محافظ القاهرة يعتمد جدول امتحانات الفصل الدراسي الثانى.. اعرف المواعيد    وزير العمل: وقعنا اتفاقية ب10 ملايين جنيه لتدريب وتأهيل العمال    تحت رعاية الرئيس السيسي| منظمة المرأة العربية تناقش سبل حماية السيدات من العنف السيبراني على مدار يومين بالقاهرة.. والمشاركون: الحماية الرقمية جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان    سد الروافعة بوسط سيناء يحتجز 350 ألف متر مكعب من مياه الأمطار    محافظ القاهرة يعتمد جدول امتحانات الفصل الدراسي الثاني| صور    «جبران»: تصديق الرئيس السيسي على قانون العمل في عيد العمال قرار تاريخي    عصام شيحة ل "الحياة": قانون الإيجار القديم تأخر كثيرا ومناقشة البرلمان اليوم أكثر تنظيما    وزير الاتصالات يغادر إلى طوكيو للمشاركة فى فعاليات مؤتمر "سوشى تك" SusHi Tech TOKYO 2025    بعد معاناة قاسية.. الاحتلال يفرج عن معتقلين من غزة بحالة صحية صعبة    أيرلندا تحذر من توسيع إسرائيل حربها على غزة: ما يتعرض له الفلسطينيون مقزز وعديم الرحمة    عقب زيارة «زيلينسكي».. التشيك تعلن دعم أوكرانيا بالذخيرة والتدريبات العسكرية    تعرف على تشكيل الزمالك امام البنك الأهلى في دورى نايل.. ناصر منسي يقود الهجوم    الرابطة ترفض الاتهامات: لا نفرق بين الأندية    جدول امتحانات الثانوية العامة 2025.. مواعيد دقيقة وأسئلة دون أخطاء وفقًا لتعليمات الوزارة    تعرف على التقنيات الحديثة التي استخدمها بيتر ميمي في فيلم "مشروع X"    وفاة نجم "طيور الظلام" الفنان نعيم عيسى بعد صراع مع المرض    وصول كارول سماحة عزاء زوجها المنتج وليد مصطفى    دبلوماسي فلسطيني سابق: الاحتلال الكامل لغزة خطة إسرائيلية لفرض أمر واقع    أمين الفتوى: المؤذن يغفر له بمد صوته ويصدقه كل من سمعه حتى الجماد    وكيل "صحة الشرقية" يتفقد معمل الرصد البيئي بالعصلوجي لمتابعة جودة الخدمات    محافظ بني سويف يشهد انطلاق فعاليات تنظمها وزارة العدل ضمن المبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الإنسان بنادي القضاة    الأرصاد: طقس غداً الثلاثاء حار نهاراً معتدل ليلاً على أغلب الأنحاء    وضع السم في الكشري.. إحالة متهم بقتل سائق وسرقته في الإسكندرية للمفتي    جنايات بورسعيد تؤيد سجن متهم ثلاث سنوات لتهديد سيدة بصورها الخاصة وابتزازها ماليًا    سفيرة الاتحاد الأوروبي ومدير مكتب الأمم المتحدة للسكان يشيدا باستراتيجية مصر لدعم الصحة والسكان    جانتس: التأخير في تشكيل لجنة تحقيق رسمية بأحداث 7 أكتوبر يضر بأمن الدولة    محافظ المنوفية: تعزيز منظومة إنتاجية القطن والارتقاء به    وصلت لحد تضليل الناخبين الأمريكيين باسم مكتب التحقيقات الفيدرالي.. «التصدي للشائعات» تناقش مراجعة وتنفيذ خطط الرصد    الغرف السياحية: التأشيرة الإلكترونية ستؤدى إلى زيادة كبيرة في أعداد السائحين    حظك اليوم.. تعرف على توقعات الأبراج اليوم 5 مايو    مهرجان مسرح الجنوب يُكرم الكاتب محمد ناصف    سيخضع لفحص طبي جديد.. يوفنتوس يعلن إصابة كامبياسو    ما حكم الاقتراض لتأدية فريضة الحج؟.. عضو مركز الأزهر تُوضح    هل يجوز التحدث أو المزاح مع الغير أثناء الطواف؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    مصر تحصد 62 ميدالية بالبطولة الأفريقية للمصارعة بالمغرب وتتصدر كؤوس المركز الأول    رئيس جامعة المنوفية يعقد اجتماع لجنة البحوث العلمية «أون لاين»    «المركزي» يطرح سندات خزانة ب3 مليارات جنيه    الرئاسة الروسية: سننظر إلى أفعال المستشار الألماني الجديد    أسعار الأسماك اليوم الإثنين 5 مايو 2025 .. البلطي ب 100 جنيه    حقيقة تعثر مفاوضات الزمالك مع كريم البركاوي (خاص)    لمدة 20 يوما.. علق كلي لمنزل كوبرى الأباجية إتجاه صلاح سالم بالقاهرة    «اللعيبة كانت في السجن».. نجم الأهلي السابق يفتح النار على كولر    رئيس الاتحاد الدولي للترايثلون: مصر تستحق تنظيم دورة الألعاب الأولمبية    صلاح سليمان: مؤمن سليمان الأجدر لقيادة الزمالك    مستقبل الذكاء الاصطناعي ضمن مناقشات قصور الثقافة بالغربية    محافظ الجيزة يوجه بصيانة مصعد فرع التأمين الصحي ب6 أكتوبر    الهند تحبط مخططا إرهابيا بإقليم جامو وكشمير    العملات المشفرة تتراجع.. و"بيتكوين" تحت مستوى 95 ألف دولار    وزارة الصحة تعلن نجاح جراحة دقيقة لإزالة ورم من فك مريضة بمستشفى زايد التخصصي    قطاع الرعاية الأساسية يتابع جودة الخدمات الصحية بوحدات طب الأسرة فى أسوان    الدكتور أحمد الرخ: الحج استدعاء إلهي ورحلة قلبية إلى بيت الله    "وُلدتا سويا وماتتا معا".. مصرع طفلتين شقيقتين وقع عليهما جدار في قنا    شيخ الأزهر يستقبل والدة الطالب الأزهري محمد أحمد حسن    فيديو.. ترامب يكشف عن نيته بناء قاعة رقص عالمية في البيت الأبيض    جوري بكر في بلاغها ضد طليقها: "نشب بيننا خلاف على مصروفات ابننا"    مقتل شاب على يد آخر في مشاجرة بالتبين    نتنياهو: خطة غزة الجديدة تشمل الانتقال من أسلوب الاقتحامات لاحتلال الأراضى    ارتفعت 3 جنيهات، أسعار الدواجن اليوم الإثنين 5-5-2025 في محافظة الفيوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حتى أنت يا بروتس.. إذن فليمت قيصر..!!
نشر في الشعب يوم 01 - 02 - 2009


يوما ما وقف علي بن الجهم يمدح الحاكم قائلا:
أنت كالكلب في وفاءه ***وكالتيس في مقارعة الخطوب
فوثب عليه القوم.. ولقد كان الخليفة ذكيا لماحا.. ويدرك أن آثار البيئة تنعكس في مصطلحات الأفراد شعرا أو كلاما. ومن أين تتفتق قريحة ابن الجهم وقد جاء منارض قاحلة في البادية،، ولا مانع أن تكون البيئة بسيطة المفردات ولكنها ثرية المغزى.. وقال لهم الحاكم يومها، فقط انقلوه إلى الرصافة.. ومما لا شك فيه أننا ممكن أن نلتمس لابن الجهم العذر فللبيئة أحكام.. في قضية الارتفاع بالذوق أو الانخفاض به... بالرغم أن مقارعة الخطوب التي ساقها ابن الجهم اشد ما نتوق إليه في هذا الزمن.. وان كانت بمواصفات ابن الجهم .. (تيسا) نتمنى أن يرزق الله الأمة الضائعة اليوم.. بمثل هذا التيس.. ليقارع ما نعانيه من خطوب في غزة والعراق وأفغانستان.. وفي المقابل ما أسوأ أن يكون الحاكم ما دون التيس.. وبالفعل كانت الرصافة بجمالها نقلة نوعية حيث رأي عيون المها.. وبالتالي انعكست إيجابا على ألفاظ ومصطلحات صديقنا ابن الجهم الشعرية فكتب القصيدة المعروفة:
عيون المها بين الرصافة والجسر.*** جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
إلا أنهم قد اعتبروا أن تصرف الحاكم يمكن أن نضعه في إطار علم الecology أي علم البيئة أو التبيؤ.. ومما لا شك فيه أن البيئة تنعكس على أمزجة ونفسيات وسلوكيات الأفراد.. فابن الريف غير ابن الصحراء.. وابن الطقس البارد يختلف عن ابن الطقس الاستوائي.. يختلف الأمر انبساطا أو غلظة.. أو سماحة.. ناهيك أن هناك سياق عمومي وضعه الإسلام عادة يرتفع بالإنسان ألا وهو التقوى ليضفي أبعادا رائعة في التعامل..
ويقول الأستاذ حسن الكرمي في كتابه (قول على قول )أن العرب في الجاهلية كانوا يفتخرون بالكلب في الجاهلية ولم يستعملوا مصطلح الكلب في الهجاء اللهم إلا بعد ظهور الإسلام وما وضعه الإسلام في اعتبارات النجاسة ودرجاتها . وان الكلب نجاسة في ذاته .. منجسا لغيره..
.قال احد الشعراء يهجو حاكما ..
ما أزدت حين وليت إلا خسة كالكلب ****أنجس ما يكون إذا اغتسل
أما في الفكر الغربي قالت سوزان كيندي ان الكلب معجزة ولكنه ذو أنياب .. وقال جيمس ثروبر لو كنت أؤمن بالخلود فهناك كلاب اعرفهم سيدخلون الجنة بينما النذر القليل جدا جدا من البشر. وقال فرويد
"Dogs love their friends and bite their enemies, quite unlike people, who are incapable of pure love and always have to mix love and hate."- Sigmund Freud
الكلاب يحبون أصدقاءهم ويعضون أعداءهم، ليسوا تماما مثل البشر غير القادرين على الحب النقي من الشوائب والذي عادة ما يخلطون بين الحب والكراهية... وهنا تنويه ضمني لسب الإنسان. واعتقد إن هذا لا ينسحب على كل البشر..
إلا إنني لست بصدد هذا فالكلب له مدلولات في عالم السياسة .. يوما نعت هوجو تشافيز رئيس المكسيك بأنه يتبع أميركا كالجرو الصغير ... وما أكثر الجراء التي تتبع أميركا .. ومما لاشك أن دلالات التعبير بالكلاب كثيرة .. فلقد شاهدت صورة على احد المواقع لكلب يبول على يافطة كتب عليها جورج بوش .. واذكر إنني رأيت في مراحل الصبا ..هتاف يجوب قريتنا ..جراء تظاهره صغيرة طافت القرية بأسرها لأحدهم قد ألبس الجرو فانلة احد الفرق الكبيرة بمصر وهتف زعيم التظاهرة.. بكرة من دا بقرشين بعد هزيمة الفريق الخصم..
ولاشك أن الله تعالى قد وصف في كتابه الكريم نوعية من البشر بالكلاب..تحديدا .. وهم غير نوعيات أخرى وصفها الله بالأنعام بل أضل وآيات أخرى وصفتهم بما دون الحجارة... وكان الكلب في وصف من انسلخ من الآيات التي أتاه الله واخلد إلى الأرض واتبع هواه.. وصفه المولى بالكلب ..ان تحمل عليه يلهث وان تتركه يلهث .. وقيل ان هذه الاية نزلت في بلعام بن باعوراء .. احد علماء بني اسرائبل .. وما أكثر البلاعمة على المستوى الديني والسياسي والأخلاقي في القرن الواحد والعشرين .. ..
{وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الأعراف176
****
أيها السادة تستعصي الخيانة حتما على التحليل، فنحن اليوم لا نستطيع تفسير هوية العرب والمسلمين أو الي أي دين ينتمون ؟ ولكن ربما اختصرها نزار.. كيف إسرائيل لا تذبحنا بعدما صار العرب يهودا.. بعد أحداث غزة انكشف الغطاء فلقد كان الخطاب العربي خيانيا والقرار الرسمي ضلع متورط في الخيانة وسفك الدماء.. ما في ذلك شك.. لم يقف في صف الضعيف المستضعف ولم يقف في جانب بني جلدته بقدر ما وقف في صف الأعداء.. واشترك معهم في الجريمة.. ان الجريمة صارت تسفر عن أبعادها ليس في تصدير الغاز إلى إسرائيل فقط بل في تصدير الخضروات إلى الأعداء كما أشارت جريدة الأسبوع.. في الوقت الذي تعاني فيه غزة والفقر والعوز ونقص المواد الغذائية.. كانت القضية واضحة الأبعاد من منظور انه من أعان على قتل مسلم بشطر كلمه لقي الله يوم القيامة مكتوب في جبهته : آيس من رحمة..
قد تبدو الأمور عصية على التحليل.. ربما اختصرها المنصور.. حيث قال كل الطيور علفناها فالتقطت إلا سفيان الثوري.. فكل الطيور التقطت اليوم ولم يبق هناك سفيان الثوري.. عندما اراد جورج بوش حرب ما يسمى الحرب على الإرهاب.. وضع ميزانية ضخمة من المال وانفق ببذخ ليتحول الشعب الأفغاني الى عملاء وكان وضعهم مع الأفغان العرب كذئب السوء طاردوهم ونهشوهم ونهشوا أعراض نساءهم في القرى والمفاوز والقفراء والبيداء الأفغانية بالرغم انهم ذهبوا إلى هناك لنصرتهم.. ولكنهم لم يكن لديهم هذا الوفاء الذي عناه بن الجهم..
وكنت كذئب السوء لما رأى دماً *** بصاحبه يوماً أحال على الدم
الدنيا حق وباطل ولكل أهل ولكن هل من الممكن ان يبيع المسلم مقابل وجبة دسمة أو الشيكل الإسرائيلي.. أو الدولار الامريكي. هل من الممكن ان يباع الدم العربي والإسلامي كما هو الحال في غزة.. بالشيكل الاسرائيلي ..
قال فولتير عندما تكون القضية مالا .. تصبح الدين الذي يتساوى فيه الجميع ..
Voltaire: When it's a question of money, everybody is of the same religion
إلا أن المصطفى قال تعس عبد الدينار وتعس عبد الدرهم.. ولا شك انه قد تعس عبد الدولار..
الإنسان ما هو الا مبدأ من اجله يعيش ومن اجله يموت.. وحكامنا بلا مبدأ.. وطائفة من الكتاب والصحافيين بلا مبدأ.. ولكن قال احد هؤلاء الكتاب لي يوما ان الدولار الأمريكي رائع ولذيذ وقال آخر ما أروع ان تهز شجرة النقود.. انه مجرد مقال وحفنة من الكلمات مقابل رصيد بنكي.. يا خيبة الداعي..
كان الخونة لا قيمة لمبدأ ولا قيمة للشرف.. عموما وشرف الكلمة خصوصا.. هناك فرق بين الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة.. هناك فرق بين الكلمة المتجذرة في الأرض وفرعها في السماء.. وبين تلك التي اجتثت ما لها من قرار.. انه عظمة الله.. تعالى وسما مقامه انه يئد قبل الولادة ويحيي بعد الموت ومن هنا كان المجد في عالم الكلمة.. والعار في الجهة الأخرى ....
لقد قالها احد الكتاب الإسرائيليين يوم اغتيل مغنية.. ان الأمر بسيط في ان يذهب احد العملاء لابسا الجينز والتي شيرت الى احد بنوك الصرافة ليتلقى شيكا بخمسة وعشرين مليون دولار مقابل خيانة.. ربما كان بسيطا من وجهة نظر الإسرائيلي.. ولكنه ليس بسيطا في ميزان السماء.. انها جريمة.. ومن يريد معرفة الخلفيات الخيانية والإجرامية في عالم السياسة فليراجع موقف عمرو بن سعد الذي باع الحسين مقابل ضيعة من يزيد وليراجع المال الذي انفقه ببذخ على من كانوا أنصارا للحسين ليتحولوا فورا من أنصار إلى أعداء.. كما يحدث في سياق الانتخابات العربية... اجل وليراجع القراء يهوذا الذي باع المسيح بثلاثين دانق.. وليراجع موقف بروتس الذي طعن يوليوس قيصر.. وليراجع بعض ملوك الطوائف في الأندلس الذين كانوا يساعدون الصليبيين الأسبان بالسلاح ضد بعضهم البعض إلى ان ذهبت ريحهم.. وليراجع كيف سقطت العراق وكيف سقطت أفغانستان.. وكيف سقطت فلسطين ولقد كانت رسالة عبد القادر الحسيني.. للجامعة العربية خير شاهد إنهم خاتوه في أصعب المواقف.. ولم تختلف الخيانة عن اليوم وكيف كانت القمم العربية في الأسابيع الماضية والترنح العربي سكرا وهياما في ليفني.. انه درس التاريخ.. الذي استوعبته الأمة انه لكي يقترف الاستعمار أي جريمة لابد أن يكون له جيش من الخونة أو طابور خامس.. لهذا قال اولمرت عن بعض الكتاب العرب.. الذين أظهرتهم الخارجية الإسرائيلية مؤخرا على قائمة وسخها.. إنهم صهيونيون أكثر من هرتزل.. والكتاب ماهم إلا بضاعة الحاكم ولسان حاله.. لما كان الحكام الأوائل أتقياء كانوا يقومون ببتر أي عنصر خائن في الدولة.. أما إذا كان الرأس الأكبر خائن فكيف تتم المعالجة.. حتى شكل كتاب السلطة المصريين كتيبة لطعن حماس.. لتتردد مقولة قيصر.. حتى أنت يا بروتس اذن فليمت قيصر.. ولم يكتفوا بما قامت به إسرائيل.. فكانوا اشد شراسة.. وخيانة..
لهذا كانت الثورات في الغرب أكثر دموية.. وكانت محاكمات شرسة شهدها التاريخ الإسلامي فلقد قام أبو العباس في الدولة العباسية باستخراج الموتى من القبور وإجراء محاكمة لهم.. هرب بني مروان من بغداد الى أقاصي الأرض حتى النوبة.. في جنوب مصر.. حتى هناك لم يجدوا مأوى.. ولهذا هرب شاه إيران هائما على وجهه في الكون بطائرته ولم يجد من يؤويه حتى أصدقاء الأمس.. أمريكا.. التي كان عميلا لها رفضت استقباله أو أن تؤويه.. وهكذا مصير الخونة لا ارض تقلهم ولا تظلهم سماء .. كما قال الشاعر ..
اذا حم القضاء على امرئ فلا بر تقيه ولا بحر ..
قال تعالى (فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ) (القلم : 44 ) (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) (القلم : 45 )
ان الانتهازية للحطام توبق الدين والخيانة تدمر كل شيء حتى أخلاق الشعوب.... العقلاء من البشر وخاصة الموحدين.. دائما يستبقون على مساحة شاسعة من التقوى والصلاح.. يتحركوا فيها من رحمة الله.. لكي لا يسخط او يغضب الله عليهم.. وعادة الأغبياء أن ينسفوا المساحة بينهم وبين ربهم.. ولا يستبقوا على أي مساحة يرحمهم بها الله او ينظر إليهم بعين التجاوز أو العفو.. وفي هذا السياق تحل اللعنة لا محالة.. لأنه لم يترك أي مساحة قد يتجاوز بها الله ..انه العبد غير الذكي هو الذي يحرق كل المساحة بينه وبين الله .. .ويبيع كل ما بينه وبينه الله مقابل دنيا سرعان ما تنطوي.. كان منها الأمانة.. فالحكم أمانة.. ومتعلقات الأمانة باعوها برمتها.. ففي مصر اليوم باعوا كل شيء.. المصانع باعوها .. والبنوك باعوها.. الإنسان باعوه والحاضر باعوه والمستقبل باعوه.. النيل باعوه.. والأهرام قيد البيع.. والشرف باعوه والدين باعوه.. وحماس باعوها.. حتى بدأ الإنسان الفقير الذي أكلوا لحمه نيئا وحقه في بيت المال.. يبيع أجزاء جسده الداخلية.. فهناك اليوم من يبيع كليته لمافيا الأعضاء البشرية في مصر.. ما أسوأ أن تحل اللعنة.. إن حلول اللعنة وغضب الله هي نوع من الدمار الشامل والمكثف والعشوائي.. بالفعل ما أسوأ ان تحل عليك اللعنة.. ساعتها سيكون الإنسان الذي كرمه الله.. أسوأ حالا من الكلاب الضالة في ارض مصر الذي انتهى به المصير إلى أن يذبح خلسة مؤخرا تحت سكين الجزار الشرس.. فالكلب من الناحية الموضوعية لم يخلق للذبح.. فالدنيا عندما تدبر تسلبك محاسنك، وعندما تقبل تعطيك أو ربما يكون حمارا بلا صاحب.. تحت سكين الجزار المتمرس على نوع جديد من الجزارة.. ما رأينا قط في حياتنا أن توضع رقبة الحمار تحت السكين ...وعادة ما يكون ذلك خلسة في الباب الخلفي لمطاعم الدرجة الأولى ليسمع نهيقا لم يألفه الجزارين أيضا في حياتهم .. نهيق حمار تحت السكين .. مانشيت كبير وافيش سينما.. أمر غريب في زمن عجيب...في أجواء من الجوع الكافر..اللعنة حينما تحل على الإنسان ..لا علاج لها إلا أن يمرغ الإنسان وجهه في التراب - في وقت لا ينفع الندم- صارخا بكل الإذعان وإقرارا بالتسليم للخالق الأعظم : يا من لا يزول ملكه ارحم من زال ملكه ...ولن تجدي المناداة بحقوق حقوق الكلب الضال المسلوبة أو الحمار الجريح ... التدبير الإلهي في هذا الكون عظيم وكيد الله متين.. وكل شاردة وواردة تحت عظمة الله وعينه وبصره سما مقامه ..وتعالى في كبرياءه.. والله جل في علياءه ليس بغافل .. (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ) (إبراهيم : 42 ) والأخذ وارد .. (ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ) (الرعد : 32 ) حتما يعجز الطغيان على تفاديه أو المجازفة بمحاولات اتقائه ..فالله استدرج فرعون للنهاية ليس بحلول خارجية من الشعب.. أي بثورة عارمة من الخارج تهتف أمام القصر كما حدث مع الشاه - وهذا وارد -. بل جاء من عقر داره من خلال طفل رضيع.. الذي تربى في بيته.. ليكون لفرعون عدوا وحزنا.. ولتكون نهايته على يديه.. انه الله الذي لا يعجزه من طلب ولا يفلته من هرب.. فاتقوا اللعنة واتقوا الخيانة ايها الحكام.. فالله لايهدي كيد الخائنين.. كما أن الشعوب قد تتسامح في كل شيء إلا الخيانة عندها تتوقف الأمور.. وتبدأ مقدمات.. اللعنة والعقاب.. انتهاء إلى أن الإنسان مجزي بما أسلف وقادم على ما قدم... النهايات الحتمية في هذا السياق.. نهاية كلب مذبوح.. او حمار صريع.. فالجزاء من جنس العمل.. والله هو احكم الحاكمين..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.