تراجع جديد في سعر الذهب عيار 21 اليوم الاثنين 10-6-2024 بمحال الصاغة    اليورو عند أدنى مستوى في شهر بعد دعوة ماكرون إلى إجراء انتخابات مبكرة    حزب رئيس وزراء بولندا يفوز بالانتخابات الأوروبية    قناة مجانية تنقل مباراة مصر وغينيا بيساو في تصفيات كأس العالم الليلة    الأرصاد: طقس الإثنين حار نهارا.. والعظمى بالقاهرة 36 درجة    استشهاد فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية    حدث ليلا: فيديو صادم للسنوار.. ومحتجزة سابقة تشعل الغضب ضد نتنياهو    السعودية تستضيف ألف حاج من ذوي شهداء ومصابي غزة بأمر الملك سلمان    لأول مرة مقاتلات أوكرانية تضرب عمق المناطق الروسية    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. 10 يونيو    السعودية تطلق خدمة أجير الحج والتأشيرات الموسمية.. اعرف التفاصيل    9 دول أعلنت رسميا يوم الاثنين أول أيام عيد الأضحى.. بينها دولتان عربيتان    نجوم الفن يهنئون ياسمين عبدالعزيز لتعاقدها على بطولة مسلسل برمضان 2025    لميس الحديدي: رحلتي لم تكن سهلة بل مليئة بالتحديات خاصة في مجتمع ذكوري    مع فتح لجان امتحانات الثانوية العامة 2024.. دعاء التوتر قبل الامتحان    تعرف على ما يُستحب عند زيارة النبي صلى الله عليه وسلم    ترامب يطالب بايدن بالخضوع لاختبارات القدرات العقلية والكشف عن المخدرات    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم»: رئيس «اتصالات النواب» يزف بشرى سارة عن مكالمات التسويق العقاري.. وعمرو أديب عن مدرس الجيولوجيا: «حصل على مليون و200 ألف في ليلة المراجعة»    ضياء رشوان: الرئيس السيسي يضع عينيه على المستقبل    الفلسطيني أمير العملة يتوج بذهبية بطولة العالم بلعبة "المواي تاي"    واشنطن تدعو مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار يدعم مقترح الهدنة فى غزة    تركي آل الشيخ يعلن مفاجأة عن فيلم ولاد رزق ويوجه رسالة لعمرو أديب    الزمالك: شيكابالا أسطورة لنا وهو الأكثر تحقيقًا للبطولات    الكشف على 1346 مواطنا خلال قافلة طبية مجانية بقرية قراقص بالبحيرة    «كنت مرعوبة».. الفنانة هلا السعيد عن واقعة «سائق أوبر»: «خوفت يتعدي عليا» (خاص)    دعوة للإفراج عن الصحفيين ومشاركي مظاهرات تأييد فلسطين قبل عيد الأضحى    المنوفية في 10 سنوات.. 30 مليار جنيه استثمارات خلال 2014/2023    خالد البلشي: تحسين الوضع المهني للصحفيين ضرورة.. ونحتاج تدخل الدولة لزيادة الأجور    البابا تواضروس يصلي عشية عيد القديس الأنبا أبرآم بديره بالفيوم    ضمن فعاليات "سيني جونة في O West".. محمد حفظي يتحدث عن الإنتاج السينمائي المشترك    ضياء رشوان ل قصواء الخلالي: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسُحقنا    "ده ولا شيكابالا".. عمرو أديب يعلق على فيديو مراجعة الجيولوجيا: "فين وزارة التعليم"    الحكم على طعون شيري هانم وابنتها على حبسهما 5 سنوات.. اليوم    هؤلاء غير مستحب لهم صوم يوم عرفة.. الإفتاء توضح    عند الإحرام والطواف والسعي.. 8 سنن في الحج يوضحها علي جمعة    «لا تنخدعوا».. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم في مصر (موجة حارة شديدة قادمة)    وصفة سحرية للتخلص من الدهون المتراكمة بفروة الرأس    عددهم 10 ملايين، تركيا تفرض حجرًا صحيًا على مناطق بالجنوب بسبب الكلاب    عمر جابر يكشف كواليس حديثه مع لاعبي الزمالك قبل نهائي الكونفدرالية    محمد عبدالجليل يقيّم أداء منتخب مصر ويتوقع تعادله مع غينيا بيساو    النسبة التقديرية للإقبال في انتخابات الاتحاد الأوروبي تقترب من 51%    برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في القاهرة والمحافظات (رابط متاح للاستعلام)    تحرير 36 محضرا وضبط 272.5 كيلو أغذية منتهية الصلاحية بمدينة دهب    بمساحة 3908 فدان.. محافظ جنوب سيناء يعتمد المخطط التفصيلي للمنطقة الصناعية بأبو زنيمة    المستشار محمود فوزي: أداء القاهرة الإخبارية مهني والصوت المصري حاضر دائما    رئيس منظمة مكافحة المنشطات: رمضان صبحى ما زال يخضع للتحقيق حتى الآن    عمر جابر: سنفعل كل ما بوسعنا للتتويج بالدوري    اتحاد الكرة يكشف تطورات أزمة مستحقات فيتوريا    "صحة الشيوخ" توصي بوضع ضوابط وظيفية محددة لخريجي كليات العلوم الصحية    تعرف على فضل مكة المكرمة وسبب تسميتها ب«أم القرى»    نقيب الصحفيين: نحتاج زيادة البدل من 20 إلى 25% والقيمة ليست كبيرة    مقتل مزارع على يد ابن عمه بالفيوم بسبب الخلاف على بناء سور    القطاع الديني بالشركة المتحدة يوضح المميزات الجديدة لتطبيق "مصر قرآن كريم"    عوض تاج الدين: الجينوم المصرى مشروع عملاق يدعمه الرئيس السيسى بشكل كبير    مصر في 24 ساعة| لميس الحديدي: أصيبت بالسرطان منذ 10 سنوات.. وأحمد موسى يكشف ملامح الحكومة الجديدة    لميس الحديدي تكشف تفاصيل تهديدها بالقتل في عهد الإخوان    شعبة الدواجن: حرارة الجو السبب في ارتفاع أسعارها الأيام الماضية    محافظ المنوفية يفتتح أعمال تطوير النصب التذكاري بالباحور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الحرية والعدالة" تكشف أسباب مقاطعة الشباب لاستفتاء الدم

اتسم الاستفتاء على دستور الدم الانقلابي الباطل بظاهرة واضحة للعيان وهي عزوف الناخبين عن المشاركة فيه وتدنيها لأدنى المستويات استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب بمقاطعة "استفتاء الدم"، ولكن الملفت للنظر أن الشباب كانوا همه الشريحة الأبرز بين الشرائح المجتمعية التي قاطعت استفتاء الدم.
وأكد محللون وخبراء سياسيون ل"الحرية والعدالة" أنهم رصدوا بالفعل ظاهرة مقاطعة الشباب لاستفتاء الدم وأن هذا كان جليا بطوابير الناخبين التي تصدرها المسنون وكبار السن، موضحين أن مقاطعة الشباب وعزوفهم عن استفتاء الانقلاب سبقه حملات شبابية ضخمة لمقاطعة الوثيقة السوداء للعسكر، وقد حققت نجاحا كبيرا في أوساط الشباب، والذي يعد أكثر وعيا وفطنة بمخططات الانقلاب ومخاطره كما أنهم الشريحة الأكثر تضررا من الفساد والاستبداد، ولم ينطلي عليهم ولم تؤثر فيهم أبواق الانقلاب الإعلامية والسياسية وحملات تغييب وتزييف الوعي وتضليل الرأي العام.
وأضاف الخبراء أن الشباب لم يكتف بالعزوف عن المشاركة باللجان ومقاطعة دستور الانقلاب بل إنهم يتكتلون ويتحركون في مسار الحراك الثوري بالشارع لإسقاط الانقلاب، أي أن عزوفهم ليس نتيجة سلبية بل وعي وحرص على المستقبل لأن ذهنيتهم مختلفة عن ذهنية الشيوخ والكهول التي ورثتها النظم الاستبدادية سلبيات عديدة.
واعتبروا أن مقاطعة الشباب دليل على أن لهم خيار آخر وأنهم يلفظون الانقلاب ويرفضون منحه صكوك شرعية يبحث عنها، ويرفضون تمكين الدولة القمعية البوليسية، مشيرين إلى أن الشباب الذين كانوا الأكثر مشاركة بالاستحقاقات الانتخابية بعد الثورة في مناخ من الحرية، يقاطعون الآن لاسترداها من جديد.
الجدير بالذكر أنه في سبتمبر 2013 كشفت تقرير رسمي صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد الشباب داخل مصر في الفئة العمرية من 18 إلى 29 عاما سجل 19.4 مليون نسمه بما يمثل 23.6 في المائة من إجمالي السكان خلال عام 2012 ويعانى نحو 51.3 في المائة منهم من الفقر في حين يمثل غير الفقراء نحو 48.7 في المائة.
تصدر كبار السن
اللافت للنظر فى اليوم الأول من الاستفتاء على دستور الدم غياب ملحوظ للشباب وعزوفهم عن المشاركة فى الاستفتاء، حيث تصدر كبار السن والعجائز الساحة وشاركوا بشكل كبير على عكس الاستفتاء على دستور 2012، والذي شهد مشاركة واسعة من كافة الفئات، وجاء تقرير صدر عن المجلس القومي لحقوق الإنسان اليوم ليؤكد عزوف الشباب عن التصويت عن الإستفتاء، فى بعض اللجان .
وباستعراض المشهد فى العديد من اللجان على مستوى الجمهورية نجد على سبيل المثال نماذج منها أن مشاركة كبار السن فى الاستفتاء فاعلة، حيث شهدت لجان المعادي فى اليوم الأول من الاستفتاء توافد عدد كبير من كبار السن من أهالي منطقة حدائق المعادي والمعادي للإدلاء بأصواتهم.
وفى منطقة الزاوية الحمراء شهدت اللجان إقبالا ضعيفا يصل إلى حد المنعدم في بعض مقار الاقتراع, وذلك على خلاف ما شهدته تلك اللجان في استفتاء 2012، ففي المدرسة الجمهورية, خلت لجان التصويت من المواطنين عدا بعض كبار السن والأقباط.
و أيضا محافظة الأقصر كان أغلب المتوافدين عليها من كبار السن وعدد قليل جدا من النساء.
وفى منطقة المظلات بشبرا شهدت بعض اللجان إقبالا كبيرا من كبار السن من سن ال60 إلي ال70 سنة ، وهي لجان (91، 92، 93 ،94).
أما منطقة السلام شهدت لجان مدرستي عاطف السادات الإبتدائية، والشيماء الإعدادية، زيادة ملحوظة في أعداد كبار السن والسيدات.
ولم يختلف الأمر بالنسبة لمحافظة كفر الشيخ حيث تصدر طوابير الناخبين بفوه ذوو الاحتياجات الخاصة وكبار السن من الرجال والسيدات، وكذا الحال فى محافظة البحيرة.
كما شهدت لجان الاستفتاء بمدارس كرداسة إقبالا ملحوظا من كبار السن في الساعات الأولى من ثانى أيام الاستفتاء على الدستور.
وأيضا شهدت لجان الاستفتاء بمدينة نصر ومصر الجديدة إقبالاً كبيراً من كبار السن،وبخاصة مدرسة عبد العزيز جاويش.
أما بالنسبة لمدن وقري شمال سيناء فقد شهدت حضورا ملحوظا من جانب كبار السن من السيدات.
وفي محافظة المنوفية، شهدت اللجان إقبالاً واسعًا من العجائز وكبار السن الذين اصطفوا في طوابير منذ الصباح الباكر أمام اللجان، كما شهدت مقرات الاستفتاء بشبين الكوم، توافد الراهبات والمسيحيين.
وفي الشرقية، كان حضور العجائز هو اللافت للنظر،حيث شهدت مراكز كفر صقر وأولاد الحسينية وفاقوس إقبالا ضعيفا وكان أغلب الناخبين من كبار السن في غياب تام للشباب الذين كانوا يتدافعون للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء الماضي في.2012.
وكانت السمة الغالبة على طوابير الاستفتاء فى محافظة الفيوم حضور العجائز وكبار السن، وكذلك محافظة الدقهلية والسويس.
وشهدت لجان الإسماعيلية إقبالاً واسعًا من الأقباط وكبار السن، حيث حرص المسيحيون والراهبات على ارتداء ملابسهم الكنسية داخل اللجان الانتخابية.
وفي محافظة دمياط، شهدت اللجان إقبالاً كثيفًا من المواطنين للمشاركة في التصويت على الدستور؛ حيث احتشد المواطنون في طوابير امتدت للشوارع الجانبية، وشهدت الطوابير حضورًا واسعًا لكبار السن والنساء، حيث شهدت اللجان إصرارًا من قِبل كبار السن الذين حرصوا على المشاركة.
وفي شمال سيناء كان السواد الأعظم من العجائز والنساء وبعض الشباب.
وفي البحر الأحمر، لم يختلف الوضع كثيرًا، حيث شهدت مقار الاستفتاء بمدينتي الغردقة ورأس غارب كان هناك حضور كبير من كبار السن والسيدات.
والمتابع لفضائيات إعلام الانقلاب يجدها تستجدي طوال الوقت الشباب للنزول عبر أبواق إعلامية وسياسية بخطاب تحريضي ضد المعارضين للانقلاب.
نضال شبابي
وحول ظاهرة عزوف الشباب عن المشاركة في استفتاء الدم ودلالة ذلك، يرى الدكتور حسام عقل - أستاذ التربية بجامعة عين شمس ورئيس المكتب السياسي لحزب البديل الحضاري - أنه لا جدال أن انسحاب المكون الشبابي من أي مشهد سياسي أو انتخابي إنما يكون إيذانًا بمرض خطير يصيب الأمم والأوطان، ويؤكد أن هذه الأمة التي ينسحب شبابها عن المشاركة في الفعالية لا شك أنها تفقد رهانات المستقبل لحساب أشباح وعجائز الماضي بشكل عام.
وقال "عقل": إذا كان انسحاب الشباب المصري وعزوفهم عن المشاركة في استفتاء العسكر مبررا بحملات متعمدة وقصدية للمقاطعة فإن هذا يعني أن الشباب يرفض النظام الانقلابي القائم ويلفظ ممارساته ويخاصم بوضوح ممارساته السياسية وطبيعة الطرح والخارطة التي يقدمها، ومن الملحوظ أنه سبق هذا الاستفتاء حملات شبابية ضخمة باشرها وتابعها نشطاء "فيس بوك" وطلاب الجامعات لمقاطعة ما أسموه ب"استفتاء الدم" وقد أفرز هذا المسلك عزوفا شبه كامل من الشباب عن المشاركة في اللجان والطوابير الانتخابية والفعاليات بما حولها فعليا إلى شكل ديكوري لا قيمة له.
وأضاف أن هذا النضال الشبابي الواضح والعنيد ضد حكم العسكر قد أسفر عن نمطين من الفشل للنظام الانقلابي، فثمة فشل مروع بالخارج والداخل ودوائر واسعة للمقاطعة، فالأمة التي يشارك في استحقاقاتها الانتخابية الشيوخ دون الشباب هي أمة بسبيلها إلى الشيخوخة والهزيمة الداخلية والتخلف الحضاري.
وتابع ورئيس المكتب السياسي لحزب البديل الحضاري ، أنه لا جدال أن مقارنة المشهد باستفتاء الدم 2014 مقارنا بدستور 2012 الدستور الشرعي يدل على أن الشباب الذي شارك في دستور شعبي بحق خرج في جو من الحريات بعهد الرئيس المنتخب والنشوة الثورية إنما يختلف جذريا عن استفتاء يخرج وسط زخات الرصاص الحي وحملات الاعتقالات غير المسبوقة وقتل النشطاء وسحق المعارضة على الهوية وأسوأ اشكال الدولة البوليسية العسكرية الدموية.
واعتبر "عقل" انسحاب الشباب عن المشاركة في "وثيقة الدم" يعد رصيدا جديدا يضاف إلى الاحتجاجات الشعبية القادمة، فضلا عن أنه رسالة شديدة الوضوح للنظام الانقلابي بأنه قد وصل مرحلة العزلة الكاملة، وإذا كان هناك بعض دراويش أو مغيبيين خدرتهم آلة الإعلام المسمومة المدعوم برأس مال سياسي إذا كانوا رقصوا أمام الصناديق فهذا يدل على ما وصفه ب"العته السياسي" وتغييب كامل عن المشهد والمستقبل المزدهر لا يصنعه في العادة الشيوخ ولا الدراويش ولا معاتيه السياسة بل يصنعه الشباب الذين يمتلكون طاقة التغيير والقدرة على دفع ضريبته.
ونبه إلى أنه بمراجعة بسيطة للتكوين البنيوي لكل اللجان الانتخابية وكذلك المجالس والوزارات والهيئات المتنفذة والفاعلة يلاحظ أن الشريحة الغالبة فيها هي من الكهول والشيوخ الذين اعتمد عليهم نظام مبارك وأعادهم مرة أخرى النظام الانقلابي لصدارة المشهد، فكان طبيعي أن يردوا له الجميل، إلى جانب استغلال البسطاء واحتياجاتهم وتغييبهم.
وتابع "عقل" : أما الشباب دفع الثمن في ثورة 25 يناير وأثار حراك التغيير، فأصرت الدولة العميقة ثم النظام الانقلابي على تنحيته عن كل المواقع المؤثرة حتى لا يغير صورة المستقبل جذريًا ومن هنا يمكن القول إن الكهول والشيوخ الكبار المتنفذين بالدولة إنما يردون الجميل لنظام مبارك الذي أعطاهم مزايا عن غير استحقاق وهذا يفسر بصورة منطقية عزوف الشباب عن المشاركة بالاستفتاء القائم لأنه يجري في حضن الدولة الشمولية والنظام الانقلابي الدموي ولأنها أجهضت كل الأحلام الثورية التي طمح إليها الشباب يوما ما، ولذلك ليس لدي "عقل" ذرة من شك بأن الشباب يتكتل في الأيام المقبلة ليحتشد في مساحة أخرى ستمثل مفاجأة للانقلاب وستكون إيذانا بزواله لأن السياق التطوري الطبيعي للأمم إنما يصنعه الشباب وتنفذه كلمته، ولذلك قال البني "صلى الله عليه وسلم" استوصوا بالشباب خيرا فإنهم أرق أفئدة، وإن الله تعالى بعثني للناس بشيرا ونذيرا فحالفني الشباب وخالفني الشيوخ.
معول هدم الإنقلاب
من جانبه أكد "هاشم إسلام"- عضو لجنة الفتوى بالأزهر ومنسق جبهة علماء الأزهر المناهضة للإنقلاب العسكرى - أن عزوف الشباب عن المشاركة فى هذا الإستفتاء الباطل هو أهم معول هدم فى جدار هذا الإنقلاب الدموى وذلك لأن الأمم لا تقوى إلا بشبابها وأنه بغير الشباب لا تقم للأمة قائمة.
وأضاف "إسلام" أنه على مدار التاريخ الإسلامى كان الشباب هم من حملوا لواء الإنتصارات والفتوحات كما كانوا هم أهم أعمدة بناء الدولة الإسلامية, فقد قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم ": "جئت بالحنفية السمحة فحالفنى الشباب وخالفنى الشيوخ "، مؤكداً أن الشباب كانوا هم حاملين لواء الدعوة الإسلامية فى مهدها حيث كان أكثر من 90 % من الصحابة شباب أمثال عمر بن الخطاب , وسعد بن معاذ، والأرقم بن أبى الأرقم ومعاذ بن جبل ومصعب بن عمير وغيرهم من خيرة شباب الصحابة.
وتابع عضو لجنة الفتوى بالأزهر أن الشباب هم من حملوا لواء البطولات على مدار التاريخ الإسلامى كصلاح الدين الأيوبى و سيف الدين قطز، كما أن سر قوة الأمم فى شبابها لأنهم كما قال عنهم الرسول " صلى الله عليه وسلم:" أنهم الأرق أفئدة"، وهوالتحليل العبقرى الذى ساقه إلينا الرسول "ص" ليؤكد أن الشباب هم شعلة الحماس على مدار تاريخ الأمم وأن هذه الشعلة لن تنطفىء مهما حاول كل الجبابرة والمستبدين إخمادها.
وأشار إلى أن عزوف الشباب عن المشاركة فى هذا الإستفتاء الباطل هو تأكيد جديد على بطلانه وعدم شرعيته كما يعد مؤشر عظيم الأهمية على إستمرار الثورة التى يقودها الشباب فى الشارع حتى إسقاط هذا الإنقلاب، وهو ما يعلمه جيداً الإنقلابيين لذلك فإن أكثر ما يخيفهم هو حماس هؤلاء الثوار من الشباب، مشدداص على ان الأنظمة الإستبدادية على مدار تاريخها تتعمد إقصاء الشباب وذلك ليقينها بخطرهم عليها وهو ما نستطيع أن نتأكد منه على أرض الواقع فالحكومة التى أتى بها الإنقلابيون بعد الإنقلاب على الحكومة الشرعية التى كان يرأسها أحد الشباب هو الدكتور هشام قنديل, هى حكومة كلها من الكهول، وذلك لأنهم لا يرغبون إلا فى السير على منهج فرعون الذى لا يريهم إلا ما يرى و لا يرغبون فى أى دماء جديدة تكشف فسادهم وتظهر عوارتهم.
وأوضح "إسلام" أن الانقلابيين مهما خططوا فإنهم ملاحقون من هؤلاء الشباب وثورتهم الشريفة التى لا تخمد إلا بإسقاط الشباب مهما حاولوا أن يضفوا على إنقلابهم الشرعية بهذا الإستفتاء الباطل لافتاً الى أن الشباب على مدار التاريخ قادوا ثوارات التحرير ولم ينتهى بهم المطاف إلا بتحقيق أهداف ثوراتهم وهو ما يجب أن يفطن إليه الإنقلابيين.
الشباب عماد الثورة
من جانبه أكد الدكتور رشاد لاشين - الخبير التربوى - أن عزوف الشباب ومقاطعتهم لإستفتاء الدم هو أمر متوقع، وذلك لأن الشباب هم من قادوا الثورة وحملوا على أعناقهم مسئولية إستكمالها، ولن يقبولوا بأن يعطوا لأى نظام إستبدادى الشرعية مهما كلفهم ذلك من تضحيات، موضحاً أن الشباب دائماً الأكثر وعياً وحرصاً على المستقبل ومن ثم يقودهم هذا الحرص والوعى الى الثبات والإستمرار فى مناهضة أى خطر يواجهه.
ويرى لاشين أن المشهد الإنتخابى، والذى كان أبرز ما فيه هو مقاطعة الشباب يمثل مؤشر كبير الأهمية على إستمرار الحراك الثورى فى الشارع وذلك لأن الشباب هم عماد أى حراك وشعلة أى ثورة.
وأضاف أنه على الجانب الأخر إن إقبال المسنين وكبار السن على التصويت هو أمر يؤكد على أبعاد إجتماعية سلبية لا يمكن إغفلها وقد أورثتها لهم الأنظمة الإستبدادية المتعاقبة، وهو الخنوع والركون الى الظلم ومنح الظالمين كل صكوك الإستبداد والتجبر تحت دعاوى وهمية وهي الإستقرا ر، والعبور بالبلاد الى بر الأمان وهو ما حاول الإنقلابيون خداعهم به.
وأشار إلى أن فطنة الشباب وإدراكهم لأكاذيب هؤلاء الإنقلابيين تترجم مدى وعي هؤلاء الشباب والذى يستمدونه من تطلعهم إلا مستقبل أفضل, وهو ما لا يفكر فيه المسنين وغيرهم ممن يشغلهم الحاضر فقط و لا يلتفتون إلى خطورة ما يفعلونه على المستقبل.
وشدد على أن مشاركة الشباب تعنى المساهمة فى البناء للمستقبل لذلك كانوا أكثر الفئات مشاركة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير فى جميع الإستحقاقات الإنتخابية وذلك لإدراكهم بأنهم كانوا يسيرون على طريق الثورة التى كانوا عمادها، لافتاً إلى عزوفهم اليوم يسير أيضاً على طريق إكتمال الثورة بما يعطيه من مؤشر عن غضب الشباب ورفضه للواقع الذى يحاول أن يفرضه عليهم الإنقلابيين وهذا الغضب تترجمه ثورتهم المستمرة والتى لا تخمد إلا بإنهاء هذا الانقلاب.
مخطط الانقلابيين
بدوره أكد ضياء الصاوى - المتحدث الإعلامى باسم حركة شباب ضد الانقلاب- أن الحديث عن ضعف الإقبال على الإستفتاء على وثيقة الدم لا ينحصر على فقط على فئة الشباب, بل إن هناك عزوف عن المشاركة من فئات مختلفة من المجتمع وإن كان الشباب الأكثر بروزا ً وذلك لوعيه بخطورة مخطط الإنقلابيين ورغبتهم فى إستعادة نظام مبارك والذى كان الشباب هم الفئة الأكثر تضرراً من فساده وإستبداده , حيث كانت أكثر المشكلات تتعلق بالشباب على رأسها البطالة وتأخر سن الزواج وغيرها من المشكلات المزمنة والتى دفع فيها الشباب الثمن غالياً ومن ثم كان رفض الشباب للمشاركة هو إصرار على عدم إنتاج نظام مبارك بوجه جديد.
ويرى "الصاوى" أن ظهور المسنين وكبار السن فى المشهد على الرغم من أن نسبة إقبالهم على الإستفتاء لم تكن كبيرة كما يحاول البعض تضخميها، وإنما كثيراً منهم كان تم الإتيان بهم من دور المسنين التابعة للجمعيات الخيرية التى يسيطر عليها رجال حزب الوطنى من أجل عمل شو إعلامى مؤكداً هؤلاء الأباء والأمهات لا نلومهم ولكننا نخاطبهم بأنهم إن كانوا قد صبروا على ظلم مبارك ونظامه العسكرى 60 عام فليس عليهم اليوم إلا أن يتركوا الشباب ويعطوهم الفرصة فرصة فى رسم ملامح مستقبل جديد خالى من الظلم والإستبداد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.