رفضت القوى الثورية وقوى المعارضة دعوة الرئيس محمد مرسى إلى الحوار مجددًا بشأن قضية سد النهضة، معتبرة أن خطابه الأخير جاء لتهدئة الأجواء قبل تظاهرات يوم 30 يونيه المقبل. وقال هيثم الشواف، منسق تحالف القوى الثورية، إن خطاب الدكتور محمد مرسى فى مركز الأزهر للمؤتمرات لم يضف جديدًا، ويدل على عمق فشل الإدارة ومواجهة الأزمات حيث لم يقدم جديد لأزمة سد النهضة، واصفًا الخطاب بحلقة جديدة فى مسلسل التلاعب والمخادعة، مشيرًا إلى أنه فات أوان الدعوة للحوار وأنها مجرد محاولة لإطفاء الغضب الشعبى فى التظاهرات التى ستخرج فى كل الميادين. وأكد الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الرئيس محمد مرسى لم يضف جديدًا فى خطابه خلال "المؤتمر الوطنى للحفاظ على حقوق مصر من مياه النيل" واصفًا إياه بالساخر والشبيه للخطاب الأخير للرئيس السابق مبارك. وعن تصريحات الرئيس بأن كل الخيارات مطروحة للتعامل مع هذا الملف بما فيها الخيار العسكرى، قال زهران إنه لا يمكن لمصر التدخل عسكريًا نظرًا لمساندة بعض الدول الأوروبية لإثيوبيا وعلى رأسها إسرائيل وإيطاليا وتركيا والصين والهند، ولا بد من إقناع هذه الدول لتوقيف دعمها المالى. من جانبه، انتقد الدكتور محمد نور فرحات، الفقيه الدستورى والسياسى، مناقشة قضية تخص الأمن القومى فى أجواء شديدة الاحتفالية وباستخدام الإبهار البصرى والأناشيد الدينية، معتبرًا أن هذا استخفاف بأمن مصر وأنه تكرار مموج لمشهد خطبة الاتحادية الشهيرة بين الأهل والعشيرة ومشهد سيارة القائد المنتصر التى تجوب استاد القاهرة فى احتفالات 6 أكتوبر. وأضاف: الشعب يريد خطة عملية للتعامل مع أزمة شريان الحياة وأمثال هذه الأزمات لن تحل بالخطب البليغة من الرئيس أو بالكلام المراوغ كما فعل رئيس الوزراء فى مجلس الشورى، ومن غير الملائم الانطلاق من محنة مياه النيل لتحقيق مكاسب سياسية على حساب المعارضة وتوجيه تهديدات مقنعة لإجهاض الخروج الكبير يوم 30 يونيه. وأكد أن المصالحة جيدة، وعفا الله عن كل التنكر للوعود السابقة؛ بينما اشترط فرحات أن تقوم المصالحة الوطنية والحوار على أساس الاستفتاء الشعبى على انتخابات رئاسية مبكرة؛ وتشكيل لجنة لوضع دستور توافقى؛ وقصر ولاية مجلس الشورى على تشريعات الضرورة فى المرحلة الانتقالية؛ وتشكيل حكومة كفاءات توافقية؛ وإعادة النظر فى مخطط أخونة الدولة. قال محمد عز العرب، نائب رئيس حزب الوفد، إن خطاب الرئيس محمد مرسى الخاص بالحوار الوطنى للحفاظ على حقوق مصر من مياه النيل حوار مثير للشفقة ولا يجب التعليق عليه؛ لأن المعارضة الوطنية شبعت من الحوارات والمصالحات الوطنية لأنها لن تأتى بجديد، كما حدث فى كل الدعوات التى تجاهل مرسى خلالها مطالب المعارضة وعلى رأسها إقالة قنديل. وأشار إلى أنه لا يمكن لمصر الدخول فى حرب مع دولة إثيوبيا نظرًا لعدم وجود قاعدة صواريخ فى السودان، ولن توافق إسرائيل على مرور القوات الجوية من حدودها وهو ما سيحول دون وصول القوات المصرية لضرب سد النهضة كما يزعم الرئيس إذا اضطرتنا إثيوبيا إلى ذلك.