بالفعل تجري الآن محاولات جادة لتطوير مراكز الشباب علي مستوي الجمهورية, وبالفعل هناك معوقات ضخمة أمام هذه المحاولات, ومن المؤكد أن تجمعات الشباب بمراكزهم قد اختلف شكلها ومضمونها خلال العامين الماضيين, فلم تصبح مكانا لممارسة الرياضة فقط, ولكنها تخطت كل الحدود لتصبح ساحات للنقاشات السياسية الملتهبة التي تصل الي درجه المواجهات العنيفة احيانا. مظاهر الانفلات الأخلاقي والفشل الاداري وسيطرة عائلات معينة علي بعض مراكز الشباب موجودة بالفعل, ومحاولات ترميم آثار فساد ما قبل25 يناير2011 قائمة وواعدة, ولكن آلاف القري تنتظر قرارات حازمة فقد لا يصدق احد ان مواطنا واحدا تمكن حتي الآن وعلي مدي9 سنوات من وقف انشاء مركز للشباب بقريته, وقد لا يستوعب البعض أن100 متر هي كل مساحه مركز آخر للشباب في قرية اخري, أما عن المخدرات والبلطجة فحدث ولا حرج, فهي داخل مراكز الشباب كما هي خارجه الآن. ومن الحرمان الذي تعانيه آلاف القري والنجوع من وجود مركز للشباب, وحتي وجود مراكز اخري مطورة وشاملة, تتفاوت درجات الرعاية الشبابية الرياضية التي تقدمها الدولة للاجيال المقبلة, ومن ضعف الامكانات المادية وصولا الي مظاهر البلطجة التي تسيطر علي العديد من هذه المراكز والتي تتواكب مع حالة انعدام الأمن أو غيابه بدرجات متفاوتة, فإن ملايين الشباب بطول البلاد وعرضها ما زالوا في حالة انتظار وترقب لوصول يد الدولة اليهم لتشملهم بحقوقهم في ممارسة الرياضة والفكر والأنشطة. رصدت الأهرام نماذج مختلفة من الصعيد والدلتا, من المحافظات الزراعية والصناعية والتجارية, وتراوحت النتيجه بين انعدام وجود نشاط شبابي أساسا ووجوده ولكنه يحتاج الي اعاده هيكلة, وفي كل الأحوال ما زالت الدولة بعيدة بمسافت مختلفة عن أبنائها في أخطر مراحلهم العمرية. الإسكندرية.. صالات للإيجار المفروش الإسكندرية حنان المصري: مع بداية الإجازة الصيفية لطلبة المدارس والجامعات يحيط الفراغ والملل بتلك الفئة الكبيرة والتي تبلغ أعدادها الملايين فتضيع طاقاتهم هباء دون استفادة لهم أو لمجتمعهم, هنا يكون طوق النجاة خاصة للفئات المتوسطة لاستغلال طاقة هؤلاء الشباب استغلالا إيجابيا هو مراكز الشباب, تلك المراكز التي اصبح الكثير منها للأسف مرتعا وساحة لجميع الاعمال الخارجة عن القانون والمنافية للآداب والأخلاق ومنها ما تحول إلي خرابة وأحيانا إلي مشاريع تجارية مربحة للقائمين عليه وليس للدولة, أما المفاجأة بل الكارثة منها ما تم إغلاقه تماما بعد ان تعدي عليه عدد من المواطنين تحت دعوي الغياب الأمني وضعف الرقابة من المسئولين بالمحافظة. في السطور التالية نستعرض تقريرا غاية في الخطورة هو نتاج لزيارة12 مركزا من مراكز الشباب في محافظة الاسكندرية تم وضعه امام المسئولين بمديرية الشباب بالمحافظة ولكنه لاقي نفس مصير التقارير السابقة.. حبيس الأدراج حتي الآن.. في البداية نوضح ان بالاسكندرية40 مركز شباب علي مستوي الاحياء السبعة يشرف عليها7 مناطق هي منطقة المنتزه شرق, وسط, غرب, العجمي, العامرية, برج العرب تللك المراكز تخدم الملايين من الشباب والأسر علي مستوي الاسكندرية من خلال الانشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية والفنية وايضا الدينية, وعن الملاحظات السلبية والخطيرة علي معظم هذه المراكز يوضح التقرير وقوع معظم المراكز في بئر تعاطي المخدرات والاعمال المنافية للآداب وذلك نتيجة عدم وجود هيكل وظيفي في المراكز لأن معظم مديري المراكز غير مؤهلين للعمل بها وإدارتها, كما ساعد السلم الوظيفي علي التدهور الذي تشهده المراكز فهناك, دار الشباب التي تنحصر مهمتها في الاشراف علي جميع مراكز الشباب وهذا يتضح جليا من العضويات المشتركة من خلال الاحصائيات واجتماع الجمعيات العمومية التي تؤكد ان اكبر مركز شباب ينضم إليه من100 إلي500 عضو فقط باستثناء بعض المراكز مثل سموحة والانفوشي الي جانب عدم ممارسة أية انشطة رياضية أو ثقافية أو اجتماعية والتي من المفترض ان تكون هي رسالة مراكز الشباب رغم رصد اعانات سنوية لممارسة تلك الانشطة ويطرح التقرير تساؤلا مهما أين تذهب الإعانات المخصصة لهذه المراكز, يتناول التقرير قيام بعض المراكز بعملية تنمية مواردها المالية مثل تأجير مسرح مركز شباب العبور وتأجير البوفيهات في عدد من المراكز وايضا تأجير الملاعب وتكون عملية بيع اللاعبين في المراكز كمركز شباب العبور, والضاهرية هي عملية غير رسمية وبالتالي ما يتحصل عليه من مبالغ في عملية البيع لا يدرج في ميزانية المركز مرة أخري. قناوي يتحدي هيبة الدولة قنا أسامة الهواري: عندما يشاهد24 الف نسمة هناك في أقصي الصعيد وتحديدا في محافظة قنا حيث قرية الزوايدة هيبة المسئولين تسقط أمام أعينهم بأيدي البلطجة, عندما يضرب شخص واحد بكل قوانين الدولة, عرض الحائط بإعتدائه علي مركز شباب القرية ومنع وضع حجر الأساس به علي مدي9 سنوات متصلة. المأساة بدأ في كشف تفاصيلها بسام عبده عبد القادر عضو مجلس إدارة مركز شباب الزوايدة قائلا منذ9 سنوات تم تخصيص9 آلاف م2 من أراضي الدولة لقرية الزوايدة لإنشاء مركز للشباب ليمارس فيه5 آلاف شاب من14 نجعا هوايتهم الرياضية لكن أحد ابناء القرية كان له رأي آخر عكس الدولة بأكملها وهو ان يضع يده علي مركز الشباب بأكمله بعد قرار التخصيص بل وقام بزراعته وانشاء سور ويروي لنا كيف ان مركز الشباب الواقع علي مسافة25 كم من مدينة قنا كانت آخر جولات استعادته من يد البلطجية قبل15 يوما عندما ذهبوا إلي مأمور قسم الشرطة بنقادة واخبرهم بوصول قرار الإزالة وطلب منهم احضار شباب القرية والمعدات وبعد إحضارهم70 شابا وذهابهم بالمعدات والمقاول وانتظرنا خروج السيد المأمور والقوة المرافقة.. لكن فوجئنا بالمأمور يقول لقد تم إلغاء قرار الإزالة من المديرية. وحتي الآن لا نعرف الأسباب الحقيقية وراء وقف قرار الإزالة. ويكمل احمد عبد الصبور عشري منذ عشر سنوات كنت حارس مرمي كرة قدم لفريق شباب الزوايدة, وكان معنا في ذلك الوقت لجنة تسليم الأرض من مديرية الشباب والمجلس المحلي لنقادة.. وأثناء تواجد اللجنة وأمام أعين أعضائها قام المتعدي علي أرض المركز بتمزيق اللافتات التي أعددناها وعلقناها علي الأخشاب علي الأرض المخصصة ووضعها فوق منزله دون ان يعترضه أحد من اللجنة, وبعد ذلك طالب المقاول بضرورة تواجد قوة أمنية أثناء قيامه بأعمال البناء للسور إلا أن القوة الأمنية التي أزالت التعديات عادت إلي مواقعها دون ترك أي جندي حتي تمكن المقاول من عملية إنشاء السور فقام المتعدي في اليوم التالي بطرد المقاول ومعداته من أرض مركز الشباب وأقام سورا آخر بمعرفته وزرع الأشجار مرة أخري.. وأبلغنا الجهات بذلك ولم يتحرك أحد. ويكمل احمد شربيني عباس رئيس مجلس إدارة مركز شباب الزوايدة.. تم تخصيص مركز شباب الزوايدة بالقرار رقم876 لسنة2004 بمساحة9 آلاف م2 وتم إشهار المركز بتاريخ2007/5/21 ومنذ هذا التاريخ وحتي الآن توجد تعديات بشكل دائم علي الأرض المخصصة ومرفق للأهرام أكثر من صورة لقرارات الإزالة التي تم تنفيذها لكن بشكل وهمي ولم تستكمل. ولقد حصلنا علي أحكام قضائية ضد المتعدي وآخر حكم من محكمة الإستئناف في2012/6/4 وينص علي تغريم المتعدي ألفي جنيه وتتم الإزالة علي نفقته- ورد ما عاد عليه من منفعه, ولقد توجهنا للسيد المحافظ اللواء عادل لبيب في2013/4/28 وأشر سيادته لرئيس المجلس المحلي لمركز ومدينة نقادة للمعاينة وإزالة التعدي وسلمناه صورة من قرار السيد المحافظ في19 مايو الماضي بعد حصولنا علي التأشيرة في هذا اليوم مباشرة.. وحتي الآن لم يتم التنفيذ علما بأنه توجد ميزانية قيمتها126 ألف جنيه لبناء سور حول الأرض المخصصة, وتم طرح مناقصة جديدة والمقاول جاهز للتنفيذ بعد تنفيذ قرار الإزالة.. 200 تابع وعزبة محرومة من النشاط الرياضي في الدقهلية الدقهلية: محمد عطية مراكز الشباب في محافظة الدقهلية شهدت حالة من الضياع علي مدار السنوات السابقة بسبب استيلاء اسر كاملة علي مجالس إدارات هذه المراكز وعدم وجود ملاعب ل19مركز شباب كانت معظمها تمارس انشطتها من خلال مواقع مستأجرة كانت عبارة عن شقق صغيرة,ودكاكين وكافتيريات تمثل نحو20% من إجمالي عدد المراكز بالمحافظة البالغ عددها471 مركزا. غير ان محافظة الدقهلية شهدت خلال الأيام الماضية مشكلة بين شباب قرية دميانة مركز بلقاس حول قيام المسئولين عن الكنيسة هناك بضم مساحة فدانين من إجمالي7 أفدنة من أراضي املاك الدولة بعد أن وافقت هيئة الآثار علي ذلك وفقا لما صرح به احد المسئولين بالشباب والرياضة وهو الأمر الذي اثار بعض أهالي القرية ولكن تم الاتفاق علي عدم تعرض كل طرف للآخر علي أن يقدم كل طرف مستنداته وان تتم الاستفادة من مساحة ال5 أفدنة المتبقية في إقامة ملاعب لمركز الشباب هناك. وقد أثار شباب قرية الحرية التابعة لمركز دكرنس مشكة عدم توصيل التيار الكهربائي ومياه الشرب إلي مبني مركز شباب القرية الذي تمت اقامته علي احدث طراز بالرغم من تسلمه منذ أكثر من4 أشهر, وقال الكابتن إبراهيم علي إبراهيم مدرب فريق كرة القدم بالمركز إنه تم تخصيص مساحة فدان ونصف الفدان منذ10 سنوات من مديرية الشباب والرياضة وتمت إقامة ملاعب قانونية لكرة القدم وأخري ثلاثية علي هذه المساحة بتكلفة زادت علي600 ألف جنيه, إلا أن القرية لم تستفد حتي الآن من هذه الملاعب لعدم انارتها وقد أكل الصدأ أعمدة الإنارة وتحطمت قوائم المرمي. مركز منيا القمح حجرة في دوار العمدة بالشرقية الشرقية: نرمين الشوادفي مازالت الغالبية العظمي من مراكز الشباب بالشرقية مجرد أرقام ولافتات حبيسة جدران أو أسوار إن وجدت بلا أي انشطة أو فاعليات تعاني الإهمال ونقص الإمكانات والموارد وسوء الاستغلال, وبدلا من أن تسهم بإيجابية في توظيف طاقات الشباب وجذبهم لكل ماهو مفيد ومجد أصبحت طاردة لهم لسوء حالتها وافتقارها للمقومات اللازمة لاستقطاب المواهب وجذب النشء, فقد تحولت معظم مراكز شباب المحافظة إلي ملاعب مفتوحة لكرة القدم فقط التي أصبحت النشاط الأوحد حتي وان لم تتوافر بها إمكانات اللعبة وانعدمت معظم الانشطة أو كادت لغياب المسئولين والاكتفاء بعدد من الإداريين فقط كعمالة عاطلة تزيد من حدة البطالة المقنعة دون أي مردود إيجابي بينما تحولت مراكز أخري لأوكار إيواء اللصوص والبلطجية ومدمني المخدرات لغياب الرقابة والخبرة والكفاءة المطلوبة للإدارة التي احتكرتها عائلات بعينها. ففي قرية كفر شلشلمون مركز منيا القمح ظل مركز الشباب لأربع سنوات داخل حجرة في دوار العمدة, لها اعتمادات وميزانيتها حتي انتقلت بعدها لجراج يشغل مساحة حجرتين به عماله موظفوه ومجلس إدارته تم حله في حين ان حسابه الخاص مازال مفتوحا بالبنك. غير مطابقة للمواصفات ومعظمها مغلق بكفر الشيخ كفر الشيخ: علاء عبدالله علي الرغم من أن مراكز الشباب البالغ عددها262 مركز شباب تعتبر المتنفس الوحيد للشباب بمحافظة كفر الشيخ, خاصة بقري المحافظة لممارسة الانشطة الرياضية بعيدا عن الجلوس علي المقاهي إلا أن هناك عددا كبيرا من هذه المراكز بمحافظة كفر الشيخ مغلق, بينما لا يتجاوز البعض الآخر حجرة واحدة فقط بدون أي أنشطة أو ملاعب, والبعض الآخر يوجد لها قرارات تخصيص, وغير مشهرة لعدم وجود أي مقار لها, ويقول مسعد زيدان بالتربية والتعليم ببيلا أن مركز شباب قرية سريوة الكبري بمركز بيلا عبارة عن غرفة واحدة مغلقة, ويوجد مثله عدد كبير من مراكز الشباب بقري مركز بيلا, وقري المحافظة المختلفة, وسمعنا بخبر الغاء مراكز الشباب غير المطابقة للمواصفات, والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا تم انشاء هذه المراكز من الاساس رغم عدم مطابقتها للمواصفات, وما ذنب الشباب في الغائها؟, وأكد أحمد بازينة رئيس مجلس محلي قروي سابق بكفر الشيخ أنه توجد العديد من المخالفات الإدارية في عدد من مراكز الشباب, وهناك مراكز شباب عائلية بالإضافة إلي وجود عدد كبير من المراكز المغلقة في المحافظة, والتي لا يمارس فيها أي نشاط رياضي, وأضاف أنه كان هناك اتجاه بالغاء هذه المراكز المخالفة من رئيس المجلس القومي للشباب السابق قبل انشاء الوزارة, ومنها علي سبيل المثال مراكز شباب الدقدوفي وابيوقا وكفر العرب بدسوق وبطيطة بالرياض ومحلة موسي بكفر الشيخ والبكارة والسنط, وقاصف وشالما البلد بسيدي سالم, ومراكز قري الاصلاح بالحامول وسريوة الكبري وأبو عساكر ببيلا وغيرها, وأضاف عباس فوزي من مركز الرياض أن مشكلة مراكز الشباب في الأساس هي مشكلة الإدارة, ونقص التمويل المالي, وعدم وجود مقرات للعديد من مراكز الشباب المشهرة. مركز شباب علي مساحة100 متر بالغربية الغربية: أحمد أبوشنب اسمه مركز شباب.. لكنه يفتقر إلي الشباب, لانه بلا خدمات, بلا انشطة, كما أن المسئولين عن الشباب في محافظة الغربية لم يسمعوا عنه إلا من خلال مستندات صرف المرتبات للعاملين به!!, إنه مركز شباب قرية سماتاي التابعة لمركز قطور, بمحافظة الغربية, المنشأ منذ أكثر من ربع قرن, وعلي الرغم من ذلك لم يشهد أي تطور أو تطوير يذكر, ومازال, كما هو, عبارة عن مبني صغير لاتتجاوز مساحته100 متر, ويعمل به نحو20 موظفا, ويفتقر إلي الشباب الذين انشيء المركز من اجلهم, والغريب أن طلاب المدارس بمراحلها المختلفة بل والكثيرين من طلاب الجامعات من أبناء القرية, لايعرفون مقر مركز الشباب بقريتهم!! يقول جمال موسي من أبناء قرية سماتاي إذا كان مركز شباب قريتنا لم يشهد أي نشاط رياضي أو ثقافي أو اجتماعي, طوال25 عاما مضت.