أسعار الذهب اليوم في مصر بيع وشراء.. تحديث لحظي    أسعار الفراخ والبيض اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 بأسواق الأقصر    عاجل- استقرار أسعار الأسمنت اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 في الأسواق المصرية    طوارئ الأقصر: إخطار المقيمين بأراضى طرح النهر بالحذر من ارتفاع منسوب النيل    ما هي البنود التي لم توافق عليها حماس في خطة ترامب؟    8 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي على مدينة غزة وخان يونس    وزير الخارجية يثمن الدعم الفرنسي للمرشح المصري لرئاسة اليونسكو خالد العناني    تصويت مجلس الشيوخ يفشل في إنهاء شلل الحكومة الأمريكية ويعطل مقترح الجمهوريون للميزانية    بسبب إنذارين.. تشيلي تحسم المركز الثاني على حساب مصر في مجموعة كأس العالم للشباب    الأهلي يواجه كهرباء الإسماعيلية في الدوري    مواعيد مباريات اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 والقنوات الناقلة    موجة انتقادات لاذعة تطارد محمد صلاح.. هل يعود الفراعنة لمعشوق الجماهير؟    رئيس الاتحاد يتكفل بإيواء وتعويض المتضررين من سقوط عقار غيط العنب بالإسكندرية    طقس الإسكندرية اليوم: انخفاض في درجات الحرارة وفرص لأمطار خفيفة    إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بالطريق الدائري بالفيوم    التحقيق مع شخصين وراء تسميم الكلاب والتخلص منها فى الهرم    وزير الخارجية يلتقي سفراء الدول الأفريقية المعتمدين لدى اليونسكو    مراسلات بدم الشهداء في حرب 1973.. حكاية المقاتل أحمد محمد جعفر.. الدم الطاهر على "الخطابات" يوثق البطولة ويؤكد التضحية .. الرسالة الأخيرة لم تصل إلى الشهيد لكنها وصلت إلى ضمير الوطن    نجاح أول جراحة قلب مفتوح بمستشفى النصر التخصصي في بورسعيد    «الصحة» تطلق البرنامج التدريبي «درب فريقك» لتعزيز مهارات فرق الجودة بمنشآتها    إعلان موعد تلقي أوراق الترشح للانتخابات مجلس النواب اليوم    جهود أمنية لكشف لغز وفاة طالبة بشكل غامض أثناء تواجدها في حفل زفاف بالفيوم    اليوم.. محاكمة متهم بالانضمام لجماعة إرهابية في بولاق الدكرور    الخبراء يحذرون| الذكاء الاصطناعي يهدد سمعة الرموز ويفتح الباب لجرائم الابتزاز والتشهير    رغم تحذيراتنا المتكررة.. عودة «الحوت الأزرق» ليبتلع ضحية جديدة    شهادات البنك الأهلي ذات العائد الشهري.. كم فوائد 100 ألف جنيه شهريًا 2025؟    موعد تغيير الساعة في مصر 2025.. بداية التوقيت الشتوي رسميا    سوما تكشف كواليس التعاون مع زوجها المايسترو مصطفى حلمي في ختام مهرجان الموسيقى العربية    هل إجازة 6 أكتوبر 2025 الإثنين أم الخميس؟ قرار الحكومة يحسم الجدل    المتخصصين يجيبون.. هل نحتاج إلى مظلة تشريعية جديدة تحمي قيم المجتمع من جنون الترند؟    انطلاق مباراة مصر وتشيلي في كأس العالم للشباب    ثبتها حالا.. تردد قناة وناسة بيبي 2025 علي النايل سات وعرب سات لمتابعة برامج الأطفال    رئيس الطائفة الإنجيلية يشهد إطلاق المركز الثقافي بالقاهرة الجديدة    البابا تواضروس: الكنيسة القبطية تستضيف لأول مرة مؤتمر مجلس الكنائس العالمي.. وشبابنا في قلب التنظيم    حرب أكتوبر 1973| اللواء سمير فرج: تلقينا أجمل بلاغات سقوط نقاط خط بارليف    «نور عيون أمه».. كيف احتفلت أنغام بعيد ميلاد نجلها عمر؟ (صور)    تردد قناة الفجر الجزائرية 2025 على النايل سات وعرب سات.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 7    فلسطين.. طائرات الاحتلال المسيّرة تطلق النار على شرق مدينة غزة    عبد الرحيم علي ينعى خالة الدكتور محمد سامي رئيس جامعة القاهرة    عاجل - حماس: توافق وطني على إدارة غزة عبر مستقلين بمرجعية السلطة الفلسطينية    نسرح في زمان".. أغنية حميد الشاعري تزيّن أحداث فيلم "فيها إيه يعني"    الخولي ل "الفجر": معادلة النجاح تبدأ بالموهبة والثقافة    مواقيت الصلاة فى أسيوط اليوم السبت 4102025    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة الأقصر    بيطري بني سويف تنفذ ندوات بالمدارس للتوعية بمخاطر التعامل مع الكلاب الضالة    بعد أشمون، تحذير عاجل ل 3 قرى بمركز تلا في المنوفية بسبب ارتفاع منسوب النيل    هدافو دوري المحترفين بعد انتهاء مباريات الجولة السابعة.. حازم أبوسنة يتصدر    «عايزين تطلعوه عميل لإسرائيل!».. عمرو أديب يهدد هؤلاء: محدش يقرب من محمد صلاح    تفاصيل موافقة حماس على خطة ترامب لإنهاء الحرب    تفاعل مع فيديوهات توثق شوارع مصر أثناء فيضان النيل قبل بناء السد العالي: «ذكريات.. كنا بنلعب في الماية»    سعر الجنيه الذهب في السوق المصري اليوم يسجل 41720 جنيها    "مستقبل وطن" يتكفل بتسكين متضرري غرق أراضي طرح النهر بالمنوفية: من بكرة الصبح هنكون عندهم    محيط الرقبة «جرس إنذار» لأخطر الأمراض: يتضمن دهونا قد تؤثرا سلبا على «أعضاء حيوية»    لزيادة الطاقة وبناء العضلات، 9 خيارات صحية لوجبات ما قبل التمرين    الشطة الزيت.. سر الطعم الأصلي للكشري المصري    هل يجب الترتيب بين الصلوات الفائتة؟.. أمين الفتوى يجيب    مواقيت الصلاه في المنيا اليوم الجمعه 3 أكتوبر 2025 اعرفها بدقه    تكريم 700 حافظ لكتاب الله من بينهم 24 خاتم قاموا بتسميعه فى 12 ساعة بقرية شطورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من سينتصر؟.. دولة "العواجيز" فى مواجهة "الشباب الثائر" (ملف)
"الكنبة" يتحدى "فيس بوك وتويتر" ويكتسحهم ب"الضربة القاضية"

ما بين جيل ثائر دفع ثمن الحرية دمه، وجيل أقصى أحلامه الاستقرار، تقبع المحروسة فى موقف تحسد عليه، فعلى عكس المثل الدارج "يعملوها الصغار ويقعوا فيها الكبار"، وقع شباب الثورة وجيلها الحائر فى ورطة جديدة فرضتها عليهم "دولة العواجيز"، حيث أفسد تلك المرة الكبار آمال وأحلام جيل ثائر أراد
استكمال ثورته، وبدلاً من أن يساندوه فى استكمال مساره الثوري راحوا يحطمونه بل ويقفون "حجر عثر" أمامه، ليتركوا مقعدهم على الكنبة خاليًا، ويزاحمون الشباب الثائر، ولكن فى الاتجاه المعاكس، ليصطفوا فى طوابير الاستفتاء، ويتصارعون على احتجاز مكان بالميدان الثوري الذي حرموه على أولادهم منذ سنوات.. ضاربين بأحلام جيل كامل عرض الحائط.

"المصريون" رصدت صراعًا خطيرًا بين دولة الشباب ودولة العواجيز.

"العواجيز" ينهون مهلة الشباب لتحقيق طموحاتهم الثورية وينتفضون نصرة ل"استقرار" الماضى

في مفارقة غريبة لا تقل عن تطور الأحداث في مصر منذ 25 يناير حتى الآن، تبدلت الأدوار على الصعيد السياسي بين الشباب وكبار السن، ليتنازل الأخير عن "الكنبة" التى لازمها طيلة 30 عامًا مضت في حكم المخلوع، وعامين ونصف عقب الثورة، وينزل إلى الشارع ناخبًا، وراقصًا أمام اللجان، محتفلاً في الشوارع بالتصميم على رسم مستقبل أكثر استقرارًا حتى إذا لم يكن لهم حياة فيه، وهو ما استقبله الشباب بحالة عزوف واغتراب تتزايد كلما أخفقت الثورة أكثر وضلت طريقها، إلى الحد الذي حذر فيه الخبراء السياسيون والنفسيون من أن زيادة تلك الحالة الإحباطية لدى الشباب قد تجعلهم يرثون "الكنبة" عن آبائهم وأجدادهم، لتواجه تلك الدولة حالة من الركود بعد خمول أكثر فئاته حيوية وإبداعًا.
بدأت حالة الحراك بين كبار السن في الظهور على السطح مع الاستفتاء على الدستور في يناير الماضي، حيث مثلت نسبة من شارك في الاستفتاء فوق سن الأربعين نسبة لا تقل عن 70% من الجنسين طبقًا لتقديرات المراقبين، وفي المقابل ضعفت نسبة المشاركة من الشباب، حيث رصد تحالف "رقيب" الذي يضم عددًا من المنظمات الحقوقية ضعفًا واضحًا في المشاركة من جانب الشباب خاصة الحركات والائتلافات الثورية، لكنه لم يقدم تفسيرًا لذلك.

ولم تقف مشاركة كبار السن عند الاستفتاء، والذي أرجع البعض مشاركتهم الواسعة فيه إلى الحشد الإعلامي الضخم، وكون تلك الفئة من أكثر الفئات عرضة لوسائل الإعلام، فلقد استمر ذلك الحراك في الذكرى الثالثة للثورة، حيث نزل الآلاف منهم إلى ميدان التحرير مصطحبين الأطفال معهم للاحتفال بثورة كانوا بالأمس يتهمونها بالعمالة ويسبون من يشارك فيها ويتهمونهم بالحصول على وجبات كنتاكي ودولارات نظير المشاركة فيها، لذلك لم يكن مستغربًا أن يغيب عن الميدان حينذاك أي صور للشهداء أو من شاركوا في الثورة، وأي من هتافاتها ب"العيش والحرية والعدالة الاجتماعية"، فلقد أكد مراسلو "المصريون" في الاحتفالات أن المشاركين لم يحملوا غير أعلام مصر وصور الفريق عبد الفتاح السيسى، ودارت الهتافات حوله، وحول مطالبته بالترشح للرئاسة.

وكان لتلك المشاركة من قبل كبار السن إرهاصات، تمثلت في سخطهم العام على كل مطالب الشباب الثورية في 25 يناير، واتهامهم بالتسبب في خراب الدولة، كما أنهم كانوا أكثر فئة تعاطفت مع مبارك بعد خطابه العاطفي، ولم تكن نسبة مشاركتهم في الاستحقاقات الانتخابية عبر الثورة سواء الاستفتاء في مارس 2011 أو انتخابات مجلس الشعب بعده بالكبيرة، فلقد كانوا ساخطين، إلا أن استمرار حالة عدم الاستقرار لمدة 3 سنوات، وفشل الشباب في الوصول إلى أي مطالبهم والحشد الإعلامي الضخم والمستهدف بالأساس تلك الفئة، وعدم قدرتهم على استخدام وسائل الإعلام البديلة التي يعتمد عليها الشباب، جعل تلك الفئة تنتفض وتعلن نهاية مهلتها التي منحتها للشباب الفترة الماضية، وتأكيد أنهم سيشكلون المستقبل بالطريقة التي يرونها أفضل، حتى إذا أدى ذلك إلى العودة للماضي بقمعه وغياب الحياة فيه طالما أن الاستقرار سيتحقق، فدونه يهون كل شىء.

وقال محمد أحمد، أحد المشاركين فى الاستفتاء، 65 عامًا، إنه ذهب إلى الاستفتاء بالرغم من مرضه وصعوبة حركته إلا أنه حرص على المشاركة من أجل مصر، وللقضاء على الإرهاب، مشيرًا إلى أنه لم يكن من مؤيدي ثورة 25 يناير، وذلك لأن هؤلاء الشباب الذين خرجوا لم يكن لديهم رؤية، وسلموا الدولة بعدها للإخوان وكانوا يسعون إلى إسقاط الجيش والدولة، ولكن بفضل ثورة 30 يونيو والفريق عبد الفتاح السيسي حفظ الله مصر منهم، مؤكدًا أنه سينتخب عبد الفتاح السيسى لتحقيق الاستقرار وأنه أفضل من يدير مصر، ويواجه الإرهابيين، وعن الاعتقالات التي نالت عددًا كبيرًا من الشباب قال "أحمد" إن هؤلاء مندسون يسعون لخراب مصر ولابد من مواجهتهم، وأن من "يمشي في حاله" لن يحدث له شىء، مطالبًا الشباب بالكف عن التظاهرات والخراب على حد وصفه.

الشباب يغتربون داخل وطنهم

وفي المقابل تزامن مع تلك المشاركة النشطة من طبقة كبار السن، عزوف من الشباب عن المشاركة سواء في الاستحقاقات الانتخابية، وقلة نسبة المشاركة في التظاهرات، وتبلغ نسبة الشباب الذين لهم الحق في المشاركة في الانتخابات 24% من سن 18 إلى 29 عامًا، طبقًا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، بما يقدر بنحو 21 مليون شاب، وبالرغم من ذلك لم يشارك في الاستفتاء سوى نسبة ضئيلة جدًا، وقالت داليا زيادة، المدير التنفيذي لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، إن المركز من خلال مراقبيه الذين بلغ عددهم ثلاثة آلاف وخمسمائة مراقب في كل محافظات مصر على الاستفتاء، طرح هذا السؤال على الشباب عن أسباب مقاطتعهم فتبين أنهم أُصيبوا بالإحباط، ويرون أن النخبة القديمة ستتقلد المناصب بدلاً منهم بعد إقرار الدستور، وكانت لديهم تخوفات من إعادة نظام مبارك من جديد، كما قال مركز ابن خلدون إن الفئة من 20 إلى 25 عامًا كانت الأقل مشاركة.

وأكد محمد عطية، ممثل ائتلاف ثوار مصر وجبهة الشباب الليبرالي فى تكتل القوى الثورية, أن مشاركة كبار السن في الحياة السياسية في الفترة الحالية تؤكد أنهم يريدون استقرار الدولة, وأن الشباب لابد أن يسيطروا على حالة اليأس التي تملكهم في الفترة الأخيرة، وأن يعودوا إلى الساحة السياسية مرة أخرى من أجل الحصول على حقوقهم.

وأضاف عطية أن التكتل سيقوم بالحوار مع شباب الجامعات خلال الأيام القادمة، وذلك لحثهم على المشاركة والعودة للحياة السياسية مرة أخرى, وأهمية دورهم، وسيتم أيضًا الحوار مع وزير الشباب والرياضة .

سياسيون يقدمون 6 أسباب لعزوف الشباب وتقدم "العواجيز" ويحذرون من استمرار الظاهرة

قال محمد السعدنى، الخبير السياسي ونائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا, إن الشباب المصري عزف عن المشاركة في الحياة السياسية بسبب شعوره بأنه لن يضيف شيئًا فتملكه اليأس، وذلك يرجع إلى عدة أسباب أولها أن الحكومة متخبطة وليس لها فكر استراتيجي وليس لها أهداف محددة أو مشروع قومي قصير الأجل يلتف حوله الشباب ويدعمونه، فهي تعمل بالحظ وليس بالخطة، وكل وزير يقوم بالعمل بمفرده دون وضع خطة زمنية لأعماله ولا يوجد تكاتف بين الوزراء.

وأضاف السعدنى, أن وجود حكومات فاشلة بعد الثورات يعتبر شيئًا طبيعيًا خاصة في ظل حالة عدم الاستقرار السياسي التي تمر بها الدولة, لذلك يجب أن تسارع الحكومة بالإعلان عن مشروع قومي للشباب من أجل امتصاص موجة الغضب التي تبدأ بالصمت وتنتهي ببركان غضب, كما قامت الحكومة بتطبيق قانون التظاهر على شباب الثورة، فقط على الرغم أنه تم تطبيقه من أجل وقف تظاهرات جماعة الإخوان فقط.

وأكد أن الحكومة قامت بالحصول على المساعدات من الدول الأخرى لتخفي عجزها الاقتصادي خلال الفترة الماضية, وقامت بالاهتمام بمشروع محور قناة السويس فقط, على الرغم أنه سيتحقق بعد فترة طويلة, وبذلك يعتبر فشل حكومة الببلاوي هو السبب الرئيسي في عزوف الشباب عن المشاركة في الحياة السياسية.

وتابع أن قيام كبار السن بالمشاركة في الدستور واحتفالهم بذكرى 25 يناير في التحرير شىء طبيعي, لأنهم يتمنون الاستقرار ويرون أن شباب الثورة يقومون بالتظاهر من أجل مصالحهم فقط, وأن الجيش المصري هو المؤسسة الوحيدة التي ستستطيع النهوض بالدولة, لافتًا إلى أن الحكومة لابد أن تشرك الشباب في قيادة الدولة باعتبارهم الجيل القادم ولابد من إعطائهم الخبرة الكافية لذلك .

وأوضح سامح رشاد، الخبير السياسي، بأنه ليس هناك حتى الآن إحصائية بالفعل تفيد بعزوف الشباب عن المشاركة في الاستفتاء على الدستور، مؤكدًا أن الشريحة العمرية بين الشباب وكبار السن هي التي تجعل ردود أفعال الشباب أكثر حدة من كبار السن سواء كان إيجابًا أو سلبًا.

وأشار إلي أنه فعليًا كان هناك عزوف للشباب بسبب عدة أسباب من أهمها هو شعورهم بالإحباط نتيجة لعدم شعورهم بالأمان والاستقرار، أو وجود بعض التحفظات على لجنة الخمسين برئاسة عمرو موسى، كما أن معظم الشباب متعلم ومثقف على عكس البعض من كبار السن الذين ذهبوا للمشاركة.
كما أكد أن غالبية الذين ذهبوا إلى الاستفتاء ذهبوا ليس فقط من أجل التصويت على الدستور وإنما التصويت على المرحلة الانتقالية بالكامل، وهذا دليل على عدم الوعي السياسي، كما أن غالبية الذين ذهبوا للاستفتاء أيضًا من النساء والسيدات نتيجة للضغوط وارتفاع الأسعار التي يعانون منها بغض النظر عن بنود الدستور، على الجانب الآخر نجد أن الشباب لديه القدرة على تحمل تلك الأعباء في سبيل الحصول على الحرية السياسية والعدالة الاجتماعية.

خبراء علم النفس يفسرون أسباب "انسحاب" الشباب.. ومخاطره المستقبلية

حذر خبراء علم النفس من خطورة ظاهرة انعزال الشباب عن المجتمع، في مقابل المشاركة الواسعة من كبار السن، مشيرين إلى أن ذلك الوضع نتج عن حالة معروفة في علم النفس برفض الشباب خاصة المراهقين الوضع القائم ورغبتهم في القيام بعكس ما يملى عليهم، وهو ما جعلهم ينسحبون تدريجيًا عن الواقع الحالي ويصابون بحالة إحباط نتيجة فشلهم في تحقيق طموحاتهم الثورية، وهو ما يهدد المجتمع وبنيته إذا استمرت تلك الحالة.

وقال أحمد فخري، الخبير في علم النفس بجامعة عين شمس، إن جزءًا من تلك الأزمة يعود إلى صراع الأجيال الذي يجعل الشباب ثائرًا على الجيل الأكبر ورافضًا لإملاءاتهم عليهم، ويفعلون ما يريدونه وليس ما يريده الآخرون، ومع عدم وجود وعي سياسي زاد من تلك الفجوة بين الجيلين.

وأضاف: "أنه بعد أن فشل الشباب في تحقيق أهدافهم على مدار ثلاثة أعوام جعل كبار السن ينتفضون، وجزء منهم بدافع الثأر لكرامتهم التي رأوا أن الشباب نالوا منها عندما اتهمومهم بالجبن والصمت على نظام مبارك 30 عامًا، وأن الشباب هم الذين خلصوا مصر منه، مشيرًا إلى أن حالة عدم الاستقرار في مصر منذ الثورة كانت تربة خصبة حتى يستعيد كبار السن كرامتهم، ويؤكدون أن صمتهم كان حكمة وليس جبنًا ويعودون مرة أخرى للمشاركة لتحقيق الاستقرار.

وتابع أن استمرار حالة الإحباط لدى الشباب والعزوف عن المشاركة ليست في صالح المجتمع ككل، مطالبًا السلطة السياسية باحتواء الشباب وعدم السماح لتلك الفجوة بالاتساع، مشيرًا إلى أنه حال اتساع تلك الفجوة وتمكن حالة الإحباط من الشباب سيتحولون إلى قوة معطلة، وقد يلجأ بعضهم إلى العنف.

ومن جانبها قالت سوسن بدر، الخبيرة في علم النفس، أن الشباب مروا بمراحل صعود وهبوط نفسي منذ الثورة حتى الآن، وترجع حالة الإحباط التي تمكنت من معظمهم إلى إخفاقهم في تحقيق أهدافهم على مدار الأعوام الماضية، ورغبتهم في الاستغناء عن خبرة الكبار معتقدين أن الحراك والنضال الثوري ينفع وحده دون خبرة وخطة، وعند فشلهم في تحقيق ذلك فضلوا الانعزال عن المجتمع والانسحاب، محبذة في الوقت ذاته تدخل كبار السن ومشاركتهم الواسعة سواء في الاستفتاء أو ما تلاه معتبرة أنه جاء لتصحيح المسار.

"الضرب" و"المقاطعة" و"ٍسحب الريسيفر" أساليب الآباء لتأديب أبنائهم "الثورية"

لم تقف أزمة مصر الحالية على الصعيد السياسي، الذي ألقى بظلاله على الحياة الاجتماعية، لتفقد مصر ما تميزت به في روابط أسرية قوية، وتماسك اجتماعي، فلقد أثرت تباين الآراء السياسية على سير الحياة داخل المجتمع المصري، وخفتها وراءها سيلاً من المشاكل والخلاف، سواء داخل الأسرة الواحدة أو بين الأصدقاء، وزملاء العمل.

وروي عدد من الشباب حالة الصراع بينهم وبين آبائهم في أسرهم، حول الاختلاف السياسي، وقال محمد إبراهيم، طالب في الفرقة الثانية كلية فنون جميلة، إن والده منذ ثورة 25 يناير كان ضد الثورة، مستمعًا بامتياز للقنوات الإعلامية وما تتهم به الثوار من العمالة، وهو ما استمر حتى بعد سقوط نظام مبارك، مشيرًا إلى أنه منذ الثورة حتى الآن في حالة صراع مستمر مع والده الذي يتهمه بالعمالة وعدم الفهم وغسيل المخ وأنه مغيب ويسعى في خراب الدولة.

وأضاف أن العديد من النقاشات بينه وبين والده كانت تنتهى بأن يعاقبه والده بالضرب لاعتبار أنه يسيء الحديث معه، وأن ذلك ما جعله يتجنب الحديث مع والده حول أي شىء، وأصبحوا في شبه حالة مقاطعة.

وتابع: بدأ أبي يشارك في المظاهرات مع دعوات توفيق عكاشة الذي يشاهده باستمرار ويعتبره مناضلاً ثوريًا، حيث نزل أكثر من مرة في مظاهراته في العباسية، وبعد 30 يونيو زادت نسبة مشاركته، ومعاداته لآرائي ذات الطابع الإسلامي، فأنا متعاطف مع الإخوان لما يتعرضون له وإن لم أكن منهم، وهو ما جعل والدي يسحب الريسيفر الموجود في غرفتي حتى لا أشاهد قناة الجزيرة، وليجبرني على مشاهدة قنوات الفلول التي يشاهدونها، مشيرًا إلى أنه يواجه ذلك من خلال الإعلام البديل عبر الإنترنت.

وأكد "إبراهيم"، أنه حال إن استشهد في مظاهرة فلن يثنيه ذلك عن رأيه، وسيتهم من كانوا يسيرون معي بقتلي، مؤكداً أن الإعلام قام بعمليات غسيل مخ له، وليس هم فقط بل للأطفال أيضًا، مشيرًا إلى أن أخوته الصغار في المنزل يدعونه ب"الإرهابى".

ولم يختلف الأمر كثيرًا مع الذي قال إنه بالرغم من كونه مغتربًا لطبيعة عمله، إلا أن جميع أقاربه في المنوفية من الفلول، ودائمًا ما يتصلون به ويوبخونه ويهاجمونه بسب آرائه السياسية، وأنهم حتى لا يتعرض للأذى من قبل أهل قريته روجوا لإشاعات أنه مع الفريق عبد الفتاح السيسى، وأنه شارك في الاستفتاء في إحدى لجان المغتربين بالقاهرة، مضيفًا أن الأمر وصل بهم إلى اتهامه بأنه يحصل على أموال من الإخوان نظير مشاركته في الظاهرات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.