شهدت لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب أمس مشادة كلامية بين اثنين من أعضاء الكتلة البرلمانية ل الإخوان المسلمين"، هما: محمد الجزار ومصطفى عوض الله وذلك أثناء مناقشة حادثة مقتل المصري محمد مسلم في قرية كترمايا والتمثيل بجثته، بعد الاشتباه في قتله أربعة لبنانيين من أسرة واحدة. جاء ذلك عندما اتهم الجزار وزارة الخارجية بالتقاعس عن حماية المصريون بالخارج، منتقدًا دورها في حادثة اغتيال الشاب المصري في لبنان، وقال: السفارة المصرية في لبنان لم تكلف محاميًا للدفاع عن مسلم بعد مقتل أربعة لبنانيين واتهامه بفعل ذلك، وأضاف: المنطقة العربية معبأة ب "الغل" ضد المصريين بسبب سياساتنا الخارجية وعندما يسند الأمر لغير أهله تحدث تلك الوقائع. وتابع الجزار: "المواطن المصري لا يعني وزارة الخارجية في شيء، والدليل على ذلك سماحها لخروج بعض النساء للعمل في أشياء "ساقطة"، ورجال الخارجية شاطرين بس يروحوا الدول الغربية ويرجعوا يكونتينرات فلوس". وأثارت تلك الاتهامات اعترض اللواء سعد الجمال رئيس اللجنة وأمر بشطب الجملة فرد الجزار: "أنا ما بجبش كلام من عندي إحنا لازم نعمل فوكس على هذه الوزارة.. وبقول لممثل الوزارة.. هات عينك في عيني وواجهني". وتدخل النائب الإخواني مصطفى عوض الله معترضًا على كلام زميله، قائلا "مش كل حاجة نلوم الخارجية، إحنا ضد التعميم، وإذا كان هناك أخطاء نقول له أنت أخطأت في كذا وكذا"، وعقب الجزار: "ما تردش عليّ سيب الكلام ده للخارجية"، فقال عوض الله: "مش معقول كده نقطع في بعض، إحنا الدولة الوحيدة اللي بيتنشر غسيلها"، فانفعل الجزار عليه: وقال "يا أخي انتقي كلامك، أنا بحب مصر أكثر من الخارجية". وكانت اللجنة عبرت في بيان لها عن رفضها لأي انتهاك لحقوق المواطن المصري في الخارج أو الداخل، وقال رئيسها في البيان الذي تلاه إن الحادث لا يمكن أن ينال أو يؤثر على العلاقة بين مصر ولبنان، وأشاد بدور وزارة الخارجية في الحادث وكذلك ما قام به النائب العام المصري لمتابعة التحقيقات ومخاطبة سلطات التحقيق اللبنانية في إطار اتفاقية التعاون القضائي بين البلدين. من جانبه، اعتبر النائب المستقل الدكتور جمال زهران أن حادثة "كترمايا" أمر يتعلق بهيبة الدولة المصرية، وانتقد دور وزارة الخارجية تجاه الإهانات اليومية التي يتعرض لها المصريون في الخارج، وأضاف: أرى أقزام في الخارج يتطاولون على مصر ومن مسئولين سابقين مثل محمد العبادي وهو وزير أردني سابق. وطالب زهران بأن تتقدم السياسة على التحقيقات الجارية في لبنان بشأن هذا الموضوع، وتساءل لماذا لم يتم القبض على الجناة حتى الآن؟. في المقابل، رفض السفير محمد عبد الحكم مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية اتهامات النواب، قائلا: "مصر هي أكثر دول العالم رعاية للمصريين في الخارج ولأهلهم في الداخل"، واعتبر أن حادث مقتل الشاب المصري في لبنان هو حادث فردي من الممكن أن يحدث لأي من حاملي الجنسيات الأخرى والأمر لا يتعلق من قريب أو بعيد بهيبة الدولة وخلال زياراتي للبنان قابلت وزير العدل هناك وقدم اعتذاره لمصر أمام وسائل الإعلام. وأشار إلى أن هناك 55 ألف مصري يعملون في لبنان ولم يشكو واحد منهم من سوء المعاملة، وانتقد ما قاله الجزار عن "كونتيرات" الأموال التي قال إن رجال الخارجية يجيئون بها من الخارج، قائلا: "رجال الخارجية شرفاء، ولم يحدث أن خرجت إحدى المصريات من أجل الأعمال المنافية للآداب، والعمال المصرية في الخارج تحظى بتقدير كامل، وهناك طلب متزايد عليها". وطالب بضرورة إعطاء وقت كاف للسلطات اللبنانية حتى يتم القبض على الجناة، وأوضح أن السفارة المصرية ببيروت على اتصال يومي بوزارة العدل هناك لمعرفة آخر المستجدات حول القضية.