعي سياسي زاد من تلك الفجوة بين الجيلين.

وأضاف: "أنه بعد أن فشل الشباب في تحقيق أهدافهم على مدار ثلاثة أعوام جعل كبار السن ينتفضون، وجزء منهم بدافع الثأر لكرامتهم التي رأوا أن الشباب نالوا منها عندما اتهمومهم بالجبن والصمت على نظام مبارك 30 عامًا، وأن الشباب هم الذين خلصوا مصر منه، مشيرًا إلى أن حالة عدم الاستقرار في مصر منذ الثورة كانت تربة خصبة حتى يستعيد كبار السن كرامتهم، ويؤكدون أن صمتهم كان حكمة وليس جبنًا ويعودون مرة أخرى للمشاركة لتحقيق الاستقرار.

وتابع أن استمرار حالة الإحباط لدى الشباب والعزوف عن المشاركة ليست في صالح المجتمع ككل، مطالبًا السلطة السياسية باحتواء الشباب وعدم السماح لتلك الفجوة بالاتساع، مشيرًا إلى أنه حال اتساع تلك الفجوة وتمكن حالة الإحباط من الشباب سيتحولون إلى قوة معطلة، وقد يلجأ بعضهم إلى العنف.

ومن جانبها قالت سوسن بدر، الخبيرة في علم النفس، أن الشباب مروا بمراحل صعود وهبوط نفسي منذ الثورة حتى الآن، وترجع حالة الإحباط التي تمكنت من معظمهم إلى إخفاقهم في تحقيق أهدافهم على مدار الأعوام الماضية، ورغبتهم في الاستغناء عن خبرة الكبار معتقدين أن الحراك والنضال الثوري ينفع وحده دون خبرة وخطة، وعند فشلهم في تحقيق ذلك فضلوا الانعزال عن المجتمع والانسحاب، محبذة في الوقت ذاته تدخل كبار السن ومشاركتهم الواسعة سواء في الاستفتاء أو ما تلاه معتبرة أنه جاء لتصحيح المسار.

"الضرب" و"المقاطعة" و"ٍسحب الريسيفر" أساليب الآباء لتأديب أبنائهم "الثورية"

لم تقف أزمة مصر الحالية على الصعيد السياسي، الذي ألقى بظلاله على الحياة الاجتماعية، لتفقد مصر ما تميزت به في روابط أسرية قوية، وتماسك اجتماعي، فلقد أثرت تباين الآراء السياسية على سير الحياة داخل المجتمع المصري، وخفتها وراءها سيلاً من المشاكل والخلاف، سواء داخل الأسرة الواحدة أو بين الأصدقاء، وزملاء العمل.

وروي عدد من الشباب حالة الصراع بينهم وبين آبائهم في أسرهم، حول الاختلاف السياسي، وقال محمد إبراهيم، طالب في الفرقة الثانية كلية فنون جميلة، إن والده منذ ثورة 25 يناير كان ضد الثورة، مستمعًا بامتياز للقنوات الإعلامية وما تتهم به الثوار من العمالة، وهو ما استمر حتى بعد سقوط نظام مبارك، مشيرًا إلى أنه منذ الثورة حتى الآن في حالة صراع مستمر مع والده الذي يتهمه بالعمالة وعدم الفهم وغسيل المخ وأنه مغيب ويسعى في خراب الدولة.

وأضاف أن العديد من النقاشات بينه وبين والده كانت تنتهى بأن يعاقبه والده بالضرب لاعتبار أنه يسيء الحديث معه، وأن ذلك ما جعله يتجنب الحديث مع والده حول أي شىء، وأصبحوا في شبه حالة مقاطعة.

وتابع: بدأ أبي يشارك في المظاهرات مع دعوات توفيق عكاشة الذي يشاهده باستمرار ويعتبره مناضلاً ثوريًا، حيث نزل أكثر من مرة في مظاهراته في العباسية، وبعد 30 يونيو زادت نسبة مشاركته، ومعاداته لآرائي ذات الطابع الإسلامي، فأنا متعاطف مع الإخوان لما يتعرضون له وإن لم أكن منهم، وهو ما جعل والدي يسحب الريسيفر الموجود في غرفتي حتى لا أشاهد قناة الجزيرة، وليجبرني على مشاهدة قنوات الفلول التي يشاهدونها، مشيرًا إلى أنه يواجه ذلك من خلال الإعلام البديل عبر الإنترنت.

وأكد "إبراهيم"، أنه حال إن استشهد في مظاهرة فلن يثنيه ذلك عن رأيه، وسيتهم من كانوا يسيرون معي بقتلي، مؤكداً أن الإعلام قام بعمليات غسيل مخ له، وليس هم فقط بل للأطفال أيضًا، مشيرًا إلى أن أخوته الصغار في المنزل يدعونه ب"الإرهابى".

ولم يختلف الأمر كثيرًا مع الذي قال إنه بالرغم من كونه مغتربًا لطبيعة عمله، إلا أن جميع أقاربه في المنوفية من الفلول، ودائمًا ما يتصلون به ويوبخونه ويهاجمونه بسب آرائه السياسية، وأنهم حتى لا يتعرض للأذى من قبل أهل قريته روجوا لإشاعات أنه مع الفريق عبد الفتاح السيسى، وأنه شارك في الاستفتاء في إحدى لجان المغتربين بالقاهرة، مضيفًا أن الأمر وصل بهم إلى اتهامه بأنه يحصل على أموال من الإخوان نظير مشاركته في الظاهرات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.