عباس شراقي: فيضانات السودان غير المعتادة بسبب تعطل توربينات سد النهضة    البداية الرقمية للنقل الذكي في مصر.. تراخيص إنترنت الأشياء للمركبات تدخل حيز التنفيذ    وزير الإسكان: بدء تصنيف حالات الإيجار القديم وفق شرائح الدخل    لماذا كل هذه العداء السيساوي لغزة.. الأمن يحاصر مقر أسطول الصمود المصري واعتقال 3 نشطاء    مقتل شخص وإصابة 15 في هجوم روسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية    تشكيل منتخب مصر أمام نيوزيلندا في كأس العالم للشباب    سلوت عن جلوس صلاح على مقاعد البدلاء أمام جالاتا سراي: رفاهية الخيارات المتعددة    خطة إطاحة تتبلور.. مانشستر يونايتد يدرس رحيل أموريم وعودة كاريك مؤقتا    مصرع 7 عناصر إجرامية وضبط كميات ضخمة من المخدرات والأسلحة في مداهمة بؤرة خطرة بالبحيرة    الأرصاد: الخريف بدأ بطقس متقلب.. واستعدادات لموسم السيول والأمطار    مفتي الجمهورية يبحث مع وفد منظمة شنغهاي آليات التعاون ضد التطرف والإسلاموفوبيا    مواقيت الصلاة فى أسيوط غدا الأربعاء 1102025    ماجد الكدوانى ومحمد على رزق أول حضور العرض الخاص لفيلم "وفيها ايه يعنى".. صور    أمين الفتوى: احترام كبار السن أصل من أصول العقيدة وواجب شرعي    ولي العهد يتسلم أوراق اعتماد سفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة المعينين لدى المملكة    محافظ القاهرة يناقش ملف تطوير القاهرة التراثية مع مستشار رئيس الجمهورية    من القلب للقلب.. برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    بعد رصد 4 حالات فى مدرسة دولية.. تعرف علي أسباب نقل عدوى HFMD وطرق الوقاية منها    جارناتشو يقود هجوم تشيلسى ضد بنفيكا فى ليلة مئوية البلوز    البورصة المصرية.. أسهم التعليم والخدمات تحقق أعلى المكاسب بينما العقارات تواجه تراجعات ملحوظة    هل يجوز للمرأة اتباع الجنازة حتى المقابر؟ أمين الفتوى يجيب.. فيديو    "أنا حاربت إسرائيل".. الموسم الثالث على شاشة "الوثائقية"    أحمد موسى: حماس أمام قرار وطنى حاسم بشأن خطة ترامب    محافظ قنا يسلم عقود تعيين 733 معلمًا مساعدًا ضمن مسابقة 30 ألف معلم    داعية: تربية البنات طريق إلى الجنة ووقاية من النار(فيديو)    نقيب المحامين يتلقى دعوة للمشاركة بالجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة مشروع قانون "الإجراءات الجنائية"    بلاغ ضد فنانة شهيرة لجمعها تبرعات للراحل إبراهيم شيكا خارج الإطار القانوني    "الرعاية الصحية" تطلق 6 جلسات علمية لمناقشة مستقبل الرعاية القلبية والتحول الرقمي    البنك الزراعي المصري يحتفل بالحصول على شهادة الأيزو ISO-9001    محمود فؤاد صدقي يترك إدارة مسرح نهاد صليحة ويتجه للفن بسبب ظرف صحي    مصر تستضيف معسكر الاتحاد الدولي لكرة السلة للشباب بالتعاون مع الNBA    بدر محمد: تجربة فيلم "ضي" علمتنى أن النجاح يحتاج إلى وقت وجهد    «العمل» تجري اختبارات جديدة للمرشحين لوظائف بالأردن بمصنع طوب    بعد 5 أيام من الواقعة.. انتشال جثمان جديد من أسفل أنقاض مصنع المحلة    المبعوث الصينى بالأمم المتحدة يدعو لتسريع الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية    اليوم.. البابا تواضروس يبدأ زيارته الرعوية لمحافظة أسيوط    حسام هيبة: مصر تفتح ذراعيها للمستثمرين من جميع أنحاء العالم    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 رسميًا.. قرار من مجلس الوزراء    الأمم المتحدة: لم نشارك في وضع خطة ترامب بشأن غزة    انتشال جثمان ضحية جديدة من أسفل أنقاض مصنع البشبيشي بالمحلة    وفاة غامضة لسفير جنوب أفريقيا في فرنسا.. هل انتحر أم اغتاله الموساد؟    برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    لطلاب الإعدادية والثانوية.. «التعليم» تعلن شروط وطريقة التقديم في مبادرة «أشبال مصر الرقمية» المجانية في البرمجة والذكاء الاصطناعي    تعليم مطروح تتفقد عدة مدارس لمتابعة انتظام الدراسة    التقديم مستمر حتى 27 أكتوبر.. وظائف قيادية شاغرة بمكتبة مصر العامة    كونتي: لن أقبل بشكوى ثانية من دي بروين    «مش عايش ومعندهوش تدخلات».. مدرب الزمالك السابق يفتح النار على فيريرا    «الداخلية»: تحرير 979 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة ورفع 34 سيارة متروكة بالشوارع    احذر من توقيع العقود.. توقعات برج الثور في شهر أكتوبر 2025    عرض «حصاد» و «صائد الدبابات» بمركز الثقافة السينمائية في ذكرى نصر أكتوبر    بيدري يعلق على مدح سكولز له.. ومركزه بالكرة الذهبية    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من انتحال الشخصية ومخاطر "الترند"    قافلة طبية وتنموية شاملة من جامعة قناة السويس إلى حي الجناين تحت مظلة "حياة كريمة"    انكماش نشاط قناة السويس بنحو 52% خلال العام المالي 2024-2025 متأثرا بالتوترات الجيوسياسيّة في المنطقة    ضبط 5 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    التحقيق مع شخصين حاولا غسل 200 مليون جنيه حصيلة قرصنة القنوات الفضائية    السيسي يجدد التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه الحرب في غزة    الأهلي يصرف مكافآت الفوز على الزمالك في القمة للاعبين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الحرية والعدالة" ترصد أهم 10 ملامح في اليوم الأول من استفتاء الدم

· درية شفيق: إرادة الشعب لن تنكسر أمام عمليات القتل العشوائية
· محمد حسين: الحشد الكبير للقوات الانقلاب يدل على ارتباكهم
· محمد عوض: صناعة الأوهام واختلاقها ليس بجديد على الانقلابيين
· سرحان سليمان: تزوير استفتاء الانقلاب فاق انتخابات برلمان 2010 المزورة!
رصد خبراء سياسيون أهم المؤشرات والحقائق التي تكشفت باليوم الأول من الاستفتاء الانقلابي على وثيقة الدم التي توافق ذكرى مرور خمسة أشهر على مجازر فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس 2013، حيث بدأ اليوم وانتهى بجرائم قتل للمتظاهرين السلميين العزل جراء اعتداء ميليشيات الانقلاب العسكري الرصاص الحي والخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع لفض التظاهرات الرافضة لاستفتاء الدم، وهو ما أدى إلى استشهاد 11 متظاهرا من رافضي الانقلاب، وارتقى في اليوم الأول من الاستفتاء على دستور الدم الانقلابي 11 شهيدا.
وأوضح الخبراء في تصريحات خاصة ل"الحرية والعدالة" أن اليوم الأول كشف عودة دولة المخلوع مبارك بالكامل كفلسفة وسياسة، واسمرار إعلام الانقلاب في كذبه وتضليله؛ حيث روجت قنوات وصحف الفلول لإقبال غير مسبوق.. في حين أن اللجان خاوية فيما مارس فلول الحزب الوطني المنحل مهمتهم في الحشد الجماعي، ولوحظ تصويت إجباري لموظفين وعمال نزلوا بضغط رؤسائهم في العمل.
وأكدوا وجود حالة من التضارب والارتباك بحكومة الانقلاب وبقوات الانقلاب التي بدت وكأنها تخوض معركة حربية رغم أنه لا مبرر لهذه القوات والدبابات والسيارات، تجاه متظاهرين سلميين، وعدم إصابة أي من القوات دليل على سلمية المتظاهرين مؤيدي الشرعية.
جرائم قتل
في البداية قالت الدكتورة درية شفيق -أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان-: إن أهم ما استوقفها بمشهد استفتاء الانقلاب باليوم الأول هو سقوط 11 شهيدا من المتظاهرين السلميين أثناء فض المسيرات بالقوة، معتبرة أن هذه جريمة لم تكن متوقعة فعلها اليوم، لأن الانقلاب يريد تسويقه على أنه يوم تصويت وانتخابات تصوره وكالات أنباء عالمية، وهذا ما تعلمه سلطة الانقلاب ولم تستطع قواتها من الجيش والشرطة ضبط المسألة ولو من باب عدم افتضاح أمرهم أمام العالم، ولكن فعلوها مما يعد دليل حماقة بل أكبر حماقة ووحشية رصدتها وكالات عالمية بالصوت والصورة، ولم تتورع هذه القوات عن القتل حتى في يوم تريد فيه تجميل وجهها أمام الخارج.
الحماقة الثانية التي رصدتها "شفيق" هو أن الإقبال حتى قرب المغرب ما بين ضعيف ومتوسط، ومع ذلك تقول "اللجنة العليا للانتخابات" إن هناك إقبالا غير مسبوق هي وإعلام الانقلاب على طريقة ومنهجية الإعلام الكاذب لمبارك المخلوع تماما حيث كان يدعي أن التصويت بالملايين فيما اللجان فارغة من الناس، وهو كلام لا ينطلي على أحد، ولكن مسألة إقبال الناخبين يكتمل الحكم عليها باليوم الثاني.
ولاحظت "شفيق" وجود أنباء متضاربة تعكس ارتباك حكومة الانقلاب؛ حيث أصدر مجلس الوزراء بيانا بإمكانية مد الانتخابات ليوم الخميس تغريرا وتضليلا بالرأي العام للزعم أن الإقبال غير مسبوق، ثم بعد ربع ساعة خرج نفس المتحدث وقال إنهم فهموا الأمر خطأ.
ورصدت -أستاذ العلوم السياسية- أن سياسة القمع بدأت في اليوم الأول مبكرا كعادتها وبجرأة ووحشية ودون خوف من عقاب محتمل، فالخبير الاستراتيجي سامح سيف اليزل صرح لإحدى الفضائيات التي تروج للاستفتاء وللانقلاب بأن الشرطة والجيش لديهم تعليمات وأوامر مغلظة بالضرب في المليان، وليس فقط علي جمعة -المفتي السابق- الذي سبقه وقال "اضرب في المليان"، وهذا التصريح روج له محللون آخرون بعده، لذا فقوات الانقلاب لا تخشى عقوبة ولا حسابا، وسبق وأكد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في تسريب له يؤكد فيه حماية وتأمين الجندي من المساءلة ويوفر لهم الحماية.
وأكدت ان أهم مشاهد اليوم الأول هو خروج الثوار مؤيدي الشرعية ورافضي الانقلاب بنفس الزخم الثوري وبحالة ثورية عارمة ولا يثنيهم شيء عن هدفهم، ومعنوياتهم مرتفعة، والشباب العزل السلميون تقتلهم قوات الانقلاب بالشوارع ولا يتراجعون عن مواقفهم، مما يدل على أن إرادة الشعب لن تنكسر.
وحول عودة رجال المخلوع مبارك والحزب الوطني المنحل، قالت "شفيق" إن فلول الوطني وحشدهم الجماعي للتصويت بنعم يعني عودة نظام مبارك بكل أركانه، بل إن منهم من يشرفون على صناديق انتخابية وهي عودة صريحة وقوية لهم، وما نشهده بعملية الاستفتاء نفس فلسفة مبارك وأيامه ولا نستبعد نتائج مشابهة لعهده مثل 90 % فأكثر!
ارتباك الانقلاب
من جانبه يرى الدكتور محمد حسين -أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- أن سياسة القمع مستمرة من قبل قوات الانقلاب العسكري الدموي منذ فترة، وبعد مجازر الفض في رابعة والنهضة وكل ما يحدث الآن متوقع، ولكن مناظر القوات والكمامة على أفواههم كأنهم في معركة حربية يكشف بوضوح أن النظام الانقلابي مرتبك بل يعاني حالة ارتباك شديد.
وقال "حسين" إن هناك مؤشرات عديدة لارتباك سلطة الانقلاب أهمها حشد مئات الالاف من قوات داخلية وجيش؛ فهناك 220 ألفا من قوات الداخلية و160 ألفا من قوات مسلحة، مع حجم سيارات أمنية كبير وبالمحاور الرئيسية رغم أن المتظاهرين غير مسلحين، وهم يواجهون المتظاهرين أكثر من 7 ساعات لم نسمع لا عن ضابط ولا عسكري ولا حتى بلطجي أصيب أو أهين وهذا دليل على سلمية المتظاهرين، ودليل الارتباك أن هذه القوات الكثيفة غير مبررة وتدل على خوف شديد ينتاب الانقلاب بلا داعٍ.
وأوضح أن سلطة الانقلاب لا تحتاج صناديق جاهزة ولا تحتاج حشدا جماعيا لأنها تحتاج 50 % + 1 فقط ولا شرط لحد أدنى في هيئة الناخبين المشاركة، متوقعا أنه بمجرد تمرير الاستفتاء الباطل سيقوم المستشار عدلي منصور بتقديم الانتخابات الرئاسية حتى يأتي برلمان يتحكمون هم فيه بما يضمن إقصاء الإسلاميين والمعارضين للانقلاب.
وقال "حسين" إن اليوم الأول شهد تضاربا في الروايات؛ فالرواية الرسمية لإعلام الانقلاب تقول لجان هادئة وتجمع كثيف وإقبال وزحام من الناخبين، فيما قنوات أخرى تتابع التظاهرات تؤكد عمليات القمع والقتل بناهيا وسوهاج وبني سويف وأن الإقبال ضعيف، ولكن ستتكشف الأمور أكثر باليوم الثاني وتتكشف الحقائق، مؤكدا أن في جميع الأحوال لن يصل استفتتاء الانقلاب لنسبة الاستفتاء الشرعي كذلك سيتم تمرير الاستفتاء لا محالة، موضحا أن سلطة الانقلاب وضعت مادة تجعل تمريره بأغلبية بسيطة أي نسبة 50 % +1 وذلك بنص المادة 247 في التعديلات الدستورية، لذا حتى لو ذهب خمسة آلاف ولو 17 شخصا سيمرر حيث لم تشترط نسبة معينة لإقراره، ولن تصل أبدا لنسبة 64% التي أقر بها دستور البلاد.
لجان خاوية
بدوره يرى الدكتور محمد عوض -أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الزقازيق- أن مشهد التصويت على وثيقة الانقلاب هو مشهد هزلي؛ حيث تحاول سلطة الانقلاب اصطناع انطباع واهي بأنها تسير بخارطة الطريق خطوة للأمام ولو على جثث الأحرار والمتظاهرين السلميين الذين يمارسون حقهم الدستوري والقانوني في التعبير عن الرأي بسلمية، وكل ما تستهدفه هذه السلطة من المشهد كله شيء واحد هو ادعاء مشاركة مواطنين بالتصويت بعدد أكبر من الواقع، حيث تروج لإقبالٍ ما، وحقيقة الأمر أن الإقبال ضعيف جدا، ولكن صناعة الأوهام واختلاقها ليس بجديد على هذه السلطة، وهو خطاب وصورة مصطنعة تريد سلطة الانقلاب تصديرها للخارج وهذا هو ما يهمها من المشهد العبثي برمته، فلانقلاب غير معني بالرقم الذي ينزل ولا حجمه؛ هو فقط يصور طابورا مثبتا للكاميرات فقط.
وأكد "عوض" أن سلطة الانقلاب قامت بتسخير حوالي 400 ألف من الجيش والشرطة لتأمين استفتاء وثيقة الانقلاب حيث حشدت 160 ألف ضابط وجندي من الجيش و220 ألف جندي وضابط من الشرطة و38 ألفا من قوات الانتشار السريع كأننا إزاء معركة حربية، وكانت السيارات المدرعة والدبابات منذ عشية الاستفتاء تجوب الشوارع وتعطي "سارينة" كأننا بساحة قتال، وصاحب ذلك إذاعة الأغاني الوطنية أمام اللجان مع حشد الناس للتصوير فقط بغض النظر عن دخولهم لتسويد البطاقات فهذه ليست مهمة الناس بالأساس، ولا تشغل الانقلاب؛ مسألة البطاقات فهي محسومة بالنسبة له المهم مشهد طابور واقف للإيحاء بنزول مواطنين للتصويت على دستور مشبوه وزعم أن هناك من يشارك فيه.
وأشار إلى أن قيام قوات الداخلية بقمع المتظاهرين السلميين والتعرض لهم وإيذاءهم واستخدام العنف ضدهم منذ الصباح ليس بجديد على الشرطة وسياسة القمع والعنف بالغاز والخرطوش، والمتوقع كثافة القمع اليوم بالذات لأن المظاهرات تفسد محاولة تصديق هذه الكذبة، خاصة وأن الانقلابيين يريدون تصديقها بالخارج، فالهدف هو تصوير الناس بصرف النظر عن تسويد البطاقات فالبطاقات آخر شيء يهمهم ولا يهمهم إدلاء الناس بالتصويت أصلا، فالناس دورها أنها تصور فقط ظنا أن ذلك يعطي الاستفتاء شعبية وهذا لن يحدث.
وشدد -أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الزقازيق- على أن عنف الشرطة وقمعها السلميين والاستشهاد والاعتقال لن يفتّ في عضد الناس، فبعد المجازر الدموية، لم يعد الخرطوش وقنابل الغاز والهروات ترهبهم ولن تجدي معهم ولن تثنيهم عن قضيتهم، فهؤلاء الشرفاء وأصحاب القضية بعد مجازر قتل فيها الآلاف ظن الانقلاب أنهم لن يخرجوا مرة ثانية، وجاء القمع بنتائج عكسية وخرجت الناس بكثافة، فالقمع سياسة فاشلة لم ولن تجدي لا اليوم ولا الغد، وحتى بعد تمرير دستور الدم ستنزل الناس بالشوارع وتطالب بعودة الشرعية ولو استغرق الأمر شهورا أو حتى سنوات.
ونبه إلى أن من ينزل للتصويت كثير منهم ينزل ليس بإرادته بل مدفوع أو برشاوى انتخابية أو مشحون من قبل جهات إدراية أو رجال أعمال تملك الولاية عليهم فهم مجبرون على النزول، فالجهاز الإداري للدولة بموظفيه ورجال أعمال لديهم آلاف العمال وهؤلاء سيكونوا مجبرون على النزول بالقوة وستنفق الأموال لحشدهم، ومع ذلك كله فلن تتجاوز نسبة الإقبال والمشاركة 15%.
ووصف "عوض" اللجان الانتخابية بالثكنات العسكرية –وليست فعالية سياسية بالأساس- التي يؤمنها جحافل الجيش والشرطة وتوفر حماية كاملة، ومعلوم أن رافضي الانقلاب يتظاهرون بسلمية ومن ثم من يفكر في التصويت يعلم أنه لن يتعرض للقمع وهم آمنون تجاه متظاهرين سلميين أيضا بما يكشف أن انخفاض نسب الإقبال وتدنيها ليس سببه خوف الناس ولكن رفض الجماهير المشاركة في الاستفتاء وهذا واضح جدا منذ الصباح، فكل أجهزة الدولة تحاول حشد الناخبين لدفعهم باللجان للتصوير التليفزيوني الموجه للخارج، للزعم بنجاح خارطة طريق الفاشلة والمرفوضة شعبيا.
عزوف الناخبين
وقال "عوض" إن الساعات الأولى وما تلاها والتي تعد مؤشرا مهما، كشفت عن ضعف الإقبال، فلو رغبت الناس بالمشاركة لوقفت مبكرا مثل دستور 2012 التي امتدت الطوابير فيه بحشود ضخمة للغاية لمئات الأمتار، فيما كشف اليوم الأول تدنيا شديدا في الإقبال على التصويت بوثيقة الدم، مشيرا إلى أن الإقبال محدود جدا، والواقفون لا يتحركون من أماكنهم، فيما المفترض أن من يقف يدخل ويذهب فيما هم واقفون بلا حراك، وحتى مراسلي إعلام الانقلاب بشكل عام أكدوا قلة الإقبال وبدأوا في تحضير المبررات، وتفسير ذلك بأن الموظفين لم يخرجوا بعد وأنه يوم عمل، وهم يسوقون مبررات واهية لضعف الإقبال، وتوقع "عوض" ألا تزيد نسبة التصويت بالداخل عن 15% مثل نسبة تصويت المصريين بالخارج.
وحول أسباب عزوف الناخبين عن المشاركة باليوم الأول واللجان الخاوية أوضح "عوض" أن السبب الأساسي ليس خوفا من أي إيذاء محتمل، فاللجان مؤمّنة والمتظاهرون سلميون، ولكن السبب هو مرارة ما حدث من وأد الديمقراطية في مهدها وهدم المؤسسات المنتخبة وشعور الناخبين بإهدار أصواتهم وإرادتهم الشعبية التي عبروا عنها بخمسة استحقاقات انتخابية، وبسبب عمليات القتل والعنف ضد السلميين العزل والمعتصمين وعمليات الاعتقالات وتلفيق القضايا والزج بمؤيدي الشرعية في السجون، ووصف فصائل سياسية سلمية بأنها إرهابية، وكثير مما حدث بعد انقلاب 3 يوليو يجعل شرائح جديدة تفيق وتستشعر أن ما حدث هو ردة للوراء، وما نشهده هو عزوف حقيقي للناخبين عن المشاركة.
وأشار إلى أن الآلة الإعلامية لسلطة الانقلاب لن تبرز حالة عزوف الناخبين وتدني نسب الإقبال واللجان الخالية بل ستصور للغرب أن الجماهير بدأت تتقبل خارطة الطريق المزعومة، وستقوم بذلك باستماتة لإقناع العالم بأن الاستفتاء أولى خطواتها قد نجح، وهذا لن يتحقق ولن ينطلي على الرأي العام الغربي، لأنه بالمقابل لا يزال هناك إعلام وطني حر ينقل حقيقة ما يحدث بالشوارع من قمع حكومة الانقلاب وكسرها لكل القوانين وانتهاك الحقوق والحريات والتوسع في صلاحيات الرئيس المعين من سلطة الانقلاب وما يصدره من قوانين لتبرير خطايا الانقلاب، لذا فالخارج لن يصدق ما يصطنعه إعلام الانقلاب، مطالبا الإعلام الأجنبي بكشف الحقائق من خلال مراسليهم وبكثافة لأن الموجود منهم قليل، ولأن المراسلين المحليين يخافون قمع السلطة ويخشون نقل الحقيقة.
ترويع المواطنين
أما المحلل السياسي الدكتور سرحان سليمان فقال: إن الاستفتاء الدموي في اليوم فاق انتخابات مجلس الشعب المزوره عام 2010، فى الترويع للمواطنيين وعدم القدرة على مجرد التعبير عن آرائهم، وكان ذلك علنيا بعدم القدرة على رفض الاستفتاء سواء بالتعبير بوسائل، أو مجرد التحدث، وإلا سيتم القبض عليه واعتقاله.
وأضاف: كمراقب وبنفسي زرت لجانا عدة، لم أجد سوى أعضاء حزب النور والحزب الوطنى المنحل وبعض من كارهى الإخوان، هم الموجودون، وبشكل عام الإقبال كان ضعيفا جدا بشكل ملفت، كما أنه تم اختراق قواعد الانتخابات أصلا فى تسيير مكبرات الصوت في الشوارع وبجانب اللجان، وفرق تدعو المواطنيين للتصويت بنعم، وتخويف الآخرين من التصويت بلا.
وأشار إلى أن كل ما مر به اليوم الأول من إجراءات لم تحدث مسبقا فى الرغبة فى تزوير الاستفتاء وخروجه بنتيجة معينة، فهو يعد استفتاء من طرف واحد ولا يوجد ممثلون عن المعارض، فهذا الاستفتاء ليس له شرعية؛ لأن السلطة القائمة عليه غير شرعية مغتصبة للسلطة من ناحية ولإجراءاته الباطلة من ناحية أخرى، متوقعا ألا تخرج النتيجة عن حدود 15- 20% من المشاركين وهذا يعد رفضا لغالبية الشعب، ومن ثم الاستفتاء باطل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.