قال شادي حميد، مدير الأبحاث لدي مركز بروكنجز (الدوحة)، إنَّ حزب "النور" والسلفيين بصفة عامة "تحولوا بشكل مدهش ليكونوا لاعبين يتمتعون بدهاء سياسي"؛ بعدما استطاعوا أن يعوا أصول اللعبة السياسية على نحو سريع. ورأى أن "السلفيين يحاولون الترويج لأنفسهم بوصفهم البديل الإسلامي لجماعة "الإخوان المسلمين" وبالنسبة لشريحة كبيرة من المصريين الراغبين في التصويت للإسلاميين لكن أصابتهم سياسات الرئيس محمد مرسي بخيبة الأمل"، مشيرًا إلى أن "السلفيين على أُهبة الاستعداد ليحلوا محلهم حين تسنح لهم الفرصة". وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن حزب "النور" يقف الآن على هامش المشهد السياسي في انتظار لعب دوره خلفًا لجماعة "الإخوان المسلمين"؛ بعدما أتقن أصول اللعبة السياسية، علاوة على كيفية إدارة الأعمال الداخلية للحكومة, لكونه يشكل ثاني أكبر قوة سياسية "أكثر شراسة برزت عقب الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، بينما تستعد المعارضة لمواجهة "دراماتيكية" مُحتملة الأسبوع القادم مع الرئيس الإخواني". وأوضحتْ أنَّ حزب "النور" وغيره من السلفيين استطاعوا تأمين مناصب في الحكومة يتم إداراتها بعيدًا عن حالة السخط الشعبي، حتى في الأوقات الذي يتوسطون فيه بين المعارضة الليبرالية والرئاسية، في الوقت الذي تعثر فيه "الإخوان" مرارًا خلال السنة الأولى من وصولهم إلى سدة الحكم. وأشادت الصحيفة بنجاح حزب " النور" في تكوين أرضية سياسية شعبية تحسُبًا؛ للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقرر عقدها نهاية العام الجاري أو مطلع العام المقبل. واعتبرت أنَّ الحزب بات يرى نفسه في موقف لا يُحسد عليه؛ فلقد أتاح له شغله للعديد من المناصب في الحكومة الاطلاع علي دقائق الأمور التي تجعله "أكفأ" من يديرها في وقت لاحق، كما أنَّه يسعى لتعزيز وضعه بوصفه لاعب سياسي يقف علي مسافة حاسمة بعيدًا عن حكومة مرسي التي باتت تثير السخط الشعبي على نحو متزايد في الوقت الذي يواصل فيه الحوار مع بعض قوى المعارضة، وفي الوقت نفسه يواصل إقامة المشاريع الخيرية لكسب ود الفقراء، وفي بعض الأحيان يتبنى نفس المشاريع التي تقدمها "الإخوان" من إقامة العيادات الخيرية المتنقلة، وتوزيع اللحوم المدعمة. وأشارتْ إلى تصريح نادر بكار مساعد رئيس حزب "النور" ، والمتحدث الإعلامي باسم الحزب بأنَّ "الكثير من المصريين يتوقعون أنك بمجرد وصولك للسلطة ينبغي عليك التخلي عن تبني الأعمال الخيرية، وتسعى لتقديمها في إطار رسمي، إلاَّ أنَّ الإخوان انصب اهتمامهم على تعزيز هيمنتهم على مؤسسات الدولة بدلاً من ذلك". ورأتْ أنَّه على الرغم من حزب "النور" كان له نصيبه من المواقف "المحرجة" التي تعرض لها منذ ظهوره علي الساحة السياسية، مشيرةً إلى حادثة "أنف البلكيمي"، واقتراح أحد المحسوبين عليه تسليح المعارضة الإثيوبية لإجبار أديس أبابا على التخلي عن مشروع "سد النهضة" خلال الحوار الوطني الذي أُذيع علي الهواء؛ إلاَّ أنَّ حزب "النور" تمكن من مواجهة كل العواصف التي اعترضته؛ فلا يولي الكثير من أنصاره أدني اهتمام للتعليقات الساخرة من عثراتهم السياسية المنتشرة علي صفحات التواصل الاجتماعي والصحف. وتابعت: "لقد ظل الحزب طوال الأشهر الأخيرة يعمل في صمت للتوصل إلي جدول أعمال مشترك؛ لجذب الاستثمار الأجنبي؛ إذْ التقى مسئولين من المعارضة والسلطة على حدٍ سواء؛ على الرغم من عدم تحقق أي شيء من الفكرة علي أرض الواقع". وذكرتْ أن حزب "النور" على الرغم من أنَّه استطاع شغل مناصب متوسطة ورفيعة المستوى داخل الوزارات؛ إلا أنَّه رفض تولي أي حقبة وزارية، مشيرةً إلى تصريحه عقب التشكيل الوزاري الجديد الذي أجري في أبريل الماضي "بأنِّ التغييرات الوزارية المحدودة المتوقعة خلال أيام، لن تقدم حلاً للأزمة، ولن تسدي بأي شيء جديد". وقالتْ إنَّه على الرغم من أيديولوجيته التي تنادي بتطبيق الشريعة يسعي حزب "النور" لجعل نفسه قوة معتدلة وصوت الاستقرار من خلال توسطه بين المعارضة والحكومة. ونقلتْ عن بكار قوله :" إنني علي يقين أنَّه في نهاية المطاف سيكون حزبي "النور "والحرية والعدالة" هما المتنافسان الحقيقيان . وهذه إشارة ليست جيدة ولا صحية ؛ لأننا نريد مُعارضة ليبرالية ." وقالت الصحيفة إنَّ مسئولي حزب " النور" أسدوا النصح لجبهة الإنقاذ الوطني سراّ وعلناً بألا يعلقوا كل أمالهم علي يوم 30 يونيو ؛ خشية حضور عدد قليل من الشعب. ونقلت عن بكار قوله: "لا نريد الفشل الكلي ليوم 30 يونيو ؛ لأنه في حال حدوث ذلك ستُصبح جماعة الإخوان "وحش" كبير لا يقدر على اعتراضه أحد، وفي الوقت نفسه، نحن لا نريد اندلاع الاضطرابات... فنحن بحاجة للضغط على النظام لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة لتشكيل حكومة ائتلافية. فلا نريد الانهيار للنظام".