«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حمدين صباحى في حوار ليلة الثورة: الثورة مستمرة.. ولا لأخونة الدولة
نشر في الصباح يوم 23 - 01 - 2013


من يتعامل مع المصريين من فوق.. الشعب هيجيبه تحت
«برحمة الله.. لا بعملى» حصلت على 5 ملايين صوت.. و«مرسى» بتنظيمه الداخلى والدولى حصل على 6 ملايين
يبدو أن ربنا لا يوفق د. مرسى
مرسى مكره ومنصاع.. ومذعن لسلطة أعلى منه فى مكتب الإرشاد
الشعب المصرى يخرج فى 25 يناير ليس كراهية فى الإخوان ولكن حبا فى مصر
نحن لسنا فى معركة علشان طرف يقضى على طرف.. نحن فى معركة مسئولية هذا البلد
الشعب يتحرك بآلية خاصة به وهو المدد الربانى
أقول للدكتور مرسى: كن مع الله ومع الشعب ولا تكن مع الجماعة ضد الله.. وضد الشعب
بدون ضمانات نزيهة.. لا احتكام للصندوق
لا نقبل أن نكون ديكورا ديمقراطيا
محمد مرسى لا يراهن على الدولة المصرية بقدر ما يراهن على جماعته والتنظيم الدولى
الإخوان.. «وشهم وحش» على مصر
ربة منزل قالت لى: 3 أرغفة لا تكفينى.. طيب أعمل إيه لو جه لى ضيف
أحيى البابا تواضروس الثانى الذى أكد رفضه لكوتة المسيحيين

حمدين صباحى.. عرفت هذا الاسم فى أكتوبر 1975 حين رأيته لأول مرة على سلم كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة حيث كنا طلابا فى كلية الإعلام نسكن على السطوح فى الدور الرابع لم أكن أتخلف أبدا عن أى محاضرة «كنت موس» ولكننى حين رأيته يخطب فى الطلاب نسيت كل المحاضرات ووقفت أرصد ظاهرة نادرة وكاريزما وطنية تخطف كل الآذان والعقول.. فقد كان شابا ثورجيا يتحدث بحماسة الزعماء وقوة المؤمنين، وحسم الواثقين.. صوته له بحة تحمل حلم ثائر، لا يكف عن الحلم بالثورة والعدل وبيت يستر الفقير، ولقمة تسد جوعه ومقعد فى مدرسة وسرير فى مستشفى.. باختصار حلم كل مصرى بسيط بالصحة والستر.
«حمدين» كان نائبا لرئيس الاتحاد العام لطلاب مصر وقتها، التقيته بعدها كثيرا فى نادى الفكر الناصرى، كان فى كل مرة ثائرا وطنيا حاشدا لكل قوى الطلاب الثورية، هو .. هو «حمدين» لم يتغير.. زادت سنوات عمره وزادت معها مواقفه الوطنية.. وتاريخه وتضحياته وعشقه لتراب مصر النبيل.. فهو المناضل بالفطرة منذ مظاهرات عام الحسم 1972 ضد الاحتلال الصهيونى بسيناء و18 و19 يناير 1977 فى الانتفاضة الشعبية ضد غلاء الأسعار وكان أصغر معتقل فى سجون مصر ضد اتفاقيات كامب ديفيد ثم تكرر الاعتقال مع كل دفقة ثورية من «حمدين» فى 1981 و1997و 2000 و2003 .. واجه السادات وقاوم مبارك وساند الفلاحين أهله وناسه لم تلوثه أى سلطة ولم يطمع فى أى موقع إلا حرصه على مكانته فى قلوب الجماهير.
«واحد مننا» كان شعاره الذى خاض به انتخابات الرئاسة فى 2012 وكان الحصان الأسود الذى يكسر كل الحواجز بقوة دفع الجماهير ومدد ربانى فى حب مصر.
* فى عز ليل القهر.. تخضر الأمانى.. هل مازالت هناك أمان خضراء تنتظرنا؟
- الثورة مستمرة ولابد أن نؤمن بأن ثورتنا ستكتمل وكلنا خاصة الشباب قدم تضحيات ولم يحصد ثمارها وأخطر شىء على مصر وعلى الشباب تحديدا أن يصاب بالإحباط.
وهل بدأنا الثورة لكى نستكملها أم لتتوقف.. إذن هذه الثورة مستمرة والأمانى الخضراء مازالت تلوح فى الأفق.
* ساعات وتطل علينا الذكرى الثانية لثورة 25 يناير.. ماذا تتوقع؟
- ضور جماهيرى واسع يعبر عن إرادة مؤكدة أن الشعب المصرى لن يتراجع، فمصر دخلت التاريخ مرة أخرى وعادت من غيابها بعد ثورة 25 يناير وأدعو كل مصرى يريد أن يصون كرامته وثورته أن ينزل إلى ميدان التحرير ليستكمل الشعب ثورته ومساراته ستحدد وفقا لدرجة المشاركة الشعبية، فالشعب يتحرك بآلية خاصة به.وهو المدد الربانى.
* الغضب الساطع آت.. هذا يقين كل ثائر ولأن لا أحد يثور ترفا، فما الأسباب برأيك التى ستدفع آلاف المصريين للميادين غدا؟
- الفقر هو الوجع الرئيسى فى مصر ويوم 25 يناير محمل بمعنى عظيم وهو الثورة بكل ما شهدته من أحلام وإحباطات وأيضا من عدم تحقق أهدافها فنحن فى حالة ثورة لم تكتمل ولابد أن تستمر لحين اكتمالها ولا أظن أن هذا الشعب مستعد للتخلى عن مطالبه فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية وهل معقول أن يقرر ثلاثة أرغفة لكل فرد، ولقد استمعت لسيدة وربة منزل تسأل: أعمل إيه لو جه لى ضيف.. وأنا معنديش إلا ثلاثة أرغفة هل هذا يكفى؟
* يؤلمك الفقر وأوجاع الفقراء؟
- بدون عدالة اجتماعية لن نستطيع أن نعيش وأنام وأصحو وأنا مهموم بأوجاع الفقراء.. ولا أعلم كيف يعيشون وإلى متى سيتحملون.. ومصر فى ظل كل هذا الفقر الذى يتزايد والأسعار التى ترتفع وانخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار وفى ظل غياب الرؤية والبرامج والأفكار من الرئيس وجماعته مهددة فهى تجلس على قنبلة موقوتة، قنبلة الجوع والفقر والغضب الاجتماعى مشروع ولكن إذا انفجر غضب الفقراء لن يصدهم أحد، وتكلفة هذا الانفجار باهظة على الدولة والمجتمع.
* مشكلتنا مع مرسى أنه لا ديمقراطى، ولا بتاع عدل اجتماعى هكذا قلت.. فكيف ترى شخصية الرئيس مرسى؟
- نظام الرئيس مرسى إعادة إنتاج لنظام مبارك الاقتصادى دون أى تغيير جوهرى وعلى المستوى السياسى فقد فشل فى تحقيق الديمقراطية فشلا ذريعا، فشل فى أن يقدم نموذجا يرتقى لأحلام ثورة 25 يناير أو يتفق مع القيم الديمقراطية وهذا الأمر اتضح بجلاء منذ الإعلان الدستورى.
بينى وبينك سور ورا سور
وأنا لا مارد ولا عصفور
فى ايدى عود قوال وجسور
وصبحت أنا فى العشق مثل..
* هل هناك سقف لتوقعاتك غدا فى انتفاضة الشعب الثورية ضد دولة الإخوان.. هل سيكون يوما حاسما؟
- ليس لدىّ توقعات عما سيحدث غدا فى 25 يناير ولن يكون يوما حاسما إلا بتدفق جماهيرى واسع للغاية وهذا أمر لا يملكه النخبة بمن فيهم أنا ولكن من يملك ذلك هم الشباب الثورى الذين أثبتوا بطولة دائمة تعتمد على المدد الربانى وواجبنا دائما أن نكون موجودين معهم مع الشرعية الممثلة فى الناس وذلك كله فى إطار توفيق من الله.
* الدم.. هو الخوف الحقيقى لدى معظم الشعب المصرى فى يوم 25 يناير هل ستكون مجزرة وتذكرنا بكلمات الأبنودى فى «البرىء».. الدم اللى فى ايديه بالليل ينده عليه.. ويقول لى قتلت مين ويقول لى يا إنسان.. تميز السجان إزاى من السجين؟
- الدم.. حرام كما تعلمنا شريعتنا ونحن لسنا فى معركة علشان طرف يقضى على طرف، نحن فى معركة حمل مسئولية هذا البلد والطريق السلمى هو الطريق الصحيح، وقد ثبت صحة ذلك فى ثورة 25 يناير 2011، ثم أنه لا توجد أى مصلحة للإخوان فى اللجوء للعنف لسببين: الأول أنهم غير قادرين على هذا العنف وتجربة الاتحادية ومقاومة الثوار للإخوان وصد اعتداءاتهم أكدت فشلهم ميدانيا، وعلى المستوى الأخلاقى انكشف الإخوان أمام الشعب والعالم، وسياسيا خسروا، أما على المستوى الشعبى فقد أضاف استخدامهم للعنف مزيدا من الغضب على ممارستهم وأكد تناقضهم ورفضهم القيم الدينية والديمقراطية.
أما السبب الثانى فيرجع إلى أن اللجوء للعنف فى أى مجتمع يؤكد فقدان السلطة الحاكمة لقدرتها وكفاءتها بل يعد طعنا فى مشروعيتها وبما أن الرئيس ينتمى لهذه الجماعة فسيدفع هو ثمن العنف ويتحمل مسئوليته.. المشكلة أن الجماعة لا تحترم الديمقراطية ولا تعترف بها وتعتبر حق التظاهر السلمى ضد الحكم انقلابا على الشرعية.
حبيبتى من ضفايرها طل القمر
للحلوة قلب كبير يضم الولاد
وزاد وزواده وضله وسبيل
الموت والاستشهاد عشانها ميلاد
وكلنا عشاق ترابها النبيل
* لا لأخونة الدولة هل سيكون الشعار الأساسى لانتفاضة 25 يناير 2013؟
- الثورة مستمرة هو الشعار الأساسى ثم لا لأخونة الدولة، وهذا معناه أننا نرفض هيمنة أى طرف والدولة للشعب، وليست لجماعة أو لحزب سواء كان الإخوان أو أى فصيل آخر، فهل صنعنا الثورة لكى نقدمها هدية لفصيل أو حزب أو جماعة؟
ومن الشعارات أيضا «من أجل دستور يعبر عن كل المصريين.. لا للجماعة التى تريد الاستئثار بالحكم».
نطالب بدولة القانون.
* لا لأخونة الدولة هل يحمل عداء خاصا لجماعة الإخوان؟
- إطلاقا.. فنحن نأمل.. أن يمد الله الشعب المصرى بالقوة ليخرج فى 25 يناير ليس كراهية فى الإخوان ولكن حبا فى مصر، وليس عداء للإخوان ولكن ولاء للثورة وذلك ليس نكاية فى الإخوان بل انتصارا لدم الشهداء.
* هل انتفاضة 25 يناير أو ما يطلق عليه البعض الموجة الثانية للثورة يمكن أن تكون نتائجها تنازل د. محمد مرسى عن الحكم احتراما للإرادة الشعبية؟
- د. محمد مرسى يخضع للإرادة الشعبية ليس بالضرورة أن يتنازل عن السلطة، ولكن يعيد نفسه للشعب وبطريقة جادة، بدلا من اختطافه من قبل الجماعة وبذلك تعود الدولة لكل المصريين.. وهناك مساران فى هذا الإطار، الأول: هو نزول الجماهير الغفيرة فى الميدان والثانى: هو صندوق الانتخابات وهو المسار الأقل كلفة، والأكثر ترسيخا للديمقراطية بشرط وجود الضمانات الكافية وأهمها النزاهة.
أما إذا تم سد هذا الطريق بالتزوير وانعدام النزاهة وضياع تكافؤ الفرص فلن يجد الشعب أمامه إلا أن يكمل فى الميادين والذى يريد أن يتعامل مع المصريين من فوق.. الشعب هيجيبه تحت.
قلت: مرسى وصل للسلطة على سلم الديمقراطية، ثم رفس السلم بقدميه بعد وصوله.. فهل ذلك يفقده الشرعية؟
موقفنا فى قضية الشرعية واضح، ويتمحور حول أن الشعب هو مصدر الشرعية، فالشعب هو من يمنحها وهو أيضا من يمنعها ويسحبها، ود. مرسى أتى عبر انتخابات ديمقراطية، لا ينبغى أن ننسى ذلك، لكنه مارس السلطة بطريقة غير ديمقراطية منذ إعلانه الديكتاتورى، فبدأ فى تجريف شرعيته سياسيا وأخلاقيا، رغم احتفاظه بها مهزوزة قانونيا، والذى سيحسم هذا الأمر هو الشعب، وبالطبع هذا يتوقف على مدى تصحيح مرسى لمساره تحت ضغط الجماهير أو تماديه فى استبداده.
«مصر شهدت انتخابات رئاسية معيبة».. هذا ما نص عليه تقرير مؤسسة فريدم هاوس.. ما رأيك؟
نعم «هذه الانتخابات معيبة» لكن تبقى ديمقراطية وبكل عيوب هذه الانتخابات سواء فى الرئاسة أو البرلمان.. فهى من أكثر الانتخابات نزاهة عبر ما شهدناه فى تاريخ انتخابات مصر.
الجدع.. جدع.. والجبان جبان
بينا يا جدع تنزل الميدان
أصلب من الحديد فى الشدة تلاقينا
بالنار والسلاح نرفع الكفاح
ماذا لو كانت هناك قيادة واضحة ومحددة لثورة يناير، تولت الأمر مباشرة بعد رحيل مبارك.. ترى هل كان اختلف الوضع الآن، ولم تكن نعانى من كل هذا الاستقطاب الحاد فى المجتمع المصرى؟
- ليس شرطا فثورة 25 يناير كانت شيئا رائعا بكل تفاصيلها، وإحدى ميزات هذه الثورة أنها حققت كل هذا النجاح بدون قيادة فردية محددة الفضل فى ذلك بعد الله للشعب، ودم الشهداء.
هل «المرشد» هو من يحكم مصر؟
- من يحكم هو مكتب الإرشاد.
وما رأيك فى تصريح المرشد على صفحة التواصل الاجتماعى بأن منصب المرشد أهم من منصب رئيس الجمهورية؟
- ما قاله مرشد جماعة «الإخوان المسلمون».. صحيح، فهو فعلاً أهم من منصب رئيس الجمهورية، وهذا فى حالة واحدة فقط، وهو أن يكون الرئيس من التابعين له فى الجماعة.
وكيف ترى تصريحات قيادات الجماعة، خاصة خيرت الشاطر التى تحمل تهديدات كثيرة وأحيانا تحريض لشباب الجماعة؟
- مثل هذه التهديدات التى تصدر.. غير مسئولة وضارة بالجماعة قبل أى طرف آخر، وتؤكد الشعور بالخوف لدى من يصدرها، ورغبته فى التخويف لمن يخاف منهم.
ما تفسيرك لرفض الشعب والنخبة معظم قرارات الرئيس مرسى حل مجلس الشعب وعودته وإصدار إعلان دستورى ثم التراجع عنه، ضرائب فى الليل وتأجيلها أو تجميدها فى الصباح، إغلاق المحال فى العاشرة مساءً ثم لا حس ولا خبر».. ما رأيك؟
- يبدو أن ربنا لا يوفق محمد مرسى.
لا يوفقه.. لماذا؟
- لأن الذى يأخذ القرار، عليه أن يراعى ربنا، وإذا كان حاكما عليه أن يراعى الناس أيضا، وهو فى هذه القرارات لا يراعى ربنا.. والله أعلم.. إضافة لأنه لا يريد العودة للشعب وللثورة.. وإذا عاد سيقرر الشعب ذلك.
هل قدَم الإخوان «نحس على مصر»؟
- لا أحب كلمة «نحس»، ولكن يبدو أن الإخوان «وشهم وحش» على مصر.
«مرسى .. مُكره ومنصاع ومذعن لسلطة أعلى منه فى مكتب الإرشاد».. هكذا قلت.. فهل ذلك أثر على حالة فقدان الثقة عندك فى الجماعة كلها؟
- كنت أصدق الإخوان، وأثق فيهم، وأظن بهم ظنا حسنا، ولكن ممارسات مرسى، خاصة منذ إصداره الإعلان الدستورى وضع خطا فاصلاً فى علاقتى معهم، لأنه أسفر عن وجه استبدادى قبيح، وشكلت مفاجاة بالنسبة لى، وقد يكون من واجبى الآن إعلان الاعتذار عن حسن ظنى به.. وتقربا كل من أيّد د. مرسى فى اتفاق «فيرمونت» الشهير، أعلن براءته واعتذاره عن هذا التأييد ومنهم الإعلامى الكبير حمدى قنديل، ود. حسن نافعة، وغيرهما كثيرون.
عفوا.. ولكن شخصا مثل حمدين صباحى صاحب الخبرة السياسية الطويلة، كيف يستخدم تعبير كنت «أحسن الظن بالجماعة»، ولا يقول كنت أعلم سمات الجماعة كذا.. وكذا.. بغض النظر عن إيجابيات أو سلبيات هذه السمات؟
الإخوان شركاء فى الثورة، حتى إن جاء هذا الشريك متأخرا لكنه شريك، المشكلة من وصل للسلطة حاول إقصاء كل الأطراف.
كنت أتوقع أن يفضل الإخوان أنفسهم، لكن ثبت أنهم يفضلون أنفسهم وينكرون سواهم، ولديهم إحساس مغالى فيه بالذات، وإنكار مغالى فيه للآخرين، وهذا يسرى على الجميع لديهم، حتى بالنسبة لأقرب حلفائهم وهم السلفيون، وكان لدى ثقه فيهم يشوبها بعض الاختلافات السياسية، ولكنها لا تكسر هذه الثقة، وكما قلت لك، الإعلان الدستورى أفقدنى الثقة فى محمد مرسى وفى الإخوان، وفقدان الثقة مشكلة كبيرة لأنك ممكن أن تتعاملين مع من تختلفين معه، لكنك واثقة أن لديك ضوابط حقيقية تتوقعين معها حدود ما يمكن أن يفعله تجاهك، والإعلان الدستورى فاق كل توقع..

قلبى اللى كان برىء
زى الطير الطليق
إزاى ضلت عيونه
لما شاف الطريق
لقاؤكم مؤخرا مع بعض القيادات السلفية مثل الشيخ محمد حسان والشيخ حسين يعقوب هل أسفر عن تحالف انتخابى؟ ولماذا هذا اللقاء أساسا؟!
- السلفيون تيارات دعوية، وليست سياسية، وهم أولى أن نفهمهم، ويفهموننا، والبلد ليست مقسمة جزء للإسلاميين وآخر لغير الإسلاميين، وبعض الأحزاب تستخدم الدين أكثر مما تخدمه.
ونحن نريد أن نؤكد أننا لسنا فى عداء مع شريعتنا ونحرص على تطبيق الشريعة، وليس لنا عداء مع غيرنا من المصريين المنتمين لتيار الإسلام السياسى، وخلافى مع الذين يريدون استكمال أهداف الثورة، وتحقيق مطالب الشعب فى الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية وبين الذين استولوا على السلطة دون أن يتقدموا فى اتجاه تحقيق هذه الأهداف، بل فعلوا العكس، ومن هنا خلافى الآن يتمثل فى الرئيس وجماعته وعجزهم عن تحقيق مطالب الشعب واستكمال أهداف الثورة، ومن هنا نريد أن يكون خلافنا فى مواجهة هذا الحكم تحديدا، أى معارضة سياسية لهذا الحكم، وهذا معناه تحميل المسئولية للرئيس وللجماعة، دون أن تشمل المعارضة من هم خارج الحكم، مثل باقى قوى الإسلام السياسى، والحوار مع هذه القوى الإسلامية خارج الحكم أمر مطلوب، ومفيد وضرورى، ومن هنا جاء الحوار مع رموز الدولة السلفية، وقد كان هذا اللقاء وديا وناجحا، ونحن حريصون على الحوار مع كل القوى.
وهل مطروح فكرة التحالف الانتخابى مع السلفيين؟
- لا.. ليس من الوارد أن يكون هناك تحالف انتخابى، لكن الحوار مطلوب، حتى يكون هناك تفاهم وتقدير متبادل.
هناك لافتات سلفية على أسوار مدارس فى كفر الشيخ تحرم ارتداء البنطلون للبنات حتى لا يبدين مثل البغايا كما تصف غير المحجبة بالزانية.. ما رأيك؟
- المجتمع المصرى ملىء بالقوى التى تتعدد فهمها لدورها، وهناك خلل هائل فى فقه الأولويات، خاصة بالنسبة لبعض المنتسبين للدين.. وطبعا هم أحرار فى أفكارهم، لكن الأمر الغريب كيف يرى هؤلاء البلد، فمصر دولة تحتاج لتنمية، وشبابها يبحث عن وظائف، ، فتجد هؤلاء يتحدثون فى تغيير الأزياء.
ولماذا لم تحضر الاجتماع مع السيناتور الأمريكى «جون ماكين»؟
- وافقت على المقابلة، ولكنى لم أحضرها، فليست لى رغبة شخصية، فأنا مع الحوار مع الجميع، ولسنا مع القطيعة سواء أفرادا أو موسسات ماعدا إسرائيل.
كل عين تعشق حليوة
وأنت حلوة فى كل عين
يا حبيبتى قلبى عاشق
واسمح لى.. بكلمتين
انطلق قطار الثورة فى 25 يناير 2011، وباقى ساعات معدودة لوصوله محطة 25 يناير 2013، عبر هاتين السنتين، ما هى أهم محطات الثورة فى رأيك؟
- المحطة الأولى: إسقاط مبارك من سدة الحكم والفرحة الكبيرة للشعب المصرى..
المحطة الثانية: إخراج المجلس العسكرى من الهيمنة بعد الثورة، وحالة رضا شعبى.
المحطة الثالثة: هَبة الجماهير فى مواجهة استبداد مرسى، يوم إصداره الإعلان الدستورى أو الديكتاتورى، وهى مرحلة مستمرة حتى الآن، وتتميز بأعلى درجة فى الاحتقان والإحباط بين الجماهير، والناس تعانى الاكتئاب النفسى، لذا فأنا أعارض الحكم الفاشل فى مصر، والعالم أفاق على حجم الإخوان الحقيقى بعد استفتاء الدستور.
كيف ترى دور المجلس العسكرى فى الثورة؟
- أضر بالثورة ضررا بالغا، لأنه أساء إدارة المرحلة الانتقالية، وهو مسئول بالتأكيد عن تسليم البلد ل«الإخوان المسلمون»، لأنه عقد اتفاقا وتفاهما مشتركا معهم، على حساب كل القوى السياسية الأخرى.
ولكن الجيش كمؤسسة تمثل قوة صلبة فى بنيان الدولة المصرية، وهو محل احترام عام من الشعب المصرى باعتباره مدرسة الوطنية المصرية طول عمره، ونحن نريد أن يكون دوره الرئيسى هو حماية أمننا القومى، وألا يتدخل فى السياسة الداخلية، وأفضل اختيار لمصر أن يبقى جيشها قويا لا يتدخل فى الحياة السياسية، وأعتقد أن هذا هو الاختيار الذى يريده الجيش والمواطنون.
وماذا لو اتسعت دائرة العنف غدا فى ميادين تحرير مصر فى الموجة الثانية للثورة؟
- لا قدر الله.. لو اتسعت دائرة العنف، سيكون ذلك بمثابة استدعاء للجيش لحقن دماء المصريين، وأعتقد أن ذلك هو الحافز لتدخل الجيش بشكل مسموح اجتماعيا وسياسيا، لذلك فنحن نراهن على سلمية مظاهرات الغد.
«أقباط مصر لا يشاركون فى العمل العام بسبب اهتزاز ثقتهم فى مدى التزام الدولة بتوفير الأمن لهم».. هل توافق على هذه العبارة؟
- هناك قطاعات كثيرة لا تشعر بالثقة ولا بالأمان فى ظل الاستبداد، ولا تأمن للقمة عيش كريمة فى ظل سياستها الاقتصادية والاجتماعية، ويمكن أن يكون هذا الشعور أكثر لدى المسيحيين ولأسباب مفهومه، وواجبنا أن نقول لكل هؤلاء، إن مصر ملك شعبها، مسلمين وأقباطا، وأناشد كل الخائفين، خاصة الذين يضطرون للسفر خارج مصر، أن يبقوا فيها، لأنهم ولدوا وتربوا فيها، وأثق فى ارتباطهم بها، فشعب مصر كبير وعظيم ولن ينجح أحد بالتعصب أن يمزقه، وما نراه الآن عوارض مؤقتة، لا تعبر عن روح مصر وستزول بإذن الله.. وهذا يتطلب جهدنا معهم.
وأحيى البابا تواضروس الثانى على تأكيده أن الكنيسة لن توجه أحدا فى الانتخابات، كما أنه رفض نظام الكوتة للمسيحيين، وهذا يدل على وطنيته وإيمانه بأن المواطن المسيحى من حقه التمتع بكامل حقوقه.
فات عليكى ليل ومية
واحتمالك هو.. هو..
تضحكى للصبح.. يصبح، بعد ليلة مغربية
تطبع الشمس تلاقيكى، معجبانية
وصبية يابهية..
ما قولك فى رأى البعض، بأن نعطى للإخوان فرصة أخرى؟
- الإخوان تقفل على نفسها الفرص كلها.. وتضيعها واحدة تلو الأخرى، ونحن لا نكره الإخوان، ولا نقصيهم، ولكننا نطالب الرئيس بالوحدة.. نقوله: خليك للشعب.. يكون للجماعة، والإعلان الدستورى هو من أسس لفقدان الثقة، وكتب الدستور بالطريقة التى تعجبه، والآن هو يعد مع جماعته خطة الاستيلاء على مقاعد البرلمان أو مجلس النواب، ونحن لا نقبل أن نكون ديكورا ديمقراطيا وبدون ضمانات نزيهة.. لا احتكام للصندوق، فالدكتور محمد مرسى لا يراهن على الدولة المصرية بقدر ما يراهن على جماعته، والتنظيم الدولى للجماعة.
وهل جبهة الإنقاذ والتيار الشعبى مؤهلان لتولى السلطة أو حكم مصر؟
- التيار الشعبى له وجود كبير جدا فى المجتمع، وله كوادره، ورجاله، وأرضية شعبية واسعة لكن لأن الإخوان تنظيم قديم فهم يتعمدون تفخيم تمثيلهم نظرا لكونهم تنظيما، فيحددون الدوائر بشكل واسع جدا يرمح فيه الخيال ورغم أنهم تنظيم منذ أكثر من 80 عاما، ولهم تنظيم دولى إلا أننى حصلت على خمسة ملايين صوت لمواطنين شرفاء وحصل د. محمد مرسى بتنظيمه الداخلى والدولى على 6 ملايين، فهل هذا لا يعطى مؤشرا على قدرة التيار الشعبى، وهذا مدد ربانى، برحمته لا بعملى حصلت على 5 ملايين صوت، ومرسى بتنظيمه الداخلى والدولى حصل على 6 ملايين.
هل هذا تأكيد بدخولكم انتخابات البرلمان القادم؟
- ليس شرطا، فنحن نعد وندير كل شىء باعتبارنا سندخل الانتخابات، لكن لو لم يلتزموا بمطالب جبهة الإنقاذ وأهمها تشكيل حكومة محايدة وإشراف وطنى ودولى على صناديق الانتخاب وقاض على كل صندوق، فسوف ندرس موقفنا بناء على ما يستجد من متغيرات.
هل معنى ذلك أنه يمكن أن تعلنوا المقاطعة «للانتخابات»؟
- المقاطعة قرار جماعى لجبهة الإنقاذ، فلن نقبل أن نكون ديكورا، وفى نفس الوقت لن نتخلى عن خوض الانتخابات ولكن بضمان الحد الكافى لها من النزاهة، وقرارنا النهائى سنتخذه على أساس هذه القاعدة.
العيون كلها تتجه نحو جبهة الإنقاذ، منها ما يدعو لها بالنجاح ومنها من يخطط لها بالفشل.. كيف هى الجبهة؟
- جبهة الإنقاذ موحدة، وستستمر.. الآن هذه هى إرادة كل أطرافها، والجبهة تمثل واجهة سياسية متنوعة، ورغم هذا التنوع فإنها متفقة على الأساس الذى قامت من أجله، وهو مقاومة الإعلان الدستورى، والجبهة ظاهرة جديدة فى أداء جماعى، فى وقت تعلم فيه المصريون من تجارب كثيرة سابقة، وأهمها انتخابات الرئاسة، وتأكدوا أن وحدة بعض القوى كان يمكن أن تقدم نتيجة أفضل وهذا مطلب مجتمعى يعد أكبر ضمانة لاستمرار الجبهة.
كلمة توجهها للدكتور محمد مرسى فى الذكرى الثانية لثورة يناير؟
- أقول للدكتور مرسى.. كن مع الله ومع الشعب، ولا تكن مع الجماعة.. ضد الله وضد الشعب.
الثورة مستمرة.. ولا لإخونة الدولة..
حمدين صباحى فى حوار ليلة الثورة:
من يتعامل مع المصريين من فوق.. الشعب.. «هيجيبه».. تحت..
الإخوان.. «وشهم وحش» على مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.