جامعة عين شمس تفتح باب التحويلات الإلكترونية للعام الجامعي 2025/2026    اتحاد الغرف السياحية يواصل التحقيق في حرق الأسعار    سعر ومواصفات 5 طرازات من شيرى منهم طراز كهرباء يطرح لأول مرة فى مصر    رئيس جامعة برج العرب في زيارة رسمية لوكالة الفضاء المصرية    رئيس الوزراء البريطاني: سنعترف بدولة فلسطين في سبتمبر إذا لم توقف إسرائيل الحرب    غزل المحلة يهزم المصرية للاتصالات استعدادًا لضربة بداية الموسم الجديد    محاضرة فنية من فيريرا للاعبي الزمالك في مران اليوم    الغندور: صفقة تاريخية على وشك الانضمام للزمالك في انتقال حر    السجن 10 سنوات لعاطل قتل شابًا في الشرابية    عاجل.. ضبط المتهمة بالتشهير بفنانة والزعم باتجارها في الأعضاء البشرية    جدول امتحانات الدور الثاني للثانوية العامة 2025 للمكفوفين.. المواعيد والتفاصيل    نهاد السيد تفوز ب"السينوغرافيا المسرحية" في جوائز الدولة التشجيعية    مراسل "إكسترا نيوز": الفوج الخامس من شاحنات المساعدات يفرغ حمولته بالجانب الفلسطيني    وزير الصحة يستقبل رئيس اتحاد الصناعات الدوائية بإيطاليا لبحث سبل تعزيز التعاون    نصائح للاستفادة من عطلات نهاية الأسبوع في أغسطس    أمين الفتوى: الشبكة ليست هدية بل جزء من المهر يرد فى هذه الحالة    أمين الفتوى: تأخير الصلاة عن وقتها دون عذر ذنب يستوجب التوبة والقضاء    مبابي ينتقل لرقم الأساطير في ريال مدريد    بريطانيا: سنعترف بدولة فلسطين في سبتمبر إذا لم تُنه إسرائيل حربها على غزة    ما حدود تدخل الأهل في اختيار شريك الحياة؟.. أمين الفتوى يجيب    التريند الحقيقي.. تحفيظ القرآن الكريم للطلاب بالمجان في كفر الشيخ (فيديو وصور)    محافظ الدقهلية يهنئ مدير الأمن الجديد عقب توليه منصبه    خالد الجندي: الذكاء الاصطناعي لا يصلح لإصدار الفتاوى ويفتقر لتقييم المواقف    تأجيل محاكمة المتهم بإنهاء حياة شاب بمقابر الزرزمون بالشرقية    بدء انتخابات التجديد النصفى على عضوية مجلس نقابة المهن الموسيقية    من أجل قيد الصفقة الجديدة.. الزمالك يستقر على إعارة محترفه (خاص)    ضخ المياه بعد انتهاء إصلاح كسر خط رئيسى فى المنصورة    "إدارة المنشآت السياحية والفندقية" برنامج دراسي جديد في جامعة الجلالة    تجديد حبس 12 متهما في مشاجرة بسبب شقة بالسلام    وزير العمل: مدرسة السويدي للتكنولوجيا تمثل تجربة فريدة وناجحة    وزير العمل ومحافظ الإسكندرية يفتتحان ندوة للتوعية بمواد قانون العمل الجديد    وزارة الأوقاف تعقد (684) ندوة علمية بعنوان: "خيرُكم خيرُكم لأهله وأنا خيرُكم لأهلي"    وزير الدفاع يلتقي رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستانية - تفاصيل المناقشات    نقيب الأشراف: كلمة الرئيس بشأن غزة نداء للمجتمع الدولي لوضع حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية    نقابة الموسيقيين تكشف تفاصيل التحقيق مع محمود الليثي ورضا البحراوي |خاص    من عبق الحضارة إلى إبداع المستقبل| فعاليات تبهر الأطفال في «القومي للحضارة»    أحمد التهامي يكشف كواليس العمل مع عادل إمام ويشاركنا رحلته الفنية|خاص    خاص.. الزمالك يفتح الباب أمام رحيل حارسه لنادي بيراميدز    "ياعم حرام عليك".. تعليق ناري من شوبير على زيارة صلاح للمعبد البوذي    الحوثيون يحتجزون 10 أفراد من طاقم سفينة أغرقوها قبالة سواحل اليمن كانت متجهة لميناء إيلات    هآرتس تهاجم نتنياهو: ماكرون أصاب الهدف وإسرائيل ستجد نفسها في عزلة دولية    أمين الفتوى: مخالفات المرور الجسيمة إثم شرعي وليست مجرد تجاوز قانوني    حتى لا تسقط حكومته.. كيف استغل نتنياهو عطلة الكنيست لتمرير قرارات غزة؟    38 قتيلا حصيلة ضحايا الأمطار الغزيرة والفيضانات العارمة فى الصين    لماذا يتصدر الليمون قائمة الفاكهة الأكثر صحة عالميا؟    الأمراض المتوطنة.. مذكرة تفاهم بين معهد تيودور بلهارس وجامعة ووهان الصينية    بالأرقام.. رئيس هيئة الإسعاف يكشف تفاصيل نقل الأطفال المبتسرين منذ بداية 2025    حزب الجيل يختتم دعايته ل انتخابات مجلس الشيوخ بمؤتمر في المنصورة    منال عوض: تمويل 16 مشروعا للتنمية بمصر ب500 مليون دولار    «بيفكروا كتير بعد نصف الليل».. 5 أبراج بتحب السهر ليلًا    مقتل وإصابة خمسة أشخاص في إطلاق نار بولاية نيفادا الأمريكية    أُسدل الستار.. حُكم نهائي في نزاع قضائي طويل بين الأهلي وعبدالله السعيد    الخارجية الفلسطينية: الضم التدريجي لقطاع غزة مقدمة لتهجير شعبنا    أسعار الأسماك اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025 في شمال سيناء    معيط: دمج مراجعتي صندوق النقد يمنح مصر وقتًا أوسع لتنفيذ الإصلاحات    الكهرباء: الانتهاء من الأعمال بمحطة جزيرة الذهب مساء اليوم    موعد مرتبات شهر أغسطس.. جدول زيادة الأجور للمعلمين (توقيت صرف المتأخرات)    السيطرة على حريق بمولد كهرباء بقرية الثمانين في الوادي الجديد وتوفير البديل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل انتهي‮ ‬شهر العسل بين السلفيين والإخوان؟
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 05 - 08 - 2012

‮ ‬ثلاثة أسباب وراء استبعاد الإخوان للسلفيين من الحكومة الجديدة‮:‬
السعي‮ ‬إلي‮ ‬احتكار الأغلبية في‮ ‬مجلس الشعب القادم
تأميم الحكومة القادمة لحساب الإخوان
رد الصاع للسلفيين علي‮ ‬مواقفهم الخلافية مع الإخوان
‬بيان حزب النور‮ ‬يفتح الطريق أمام جبهة عريضة للتحالف مع الليبراليين في‮ ‬مواجهة الإخوان
‮ ‬وكيل الشوري‮ ‬السلفي‮ ‬يتساءل عن سر التحول الغريب للإخوان من حكومة الجنزوري‮ ‬ونائب سابق‮ ‬يقول‮ '‬إنها حكومة الحزب الوطني‮ ‬الإخواني‮'!!‬
لم تكن تلك هي‮ ‬الأزمة الأولي،‮ ‬بين السلفيين وجماعة الإخوان المسلمين،‮ ‬أو بالأحري‮ ‬بين حزب النور والحرية والعدلة،‮ ‬كانت تلك واحدة من أزمات متعددة شهدتها العلاقة بين الطرفين الحليفين،‮ ‬بيد أن الأزمة الأخيرة والتي جاءت علي خلفيته التشكيل الوزاري الأخير،‮ ‬كانت هي‮ ‬الأخطر،‮ ‬وشكلت منحني‮ ‬خطيرًا في‮ ‬إطار العلاقة الاستراتيجية التي‮ ‬تربط بين الطرفين‮.‬
إن المراقب لتطورات الأزمة الأخيرة،‮ ‬يدرك عن‮ ‬يقين أن الموقف الحازم والحاسم الذي‮ ‬اتخذه حزب النور بما‮ ‬يشبه القطيعة مع الإخوان لم‮ ‬يأت علي‮ ‬خلفية هذه الأزمة وحسب،‮ ‬بل ربما كانت أزمة التشكيل الوزاري‮ ‬هي‮ ‬القشة التي‮ ‬قصمت ظهر البعير كما‮ ‬يقولون‮!!‬
لقد كانت الأزمة الأولي‮ ‬التي‮ ‬ظهرت ملامحها علي‮ ‬الأرض قد جاءت في‮ ‬اعقاب الخلاف الذي‮ ‬نشب بين النور والحرية والعدالة تجاه حكومة الدكتور كمال الجنزوري،‮ ‬فبينما كان حزب الحرية والعدالة‮ ‬يري‮ ‬ضرورة سحب الثقة من حكومة الجنزوري‮ ‬بعد البيان الذي‮ ‬القاه الجنزوري‮ ‬أمام البرلمان في شهر مارس الماضي‮ ‬كان نواب حزب النور‮ ‬يرون أنهم وإن كانوا‮ ‬يعترضون علي‮ ‬بيان الحكومة وما تضمنه من رؤي‮ ‬وأولويات،‮ ‬إنما‮ ‬يحبذون في‮ ‬الوقت ذاته استمرار الحكومة لحين إجراء انتخابات الرئاسة وتسلم الرئيس لمهام السلطة في‮ ‬البلاد‮.‬
وقد سعت قيادة حزب الحرية والعدالة وممثلو الحزب بالبرلمان إلي‮ ‬محاولة إقناع حزب النور ونوابه بضرورة التوحد مع موقف الحرية والعدالة لسحب الثقة من حكومة الجنزوري‮ ‬ومقاطعتها والضغط علي‮ ‬المجلس العسكري‮ ‬لاقالتها،‮ ‬إلا أن حزب النور كان واضحًا في‮ ‬موقفه منذ اللحظات الأولي‮.‬
وقد انطلق حزب النور من رؤية تقول‮: '‬إن الأجدي‮ ‬هو إجراء تعديلات في‮ ‬برنامج وخطة الحكومة،‮ ‬بدلاً‮ ‬من إقالتها،‮ ‬خاصة وانه لا‮ ‬يوجد سند دستوري‮ ‬لاقالتها وسحب الثقة منها،‮ ‬ومن ثم لا‮ ‬يتوجب تبني‮ ‬هذا الخيار‮'.‬
كان حزب النور‮ ‬يعرف أن هدف حزب الحرية والعدالة في‮ ‬هذا الوقت هو إقالة الحكومة حتي‮ ‬يتمكن هو باعتباره حزب الأكثرية من تشكيلها،‮ ‬خوفًا من حل مجلس الشعب واحتمال صدور حكم من المحكمة الدستورية العليا استنادًا إلي‮ ‬عدم دستورية قانون الانتخابات‮.‬
وأمام اصرار حزب النور اضطر حزب الحرية والعدالة إلي‮ ‬التراجع وراح‮ ‬يبحث لنفسه عن مخرج لحفظ ماء الوجه فطلب رئيس مجلس الشعب وقتها من المجلس العسكري‮ ‬إجراء تغيير ولو محدودا في‮ ‬الحكومة حتي‮ ‬يمكن اسكات بعض الأصوات المتشددة داخل البرلمان،‮ ‬وحدث ذلك،‮ ‬وانتهت الأزمة،‮ ‬حتي‮ ‬وإن بقي‮ ‬العداء والمقاطعة للجنزوري‮ ‬وحكومته حتي‮ ‬اليوم الأخير‮.‬
لم‮ ‬ينس حزب الحرية والعدالة لحزب النور ولنوابه هذا الموقف،‮ ‬وشهدت العلاقة توترًا واضحًا،‮ ‬وحتي‮ ‬بعد أن قرر حزب الحرية والعدالة مقاطعة اجتماعات الأحزاب مع المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة في‮ ‬أعقاب حادث العباسية كان د.عماد عبدالغفور رئيس حزب النور وممثلا الحزب د‮.‬يونس مخيون والسيد خليفة‮ ‬يصرون علي‮ ‬حضور هذه الاجتماعات التي‮ ‬استهدفت الاتفاق علي‮ ‬تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور‮.‬
وفي‮ ‬الوقت الذي‮ ‬سعي‮ ‬فيه نواب حزب الحرية والعدالة إلي‮ ‬التصعيد ضد المجلس العسكري‮ ‬وتركوا العنان للبعض منهم لاتهام المجلس بخيانة الثورة ورفض تسليم السلطة كان نواب حزب النور أكثر عقلانية في‮ ‬طرحهم ورؤيتهم وهو ما أكسبهم احترامًا كبيرًا في‮ ‬الشارع المصري‮.‬
مواقف عديدة ومتعددة كان الخلاف فيها واضحًا تحت قبة البرلمان،‮ ‬بدا فيها السلفيون أكثر تحررًا من قبضة الإخوان التي‮ ‬أرادوا فرضها وتعاملوا مع نواب حزب النور وكأنهم تابعون،‮ ‬ليس أمامهم من خيار سوي‮ ‬أن‮ ‬يرددوا كل ما‮ ‬يتفوه به نواب الإخوان ويوافقونهم عليه‮.‬
وبالرغم من الإدعاءات التي‮ ‬كانت تشيعها بعض العناصر الإخوانية عن افتقاد نواب حزب النور للخبرة السياسية ازاء التعامل مع المشكلات المجتمعية،‮ ‬إلا أن المناقشات التي‮ ‬شهدها البرلمان أكدت وجود كوادر سياسية مخضرمة تنتمي‮ ‬إلي‮ ‬حزب النور،‮ ‬كانت لها إسهاماتها الواضحة في كثير من القوانين والقضايا التي‮ ‬ناقشها البرلمان‮.‬
في‮ ‬كل هذه الخلافات التي‮ ‬نشبت تحت قبة مجلس الشعب،‮ ‬وكان أغلبها خلافات مكتومة،‮ ‬ظهر فيها السلفيون أكثر حرصًا علي‮ ‬تجاوز اللحظة الحرجة في‮ ‬علاقاتهم مع الحرية والعدالة،‮ ‬بالرغم من قناعتهم بأن الإخوان‮ ‬يتعاملون معهم بمنطق العلاقة التنافسية أكثر من كونها علاقة تحالفية‮.‬
خلافات حول المادة الثانية
منذ أن بدأ الحديث عن تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور كان حزب النور ومعه بعض قوي‮ ‬السلفية الأخري‮ ‬يرون أن المادة الثانية من الدستور قد تكون هي‮ ‬العقبة الأخطر في‮ ‬علاقتهم مع حزب الحرية والعدالة والقوي‮ ‬السياسية الأخري‮.‬
لقد قال ممثل حزب النور النائب السابق‮ '‬السيد خليفة‮' ‬في‮ ‬الاجتماع الأخير للأحزاب مع المجلس العسكري‮: ‬إن هدفنا بالأساس من وراء ما نسعي‮ ‬إليه من أغلبية للتيار الإسلامي‮ ‬في‮ ‬تشكيل الجمعية التأسيسية هو التمكن من تطبيق أحكام الشريعة،‮ ‬خاصة وأن الجماهير انتخبتنا من أجل تحقيق هذا الهدف‮.‬
لقد أكد العديد من نواب حزب النور أنهم حصلوا علي‮ ‬وعد من د.محمد مرسي‮ ‬خلال فترة الانتخابات بتطبيق أحكام الشريعة تدريجيًا،‮ ‬وقيل إن الكلام كان‮ ‬يدور حول تطبيق الأحكام وليس المبادئ‮.‬
وخلال المناقشات التي‮ ‬جرت في‮ ‬الجمعية التأسيسية للدستور حدث الخلاف بين الطرفين فقد كان حزب النور وحلفاؤه‮ ‬يطالبون بأن تتضمن المادة الثانية أن تكون أحكام وليس مبادئ الشريعة الإسلامية هي‮ ‬أساس التشريع‮.‬
وعندما احتدم الخلاف بين الطرفين وتصاعد تم اللجوء إلي‮ ‬شيخ الأزهر وعلمائه وتم التوصل إلي‮ ‬صيغة وسطية حول نص هذه المادة في‮ ‬الدستور الذي‮ ‬يجري‮ ‬إعداده‮ ‬يتضمن الاحتفاظ بنفس الصيغة التي‮ ‬نص عليها دستور‮ ‬1971،‮ ‬مع التوصل إلي‮ ‬تحديد واضح لمعني‮ ‬مبادئ الشريعة،‮ ‬بحيث تنص علي‮ ‬اعتبار القرآن والسنة هما أهم روافد هذه المبادئ‮.‬
وقد شهد الاجتماع الذي‮ ‬عقدته مشيخة الأزهر مع ممثلين عن الإخوان والسلفيين انتقادات واضحة وجهها السلفيون إلي‮ ‬الإخوان حيث اتهموهم بالتراجع عن الوعد الذي‮ ‬قطعوه علي‮ ‬أنفسهم باستبدال عبارة‮ '‬مبادئ الشريعة‮' ‬بعبارة‮ '‬أحكام الشريعة‮' ‬في‮ ‬الدستور الجديد،‮ ‬وهو ما نفاه الإخوان وسط ذهول السلفيين‮.‬
وإذا كان الإخوان قد استجابوا لمطلب السلفيين بعدم التطرق إلي‮ ‬مصطلح‮ '‬مدنية‮' ‬الدولة في‮ ‬الدستور الجديد إلا أن موقفهم من قضية‮ '‬الأحكام‮' ‬أحدث‮ ‬غصة في‮ ‬نفوس السلفيين تجاه الإخوان‮!!‬
السلفيون والانتخابات الرئاسية
كان حزب النور قد أعلن مبكرًا موقفه في‮ ‬الانتخابات الرئاسية إذ أيد بشكل واضح وصريح الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح باعتباره الأقرب إليهم فكريًا‮.‬
وقد ترك هذا الموقف انطباعًا سلبيًا لدي‮ ‬جماعة الإخوان التي‮ ‬كانت تأمل في تأييد حزب النور لمرشحها الدكتور محمد مرسي‮ ‬في‮ ‬الجولة الأولي،‮ ‬وهو أمر دفع العديد من كوادر الإخوان إلي‮ ‬توجيه انتقادات حادة إلي‮ ‬موقف حزب النور‮.‬
وبالرغم من أن حزب النور أعلن دعمه للدكتور محمد مرسي‮ ‬في‮ ‬انتخابات الإعادة إلا أن الإخوان ظلوا علي‮ ‬موقفهم تجاه حزب النور معتبرين أنه تخلي‮ ‬عن تحالفه معهم بانحيازه للدكتور عبدالمنعم أبو‮ ‬الفتوح في‮ ‬الجولة الأولي‮.‬
لقد كان لهذا الموقف تداعياته علي‮ ‬العلاقة المشتركة بين الجانبين وهو الأمر الذي‮ ‬دفع نادر بكار المتحدث باسم حزب النور إلي‮ ‬القول تعليقًا علي‮ ‬ذلك‮ '‬ليس من المقبول الغمز واللمز في‮ ‬أي‮ ‬من علماء الدعوة السلفية وقيادات حزب النور لأن ذلك باب للفتنة،‮ ‬لابد أن‮ ‬يغلق،‮ ‬لأن النقد لو كان موضوعيًا سنقبله أما إذا كان لمجرد التجريح فليس مقبولاً‮'.‬
وقال بكار‮ '‬إن ما اثير من لغط حول اختيارات علماء الدعوة السلفية والهيئة البرلمانية لحزب النور لعبدالمنعم أبو‮ ‬الفتوح تم بالتصويت‮'‬،‮ ‬وقال‮ '‬إنه من المفارقات أن‮ ‬يتحدث البعض عن الذي‮ ‬يقبل أبو الفتوح أو‮ ‬يرفض في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬لم نسأل فيه الإخوان عن ال52‮ ‬عضوًا الذين لم‮ ‬يوافقوا علي‮ ‬نزول خيرت الشاطر للرئاسة من أعضاء مجلس شوري‮ ‬الجماعة ومن بعده د.محمد مرسي،‮ ‬مشيرًا إلي‮ ‬أن من أبجديات العمل بالشوري‮ ‬أن‮ ‬يلتزم الجميع بقرارات الأغلبية‮'.‬
في‮ ‬هذا الوقت وبعد أن أخذت الأزمة بعدًا جديدًا في‮ ‬الخلاف قام د.محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين بالرد علي‮ ‬ذك بالقول‮ ' ‬إن الإخوان حريصون علي‮ ‬التنافس الشريف في‮ ‬أي‮ ‬عملية ديمقراطية وضد الإساءة لأي‮ ‬شخص أو فصيل،‮ ‬وليس بين الجماعة والسلفيين أي‮ ‬عداوة،‮ ‬فحزب النور أعلن تأييده للدكتور أبو الفتوح،‮ ‬لكن هناك العديد من السلفيين بل الأغلبية أيدوا مرشح الإخوان وحزبها الحرية والعدالة د.محمد مرسي،‮ ‬وكل فصيل له الحق في‮ ‬دعم من‮ ‬يراه مناسبًا‮'.‬
ظهر الدكتور محمد مرسي في مؤتمر صحفي وسط مجموعة من السياسيين قيل أنهم شكلوا جبهة وطنية لدعم الدكتور محمد مرسي واتفقوا معه علي برنامج سياسي محدد حال فوزه في انتخابات الرئاسة،‮ ‬ولوحظ في هذا الوقت‮ ‬غياب الحليف الأساسي للإخوان حزب النور‮.‬
ولم‮ ‬يتطرق المراقبون إلي هذا الغياب ربما لأنهم اعتبروا أن هذا اللقاء الذي ضم ممثلين عن قوي وتيارات سياسية وشبابية له‮ ‬غرض محدد وهو إعلان هذه الجبهة انضمامها إلي بقية حلفاء الإخوان المسلمين،‮ ‬غير أن الوقائع التي تلت أكدت وجود تعمد عدم دعوة حزب النور إلي هذا المؤتمر الصحفي‮.‬
وكان حزب النور والسلفيون في هذا الوقت قد احتشدوا جنبا إلي جنب مع الإخوان المسلمين في مليونية واعتصام مفتوح بهدف معلن وهو اسقاط الإعلان الدستور ي المكمل وبهدف‮ ‬غير معلن وهو الضغط علي اللجنة العليا للانتخابات وعلي المجلس العسكري بقصد التسليم بفوز د.محمد مرسي برئاسة الجمهورية،‮ ‬إلا أن السلفيين فوجئوا بانسحاب المعتصمين من الإخوان عقب الإعلان عن فوز د.محمد مرسي مباشرة وتخلوا علي الفور عن مطلب الإعلان الدستور ي المكمل،‮ ‬وهو أمر أثار استياء السلفيين والعديد من القوي التي رابضت في ميدان التحرير وكان من الأمور التي أثارت‮ ‬غضب السلفيين في الميدان أن الخطب الثلاث التي ألقاها الرئيس محمد مرسي في أعقاب الإعلان عن فوزه سعت إلي طمأنة المطالبين بمدنية الدولة علي حساب المطالبين بتطبيق الشريعة‮.‬
ورغم أن د.مرسي حاول في خطاب ميدان التحرير كسب تعاطف السلفيين وأعضاء الجماعة الإسلامية بالحديث عن سعيه للإفراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن المسجون في الولايات المتحدة،‮ ‬إلا أنه سرعان ما تراجع عن هذا المطلب بعد الانتقادات الأمريكية الصارخة وهو ما دعا المتحدث الرسمي باسم الرئاسة‮ '‬ياسر علي‮' ‬إلي القول‮ ''‬أن حديث مرسي عن عمر عبدالرحمن كان من منطلق انساني وإن الرئيس‮ ‬يحترم أحكام القضاء‮.‬
نواب الرئيس
كانت قضية نواب الرئيس هي واحدة من القضايا الخلافية بين السلفيين والإخوان،‮ ‬لقد وعد الرئيس محمد مرسي أثناء جولاته الانتخابية أنه سيعين نائبا عن الأقباط ونائبة إمرأة له في أعقاب فوزه في الانتخابات‮.‬
وقد أثارت هذه التصريحات تحفظات السلفيين ورفضهم لها،‮ ‬وقيل إنهم تلقوا في هذا الوقت تطمينات بعدم حدوث ذلك،‮ ‬وأن هذه الوعود لن تخرج عن كونها وعوداً‮ ‬انتخابية‮.‬
وبعد نجاح د.مرسي،‮ ‬عاد الحديث مرة أخري عن تعيين النائب القبطي والنائبة المرأة،‮ ‬فراج السلفيون‮ ‬يستنكرون هذه الوعود ويعلنون رفضهم لها،‮ ‬مما اضطر الشيخ‮ ‬ياسر البرهامي نائب رئيس جماعة الدعوة السلفية إلي إصدار فتوي تفيد بعدم جواز اسناد منصب نائب الرئيس إلي‮ ‬قبطي أو إمرأة،‮ ‬وأكد أن منصب نائب الرئيس ولاية أكيدة خصوصاً‮ ‬مع وجود الصلاحيات،‮ ‬فلا‮ ‬يجوز توليه هذا المنصب الذي‮ ‬يقوم صاحبه مقام رئيس الدولة عند‮ ‬غيابه لأي سبب‮ ‬غير مسلم أو إمرأة،‮ ‬وإنما‮ ‬يمكن أن‮ ‬يكونا مستشارين وبالرغم من أن د.مرسي‮ ‬يبدو أنه‮ ‬يميل إلي هذا الطرح الآن إلا أن الأزمة التي شهدها تشكيل الحكومة دفعت إلي الفراق بين الطرفين‮.‬
أزمة الحكومة
بدأت الاتصالات مع حزب النور ضمن اتصالات أخري أجراها حزب الحرية والعدالة وقيادات مقربة من رئيس الجمهورية د.محمد مرسي بهدف التوصل إلي تشكيل فريق متجانس‮ ‬يعبر عن كافة القوي الوطنية لإدارة الحكومة في هذا الوقت البالغ‮ ‬الأهمية وكان أبلغ‮ ‬تعبير عن الحالة التي وصل إليها الأمر هو البيان الذي أصدره حزب النور‮ ‬يوم الجمعة الماضي‮ ‬3‮ ‬يوليو وشدد فيه علي موقفه الثابت بالدعوة إلي توحيد الصفوف وتضافر جهود كافة القوي الوطنية مع السعي الدائم لتشكيل حكومة ائتلاف وطني بحسب أوزان القوي السياسية ووضعها في المجتمع‮.‬
وأشار الحزب في بيانه إلي عدد من الحقائق،‮ ‬كان مرجعها كما‮ ‬يقول إلي أن الأوضاع التي صاحبت تشكيل الوزارة الحالية انتهجت نهجاً‮ ‬بعيداً‮ ‬عن ذلك المفهوم وأبرز هذه الحقائق هي‮:‬
أنه مع الادراك التام ووفقاً‮ ‬للإعلان الدستوري الذي‮ ‬يعطي لرئيس الجمهورية الحق في التكليف بتشكيل الحكومة واختيار الوزراء إلا أن حزب النور كان‮ ‬يري أن الأوفق في المرحلة الحالية هو مشاركة جميع القوي السياسية في إدارة المرحلة الحالية ضمانا للالتحام الوطني في النهوض بالبلاد من كبوتها وعلاج الأزمات المزمنة‮..‬
وفي هذا‮ ‬يبدو حزب النور أكثر نضجا،‮ ‬وحرصا علي المصلحة الوطنية،‮ ‬ويؤكد مجدداً‮ ‬أنه ضد احتكار فصيل بعينه لمقاليد الأمور في البلاد في فترة تبدو فيها الأوضاع أشد تأزما مما‮ ‬يستوجب وحدة الصفوف وتوحيد الجهود‮.‬
وكان التشكيل الوزاري كما‮ ‬يري حزب النور فرصة تاريخية مهمة في هذا التوقيت تحديداً،‮ ‬بقصد فتح الطريق أمام أوسع مشاركة شعبية ووطنية لإدارة ملفات هذه الأزمة في هذه الفترة التاريخية الصعبة،‮ ‬خاصة أن البلاد تواجه تحديات عديدة ومشكلات تبدو أكثر خطورة مما‮ ‬يعتقد البعض‮.‬
وكانت النقطة الثانية التي تحدث عنها البيان تعلقت بتوافق جميع القوي الوطنية التي‮ ‬ساهمت بصدق وإخلاص في إنجاح د.محمد مرسي في انتخابات الرئاسة،‮ ‬حيث تم الاتفاق بين هذه القوي علي التكاتف والتشارك في تحمل المسئولية وإدارة مؤسسات الدولة بعيداً‮ ‬عن أساليب الاقصاء والتهميش التي كان‮ ‬يمارسها النظام البائد معها‮..‬
كانت تلك هي الحقيقة الثانية التي تحدث عنها بيان حزب النور،‮ ‬وقد أراد الحزب أن يؤكد من خلال طرحها أن الإخوان قد نكثوا العهد وتخلوا عن الوعد وقرروا أن‮ ‬يتحملوا المسئولية وحدهم دون اشراك آخرين معهم ولو بالتشاور‮.‬
وكانت النقطة الثالثة هي التي تضمنها البيان بالقول‮ '‬إن قيادات حزب النور فوجئت بعد خطاب تنصيب الرئيس بالانقطاع الكامل عن عملية التفاهم والتواصل سواء مع مؤسسة الرئاسة أو مع حزب الحرية والعدالة حيث تم التجاهل التام لأي تنسيق أو مبادرة تشاور أو مجرد استطلاع للرأي أو محاولة التعرف علي الكفاءات العلمية والفنية والإدارية لحزب النور وكافة القوي السياسية،‮ ‬والذي نري أن ذلك سيؤثر‮ ‬سلبا علي مجريات الأمور في وقت نتطلع فيه إلي العمل بروح جديدة تتناسب مع متطلبات وآمال الشعب المصري‮.‬
وكانت النقطة الأهم في هذا البيان‮ ‬هي تلك التي قال فيها حزب النور‮ '‬إنه‮ ‬يجدد إعلانه أن أبناء الحزب جاهزون للعطاء،‮ ‬مستعدون للبذل في أي موقع وفي كل ميدان،‮ ‬ويعلن بوضوح أن الحزب‮ ‬يمد‮ ‬يده لكافة القوي الوطنية للتنسيق والتعاون لتكوين جبهة موحدة لمواجهة المستجدات علي الساحة‮'.‬
لقد أثار هذا الموقف حفيظة جماعة الإخوان المسلمين،‮ ‬إلا أنهم لم‮ ‬يردوا أو‮ ‬يسعوا إلي الاتصال بالحزب لترضيته،‮ ‬بل من الواضح أنهم شعروا أن حزب النوربات‮ ‬يشكل عبئا عليهم،‮ ‬فتعاملوا معهم بمقولة‮ '‬بركة‮ ‬ياجامع‮'.‬
لقد دفع هذا الخلاف المهندس أشرف ثابت وكيل مجلس الشعب السابق إلي إعلان رفضه واستنكاره للتشكيل الوزاري،‮ ‬كما أن د.طارق السهري وكيل مجلس الشوري قال معلقا علي موقف حزب النور في مواجهة الإخوان‮ '‬ليس لدينا أزمة في تشكيل جبهة معارضة مع الأحزاب الليبرالية ضد الحكومة الجديدة إذا كان هذا في مصلحة البلاد‮.‬
وقال السهري‮: ‬إن تشكيل حكومة قنديل‮ ‬غير مفهوم متسائلاً‮ ‬عن سر التحول الغريب للإخوان من الهجوم علي حكومة الجنزوري إلي الاستعانة ببعض أعضائها في الحكومة الجديدة،‮ ‬معتبراً‮ ‬أن هذا‮ ‬يتناقض مع موقف حزب الحرية والعدالة الذي شن حملة في مجلس الشعب قبل حله للمطالبة برحيل حكومة الجنزوري‮.‬
وقال السهري إن حزب النور تلقي أكثر من وعد من الحرية والعدالة ومن د.مرسي بتولي‮ ‬وزارات معينة وأن حزبه تقدم بمجموعة من الكفاءات للاستعانة بهم في الحكومة إلا أننا فوجئنا بهذا التشكيل الصادم‮.‬
أما أحمد الشريف النائب السلفي السابق فقد كان أكثر حدة في رؤيته لما جري عندما وصف حكومة قنديل‮ '‬بأنها حكومة الحزب الوطني الإخواني لا سلفي ولا تلفي وأن من‮ ‬يجلس علي الكرسي فيها إما إخوانيا أو نصرانيا أو علمانيا‮'.‬
لقد عبرت هذه التصريحات عن صدمة السلفيين إزاء الخدعة التي تعرضوا لها من جماعة الإخوان المسلمين ومن الرئيس نفسه،‮ ‬إذا اعتبروا أن ما جري‮ ‬يمثل اهانة للتيار الذي تحالف معهم،‮ ‬ونكوصا متعمدا عن الوعود التي‮ ‬قطعوها لهم وأبلغوهم اياها،‮ ‬وهو أمر تسبب في حالة سخط عارمة داخل القواعد السلفية وأكد لهم أن الإخوان‮ ‬يريدون احتكار كل شيء وإقصاء الآخرين بعد أن‮ ‬يستنفدوا أغراضهم منهم‮.‬
ويبدو أن جماعة الإخوان قد تعمدت هذا الموقف لعدة أسباب‮: ‬
الأول‮: ‬أن هناك انتخابات لمجلس الشعب‮ ‬يتوقع اجراؤها بعد الانتهاء من وضع الدستور الجديد،‮ ‬وقد تجري علي الأكثر قبيل نهاية هذا العام،‮ ‬وهم‮ ‬يريدون من خلالها تحقيق أغلبية كاسحة،‮ ‬ومن ثم لا مكان للتنسيق مع السلفيين أو‮ ‬غيرهم،‮ ‬وإنما هي معركة شرسة‮ ‬يريد الإخوان من خلالها ضمان تشكيل الحكومة القادمة من خلال امتلاكهم للأغلبية في البرلمان‮.‬
الثاني‮: ‬أن تصريحات قد صدرت عن قياديين بجماعة الإخوان أكدت أن الحكومة الحالية مؤقتة وأن عمرها لن‮ ‬يزيد علي ثلاثة أشهر،‮ ‬وأن الحكومة القادمة ستكون حكومة إخوانية كاملة،‮ ‬وهو ما‮ ‬يعني استبعاد الجميع وقطع الطريق علي السلفيين وغيرهم لعدم المطالبة بأية مقاعد أو كراسي وزارية‮.‬
الثالث‮: ‬أن الإخوان أرادوا من خلال هذا الموقف أن‮ ‬يردوا الصاع‮ ‬صاعين لحزب النور والسلفيين الذين لم‮ ‬يقفوا مع مرشح الإخوان في الجولة الأولي،‮ ‬كما أن مواقفهم الخلافية مع الإخوان خلال الفترة الماضية لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يكافئوا عليها،‮ ‬بل العكس هو الصحيح،‮ ‬وهي رسالة تعني أن الإخوان إذا تملكوا فلن‮ ‬يتسامحوا،‮ ‬لأنهم‮ ‬يريدون الآخرين مجرد تابعين لهم،‮ ‬ليس أمامهم سوي السمع والطاعة‮..‬
لقد أدرك السلفيون الرسالة جيداً،‮ ‬ولذلك بدأ حزب النور علي الفور اتصالاته بالعديد من القوي الليبرالية بهدف تكوين أكبر جبهة عريضة لمواجهة الإخوان في الانتخابات البرلمانية المقبلة والحيلولة دون الفوز بأغلبية المقاعد كما‮ ‬يستهدفون‮.‬
وهكذا‮ ‬يمكن القول إن الإخوان قد خسروا أخر حلفائهم بفعل سعيهم الدءوب للاحتكار وإقصاء الآخرين،‮ ‬لأن الهدف هو‮ '‬أخونة الدولة‮' ‬وهو أمر‮ ‬يملي عليهم استبعاد الآخرين،‮ ‬حتي‮ ‬يكونوا هم أصحاب الحل والعقد‮.‬
لقد استوعب السلفيون الدرس،‮ ‬وانهوا شهر العسل بينهم وبين الإخوان،‮ ‬فمتي‮ ‬يستوعب الإخوان الدرس أيضاً؟‮!‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.