علمت "المصريون" أن جماعة "الإخوان المسلمين" في طريقها لحسم قرارها بالمشاركة في انتخابات مجلس الشعب، خاصة مع خروج إشارات من مجلس شوري الجماعة تؤيد المشاركة فيها، وتؤكد على أن دعوات المقاطعة لا تحظى بدعم شعبي وتطغى آثاره الايجابية على السلبية. ويرى غالبية قيادات وأعضاء الجماعة، أن المشاركة في الانتخابات أفضل من مقاطعتها كما يدعو إلى ذلك فريق داخل "الإخوان"، رغم النتائج السلبية التي حققتها الجماعة في انتخابات مجلس الشورى في يونيو الماضي، والتي لم تفز فيها الجماعة بأي مقعد، منطلقين من أن المشاركة ستؤدي في النهاية إلى إحراج النظام وستكشف عن ممارسات التزوير، وهو أمر أفضل من ترك المجال له يفعل ما يحلو له. وأصدرت قيادة الجماعة تعليمات لكوادرها بالاستعداد بشكل قوي للمشاركة في الانتخابات، والتنسيق مع القوى السياسية وإجراء التربيطات اللازمة لترجيح كافة مرشحيها في الانتخابات وعدم الانتظار لصدور قرار رسمي من الجماعة، لكن مع عدم استبعاد خيار المقاطعة بشكل كامل. واعتبرت مصادر إخوانية، أن حالة الغموض التي تكتنف موقف بعض القوي السياسية من مسألة المشاركة في الانتخابات هي التي حدت ب"الإخوان" لتأخير إعلان موقفها بالمشاركة أو المقاطعة حتى الآن، لاسيما أن عديد من القوى لا تزال تفكر بقوة في خيار المقاطعة، وهو ما يبقي على هذا الاحتمال وإن كان ضعيفًا. من جانبه، أقر الدكتور عصام العريان عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي باسم الجماعة بإصدار تعليمات لكوادر "الإخوان" وشعبها بالمحافظات من أجل تكثيف التحركات والاستعداد بشكل قوي للانتخابات، حتى مع عدم صدور قررا نهائي بالمشاركة في الانتخابات من عدمها. وقال في تصريح ل "المصريون"، إن صدور تعليمات بالاستعداد للانتخابات يأتي تحسبًا لصدور قرار بالمشاركة، وحتى لا يفاجئوا وقتها بالقرار دون أخذ الاستعدادات اللازمة لخوض المعركة الانتخابية، رافضا في الوقت ذاته حسم توقيت صدور قرار رسمي بهذا الشأن، متسائلا: لماذا العجلة والانتخابات ستجري في نهاية نوفمبر القادم. وقلل العريان من أهمية ما يتردد عن وجود خلافات داخل الجماعة حول المشاركة في الانتخابات، معتبرا أن ما يتردد حول هذا الأمر لا يعدو اجتهادات صحفية محضة، مطالبا بالتمهل انتظار لصدور قرار رسمي من الجماعة.