لا أتابع من ستديوهات التحليل سوي برنامج ستاد النيل ، قمم كروية مصرية ، إحترام لعقول المشاهدين ، هدوء وفهم وقدرة علي الإيضاح والتوضيح ، دون إثارة رخيصة أو إبتذال مذموم أما الغالب من باقي تلك الإستديوهات ، فأعتقد أنها ما وجدت خصيصا إلا لإضاعة وقت الناس وإلهائهم فيما لا يفيد ، خاصة أن أحدها يظل أكثر من عشر ساعات يتحدث عن مباراة مدتها ساعة ونصف ، وكيف أوقف هذا اللاعب الكرة وكيف مررها ذاك ، وتحليل التحليل ، وتعليق علي التعليق ، كما نري في برنامج الكابتن محدت شلبي ، الذي لا أعرف كيف يجلس كل تلك المدة التي تمتد أحيانا من الرابعة عصرا إلي الرابعة فجرا يتحدث عن مباراة ..؟ .. وسط ضيوف يغالبهم النعاس والتثاؤب ويسيطر عليهم الملل .. ! لو أن ما يحدث هو نتاج ثورة التكنولوجيا الحديثة من فضائيات ، فهي كارثة تستحق الوقوف أمامها والتأمل فيها .. فكرة القدم عندنا تستهوي الملايين وتسيطر علي عقولهم ، وهو ما يستغله البعض بصورة سيئة للغاية ، فلا عمل ولا إنتاج ولا حتي عبادة ، الكل يجلس أمام شاشته حتي مطلع الفجر ، ليتابع توافه الأمور الكروية بكل شغف ، وهو ما يؤثر تأثير حقيقي علي الناتج القومي للبلاد .. العبد لله لا يثق مطلقا في الكلام والعبارات الرنانه التي تروج لفكرة أن التقدم التكنولوجي معناه زيادة عدد الفضائيات والبرامج لدينا ، فالصين نفسها التي تصدر لنا أجهزة الريسيفر وأطباف الدش بأرخص الاسعار ، تجرم قانونا وتحاكم أي مواطن يضبط فوق منزله طبق إستقبال فضائي .. والكل يعلم بالتأكيد لماذا تفعل الصين ذلك ، وإلا لما اصبحت ذلك العملاق الإقتصادي الرهيب المخيف .. سويسرا بلد الغني الفاحش والرفاهية المبالغ فيها ، أعدت دراسة بعد مباراة منتخبها مع أسبانيا في المونديال الأخير ظهر منها أنها خسرت ما قيمته مائة وخمسين مليون يورو فاقد قومي نتيجة متابعة الشعب السويسري للمباراة .. أما كوريا الشماليه ، بأسلحتها وقوتها وجبروتها الذي جعل منها بعبع أولاد الباشمهندس ( سام ) ، لا تؤمن أصلا بالجهاد في سبيل كرة القدم كما نفعل في مصرنا ، ولم يتابع أحد من الشعب الكوري الشمالي أية مباراة لمنتخبه في كأس العالم ، بل لم ترسل مشجعين لجنوب أفريقيا من الأساس ، علي عكس النشامي تبعنا من فناني ومهرجي الملك الذين يسافرون علي حساب الحكومة من أجل الرقص والتطبيل والتهليل . فأين نحن من هؤلاء ..؟؟ يعتريني الشك أحيانا في أن ما يحدث عندنا ما هو إلا عبارة عن مخطط موضوع بدقة من قبل قوي خارجية يتم بمقتضاه إستخدام بعض أصحاب تلك الإستديوهات وأكثرهم من ضعاف النفوس كعرائس متحركة للوصول لغرض معين ، الهدف منه ضياع هوية هذا الشعب ..!! ربما أعود لإستديوهات التحليل السخيفة تبعنا مرة أخري وأتوقف أمام إصرار الكابتن مدحت شلبي الرهيب علي عودة ألتراس الأهلي للمدرجات ، وتدخله كمفاوض قوي بين هؤلاء ورجال الأمن من أجل إعادتهم للمباريات ، بل إنه إعتبر الأمر قضية وطنيه ..!! .. وذكرنا بمفاوضات أوسلو وغزة وأريحا ... !! ألم اقل لكم أن تلك البرامج تخلق قضايا تافهه فارغة المعني والمضمون لتصدرها للشباب لإلهائهم عن قضاياهم الحقيقية في المواطنه الحقه .. علي كل عادت جماهير الألتراس الأحمر مرة أخري للمدرجات ، حتي تهدأ سريرة العم شلبي ، و أول ما فعلت قامت بتوجيه السباب والشتائم لمدينة بورسعيد في مباراة الأمس بين المصري والأهلي ..!! .. لم تتحمل تلك الفئة أداء المصري الراقي والقوي وهبوط أداء الأهلي المثير للتساؤل ، فقامت بإستخدمت كافة أنواع البذاءات والألفاظ الخارجة ، لتصبها علي مدينة الأبطال ، المدينة الباسلة ، التي لولا رجالها الأحرار ، لما جلس هؤلاء في المدرجات بكل أريحيه ، يسبون تاريخهم ومجدهم دون وعي ، هكذا أرادها مدحت شلبي ، حرائق تشتعل ولا تنتهي ، ممن يجهل تاريخه ويجهل قيمة وعظمة كفاح أجداده .. فما الذي يريده دكتور وليد دعبس وتابعه ( قفه ) وكبير الياوران أيمن يونس من شباب هذا الوطن بالتحديد ....؟!! .. وألا من إعلامي محترم ممن يجلسون في تلك القناة يوميا ، يخرج ليقول لهؤلاء كفاكم ما تفعلون بنا وبأبناء مصر ..؟؟