حدثني الناصح بن عكروت المزني الخلبوصي ، أثناء سهرتي معه على مقهى السعادة مساء السبت الماضي ، قال : قال منجم لرجل من أهل طرسوس ما نجمك ؟ قال : التيس . فضحك الحاضرون وقالوا : ليس في النجوم والكواكب تيس . قال بلى !! قد قيل لي وأنا صبي منذ عشرين سنة : نجمك الجدي ، فلا شك انه قد صار تيسا منذ ذلك الوقت ، ومثل ذلك كان يجري على بعض رجال السياسة في هوازن فيبدأ أحدهم العمل السياسي وهو طفل أنابيب ، ثم لا يزال يكذب ويتحرى الكذب حتى تضمه اللجنة إلى عضويتها ، قلت للناصح : وما الدليل على صدق ما تقول ؟ قال لا فض الله فاه ، وجُدع أنف من عاداه : ألم تقرأ ما جاء في أغاني الأصفهاني عن زقلمة بن صواح الديموقراطي الذي كان مسجلا خطرا في شرطة بني قينقاع ثم زوجوه في أحد حفلات الزواج الجماعي ، بحسبانه من التائبين ، لقد ترقى هذا الصعلوك حتى صار أمينا للحزب تتعشقه الهوانم ويغشى مجلسه السكارى وتجار الممنوع ،وتنتفخ جيوبه بالسحت من المال ، والجيد من حبوب الرجولة التي هجرته من فجر شبابه. ثم إنه لما أدركته الوفاة أوصى حريم بيته ألا ( يصّوِتن ) عليه إذا هلك إلا وراء الستارة !! ضمانا للنزاهة . فلما أدخلوه قبره رآه بعض الصالحين وهو يجادل الملَكين اللذين يسألانه ليعرف أيهما من الفئات وأيهما من العمال والفلاحين . وقال الشيخ شلهوب الدمنهوري الصوفي أنه رآه في جهنم وبيمناه زجاجة حبر فوسفوري يكتب بها على حوائط بيوت أعضاء الحزب هناك : 99 % منكم سيخرجون غدا إلى الجنة تنفيذا للبرنامج !! وقد تشكك ابن خلدون وابن شمعون وابن فرحون في تلك الرؤيا ، ونهوا عن روايتها ، ورُدَّ عليهم في الميثاق الوطني بأن ناقل الكفر ليس بكافر . قال الجبرتي : وقد كان ابن شمعون قبل تأليف كتابه الشهير ( المسامرة في كشف قصة المبادرة ) يهوديا من أهل طرسوس ، ثم أسلم وحسن إسلامه ، غير أنه في نهاية عمره انضم للحزب الحاكم والعياذ بالله . وقد كان الحزب الحاكم يومها يطوِّق كل تهامة ونجران وعشتوت بإنجازاته ، حتى إن الأعشى ميمون بن قيس كان يسير ليلا فتسبب ضعف بصره في سقوطه بعد أن اصطدم بإنجاز من الإنجازات فقال قصيدته الشهيرة : ( ودِّع هُرَيْرةَ إن الحزب يقتتل ... وهل تُطيق وَداعاً أيُّها الرجلُ ؟ ) ترشحتْ بعد توكيل ومرمطة ../ لعلها بحديد العز تتصل / في كوتةٍ من حريم القوم هائجة / يقودها فنجريٌّ عِشْرِقٌ زَجِلُ !! / ( عُلِّقْتُها عَرَضاً وعُلِّقتْ رجُلاً .. . غيري وعُلِّق أخرى غيرَها الرَّجلُ ) ( قالت هريرةُ لمّا جئتُ زائرَها ... طينت عيشيَ فاخرجْ أيها الرجلُ ) إني ( خلعتك ) بالقانون يا نضري / فأنت في الوفد : شاوٍ شلشلٌ شولُ !! / فقلت : غوري لحاكِ الله من مَرَةٍ / وقمت أضرب فيها ليس تنفعل / ( كناطحٍ صخرةً يوماً ليَفْلِقَها .. . فلم يَضِرْها وأَوْهَى قَرْنَه الوَعِلُ ) ( أبلغ بني اللجنة العلياء مَأْلُكَةً ..). أن التماسيح في الصندوق تقتتل / إن زوَّروا وقضاة الحي شاهدة فكيف يأمن من بالعدل يأتمل ؟ Mostafaragab2 @gmail.com