في مفاجأة مؤسفة للرأي العام في مصر تلقت " المصريون " إفادة من رئاسة جهاز الرقابة على المطبوعات ، ومقره في منطقة جاردن سيتي وسط العاصمة ، تقول بأن الأجهزة الأمنية قد رفضت الموافقة على الطلب الذي سبق للصحيفة التقدم به منذ شهرين للحصول على تصريح بالطبع والتوزيع في مصر ، وبدون إبداء أسباب أو أي تفاصيل ، وبناء عليه قررت رئاسة الجهاز الاعتذار عن منح الصحيفة ترخيص الطبع والتوزيع في مصر ، وكانت المصريون بناءا على الكثير من الرسائل والاتصالات والحوارات من أصدقائها وقرائها الذين طالبوها بإصدار نسختها الورقية المطبوعة ، قد تقدمت في أوائل فبراير الماضي بأوراقها كاملة ومن ضمنها عقد تأسيس صحيفة المصريون من خلال مؤسسة العالم الجديد البريطانية ، وتم توثيق العقد في السفارة البريطانية في القاهرة ووزارة الخارجية المصرية ، مع تقديم الشهادات المطلوبة من نقابة الصحافيين المصريين وكافة المستندات الأخرى المطلوبة ، وكان العرف يقضي بأن يرد جهاز الرقابة على المطبوعات على الطلب خلال شهر امتد إلى شهرين ، وكان العرف يقضي أيضا بأن الأجهزة الأمنية التي يحيل إليها جهاز الرقابة الطلب لإبداء الرأي تطرح تساؤلاتها أو تحفظاتها على المؤسسين قبل اتخاذ قرار الرفض أو حتى الموافقة من خلال مواجهة شخصية مباشرة ونقاش صريح مع رئيس مجلس إدارة الصحيفة ورئيس تحريرها ، إلا أن هذا كله لم يحدث ، وهي سابقة فريدة من نوعها ، من جهته أعرب جمال سلطان رئيس مجلس إدارة المصريون عن بالغ أسفه من هذا الموقف الذي اعتبره غير مبرر ، خاصة وأن هناك تصاريح ممنوحة من جهاز الرقابة على المطبوعات لسيل من الصحف التي يسميها الرأي العام المصري بالصفراء ، وهي التي تمارس علانية الابتزاز الأخلاقي والسياسي بتراخيص أجنبية ومنها صحف قال عنها رئيس البرلمان المصري الدكتور أحمد فتحي سرور على رؤوس الأشهاد أنه يربأ بمصر أن تسمح لصحف بهذه الوقاحة أن تعرض على المواطن المصري ، كما أن ترخيص الصحيفة الخارجي يسمح بفرض رقابة مستمرة على الإصدار ويجبر الصحيفة على الالتزام بسقف سياسي محدود ، ومع ذلك يتم دفن آمال مجموعة من الصحفيين المصريين الشرفاء ، وكلهم أعضاء في نقابة الصحفيين المصريين في أن تكون لهم صحيفة تعبر عن رؤاهم الإصلاحية تجاه وطنهم ، وأضاف سلطان بأنه كان يحدوه أمل كبير في الموافقة على إصدار الصحيفة استنادا إلى التصريحات المتكررة من القيادة السياسية ومن قيادة لجنة السياسات التي تتحدث عن أجواء الحرية التي يتمتع بها الصحفيون في مصر وأن القيادة السياسية حريصة على حماية حرية الصحافة وعلى دعم هذه الحرية ودعمها وتوسيع رقعتها ، بينما الإجراءات العملية والممارسات التي يصدقها الواقع تعمل على عكس كل هذه التصريحات ، فهي تحاصر أي عمل صحفي جاد ومسؤول ، وأكد سلطان بأننا لن نسمح لمثل هذا الحصار أن يكون ضاغطا علينا لكي نبيع أقلامنا أو نرهن مواقفنا الوطنية من أجل البحث عن "سبوبة" للارتزاق ، وسنظل أمناء مع قرائنا ومع وطننا ، وأوفياء لمسيرة كل المصريين الشرفاء المناضلين من أجل الإصلاح والباحثين عن الحرية الحقيقية لهذا الوطن المكبل والمحاصر .