برهامي: نرفض تصوير المخالف شيطانًا.. والرسول لم يكفّر مخالفى سيدنا علي انتقد الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، الغلو الذى يمارسه البعض تجاه الدعوة لعدم مشاركتها فى مظاهرات تأييد الرئيس، مشيرًا إلى أنه قد يحلو للبعض وصف موقف "الدعوة السلفية" من رفض النزول فى فعاليات 21 أو 28 أو 30 يونيه، وكل المظاهرات فى هذه المرحلة أنه تغريد خارج السرب الإسلامي، وربما سماه بعضهم خرقًا للإجماع الإسلامى - ضاربًا بقواعد أصول الفقه الإسلامى فى تعريف الإجماع عرض الحائط، وربما قال بعضهم: إن حزب النور فقد مرجعيته الإسلامية لأجل مواقفه المستقلة، وربما اتهم بعضهم "الدعوة السلفية" بالعمالة، وأنهم صاروا من الفلول. وأضاف برهامى فى بيان له، "ربما شبهوا عدم مشاركة الدعوة فى مظاهرات التأييد للرئيس بمن تخلفوا عن الرسول - صلى الله عليه وسلم- فى غزوة تبوك أو بمن لم يتخذ مع الرسول سبيلاً، إلى غير ذلك من مسالك الغلو المرفوض شرعًا. وأضاف: "إذا كان مَن خرج على أمير المؤمنين الخليفة الراشد على - رضى الله عنه - الذى كان بالإجماع خير أهل الأرض فى زمنه، والذى كان يقيم الشريعة ويسوس الدنيا بها، ومَن خالفه كان بنص كلام النبى - صلى الله عليه- باغيًا، حيث قال (تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ)، و لم يكن كافرًا ولا منافقًا ولا حتى فاسقًا مع التأويل؛ فكيف يكون غلو مَن يجعل المطالِب بانتخابات مبكرة علمانيًّا أو ليبراليًّا أو كافرًا أو منافقًا. وقال نائب رئيس الدعوة السلفية: "نعم، هناك من يستغل الظروف المعاصرة ليروج حربه ضد الإسلام والعمل الإسلامي، ولكن ليس هؤلاء هم الكثرة "رغم أنهم المحرِّكون"، ولكن لا يجوز التعميم بسبب الاشتباه، وبسبب أن الممارسات السلبية للحكومة وبعض المواقف غير المقبولة لمؤسسة الرئاسة، وعدم تلبية احتياجات الشعب، هى التى تدفع الأكثر (للتظاهر) الذى لا نشارك فيه، ولا نرضى بإسقاط الرئيس من خلاله؛ إلا لو قَبِل هو بإجراء الانتخابات المبكرة. ورفض برهامى غلو من يجعل المخالف شيطانًا أو متحالفًا مع الشيطان هو فتح لباب التكفير والعنف من جديد, والمناداة بشعارات إسلامية قالها المسلمون فى مواجهة الكفار المحاربين للرسول - صلى الله عليه وسلم- ودين الإسلام، نحو: "قتلانا فى الجنة وقتلاكم فى النار - والله مولانا ولا مولى لكم!" خطر عظيم قد يؤدى إلى موجة جديدة من التكفير والعنف لابد أن ننتهى عنه ونقف صفًا واحدًا فى مقاومته. واشار برهامى إلى أن ما ينادون به هى فى الحقيقة ما يطالب به عامة الشعب المصرى المسلم وعامة الاتجاه الإسلامى "والذى يمثل غالبيته السلفيون"، و"الدعوة السلفية" هى الدعوة والكيان المنظم الموجود على أرض الواقع، والذى قال عنه بعض المنشقين عن الإخوان: "إنه يبلغ عشرة أضعاف الإخوان"، والكيانات الأخرى التى لو شبهناها بأقمار تدور حول كوكب، فهى فى النهاية أتباع كوكب واحد ضمن المجموعة - كالمجموعة الشمسية-، ليس هذا الكوكب بأكبرها. وأنهى برهامى بيانه بقوله: إن الذى يغرد خارج السرب هو الذى يخالف أغلبية الشعب المصرى المسلم وعامة الاتجاه الإسلامى "ثم السلفى بصفة خاصة"، وإن ظن البعض بسبب كثرة المسميات للهيئات والكيانات التى يعرف الجميع حجمها على الأرض أن الأغلبية أكثرية، والأكثرية أقلية، وربما كأثر البعض بالمشايخ، ولربما كان المشايخ والعلماء الذين يتبنون ما ذكرنا من المسائل أضعاف من يخالفونها.