تتجه جماعة "الإخوان المسلمين" لحسم موقفها من انتخابات مجلس الشعب خلال الفترة القليلة القادمة، بالإعلان عن تأييدها لخيار المشاركة، بعد أن عبرت غالبية قيادات وقواعد الجماعة عن دعمها لهذا الخيار، في ظل رفض معظم الأحزاب والقوى السياسية التجاوب مع لفكرة المقاطعة، لعدم إضفاء الشرعية على الانتخابات. ويسود الاتجاه داخل الجماعة بخوض الانتخابات القادمة بنفس أعداد مرشحيها إلى انتخابات 2005، والتي خاضها "الإخوان" بأكثر من 150 مرشحًا من بينهم سيدات، بعد أن كان البعض قد اقترح الدفع بأكثر من 300 مرشح، إلا أن الأمر قوبل بالرفض لتفادي استفزاز النظام الحكم، وتلاشي إمكانية توجيه ضربات أمنية للجماعة. وعلمت "المصريون"، أن الجماعة ترفض الكشف عن أسماء مرشحيها وترجئ ذلك إلى اللحظات الأخيرة من فتح باب الترشيح، تجنبا لاحتمالات ملاحقتهم في حملات أمنية واعتقال ذويهم، وتوجيه ضربات قوية لحملاتهم الانتخابية. يأتي هذا فيما قللت مصادر الجماعة من وجود تباينات حول قرار المشاركة في الانتخابات، لاسيما أن الجماعة لا تتواجد بها أجنحة في هذا المنعطف المهم بعد حسم تيار المحافظين لمعركتيه ضد الإصلاحيين والسيطرة بشكل كامل على الجماعة. من جانبه، أكد عصام العريان، عضو مكتب الإرشاد، المتحدث الإعلامي باسم "الإخوان" أن الجماعة ستحسم قريبا مسألة مشاركتها في الانتخابات خلال الأيام القليلة القادمة، ملمحًا إلى أن القرار سيكون باتجاه المشاركة، نظرًا لأن مبدأ مقاطعة الانتخابات يواجه خيارات صعبة، بعد أن أعلنت العديد من الأحزاب والقوى السياسية رفضها المقاطعة وقررت خوض انتخابات مجلس الشعب. واعتبر أنه من المبكر الإعلان عن عدد المرشحين الذين سيخوضون الانتخابات، خصوصا أن الجماعة لا تزال حتى الآن تتلقى ردودا من شعبها وقواعدها حول تقيمهم للعملية الانتخابية بشكل عام قبل طرحها على مجلس الشورى واتخاذ القرار النهائي بهذا الشأن.