وصف عماد شاهين أستاذ علوم سياسية في الجامعة الأمريكيةبالقاهرة خطاب الرئيس المصري محمد مرسي، في مؤتمر شعبي لبحث أزمة سد النهضة الإثيوبي مساء اليوم الإثنين، بأنه جاء "ودودا" مع المعارضة، و"حازما" مع إثيوبيا. وفي عماد شاهين: إن "مرسي كان حريصا على توجيه أكثر من رسالة داخلية وخارجية من خلال الخطاب، وأبرزها أن يكون ودودا مع المعارضة في تلك الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد وتهديد أمنها المائي". ونوه في هذا الصدد بدعوة مرسي إلى الحوار والمصالحة واستعداده للذهاب إلى أي مكان "من أجل التصالح والوقوف صفا واحدا في مواجهة أزمة نهر النيل". وبحسب شاهين، فقد "حرص مرسي في الوقت نفسه على أن يظهر في صورة الرئيس القوى والحازم إزاء التهديد الذي تواجهه بلاده جراء سد النهضة الذي بدأت إثيوبيا مرحلة مهمة في تشييده قبل نحو أسبوعين، فبعث برسالة إلى إثيوبيا مفادها أن القاهرة لن تقبل سياسة الأمر الواقع، وأن القبول بالتفاوض لا ينم عن ضعف، كما أنه لن يمنع أن تبقى جميع الخيارات الأخرى مفتوحة". ورأى شاهين أن "الرئيس المصري كان حريصا في خطابه على التأكيد على أن مصر تتحرك من موقع قوي ولن تتهاون في الأمر حتى أنه هدد بأنه لو نقصت قطرة من مياه النيل فدماء المصريين هي البديل"، في تهديد باستعداد بلاده إلى الذهاب إلى أبعد مدى؛ حفاظا على أمنها المائي. وفي تحليله لمضمون خطاب الرئيس المصري، رأى شاهين أن "الأخير بدا حريصا أيضا على مغازلة الشعب الإثيوبي عندما وصفه بالشعب الصديق والعزيز، وعندما قال إن الشعب المصري لا يقف ضد أي مشروع تنموي لبلادهم، لكن من دون الجور علي حقوق مصر وعلي خلفية لا ضر ولا ضرار". واعتبر شاهين أن توجيه مرسي دعوة إلى المصالحة الوطنية يشير إلى أنه "يتحرك في المسار الصحيح، ويدرك أن تقوية الجبهة الداخلية أحد أعمدة التحرك علي المستوي الخارجي بشكل قوي". كما رأى أن "دعوة المصالحة تأتي أيضا لتفويت الفرصة علي دعوات التظاهر يوم 30 يونيو، التي أطلقها معارضون للضغط على مرسي من أجل إجراء انتخابات رئاسية مبكرة". وقال مرسي إنه "لو نقصت قطرة واحدة من مياه النيل فدماؤنا هي البديل"، في تهديد مبطن لإثيوبيا. ودعا مرسي القوى السياسية في بلاده إلى "إجراء مصالحة وطنية شاملة ونبذ الخلافات في ظل تلك الظروف الراهنة وتهديد الأمن المائي للبلاد"، في إشارة إلى سد النهضة الذي بدأت إثيوبيا مرحلة مهمة في تشييده قبل نحو أسبوعين، وتخشى مصر أن يقلص حصتها من مياه النيل. وأعرب عن استعداده للذهاب إلى جميع القوى الوطنية من أجل الوصول إلى توافق وطني بين جميع أطياف الشعب المصري، وتناسي الخلافات، قائلاً "هذا وقت نداء الواجب والوطن والاصطفاف، ومن أجل ذلك أنا مستعد أن أذهب إلى الجميع فرادى وجماعات".