هاجم الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومى بمجلس الشورى، أحزاب المعارضة التي تدعو لمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، واصفا دعوتها بأنها "تفكير سلبي وانسحابي وانكفائي ولا يتماشى مع العمل السياسي"، وتساءل عن جدوى تلك الأحزاب إذا قاطعت الانتخابات. وأعرب الفقي عن اعتقاده بأن البرلمان القادم سيكون أغلبيته من أعضاء الحزب "الوطني"، ثم المعارضة، بينما "الإخوان المسلمون" سيكونون أقل تمثيلاً، عازيا ذلك إلى أن الصورة الحالية مختلفة عن انتخابات 2005، ولأن شعبيتهم تراجعت "لأنهم لا يفعلون شيئا ويستعرضون قوتهم وولاءهم للجماعة وليس لمصر، والإخواني لا يقول أنا نائب عن طنطا أو المنصورة أو بنها بل يقول أنا نائب عن الجماعة". وتابع الفقي في مقابلة مع برنامج "كلام مسئول" على القناة الأولى بالتلفزيون المصري "أنا ضد فكر الإخوان 180 درجة ولكني مع حقهم في التعبير عن أفكارهم وممارسة العمل السياسي، لكن بعيدًا عن التظاهر بالتدين، لأن السياسة شيء والدين شيء والاثنين لا يمتزجان مثل الماء والزيت، فالسياسة لزجة مثل الزيت وفيها تلاعب ومصالح وخداع وأكاذيب بينما الدين نقي". الفقي تحدث عن تجربته كنائب بمجلس الشعب عن دائرة دمنهور، قبل تعيينه عضوا بمجلس الشورى عقب الانتخابات التي جرت في مطلع يونيو الماضي ووصفها بأنها تجربة قياسية على نفسه. وقال الفقي الذي أثار فوزه في الانتخابات الماضية جدلا واسعا: "بالنسبة لي كانت تجربة قاسية وفيها كثير من الضغوط ولهذا أرفض أن أكررها لأني رأيت أن الانتخابات على المفكر والمثقف صعبة جدًا، وكانت مرهقة بالنسبة لي". وتابع "للأسف الناس تريد من النائب أن يجلس بجانبهم طول الوقت يحضر أفراحهم وعزاءهم حتى طهور الأطفال على النائب أن يحضره وليس دوره مقتصرًا على تلبية مطالبهم وتحقيق مصالحهم، ، غير أنهم يتحدثون مع النائب بشكل غير لائق فترى الناخبين يطلبون الطلب من النائب بأسلوب فيه حدة ودائماً يشعرونه بالتقصير وأنهم أصحاب فضل عليه". وعزا عدم ترشحه إلى ظروفه سنه وإرهاق الانتخابات، وأضاف: "أنا عمري 65 سنة وأصبحت كبير على تعب الانتخابات، خاصة وأنها في حاجة إلى مال وفير وبلطجة وأنا لا أملك هذا ولا هذا، ولا أستغل الدين فممكن جدا نجد تاجر مخدرات ينجح في الانتخابات بينما يسقط أستاذ جامعي". وعن كيفية نجاحه في الانتخابات الماضية، قال: "كان من قبيل التوفيق من عند الله فالناس يعلمون أني صادق وكان في دائرتي جمال حشمت واختارني الناس لثقتهم في ولأني لبق في الحديث وصادق وخدوم، ومعروف عني بأني لست مزورا ولا فاسدت ولم أستغل الحصانة أو قربي من السلطة في تحقيق أي مصالح خاصة بي أو بعائلتي لأني أراعي ضميري وأخاف الله". وحول النفقات المالية في حملات الدعاية الانتخابية، قال الفقي: في العالم كله الانتخابات بفلوس وهمية وليس عندنا فقط بل حتى في أمريكا بالفلوس، فموضوع الحصانة له بريق شديد لأنه يستر العورات ويخفي الأخطاء ويسهل الأمور. وعلى غير آراء قيادات ونواب الحزب "اوطني" المنتمي إليه، أبدى الفقي بطريقة الحوار داخل مجلس الشعب حتى مع رفع الحذاء، وقال: "بالعكس أنا أرى أنها ظاهرة صحية تعكس المناخ الديمقراطي في مصر"، ورأى أن "رفع الحذاء دليل على الحرية المتاحة والإخوان كانوا ينتقدون الحكومة بشدة وبكل جرأة بل وبغض النظر عن المصالح المصرية وهذا الأمر كان يقلقني بشدة".