زيادة طفيفة في مخزون سد النهضة.. «شراقي» يكشف آخر موعد للفتح الإجباري    حسام بدراوي يكشف أسرار انهيار نظام مبارك: الانتخابات كانت تُزور.. والمستفيدون يتربحون    أسعار الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن بداية تعاملات الأربعاء 25 يونيو 2025    الدولار ب50 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الأربعاء 25-5-2025    ارتفاع طن السلفات 1538 جنيها، أسعار الأسمدة اليوم في الأسواق    بلينكن: الضربات الأمريكية لم تدمر البرنامج النووي الإيراني ولم تعطل منشأة فوردو    ويتكوف: لن نسمح بأي تخصيب لليورانيوم في الاتفاق مع إيران    الدفاعات الجوية الروسية تدمر عشرات الطائرات الأوكرانية المسيّرة    المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي يٌدين هجوم إيران على قطر    رسميا.. سانتوس يجدد عقد نيمار    منتخب الشباب يخسر أمام ألمانيا ويتأهلان لربع نهائي كأس العالم لليد    نيمار: جددت مع سانتوس لأنه جذوري وتاريخي وليس فريقي فقط    ليون يستأنف ضد قرار الهبوط للدرجة الثانية    أبو زيد أحمد الخامس على الشهادة الإعدادية بالقليوبية: فرحتى لا توصف    طقس اليوم الأربعاء.. تحذير من ارتفاع الحرارة والرطوبة    مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة: إيران حاولت صنع قنبلة نووية ومن السابق لأوانه تأكيد تدمير مواقعها النووية    السيطرة على حريق سيارة نقل محمّلة بالتبن بالفيوم دون إصابات    "كانوا راجعين من درس القرآن".. أب يتخلص من طفليه بسلاح أبيض في المنوفية    تعرف على شخصية دينا ماهر بفيلم "السادة الأفاضل"    بعد عام من الغياب.. ماذا قالت رضوى الشربيني في أول ظهور على dmc؟ (فيديو)    باسم سمرة يواصل تصوير دوره في مسلسل "زمالك بولاق"    أمين الفتوى يحذر من إهمال الزوجة عاطفياً: النبي كان نموذجًا في التعبير عن الحب تجاه زوجاته    الأزهر يتضامن مع قطر ويطالب باحترام استقلال الدول وسيادتها    خالد الجندي: النبي عبّر عن حب الوطن في لحظات الهجرة.. وكان يحب مكة    طريقة عمل الزلابية الهشة في البيت أوفر وألذ    إعلام فلسطيني: قصف مدفعي عنيف يستهدف جباليا البلد شمال قطاع غزة    بالأسماء.. ننشر أوائل الشهادة الإعدادية بالقليوبية 2025 بعد اعتماد النتيجة رسميًا    عاجل.. بيراميدز يفاوض لاعب الأهلي وهذا رده    مهيب عبد الهادي ل محمد شريف: «انت خلصت كل حاجة مع الزمالك».. ورد مفاجئ من اللاعب    جدول ترتيب مجموعة الترجي في كأس العالم للأندية قبل مباريات اليوم    الأردن: أولويتنا هي غزة وفلسطين بعد حماية المملكة والأردنيين    عصام سالم: الأهلي صرف فلوس كتير وودع المونديال مبكرًا    مطران نيويورك يوجّه رسالة رعائية مؤثرة بعد مجزرة كنيسة مار إلياس – الدويلعة    أجمل رسائل تهنئة رأس السنة الهجرية 1447.. ارسلها الآن للأهل والأصدقاء ولزملاء العمل    مُعلم يصنع التاريخ.. جراى نجم أوكلاند الأفضل فى مواجهة بوكا جونيورز    مهمّة للنساء والمراهقين.. 6 أطعمة يومية غنية بالحديد    أبرزها اللب الأبيض.. 4 مصادر ل «البروتين» أوفر وأكثر جودة من الفراخ    بؤر تفجير في قلب العالم العربي ..قصف إيران للقواعد الأميركية يفضح هشاشة السيادة لدول الخليج    كان بيعوم.. مصرع طالب ثانوي غرقا بنهر النيل في حلوان    حسام بدراوي: أرفع القبعة لوزير المالية على شجاعته.. المنظومة تعاني من بيروقراطية مرعبة    اقتراب الأسهم الأمريكية من أعلى مستوياتها وتراجع أسعار النفط    طارق سليمان: الأهلي عانى من نرجسية بعض اللاعبين بالمونديال    لا تدع الشكوك تضعف موقفك.. برج العقرب اليوم 25 يونيو    حفل غنائي ناجح للنجم تامر عاشور فى مهرجان موازين بالمغرب    التسرع سيأتي بنتائج عكسية.. برج الجدي اليوم 25 يونيو    معطيات جديدة تحتاج التحليل.. حظ برج القوس اليوم 25 يونيو    زوج ضحية حادث الدهس بحديقة التجمع عبر تليفزيون اليوم السابع: بنتي مش بتتكلم من الخضة وعايز حق عيالي    الشاعر: 1410 منشأة سياحية غير مرخصة.. ولجنة مشتركة لمواجهة الكيانات غير الشرعية    من قلب الصين إلى صمت الأديرة.. أرملة وأم لراهبات وكاهن تعلن نذورها الرهبانية الدائمة    ندوة تثقيفية لقوات الدفاع الشعبي في الكاتدرائية بحضور البابا تواضروس (صور)    غدا.. إجازة رسمية بمناسبة رأس السنة الهجرية للقطاع العام والخاص والبنوك بعد قرار رئيس الوزراء    محافظ الفيوم يشهد الاحتفال بالعام الهجري الجديد بمسجد ناصر الكبير.. صور    سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025    ميل عقار من 9 طوابق في المنتزة بالإسكندرية.. وتحرك عاجل من الحي    غفوة النهار الطويلة قد تؤدي إلى الوفاة.. إليك التوقيت والمدة المثاليين للقيلولة    وزير الصحة: ننتج 91% من أدويتنا محليًا.. ونتصدر صناعة الأدوية فى أفريقيا    رسالة أم لابنها فى الحرب    «يعقوب» و«أبوالسعد» و«المراغي» يقتنصون مقاعد الأوراق المالية بانتخابات البورصة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد حبيب نائب مرشد «الإخوان» السابق ل "الصباح": ميليشيات الداخلية هى التى تشعل العنف
نشر في الصباح يوم 31 - 03 - 2013

لا ألوم شباب الإخوان الذين يشوهون المعارضين ولكن ألوم القيادات التى تأمرهم
أمريكا تلعب بالجميع.. ومرسى وجماعته لم يردوا على تصريحات أوباما بشأن « القدس »
قيادات الإخوان لا تتوقف عن التدخل فى شئون الرئاسة


قال الدكتور محمد حبيب، النائب السابق للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، ومؤسس حزب النهضة، إنه حزين لما آلت إليه الأمور فى مصر، مؤكدا إدانته ورفضه للعنف أيا كان مصدره، مشيرا إلى وجود ميليشيات داخل وزارة الداخلية تقف وراء دوائر العنف المتجددة بين الحين والآخر، وأنهم يعملون وفقا لأجندات محددة، كما أكد ضرورة تنفيذ الجماعة لمبدأ المشاركة الوطنية لا المغالبة، وبدون ذلك «هتلبس فى الحيطة»، وأوضح أن الجماعة بتركيبتها الحالية لن تتحمل قيادة مصر وحدها، لافتا إلى تراجع رصيدها الشعبى باستمرار، وأشار إلى أن الجماعة تهدر الكثير من القيم التى نشأت عليها.

فى حين قال «حبيب» إن الجماعة تتمحور حول ذاتها نتيجة عقود من القمع، ورغم إقراره بأن الإخوان يحتاجون إلى مزيد من الوقت لكى يخرجون من هذا التقوقع وينظرون إلى الآخرين نظرة أرحب، إلا أنه أكد أن خطوة دخولهم سباق الانتخابات الرئاسية كانت بمثابة خطأ فادح أدى إلى انقسام هائل فى المجتمع، ووجه نائب المرشد السابق انتقادا لاذعا لرئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى موضحا أنه ارتكب سلسلة من الأخطاء، وطالبه بضرورة إجراء حوار جاد مع جميع القوى السياسية، وأن يأخذ بزمام المبادرة، مشيرا إلى أن اتخاذه قرار باعتقال رموز سياسية سيُعد حال حدوثه حماقة كبرى ستتمخض عنها عواقب وخيمة لن تتحملها مصر.. جاء ذلك فى حواره الخاص مع «الصباح».. وإليكم نص الحوار....


* ما الأسباب التى دفعتك لترك جماعة الإخوان المسلمين بعد 35 عاما؟
- هناك فترة أعلنت فيها استقالتى من منصب النائب الأول للمرشد، ومن عضوية المكتب العالمى وكذلك من عضوية مجلس الشورى العالمى، واستمريت فى الجماعة كعضو بمجلس شورى مكتب الإخوان فى القُطر المصرى هذه قضية، فأبقيت على عضويتى فى مجلس شورى القطب المصرى من 1/1 /2010 إلى 13/7/2011 حين أعلنت استقالتى من التنظيم، وخرجت من التنظيم بعد الثورة بخمسة أشهر، وهذه قضية أخرى.
السبب الحقيقى لاستقالتى النهائية من الجماعة يكمن فى الآتى: أولا التفاهمات التى وقعت بين المجلس العسكرى وقيادات الجماعة على حساب الثورة، وثانيا فصل الشباب من الجماعة؛ لأنهم قرروا أن يُشكّلوا حزبا سياسيا، وثالثا فصل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح لأنه قرر الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، رابعا قرار قيادات الجماعة بأن من ينتمى إلى حزب سياسى آخر فإنه بذلك يعرّض نفسه للتحقيق الداخلى والفصل من الجماعة، وهذا القرار قرار معيب لا يجوز، فكان يكفى تجميد عضوية الشخص لمدة شهر وثلاثة أو ستة أشهر أو سنة، ولكن لا يُفصل لأنه يُخالف قرارا إداريا أو سياسىيا وليس قرارا متصلا بمخالفة ثوابت الجماعة سواء فى المنهج أو الفكر أو الأخلاق.

* بأى عين تنتقد جماعة الإخوان المسلمين.. فى الوقت الذى ينظر إليك البعض أنك فجرت فى الخصومة، بينما ينظر آخرون إليك على أنك مازلت جزءا من الإخوان المسلمين؟
- أنتقد أداء جماعة الإخوان المسلمين بعين الحريص على الوطن والحريص على الجماعة ألّا ترتكب خطأ يضيع معه إيجابيات الجماعة، أنتقد بعين الإنسان الذى يريد تصويب الخطأ، ومحاولة تصحيح التوجهات والسياسات العامة للجماعة.

* هل مازلت ترى للجماعة إيجابيات ؟
- نحن نأمل أن تكون هناك إيجابيات بالمراجعة وتصويب الأخطاء ففى لحظة من اللحظات كانت تُمثل الجماعة ركيزة أخلاقية وإيمانية لازمة وضرورية لقوة ومناعة واستقرارا وأمن المجتمع، وليس معنى هذا أن تصل الجماعة إلى أعلى قمة هرم السلطة، وتنسى ذلك، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يُظهر الخير على أيديهم لأن نجاحهم بالتأكيد سوف يكون نجاحا وتقدما وازدهارا ليس فقط لهم وإنما للوطن ككل.

* هل تعيق فكرة «التمحور حول الذات» الإخوان المسلمين من صحيح مسارهم؟
- التمحور حول الذات أمر واضح ومشاهد وجلى لكل العيون، وهذا نتاج لعقود من القمع والبطش والظلم والقهر والتنكيل والانكفاء بالتالى على الذات، ويجب على الجماعة أن تخرج من هذا التمحور وتنظر إلى الجميع وتُخلّف وراءها كل الآثار السلبية التى لحقت بها، وهذا من المفترض أن يحتاج إلى وقت وجهد، لكن شعور أنها مستهدفة من مؤامرة كبرى متعددة الأطراف، وأنها ضحية ما يزال قائما رغم امتلاكها للسلطة، وهذا الشعور يعرقل كثيرا من محاولات تصحيح المسار.

* ماذا عن علاقة «الإخوان» ب«الأمريكان» وتنفيذهم لمخططاتهم فى المنطقة؟
-الأمريكان يلعبون بكل الأوراق ومع كل الأطراف ويحاولون أن يضغطوا على «الإخوان»، وإذا استطاعوا أن يبتزوهم فلن يترددوا، فالأمريكان ليسوا جمعية خيرية، ولا مؤسسة إصلاحية، وبالتالى هم يحاولون تحويل دفة الجماعة لما فيه مصلحة الإدارة الأمريكية، مستغلين فى ذلك التحديات التى تواجه مصر فى الداخل والخارج، وبالتالى كل ما يصب فى مصلحة واشنطن وأمن الكيان الصهيونى، وهناك أدلّة على خضوع الجماعة للهيمنة الأمريكية ولو بشكل من الأشكال فيكفى مثلا الخطاب الذى خرج من مرسى يصف فيه شيمون بيريز بالصديق الوفى ويتمنى الرغد لدولة الكيان الصهيونى فيه، ويكفى أن أقول إن الرئيس والجماعة لم يحرّك أحد منهم ساكنا بعد تصريحات الرئيس الأمريكى باراك أوباما التى أعلن فيها القدس عاصمة دائمة لإسرائيل.

* هل يشعر محمد حبيب أن كل ما عاشه داخل الجماعة لمدة 35 عاما مجرّد وهم وشعارات؟
لا، أبدا على الإطلاق فأنا قضيت أجمل سنين عمرى داخل جماعة الإخوان المسلمين، ولم أندم على الانضمام للجماعة يوما، لكنى متسق مع نفسى ومع مبادئى، وعندما رأيت أن الجماعة تحيد عن بعض المبادئ، انفصلت عنها، وعندما أعلنت الجماعة أنها تريد ترشيح أحد منها لرئاسة الجمهورية فى إبريل سنة ،2012 قلت إن هذا خطأ استراتيجى قاتل وسوف يُكلّف الجماعة ويكلف الوطن الكثير، وبالتالى أنا كنت ومازلت متسقا مع نفسى فى البدء وفى المنتهى ولم يكن عملى لحساب مصلحتى الشخصية أو أى مصلحة أخرى، إنما كان عملى كله لله ولا أنتظر جزاءً أو شكورا.

* قلت إن الجماعة لا يوجد بها كوادر أو طاقات فكرية أو خبرة لقيادة دولة بحجم مصر.. فى ظل هذا كيف تنظر إلى مصير البلاد؟
- هذا الكلام صحيح ولا أُنكره ومصر لم تعد «لبسة فى الحيط» بل أصبحت مصر داخل الحيط، فمن اصطدم بالحائط ربما لديه فرصة للتراجع أم من دخل بالحائط فليست أمامه أى فرصة للحركة أو التراجع فلا يستطيع أن يتقدم أو يتأخر، ومع ذلك نسأل الله سبحانه وتعالى العون والتوفيق، وأن يكون لنا مخرج بإذن الله.

* كيف ترى زيارة خالد مشعل لمكتب الإرشاد والتى أثارت استياء الرأى العام كله؟
- هذا استمرار لما مضى أولا، فقيادات الجماعة تُمثل الثقل بالنسبة لجماعة الإخوان وبالنسبة لحزب الحرية والعدالة وبالنسبة حتى لرئيس الدولة، وبالتالى هم يعلمون أين توجد رمانة الميزان.
أما أن يتجه خالد مشعل إلى مكتب الإرشاد فالعالم كله يتوجه إلى قيادة جماعة الإخوان المسلمين فى القاهرة، وهذا أمر طبيعى فلا يجب أن ننسى أن هناك كتلة إخوانية فى غزة وفى الضفة الغربية، وهذا لا يعنى أن الجماعة تخضع لأى قوى خارجية وإنما هى صاحبة استقلال تام فى القرار الخاص بها ولا يستطيع أحد أن يملى عليها أى قرارات من هنا أو هناك.

* ما حقيقة التخطيط لنزوح فلسطينيى قطاع غزة إلى سيناء؟
- هذا الكلام سمعته ولا أصدّقه على الإطلاق، فالفلسطينيون يريدون العودة لديارهم، وإلا لماذا تحمّلوا كل هذا العناء.. مسألة توطينهم فى سيناء مسألة مرفوضة تماما من المصريين والفلسطينيين على حد سواء، وإذا كانوا يحضرون إلى مصر، فهم يأتون فقط من أجل الاستشارة فى بعض أمورهم أو من أجل الدعم الإعلامى والدعم السياسى والدعم المادى، خاصةً أن العالم كله ضدهم.

* ما رأيكم فى خطاب الرئيس بوجه عام للشعب والمعارضة؟ وما مدى تأثر خطابه بالجماعة؟
- نعم خطاب الرئيس بوجه عام كله عبارات تهديد ووعيد واتهام وتخوين، ولكن جاء نتيجة ردود أفعال كان من المفترض أن تكون محسوبة بشكل دقيق ولا تكون هناك ازدواجية فى المعايير فنحن نعلم أن هناك أكثر من 70 شهيدا فى عهد الرئيس محمد مرسى، ونعلم أن هناك مئات الجرحى والمصابين أصيبوا فى عهد مرسى، ونعلم أن هناك انتهاكات لحقوق الإنسان، وهناك شباب عذبوا حتى الموت وآخرهم محمد الجندى، وعلمنا أن هناك فتيان فى معسكرات الأمن المركزى بالجبل الأحمر تم اغتصابهم، ونعلم جيّدا أن هناك تعذيبا وقتلا تم أمام قصر الاتحادية، ونعلم أيضا أنه تم صفع سيدة وضرب شباب فى المقطم، ولكن لا يعد هذا مبررا أن يتم السحل بهذه الطريقة الوحشية لشباب الإخوان بميدان النافورة فى موقعة «الجبل»، ونحن نقول هذا عنف وقابله عنف مضاد، والمفروض أن يتدخل العقلاء لكسر هذه الحلقة الشريرة والجهنمية ولأن العنف يولد عنفا مضادا، وهكذا تستمر الحلقة فى الدوران والدماء التى نزفت والشهداء الذين سقطوا كلهم مصريون سواء فى بورسعيد أو الاتحادية أو المقطم أو المحلة وغيرها كلها دماء مصرية؛ ولذلك لابد أن نطبق مقولة الرسول عليه الصلاة والسلام «قل آمنت بالله ثم استقم»، وبما أنك رئيس لكل المصريين فينبغى أن تكون عادلا ومنصفا وتكسر هذه الحلقة، وكما تريد أن تنصف إخوانك يجب أن تنصف الآخر، أيا كان هذا الآخر لأنه فى النهاية مصرى.

* هل ترى أن خطاب الرئيس الأخير يعطى غطاءً رسمياً للتحريض ضد الإعلام والسياسيين ورجال الأعمال؟
-هذا صحيح وأنا أتفق مع هذا الكلام، فكما يتهمون زعماء المعارضة أنهم يمثلون غطاءً سياسياً للمظاهرات والعنف أنا أقول إن هذا الكلام يمثل غطاءً سياسياً لما حدث ويحدث..

* من سيحاسب الرئيس على خطاب التهديد هذا؟
-الرأى العام، ويجب ألا نستهين بالرأى العام، فالرئيس يفقد كل يوم جزءا من هيبته وجزءا من مصداقيته وجزءا من شعبيته وأيضاً تأخذ نفس المصير الجماعة، وأنا أقول لو الرئيس يشعر أن هناك مؤامرة أو أطرافا تعبث بمقدرات البلاد فعليه أن يُكلّف الأجهزة المسئولة والمعنية بالتحقيق مع هذه الأطراف، ولن أقول تقديمهم إلى النائب العام، بل تقديمهم إلى هيئة قضائية مستقلة مشهود لها بالنزاهة والإخلاص وينتهى دور الرئيس عند هذا الحد، ويأخذ القضاء مجراه ولكن كونه يتكلم ويقول أصابع تلعب أو هناك أشخاص فى حارة مزنوقة أنا أقول له عيب وهذا لا يصدر من رئيس دولة.

* انعقد مجلس شورى الإخوان بشكل طارئ لبحث سبل حشد الصف لتأييد قرارات الرئيس المرتقبة.. من وجهة نظرك ماهى هذه القرارات؟
-فى الحقيقة هذه خطوة ستزيد من الأمور تعقيداً وصعوبة، أنا كنت أتوقع من الرئيس أن يكون خطابه لجمع الشمل لتطبيب الجراح لفتح صفحة جديدة، ولكنه للأسف تكلّم بالأسلوب الخاطئ فى الوقت الخاطئ وللأسف الشديد قيادة الجماعة تنتهج نفس النهج.

*متى يتوقف هذا العبث بمقدرات الأمة وهذا اللهو بمصالح الشعب؟
-عندما يعلم الجميع أنه لن يفوز أحد بالضربة القاضية، لن يفوز أى طرف على الطرف الآخر، ويجب أن يعلم الجميع أن مصر هى وطن الجميع، وتتسع للكل، ويجب على كل طرف أن يتراجع خطوة للوراء بحيث يمكن أن نتلاقى فى منتصف الطريق، وأن يتنازل كل طرف لكى نصل لنقطة تفاهم، ولابد أن توضع آلية لتحكم العلاقة بين السلطة والمعارضة ومسألة التخوين هذا نوع من العبث الذى سيدفع الكل ثمنه..
* أيهما الرجل الأقوى فى الجماعة خيرت الشاطر أم محمود عزت.. وما الخطوات التى يمكن أن تتخذها الجماعة لاحتواء الأزمة؟
-غير صحيح أن هناك شخصاً واحداً يمتلك فى يده زمام الأمور فى جماعة الإخوان المسلمين، ولكن هناك دائرة حولها دوائر، مثلاً الدائرة الأولى خيرت ومحمود والدائرة الثانية جمعة أمين وآخرون وهكذا.

*هل ستتحول جماعة الإخوان إلى جمعية أهلية خاضعة لوزارة الشئون الاجتماعية؟
-أشك فى ذلك، نحن كنّا باستمرار بعد الثورة ننادى بتقنين الوضع العام للجماعة، وأن يكون هناك فصل حقيقى وموضوعى بين الحزب والجماعة، وقلنا على الرئيس وعلى جماعة الإخوان أن تضرب المثل وتقدم القدوة للشعب المصرى، إنها تحترم القانون وتسعى إلى إقامة دولة القانون، وظلت للأسف الشديد تراوغ من مكانها لا تريد أن تستجيب لتقنين أوضاعها لأن ما كان جائزاً بالأمس قبل الثورة لم يعد جائزاً اليوم، وأنا أشعر أنهم فى مأزق الآن.

* لماذا وافقت الجماعة الآن على تقنين أوضاعها؟ وما الهدف من هذه الموافقة؟
-بالتأكيد لديهم أسباب ومبررات.
*لكن الأمين العام لمكتب الإرشاد محمود حسين أكد فى حوار سابق أنهم لا يمكن أن يتحولوا إلى جمعية أهلية تابعة للشئون الاجتماعية؟
-هذا طبيعى كما قالوا لن نترشح للرئاسة، وترشحوا وسنتنافس على 30 % وتنافسوا على 100% وغيره الكثير، لكن شعور الجماعة وشعور الدكتور مرسى بضغط الرأى العام يضطرهم لتقنين أوضاع الجماعة، الأمر الثانى صدور تقرير المفوضين بأن الجماعة ليست قانونية، وبالتالى ليس لها وجود شرعى، وهذا يُمهّد السبيل للمحكمة الإدارية العليا بالحكم بعدم قانونية ومشروعية الجماعة، الأمر الذى ربما يعطى التبرير ويسوّغ لبعض الشباب مهاجمة مقرّات الإخوان لأنها ليست ذات شرعية، وليس لها وجود قانونى، وهم أرادوا أن يستبقوا ذلك وأرادوا أن يستبقوا الحكم ليقولوا إن تقرير هيئة المفوضين والحكم الذى سيصدر كأنه والعدم سواء لأن نحن أصبحنا الآن فى وضع قانونى وهم يتقدمون بالورق فى 19 مارس، ليس هذا معقولا وإن الطلب المقدم مكتمل الأركان فى الحقيقة هذا شىء مضحك.

* كيف ترى الدعوة لمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى؟
-أى شكل من أشكال العنف أو التهديد مُدان ومرفوض وكل هذا يُمثل حالة الانفلات الأمنى، ويُمثل حالة من حالات اللادولة وانعدام هيبة القانون، ولن يستطيع أحد أن يقضى على القوى الناعمة، والفكر لا يحارب إلا بالفكر والإعلام لا يواجه إلا بالإعلام.. هم حاولوا ذلك من خلال القنوات الفضائية الدينية ولم ينجحوا.. لأن إعلام القنوات الدينية «فاشل» ويستخدم هذا الفشل ذريعة لاستخدم القوة.

* متى يحين الوقت ليحدد الإخوان ماذا يريدون من مصر؟ ومتى يعيشون مع شعبها دون إقصاء لأحد؟
-الله أعلم أنا كنت نصحت مرة واثنين وثلاثا بأنه لابد من مد جسور الثقة مع جميع الأطراف السياسية والجماعة الوطنية سواء كانت أحزباً أو جمعيات أو الشعب ذاته، وهذا سيؤدى إلى نوع من الاستقرار السياسى، وبدون استقرار سياسى وتعافى أمنى سوف تظل حالة الاحتقان والانقسام ونزيف الدم والعنف قائمة، وأيضاً سوف يظل الوضع الاقتصادى المتردى بل ستتفاقم الأمور.

*كيف ترى تجربة الزميل الذى اخترق اللجان الإلكترونية للجماعة؟ وما يقوم به شباب الإخوان فى هذه اللجان؟
-من يفعل هذا لا يُلام، الذى يُلام قياداته التى دفعته إلى ذلك.. أين هذا من قيم الإسلام ومبادئه هل ضاع هذا كله؟ أين هذا من عفة ودماثة خلق الأستاذ عمر التلمسانى رحمه الله؟، هذا لا يصدّق، من المفروض أن يكون دور الجماعة دورا قيميا وإيمانيا وأخلاقيا والارتقاء بهذا كله، فأين نحن من ذلك.

*كيف ترى الجماعة الآن بعد خروجها من عباءة الإسلام إلى لباس السياسة؟
-لا أستطيع إلا أن أدعو الله أن يأخذ بأيدى الجماعة إلى الخير، ولا شك أن الطابع السياسى غالب مقابل تراجع الملف التربوى والدعوى الذى يهتم بالأخلاق والقيم وتربية نفوس الشباب على الأخلاق الرفيعة.
*لماذا يُقال على جماعة الإخوان المسلمين جماعة ماسونية ويراها الناس الآن جلّادا عملاقا؟
-هذا غير صحيح، هناك فارق شديد بين الماسون وتنشئته وأدواته وأهدافه وبين جماعة الإخوان، ولكن يمكن أن نقول إن النهج الاقتصادى مثل النهج الاقتصادى للنظام القديم، والتخوين وغيره مثل النظام القديم، لكن لا يمكن أن نقول ادعاءات مثل «الماسونية»، فهذا محض خيال.
ولا أنكر فقد الإخوان تعاطف الناس ولا ننكر أن كل المظاهر والممارسات التى جرت على يد الإخوان المسلمين فى الفترة السابقة هى التى أحدثت هذا التراجع وأحدثت هذه النظرة، إذ كان ينظر إليها على أنها جماعة مقموعة ومضطهدة وملاحقة ويلقى بأتباعها فى السجون وغير ذلك من الأمور، الآن الوضع اختلف والأمر الثانى سقف تطلعات الشعب المصرى عقب الثورة أصبح عاليا جداً وكانوا يأملوا من الجماعة أن تعوضهم فيما يخص العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وبالتالى لم يجد الشعب شيئا من ذلك بل وجد عكس ذلك كله، وهنا سأل الشعب نفسه هل مشينا فى طريق خاطئ؟، وغير ذلك من الأسئلة حتى عاصرو الليمون الآن يندمون على هذا الاختيار أشد الندم، ولذلك أقول «قُل ما شئت بشّر بوعود كما شئت» ولكن الناس لها العمل على أرض الواقع.. ماذا فعلت أنت خلال ال9 أشهر المنصرمة؟ لا يوجد، المنتج سيئ للغاية ويدفع ثمنه المواطن البسيط.

* هل يمكن للجيش أن يدخل فى المشهد السياسى بقوة قريباً أم سيظل يراقب وينتظر؟
-نحن نتمنى من الله أن يظل الجيش يراقب وينتظر، ونتمنى ألا تزداد الأمور سوءًا، والوضع تفاقماً، لدرجة أن تعم الفوضى ويختلط الحابل بالنابل، وتتدخل القوات المسلحة كما تدخلت من قبل أيام تمرد الأمن المركزى فى 26 فبراير أو كما حدث فى أحداث يناير سنة 77 عقب الارتفاع المفاجئ فى الأسعار، وعند احتدام الأمر ووصوله للذروة بالتأكيد لن يقف الجيش مشاهداً أو مراقباً ونحن لا نريده أن يحكم بكل تأكيد.

* كيف ترى تصريح المؤسسة العسكرية بأنها لن تسمح بتدهور الأوضاع أكثر من هذا؟
-هذا تصريح فى غاية الذكاء والتوازن والثقة والفهم واستعادة هيبة القوات المسلحة التى اهتزت أيام المجلس العسكرى السابق، وهذا أمر يُحسب للفريق السيسى.

*لماذا تحولت الجامعات إلى ساحة حرب بين طلّاب التيار المدنى والتيار الدينى؟
-لأن شعبية جماعة الإخوان بدأت تتقلص وتتراجع، وهناك عاملين أساسيان العامل الأول نحن لم يكن لدينا حزب سياسى وبالتالى كنّا نعمل فى النقابات والاتحادات الطلّابية على مستوى الجامعات، وكنّا نعطى هذا كل جهدنا وطاقتنا وعندما قامت الثورة وبدأ العمل فى حزب سياسى، كما أصبح رئيس مصر من الإخوان تقلص الاهتمام والجهد الذى يُعطى للطلّاب داخل الجامعات وبالتالى أعطى ذلك الفرصة للآخرين أن يتفوقوا على طلّاب الإخوان، وثانياً لا شك أن أداء الدكتور مرسى دون المستوى وأقل من المتوقع بكثير، فضلاً عن تراجع شعبية الإخوان وهذا ما انعكس على انتخابات الاتحادات الطلّابية والنقابية والدليل نقابة الصيادلة مثلاً.

* متى يصبح الرئيس محمد مرسى رئيساً لكل المصريين كما يُصرّح؟
-حينما تكون لديه الجسارة والجرأة والشجاعة ليتحرر من تأثير قيادات جماعة الإخوان، وعندما تكف قيادات نافذة فى جماعة الإخوان عن التدخل فى شئون الرئاسة وأمر الرئيس، وحينما يدفع ضغط الرأى العام الرئيس ليكون بالفعل عادلاً ومنصفاً، وعندما يقف على مسافة واحدة من كل المصريين ومن جماعته.

* هل ترى للمعارضة والأحزاب السياسية دوراً فى أحداث العنف الأخيرة؟
-الشباب سبق المعارضة والأحزاب بخطوات، ولم تعد هناك سيطرة لا من جبهة الإنقاذ ولا المعارضة أو غيرها على الشباب فى الشارع، وأنا أشعر أن ثمة ميليشيات تابعة لعناصر نافذة فى وزارة الداخلية، هذه الميليشيات هى المسئولة عن دوائر العنف التى تحدث بين الحين والآخر.
يجب أن ننظر هل قبضت الشرطة على أحد من هؤلاء البلطجية، فلا نرى إلا القبض على المتظاهرين، هذه ظاهرة خطيرة يجب أن تستوقفنا.

* هذا الكلام قراءة للواقع أم معلومات مبنية على وثائق وأدلة؟
-هذا الكلام متابعة ومشاهدة ومعلومات.. وأؤكد أن عناصر نافذة من الداخلية متورطة فى أحداث العنف التى تقع بين حين وآخر، وهناك داخل وزارة الداخلية ضبّاط وجنود وأمناء قالوا نحن لا نريد أن نكون أداة للصراع السياسى لجبهة ضد جبهة أخرى، وهناك شريحة أخرى طالبت بالتسلح لمواجهة البلطجية، وهناك شريحة مختلفة طالبت بأن يتم الفرز والتصنيف والتأهيل والتعريف من هو البلطجى ومن هو المتظاهر، وقالوا «حددوا لنا كيف التعامل مع هؤلاء والتعامل مع هؤلاء»، باختصار شديد الداخلية ليست قماشة واحدة ولا لونا واحدا.. ولكن هناك عناصر نافذة لها صلتها وترتيباتها وأجندتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.