تراجع دور مراكز الشباب في السويس بشكل ينذر بكارثة، حيث لم يعد لها دور يذكر في استغلال طاقات الشباب، وتنمية مواهبهم، وتحولت إلى مقاهي، و قاعات للأفراح، وأسواق للباعة الجائلين، كما تحول بعضها إلى مرتع للماشية والحيوانات الضالة، علاوة على سوء إدارتها التي تعمل وفق روتين مميت لأي نشاط، فضلًا عن اختصار كل أنشطة مراكز الشباب في كرة القدم فقط، ولم يعد للنشاط الثقافي والاجتماعي والفني أي دور فيها. ويعاني مركز شباب سليم الحي الذي يخدم ما لا يقل عن مائة ألف من الشباب ومنوط به تقديم أنشطة رياضية وفنية وثقافية واجتماعية متنوعة بميزانية سنوية تقدمها له مديرية الشباب بالسويس مقدارها 11 ألف جنيه سنويًا فقط لا غير. وأكد عصام عبد الرحيم، نائب رئيس مجلس إدارة مركز شباب سليم الحي، أن المركز يمارس نشاطه الرياضي بموارد محدودة جدًا، مشيرًا إلى أن مسئولي الشباب بالوزارة يتجاهلون مساواته مع مركز شباب المدينة. وأشار إلى أن مشكلة انهيار السور تمثل عائقًا أمام تحقيق الأمن والأمان للمركز، حيث تحولت بعض مبانيه المتطرفة إلى وكر للبلطجية لعدم وجود أمن كافٍ يستطيع السيطرة على مساحة 5 أفدنة هي المساحة الفعلية للمركز. وبدوره طالب محمد عبد الحميد، عضو مركز شباب المعمل، بضرورة تفعيل دور مراكز الشباب واستغلال طاقتها المهدرة في التوعية الثقافية والرياضية والسياسية من خلال الاستعانة بخبراء متخصصين واحتواء طاقة الشباب في الرياضة بدلًا من الإدمان والتطرف نتيجة انتشار البطالة وعدم اقتصار الأنشطة على المعارف والمقربين والمحاسيب. وأشار الكابتن محمود السعيد، بمركز شباب المدينة بحي فيصل، إلى أن مراكز الشباب تعاني عادة من الإهمال، وقلة الدعم، وسوء التخطيط، كما أنها محرومة دائمًا من القيد في مناطق وفروع اتحادات الألعاب سواء الفردية أو الجماعية، وبالتالي فلا يحق لها المشاركة في البطولات الرسمية، مما يساعد على قتل طموح الشباب. من جانبه أكد المهندس جمال حسب النبي، مدير عام الشباب والرياضة بالسويس، أن الأمر كله يرجع لقلة الإمكانات، مشيرًا إلى أن المراكز التي تم إغلاقها بصفة رسمية عددها 29 مركزًا معظمها بسبب عدم صحة قرارات التخصيص ووجود خلافات مع الجهات المالكة.