رغم إجماع الفعاليات السياسية والدينية اللبنانية على رفض عمليات الاختطاف ، إلا أنها تباينت في ردود فعلها من عملية اختطاف الطيارين التركيين بين التنديد بالعملية في المطلق وبين تحميل الحكومة التركية المسئولية لعدم تقدمها في ملف المختطفين اللبنانيين في إعزاز السورية. فقد حذر منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد من أن حادثة اختطاف الطيارين التركيين على طريق مطار بيروت بالغة الخطورة على المستويين الأمني والسياسي. وطالب بالتضامن بين كل مكونات 14 آذار .. متهما (حزب الله) بأنه يفرض مشروع حرب على اللبنانيين ومعتبرا أن اختطاف طيارين رسالة من الحزب إلى العالم بأن لبنان معلق بإرادته. ولفت إلى أن لبنان دخل على مرحلة جديدة تتطلب الكثير من الوعي والشجاعة والتضامن من جانب قوى 14 آذار. بدوره ، وصف عضو كتلة تيار المستقبل النائب نضال طعمة ، اختطاف الطيار التركي ومساعده بأنه ضربة جديدة لكيان الدولة وتعطيل لما تبقى من سياحة معطلة ويكرس شريعة الغاب في لبنان. ونسب طعمة ، خشية مصدر في الطيران المدني بمطار بيروت من أن تصدر منظمة الطيران الدولية (اياتا) قرارا تعتبر فيه مطار بيروت غير آمن فتقاطعه كافة شركات الطيران. ودعا النائب انطوان سعد إلى حماية مطار بيروت الدولي من تحويله إلى جزيرة أمنية خاصة ، وتكثيف الإجراءات الأمنية لإعادة بعض الثقة المفقودة جراء عمليات الاختطاف المتنقلة. ووصف ما حدث بأنه عمل إرهابي منظم وله رأس مدبر ومخطط بهدف زعزعة الأمن والاستقرار والقضاء على ما تبقى من هيبة الدولة والمؤسسات والإيحاء بأن لبنان بلد غير آمن ، ويجب أن يبقى خاضعا للوصايات الخارجية في محاولة لفرض الوصاية الإيرانية بعد أن كسر الشعب اللبناني عبر ثورة الاستقلال الوصاية السورية. كما استنكر رئيس تيار (القرار اللبناني) النائب السابق طلال المرعبي أعمال اختطاف الأتراك .. مؤكدا أن هذه الأعمال تؤدي إلى تشويه صورة لبنان وتضعه في خانة البلاد الخارجة عن الدولة والقانون وتسهم في تدهور العلاقات بين البلدان. ودعا الأجهزة الأمنية إلى لعب دورها الحقيقي وضبط الأمن المتفلت والبعد عن المحسوبيات في تطبيق الأمن في مكان وتغيبه وتهميشه في مكان آخر..مطالبا بتشغيل مطار القليعات في شمال لبنان خاصة في هذه الظروف. بالمقابل ، أكد نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي أن عملية اختطاف الطيار التركي ومساعده ، تشوه صورة لبنان ..لافتاً إلى أن الغاية من عملية اختطاف اللبنانيين في إعزاز هي تحويل حزب الله إلى عبء على بيئته. ورفض تحويل الواقع السلبي في البلاد فقط من أجل الاستثمار السياسي .. معتبرا أنه قبل حزب الله وأثناء تواجده وبعده كان الأمن في لبنان ضعيف وساحة لكافة الأجهزة المخابراتية مؤكداً أنه مع فتح جميع المطارات في لبنان واصفا مطلب فتح مطار القليعات بأنه للاستثمار السياسي. وحمل رئيس جمعية علماء الدين في لبنان المرجع الشيعي السيد أحمد شوقي الأمين تركيا مسئولية اختطاف الطيارين بسبب تعنت مسئوليها ولامبالاة مجتمعها الأهلي إزاء قضية اختطاف البنانيين في إعزاز منذ أكثر من عام. واعتبر أن سياسة المماطلة والتسويف التي اعتمدها الموقف الرسمي التركي حيال المختطفين اللبنانيين أدت إلى وقف المفاوضات الرسمية بين لبنان وتركيا ، وأفشلت كل المساعي والجهود التي بذلها المسئولون اللبنانيون لحل هذه القضية الإنسانية .. محذرا من أنه إذا لم يفرج سريعا عن اللبنانيين المختطفين في إعزاز فان قضيتهم ستتحول إلى كرة نار ستحرق الجميع. كما حمل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان ، الحكومة التركية بشخص رئيسها ووزير خارجيتها مسئولية عمليات اختطاف اللبنانيين في إعزاز والأتراك في لبنان. واعتبر أن الحكومة التركية تعاملت مع ملف المختطفين اللبنانيين منذ بدايته بعدم اكتراث حقيقي وتجاهل كلي لحرية الناس ومشاعرهم وبعقلية أنها ما زالت تعيش العصر العثماني البائد. وأبدى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن أسفه لانفلات الوضع الأمني في البلاد .. مستنكرا حادثة اختطاف المواطنين التركيين التي توحي بغياب الدولة في لبنان. ودعا الأجهزة المعنية إلى العمل الحثيث للإفراج عنهما ووجوب أن تبادر الدولة إلى معالجة فورية ونهائية لملف المختطفين اللبنانيين في إعزاز ، معتبرا أنه لو عولج هذا الملف بشكل صحيح لما بلغت الأمور هذا الدرك الذي وصلت إليه.