قبل أن نبدأ معاً مقال اليوم، يجب أن نتوقف قليلاً مع هذه الأقلية العاجزة التى تتشبث بالأوهام والأمانى الزائفة، عند كل تصريح يصدر عن وزارة الدفاع، فتفسره كما تهوى أمانيها ويهوى عجزها، فنُذكِّرها بأنه أبداً لا يفكر الجيش ولا للحظة واحدة، فيما تتمناه أوهامكم ويتمناه عجزكم، ليس هذا لميلِ لدى الجيش تجاه الإخوان، بل وبالعكس، فلو جاز له أن يختار وهو لن يختار، فلن يختار هذه الجماعة، ولكن الأمر يتعلق بوعى الجيش بما تغفله هذه الأقلية العاجزة وخبراؤها الاستراتيچيون «المزعومون» الذين تستدعيهم ليعطوها بتفسيراتهم الخائبة «حقنة» الوهم، عند كل تصريح جديد. فلا يمكن لجيش مصر تحديداً، أن يُستهلك أبداً بعيداً عن التحديات المصرية التاريخية، فضلاً عن المستجدات الإقليمية والتى لا تنتهى. وانطلاقاً من هذا الوعى الاستراتيچى وصيانة لأمن مصر بكلياته، فعلى هذه الأقلية وحال جنوحها للتخريب أو لتعويق مصر، ألا تفاجئ إن أصدر الجيش بياناً، أن الشوارع المصرية يجب أن تُخلى فى خلال ساعتين لا دقيقة بعدها، وإلا... . ويبقى أن نقول لهذه الأقلية المفلسة، التى تحرض بكل الرعونة الممزوجة بالحقد والغيظ، ضد مصر وأمانها «من منازلهم»، مغررةً بالشباب الغض ومضحية به فى أتون لا تشارك هى فيه، نقول لها إنه يبدو لنا أن مآلك وب«القانون»، طالما كفرت بالديمقراطية التى ناديت بها لسنين كذباً، واستمرارك على التحريض ضد الوطن ومقوماته، أن يتم ضبطك هذه المرة متلبسة بجريمتك، ومن ثم فلن يكون لك مفرٌ إلا أن تستمتعى بصيفك هذا العام، فى عنابر ضيقة ساخنة، بعيداً عن «Côted'Azur» أو مونت كارلو أو نيس أو حتى بعيداً عن مارينا، أو عين الصيرة، أو حتى بركة الفيل. وفى المقابل أكرر وأشدد أن على الإسلاميين أن يلزموا بيوتهم فى هذا اليوم الموعود، حتى تتعرى هذه الأقلية العاجزة، وهى فرصة رائعة أرجو ألا نفسدها أو نضيعها، برؤية غير ناضجة، أو بتصرف غير مسئول، أرجوكم وأكرر أرجوكم، والآن إلى مقالنا اليوم. سيمر هذا اليوم «30 يونيه» إن شاء الله بكل ما سيشمله حتى من تخريب العاجزين المفلسين، هكذا بشرنا ومنذ أعلنوا عنه أنه سيمر إن شاء الله، مثل مناسبات عبيطة سابقة أقدموا عليها وأطلقوا عليها مسميات هم أصغر منها، وأقاموا الدنيا قبلها وعيداً وتهديداً طفولياً، ولكنها مرت كما توقعنا، وهكذا سنظل مبشرين منطلقين من يقين العقيدة ثم من إعمال العقل فى استقراء الأمور على حقيقتها محيدين هوانا، فأبداً لا نسمح لأنفسنا أن نضلها، بأن نترك لأمانىِّ زائفةٍ أو لهواجسٍ مرضيةٍ أن تستغرقها، فهذه الأقلية العاجزة التى تستيقظ عصراً، أبداً لا تعرف مصر وأبداً لا تعرف وجدان شعبها. نعم سيمر هذا اليوم إن شاء الله، بكل إخفاقات هذه الأقلية وعجزها وربما تخريبها وتعويقها، وستُرسى أو على الدولة بأجهزتها أن تُرسى عبر الآليات المستندة إلى تشريعات نطالب بها مجلس الشورى، الأمن والهدوء فى ربوع مصر بكيفية حازمة دون جورٍ على الحريات التى يكفلها الدستور. ولكن ولكوننا نتحرى دوماً الأسباب العلمية، فأبداً لا يمكن لهذه الآليات وحدها والتشريعات كذلك أن تحقق الهدوء الذى نأمله، بدون بيان للرئيس إلى الأمة يحمل خارطة طريق اقتصادية وسياسية مبنية على رؤية «علمية» وشمولية، تحمل فى طياتها أدوات وآليات معتبرة لتحقيقها، تسبقها مراجعة وعزيمة على تدارك الأخطاء، وهى بالمناسبة أخطاء فادحة وبعضها متكررة. أبداً، لم نعتد أن نفحص الأخطاء بعيداً عن مرجعيتها، ومرجعية الأفعال أى أفعال، هى الرؤية التى تسبقها، وللأمانة ويقيناً لم نجدها أبداً، لم نجد هذه المرجعية، منذ 11 فبراير 2011 وإلى الآن، ومن يقول إنها موجودة، فعليه أن يبرزها لنا. كما لم نُسلِّم أبداً بعذر «التعويق» كمبرر لعدم الإنجاز، رغم تسليمنا بوجوده ومعه التخريب العمدى للوطن من قبل أقلية كارهة لنفسها قبل أن تكره الوطن الذى أنجب الإسلاميين. ولكن المشكلة فى أساسها هى عندنا كإسلاميين، أولاً لغياب النهج العلمى والإدارة إجمالاً، ثم كنتيجة لذلك، فلا يمكننا مثلاً أن تجيب على سؤال مركب نصه، أن كيف تتعامل مع الواقع المعاكس، كيف تستقرئ الحالة أى حالة، بل وكيف تتعامل مع المصادفات؟ وكيف تستشرفها ابتداءً؟ أما العجيب حقاً أيضاً، فهو أننا نحن الذين صنعنا هذا الواقع المعاكس، وصنعنا هذا الخصم السياسى على سذاجة رموزه، عبر سياسة «الطبطبة» التى انتهجناها منذ 11 فبراير 2011، وعلى التوازى منها افتقارنا، للأعمال الكبرى التى تخدم الوطن وأهله، وهذه وتلك وغيرهما، نتاج لغياب الرؤية الاستراتيچية الهادية إلى السبل المبدعة للتعاطى مع الشأن المصرى بشموله. من يُسلم مثلنا، بعدم وجود هذه الرؤية، عليه أن ينادى معنا بما نادينا به منذ إبريل 2011 وإلى الآن، بضرورة تدشين غرفة استراتيچية ضيقة، تعمل بعيداً عن الضجيج، لتؤسس للمراجعة وللتصحيح ولما ينبغى أن يكون عليه نهجنا فى كل شأنٍ وأمر يخص الحالة المصرية بشمولها، وذلك إلى الانتخابات الپرلمانية، بل وإلى ما بعدها بإذن الله. كما ينبغى ألا يغيب عن وجداننا أبداً، كل ما يخص التيار العريض بشموله، وبوحدته أيضاً، وبوعيه الاستراتيچى كذلك، الذى يجب أن ينضبط على موجة واحدة، لنأخذ مصر بإذن الله إلى الهدوء والعمل، العمل الكبير الذى يليق بها. محسن صلاح عبدالرحمن عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.