علمت "المصريون"، أن القاهرة تسعى لتطويق الأزمة مع إثيوبيا، على خلفية تصريحات رئيس وزرائها مليس زيناوي منذ عدة أيام التي اتهمها فيها باستغلال جماعات التمرد الإثيوبية لإثارة الاضطرابات في بلاده، متحديًا قدرة مصر على كسب حرب على إثيوبيا حول مياه النيل. وتتجه القاهرة في هذا الإطار إلى إيفاد مبعوثين إلى أديس أبابا، حيث من المنتظر أن يجتمع الوفد المصري مع رئيس الوزراء الإثيوبي، من أجل جسر هوة الخلاف بين الجانبين، وتوضيح وجهة النظر المصرية بشأن المزاعم عن وجود دور مصري في دعم جماعات التمرد بإثيوبيا. وقد تلجأ لتوسيط دول على صلة وثيقة بالقاهرةوأديس أبابا، لإجراء اتصالات مع رئيس الوزراء الإثيوبي حول الأسباب التي دعته لتبني هذا الموقف تجاه مصر في هذا التوقيت، والعمل على احتواء الأزمة بين البلدين الذين يرتبطان بعلاقات تاريخية، في إطار حوض النيل. وتسعى مصر التي أعربت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية حسام زكي عن دهشتها إزاء تلك الاتهامات إلى عدم التصعيد الإعلامي مع إثيوبيا، ولا تفضل الدخول في حملات إعلامية ضدها وتسعى لمعالجة الأزمة بهدوء وعبر القنوات السياسية والدبلوماسية وعدم إشراك وسائل الإعلام كطرف فيها. وترى مصر أن تصريحات زيناوي جانبها الصواب، نافية المزاعم عن تدخلها في الشأن الإثيوبي، واتهامات زيناوي لها يدعم جماعات التمرد، حرصا على إبقاء النوافذ مفتوحة مع أديس أبابا بحثًا عن سبل التوصل لتسوية لأزمة مياه النيل. واستبعدت مصادر دبلوماسية مطلعة أن تكون لتصريحات زيناوي انعكاسات سلبية على علاقات التعاون بين الجانبين، أو تأثيراتها على المنح التي تقدمها مصر لإثيوبيا، والمشروعات التي تمولها مصر، مشيرة إلى أن العلاقات الاستراتيجية التي تربط مصر بحكومات دول حوض النيل. من جانبه، أكد الدكتور السيد فليفل العميد السابق لمعهد الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة أن مصر ستعمد إلى سياسة التهدئة وضبط النفس تجاه تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي، وتفادي تصعيد التوتر مع إثيوبيا. ويرى فليفل في تصريح ل "المصريون"، أن سياسة الإبقاء على النوافذ المفتوحة مع أديس أبابا، وإبقاء التوتر معها عند حده الأدنى هي سياسة واقعية، باعتبار أن تصعيد المواجهة لا تصب في مصلحة الطرفين. وطالب مصر باحتواء الأزمة مع أديس أبابا سريعا، عبر إيفاد مبعوثين أو الإطلاع على أسباب التوتر الأخيرة وإنهائه. وكان المتحدث باسم الخارجية المصرية أكد في تصريحات الأربعاء الماضي أن الاتهامات التي تضمنتها تصريحات رئيس الوزراء الأثيوبي بشأن استغلال مصر لمجموعات متمردة ضد النظام الحاكم في بلاده هي اتهامات عارية عن الصحةز وأبدى دهشة مصر إزاء حديث زيناوي عن مواجهات عسكرية بين البلدين بشأن مياه النيل، مشيرا الى أن الموقف المصري بهذ الشأن معروف وواضح تماما، كما أنه معلن ومفاده أنها لا تعتبر أن الحرب يمثل خيارا لها من أجل المياه، وأن الخيارات التي تبني سياستها عليها جميعها تستند الى الحوار والتفاوض والتعاون والتشاور والالتجاء الى القانون الدولي والحقوق المكتسبة للدول.