لو كنت مكان الرئيس محمد مرسي وشاهدت حالة الغليان التي يعيشها الشعب المصري بكل فئاته وطبقاته والتي تتجسد صورها في الإضرابات والمظاهرات والتمرد لما انخدعت بكلام جهاز المخابرات الإخواني الموازي لجهاز المخابرات العامة الذي يصور له الحياة على أن الإنجازات تتحقق يوميًّا في مصر وأن المظاهرات المندلعة يوميًّا ما هي إلا فرقعات وهمية يقوم بها الفلول وغيرهم وأنها مجرد ثورة مضادة، ولأسرعت على الفور بتقديم استقالتي والدعوة إلى انتخابات حرة نزيهة تليق بمصر الثورة. فلابد أن يعلم الرئيس أن الإخوان المسلمون يضللونه وأن الشعب قد ملَّ وكاد أن ينفجر بركانه وأن الذين يتمردون عليه ليسوا نشطاء سياسيين ولهم أجندات خاصة بل هم أشخاص لا يملكون قوت يومهم بعد الثورة التي من المفترض أن تحقق لهم العدل والمساواة. الذين سيخرجون قريبًا هم مَن لا يعرفون شيئًا عن غدهم وإلى ين تسير بهم الأيام وقد تبدد عندهم المستقبل بكل ما حمل من طموح. لابد أن يعلم الرئيس أن وعوده لم ينفذ منها سوى الكلام، والكلام لم يسد رمق جائع ولم يروِ ظمأ محتاج. الذين سيخرجون يطالبون برحيل النظام هم أسر بائسة فقيرة جائعة انحصر طموحهم في الحصول على رغيف الخبز ولم يجدوه. لقد كنت واحدًا من الذين انتخبوا محمد مرسي وكم كتبت في هذا المكان مقالات لدعمه وكم انتقدنا جبهة الإنقاذ ولازلت غير قانع بهم وبما يفعلون، وقد ندمت أشد الندم على صوتي وشعرت أنه لم يكن في موضعه فالرئيس ونظامه أعادا مصر سنوات إلى الوراء وكل يوم يقدمان للمعارضة أخطاءً على طبق من ذهب. فالرئيس الذي وجه وزير داخليته محمد إبراهيم لمنح الجنسية المصرية ل 50 ألف فلسطيني دفعة واحدة لم يخدم فلسطين، لكنه يشارك في هدم الدولة الفلسطينية، وبذلك يقدم لإسرائيل خدمة لم تحظ بها منذ فجر التاريخ وحتى اليوم لأن الفلسطيني الذي يحصل على جنسية دولة لن يعود إلى أرضه مرة أخرى، وبذلك تزيد إسرائيل من فرض سيطرتها على الأماكن المحتلة فأي خدمة تلك التي قدمتها مؤسسة الرئاسة للكيان الصهيوني؟!! لاسيما أن هناك تصريحات خطيرة خرجت من الفريق حسام خير الله وكيل أول جهاز المخابرات العامة السابق في عدد من وسائل الإعلام عن عملية الكربون الأسود وهي عملية مخابراتية غاية في الخطورة ولم يكذبها الرئيس ولم يثبت عكسها بل منح الجنسية للفلسطينيين ليحير العقل ويشتت الوجدان لمصلحة مَن يا سيادة الرئيس تفعل ذلك؟ بالفعل نادم على انتخاب الرئيس لأنه مصر على استمرار فشل الدكتور هشام قنديل الذي لم يقدم شيئًا يذكر سوى قطع التيار الكهربائي لمدة ساعة كل يوم ليعيش الشعب في مرحلة ظلام لم يعهدها طوال سنوات ماضية. أعرف أن المتعصبين من شباب الإخوان المسلمين سوف يوجهون الشتائم كعادتهم تعليقًا على هذا الكلام؛ لأنهم تعودوا على الطاعة العمياء دون تفكير ودون عقلانية، ولأنهم لم يقبلوا بالرأي المخالف لأهوائهم ونزواتهم السياسية فإذا كان الكلام على هواهم ربما يشكرون وإذا خالفهم ينهالوا بالسب والشتم والتوبيخ والخروج عن القيم الأخلاقية التي من المفترض أنها شيم المتدينين وعلى أية حال سوف يثبت التاريخ أن الأجندة الإخوانية أشد خطورة على مصر من الأجندات الأخرى وسوف أحترم شخص الرئيس لو قدم استقالته، واعتذر للشعب عن فشله في إدارة البلاد سأدرك وقتها أننا وصلنا إلى النضج السياسي والديمقراطية الحقيقية. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.