كتب أحد الزملاء الأعزاء مقالًا ب"المصريون" عنوانه لن (أتمرد)، ساق فيه حججه لعدم التوقيع مع حملة (تمرد), التي تدعو إلى سحب الثقة من الرئيس محمد مرسي اعتراضًا على سياساته ومنهجه في الحكم, وأنا هنا سأسوق أسبابي للتوقيع –وقد وقعت فعلًا-ودعوت من أعرف للتوقيع, والأسباب ببساطة تتلخص في أن الرئيس مرسي أخل بشرط التعاقد بينه وبيني والذي على أساسه قمت بانتخابه وإعطائه صوتي في انتخابات الإعادة, والتي قدم نفسه فيها بأنه مرشح الثورة, المقتنع بأهدافها, العامل على تطبيقها, المستميت في الحفاظ على استمرارها, وأهم شعاراتها "عيش.. حرية.. كرامة إنسانية", لكنه للأسف الشديد لم يعمل أو يحافظ على هذا الشعار, ولم يطبق منه شيئًا فتكميم الأفواه في عهده يزيد يوميًا باعتقال الناشطين والمعارضين الذين بلغ عددهم حسب المنظمة المصرية لحقوق الإنسان 3460 في أقل من عام, ناهيك عن التعذيب الممنهج في معسكرات الأمن المركزي بالدراسة, وبأقسام الشرطة, وفي سجن العقرب وطره, مما يعيدنا لدولة القهر والظلم والاستبداد التي ثار الشعب ضدها، هذه الداخلية التي كان من برنامج مرسي الانتخابي إعادة هيكلتها, وبنائها على أسس جديدة من احترام القانون وحقوق الإنسان, وكان أمامه الوقت الكافي لذلك, لكنه لم يفعل شيئًا بل ضاعف مرتباتها, وحافظ على امتيازاتها مقابل تغيير ولاء قادتها بأن يكونوا يده الباطشة على المعارضين, فأصبحوا كذلك, سأتمرد لأن مرسي في برنامجه قال إن مصر لن تستطيع جماعة أو حزب واحد أن يحمل همها وحده ولابد من المشاركة مع الجميع وليست المغالبة واتفق على ذلك مع القوى المعارضة في فندق فيرمونت بمصر الجديدة, لكنه أخل باتفاقه بعد انتخابه, ونقض عهده, وأخلف وعده, سأتمرد لأن السيد مرسي خان أمانة الاختيار التي تستدعي اختيار الأكفاء في كل المجالات وليس الأهل والعشيرة من المرضي عنهم من مكتب إرشاد الجماعة الذي بلغ أعضاؤه من الكبر عتيًا, ويديرون البلاد كما يديرون تنظيمًا سريًا محظورًا, فاختار مرسي الضعفاء قليلي الخبرة مثله من المساعدين والمستشارين, الذين أتوا كي يتعلموا ممارسة السياسة في هذا الشعب, وعند هذا الظرف التاريخي بعد أعظم ثورة في التاريخ الحديث, ثم يصر على بقاء رئيس وزراء لا ناقة له ولا جمل في اختيار وزرائه بل ينفذ مايسند إليه من مهام من مكتب الإرشاد, ويقبل اختياراته المضحكة المبكية مثل اختيار خريج الألسن مندوب المبيعات بشركة فودافون وزيرًا للاستثمار, لأنه كان مديرًا لحملة مرسي الانتخابية! سأتمرد لأن مرسي يتبع سياسة التزييف والخداع والتطبيل لنفسه وادعاء أشياء كاذبة تبرعه براتبه ثم نفاجأ بأنه منح نفسه كل الأوسمة بالدولة التي تعطي له راتبًا شهريًا يقدر ب 177 ألف جنيه كما ذكر ذلك أحمد المسلماني ولم يرد عليه أحد, وكدعواهم بتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح وهي من أكبر عمليات الخداع التي يتعرض لها الشعب المصري, سأتمرد لأن مرسي لم يستطع أن يحل مشكلة واحدة من المشاكل التي تعهد بحلها في ال3 شهور الأولى من حكمه وأبسطها مشكلة القمامة سأتمرد لأن مرسي أضاع هيبة مصر الخارجية فلم تعد لها قيمة ولا وزن والدليل زيارته الأخيرة لإثيوبيا وعدم استقباله من رئيس الجمهورية, بل بواسطة وزيرة مغمورة ثم إعلان إثيوبيا بدأها في بناء سد النهضة وتحويل النيل الأزرق في خطوة كارثية على مصر بعد زيارته مباشرة, سأتمرد لأن مرسي ساهم مساهمة فعالة في تقسيم الشعب المصري الذي هتف له في ميدان التحرير بعد انتخابه أسباب التمرد كثيرة ومتشعبة لكن منها ما يتعلق بهذه الحملة الشبابية السلمية (تمرد) التي تعد من إبداعات الشباب المصري الذي لا ينضب معينه, والذي يعطي الأمل في التغيير السلمي والتعبير الهادئ دون مولوتوف ولا شماريخ, وبوسيلة تعبير تصل لكل الناس وبحرية, فمن أراد التوقيع والتعبير عن رأيه فليفعل, ومن رفض فليتجه إلى حملة الإخوان (تجرد) فيما يشبه الاستفتاء الشعبي, دون استخدام للعنف أو تخريب المنشآت, مرة أخرى سأتمرد وأوقع, بل إنني تمردت ووقعت! دكتور /جمال المنشاوى عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.