قال رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، إن السلطة الفلسطينية تفاوض الحكومات الإسرائيلية لأكثر من 17 عاما، مع استمرار إنشاء وتوسيع المستوطنات، وتساءل نتنياهو: لماذا لا يستمر ذلك الآن؟! نتنياهو صدق في ذلك، لكنه كذب من جهات أخرى، فالسلطة الفلسطينية استمرت في التفاوض منذ اتفاق أوسلو عام 1993 وحتى اليوم، ليس مع استمرار حركة الاسيتطان الصهيوني في الضفة عامة والقدس على وجه الخصوص فحسب، بل مع استمرار المذابح الجماعية للفلسطينيين رجالا ونساء وأطفالا، واغتيال زعاماتهم، ومصادرة أراضيهم وهدم منازلهم، والاجتياح العسكري برا وجوا لمناطقهم، وملء السجون بنسائهم وأطفالهم، حيث أعلن وزير شؤون الأسرى في السلطة الفلسطينية أن حكومة العدو اعتقلت (8) آلاف طفل منذ عام 2000، ومازال يقبع في السجون الإسرائيلية حوالي 340 طفلا، في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية التي تحرم اعتقال الأطفال في السجون ومحاكمتهم، كما يوجد في السجون الإسرائيلية أكثر من 500 سيدة فلسطينية يعاملن شر معاملة. * * * أخبار صحف العدو تؤكد أن إدارة الرئيس أوباما قدمت لإسرائيل مغريات من المساعدات والتعهدات الأمنية، كانت مجرد أحلام لرؤساء الحكومات الإسرائيلية السابقين، كل ذلك مقابل الموافقة على مجرد " تجميد " بناء المستوطنات أو توسيعها، ولمدة شهرين فقط، وهو ابتزاز صهيوني عريق أتقنه الكيان الصهيوني، وساعد عليه ضعف الإدارات الأمريكية المتعاقبة وانحيازها، ومن بين هذه التعهدات الأمريكية، ألا تطلب الإدارة الأمريكية مرة أخرى أي تجميد للمستوطنات، وأن تضمن بقاء القوات الصهيونية في غور الأردن، في أي تسوية نهائية للسيطرة على مصادر المياه. وإذا كان هذا الابتزاز انصب على جزئية صغيرة وهي التجميد لشهرين فقط، وليس عدم شرعية المستوطنات من الأساس، فماذا ستفعل الإدارة الأمريكية في القضايا الجوهرية للتسوية النهائية الموعودة، إلا الدعم الأعمى للرؤية الصهيونية لشكل الدولة الموعودة، وحق العودة والحدود والمياه وترتيبات الأمن، التي ستجعل من الدولة الموعودة سجنا كبيرا مفتوحا، تحتفظ إسرائيل فيه بالسيادة على الجو والبر والبحر. لقد اعتبرت الصحف الإسرائيلية الموقف الإسرائيلي، برفض التجميد المؤقت للمستوطنات، والشروط التعجيزية لقبول ذلك، إذلالا متعمدا من نتنياهو للرئيس الأمريكي باراك أوباما، فكيف يكون الموقف بالنسبة للسلطة الفلسطينية ومن ورائها الدول العربية؟!