علمت "المصريون" أن وفد مصر المشارك في القمة الإفريقية الدورية المقررة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا 30 و31 يناير الجاري، والذي من المرجح أن يكون على رأسه الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء سيعمل خصوصا على إعادة تطبيع العلاقات المصرية الإثيوبية، وإخراجها من الأزمة الحالية. يأتي ذلك في ظل حالة الفتور التي تشوب العلاقات بين القاهرةوأديس أبابا بعد انتقادات وجهها رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي لمصر بدعم "المتمردين" ضد نظام الحكم الإثيوبي في عدد من الأقاليم، ومن بينها الأوجادين المسلم . وتلقى الوفد المصري تعليمات بالعمل على إعادة العلاقات المصرية الإثيوبية إلى مسارها الصحيح، وتفكيك الأزمة التي شابت العلاقات منذ تفجر الخلافات حول الاتفاق الإطاري الخاص بشأن تقاسم مياه نهر النيل، وإخفاق الجهود التي بذلتها القاهرة لحث أديس أبابا على وقف سياساتها المناهضة لمصر، والساعية إلى حشد دول حوض النيل في مواجهة الاتفاقية التاريخية التي ترى مصر أن أي تعدل عليها سيؤدي إلى الإضرار بحقوقها التاريخية في مياه النيل. ومن المرجح أن يُعقد على هامش القمة لقاء يجمع رئيس الوزراء أحمد نظيف ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط مع رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي، للبحث في سبل توثيق التعاون بين البلدين، والعمل على إيجاد آلية لحل الخلافات بين دول المنبع والمصب، بشكل يعطي فرصة للاستفادة من مياه النيل وبما يخدم جميع دوله، فضلا عن البحث عن سبل إزالة العقبات أمام المشاريع والاستثمارات المصرية داخل الهضبة الإثيوبية. ولن تقتصر جهود الوفد المصري على محاولة تلطيف الأجواء مع الجانب الإثيوبي، حيث ستمارس إلى جانب ذلك جهودًا مماثلة مع كل من أوغندا وكينيا وتنزانيا، لحثها على إبداء المرونة للتوصل إلى حل توافقي يشأن الاتفاقية الإطارية لاستغلال مياه النيل، والبحث عن إمكانية صيغة وسط للخلافات حول الإخطار المسبق، وضرورة تمتع دولتي المصب مصر السودان بحق الفيتو علي أي مشروعات مائية قد تتم في أي من دول المنبع، فضلا عن ممارسة جهود لإقناع بعض دول المنبع التي تحفظت حتى الآن على التوقيع علي الاتفاقية الإطارية من أجل محاولة استقطابها. من جانبه، أكد الدكتور السيد فليفل، العميد السابق لمعهد الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة أهمية مثل هذه القمة في مساعي لتقريب وجهات النظر بين القاهرة وأغلب دول المنبع، والبحث عن صيغ توافقية للخلافات الدائرة بين هذه البلدان، خاصة وأن الأجواء تحسنت مع بعض هذه الدول بشكل قد يسمح بخفض التوتر معها للحد الأدنى والوصول لتوافق معها في اغلب القضايا. وقال في تعليق ل "المصريون" إن القاهرة حققت نجاحات نسبية في تطويق الخلافات مع هذه الدول خلال الفترة الأخيرة وهي نجاحات يمكن البناء عليها خلال الفترة القادمة، لافتا إلى أن مصر استطاعت انتزاع تنازل من بعض دول المنبع، بعدم المساس بحصتها التاريخية في مياه النيل.