لا تفوّت موعدك.. انطلاق إجراءات القيد بجامعة أسيوط الأهلية -صور    بالصور- وزير العدل يفتتح مبنى محكمة الأسرة بكفر الدوار    جامعة حلوان تعلن ضوابط وأوراق قبول ذوي الاحتياجات 2025/2026    قرار لمحافظ الأقصر بتشكيل لجان حصر لتنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر    كامل الوزير لمصنعي الأسمنت: خفضوا الأسعار وخففوا الأعباء على الناس    التأمين الصحي الشامل يشارك في قمة "تيكاد 9" باليابان    ترامب: لن نرسل قوات إلى أوكرانيا ومخاوف روسيا الحدودية مشروعة    تقارير غانية تعلن وفاة لاعب الزمالك السابق    سكاي: تمت.. موهبة مانشستر سيتي إلى ليفركوزن    50 تذكرة هيروين تقود "سائق بولاق" إلى السجن المؤبد    صور.. النقل تحذر من هذه السلوكيات في المترو والقطار الخفيف LRT    الجامعة الأمريكية تحتفل بتخريج الدفعة الأولى من برنامج شهادة إدارة صناعة السينما    إيجار قديم أم ملياردير؟.. أسرة عبد الحليم حافظ تكشف حقيقة بيع منزله    من هم أبعد الناس عن ربنا؟.. أستاذ بالأزهر يجيب    بالصور- افتتاح مقر التأمين الصحي بواحة بلاط في الوادي الجديد    موعد حفل توزيع جوائز الأفضل في إنجلترا.. محمد صلاح يتصدر السباق    التربية المدنية ودورها في تنمية الوعي والمسؤولية في ندوة بمجمع إعلام القليوبية    إجازة المولد النبوي الأقرب.. العطلات الرسمية المتبقية في 2025    إيزاك يرفض عرضًا جديدًا من نيوكاسل لتمديد عقده    التعليم العالى: "بحوث الفلزات" يعلن افتتاح أول وحدة صناعية للمغناطيس    محافظ المنوفية يتفقد تطوير كورنيش وممشى شبين الكوم للارتقاء بالمظهر العام    استقرار الحالة الصحية لزوج لاعبة الجودو دينا علاء داخل العناية المركزة    جهود «أمن المنافذ» في مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    مواصلة جهود أجهزة وزارة الداخلية لمكافحة جرائم استغلال الأحداث    660 مليون جنيه تكلفة تأثيث 332 مجمع خدمات حكومية بالمحافظات    استعدادًا للعام الجديد.. 7 توجيهات عاجلة لقيادات التربية والتعليم بالدقهلية    فى أجواء فنية ساحرة.. "صوت مصر" يعيد أم كلثوم إلى واجهة المشهد الثقافى    فيلم "فلسطين 36" ل آن مارى جاسر يمثل فلسطين بجوائز الأوسكار عام 2026    «الغول على أبوابنا».. ماكرون يوجه انتقادات لبوتين (تفاصيل)    مدير أوقاف الإسكندرية يترأس لجان اختبارات القبول بمركز إعداد المحفظين    داعية إسلامية عن التعدد: «انتبهوا للخطوة دي قبل ما تقدموا عليها»    العاهل الأردني يشدد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة    مدير «الرعاية الصحية» ببورسعيد: «صحتك أولًا» لتوعية المواطنين بأهمية الأدوية البديلة    فنان شهير يفجر مفاجأة عن السبب الرئيسي وراء وفاة تيمور تيمور    رحيل الدكتور يحيى عزمي أستاذ معهد السينما.. وأشرف زكي ينعاه    «ڤاليو» تنجح في إتمام الإصدار السابع عشر لسندات توريق بقيمة 460.7 مليون جنيه    طبيب الأهلي يكشف حالة إمام عاشور ومروان عطية قبل مواجهة المحلة    رئيس الرعاية الصحية: بدء تشغيل عيادة العلاج الطبيعي للأطفال بمركز طب أسرة العوامية بالأقصر    جولة تفتيشية للوقوف على انتظام حركة التشغيل في مطاري الغردقة ومرسى علم    واعظة بالأزهر: الحسد يأكل الحسنات مثل النار    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة بمستهل تعاملات اليوم    وزيرة التخطيط والتعاون تتحدث عن تطورات الاقتصاد المصري في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية    وزارة النقل تناشد المواطنين التوعية للحفاظ على مترو الانفاق والقطار الكهربائي    "قصص متفوتكش".. 3 معلومات عن اتفاق رونالدو وجورجينا.. وإمام عاشور يظهر مع نجله    53 مليون خدمة.. ماذا قدمت حملة "100 يوم صحة" خلال 34 يومًا؟    الداخلية تؤسس مركز نموذجي للأحوال المدنية فى «ميفيدا» بالقاهرة الجديدة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 19-8-2025 في محافظة قنا    رئيس الوزراء يلتقى وزير الدولة للاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني    الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية: تكثيف الهجوم على غزة سيؤدى لأثر إنسانى مروع    بعد إلغاء تأشيرات دبلوماسييها.. أستراليا: حكومة نتنياهو تعزل إسرائيل    إيمي طلعت زكريا: أحمد فهمي سدد ضرائب والدي بعد وفاته    أبرزها 10 أطنان مخلل.. ضبط أغذية منتهية الصلاحية ومجهولة المصدر ببني سويف    رابط نتيجة تقليل الاغتراب 2025 بعد انتهاء تسجيل رغبات طلاب الثانوية العامة 2025 للمرحلتين الأولي والثانية    «عارف حسام حسن بيفكر في إيه».. عصام الحضري يكشف اسم حارس منتخب مصر بأمم أفريقيا    "الجبهة الوطنية بالفيوم" ينظم حوارًا مجتمعيًا حول تعديلات قانون ذوي الإعاقة    وقت مناسب لترتيب الأولويات.. حظ برج الدلو اليوم 19 أغسطس    عماد النحاس يكشف موقف لاعبي الأهلي المصابين من المشاركة في المباريات المقبلة    حقيقة إصابة أشرف داري في مران الأهلي وموقف ياسين مرعي من مباراة غزل المحلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبوالفتوح: "صباحى" يمارس قصفاً إعلامياً ضد الإسلام الحضارى الذى أمثله أنا.. ومرشد الإخوان هو الرئيس الفعلى لحزب الحرية والعدالة.. "العسكرى" مصمم حتى الآن على وضع أنفه فى الموقف السياسى
وهذا خطر فى ظل وجود رئيس منتخب...

مرشد الإخوان محمد بديع هو الرئيس الفعلى لحزب الحرية والعدالة.. ومكتب الإرشاد هو الذى يدير الحزب
القضاء والمجلس العسكرى "كعبهم عالى" على رئيس الجمهورية .. و إلغاء الإعلان المكمل أمر واجب على "مرسى"
أصبح د. عبدالمنعم أبوالفتوح رقما مهما وبارزا فى معادلة السياسة المصرية بعد ثورة 25 يناير، ليس فقط لأنه جاء فى المرتبة الرابعة فى الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، ولكن أيضا لأنه بات يُنظر إليه على أنه نموذج ناجح فى العمل السياسى بعد الثورة، من حيث قدرته على الجمع بين تيارات فكرية متعددة فى كيان سياسى واحد، بسبب اتفاقهم على أهداف واحدة وبرنامج سياسى واقتصادى واحد يتناسب من وجهة نظرهم مع الحالة السياسية التى تمر بها مصر بعد الثورة.
وفى حملة أبوالفتوح الرئاسية وجدنا شباب الإخوان المسلمين إلى جانب شباب حزب الوسط، وبعض السلفيين، كلهم جنبا إلى جنب مع مسيحيين وليبراليين ويساريين وعدد كبير جدا من الشباب والشابات الذين زاد اهتمامهم بالسياسة بعد الثورة دون أن يكونوا منتمين لأى تيار سياسى أو دينى، وهذه الخلطة التى قد تبدو للبعض غريبة هى نفسها التى يعتبرها كثيرون موضع القوة فى هذا التيار، مما جعل أبوالفتوح يحوز أكثر من أربعة ملايين صوت فى انتخابات الرئاسة، فضلا على ما اتسمت به الحملة من فاعلية ونشاط وانتشار. كما أصبح من المعروف أن الدكتور أبوالفتوح وحملته على وشك إعلان تكوين حزب "مصر القوية".
"اليوم السابع"التقت الدكتور أبوالفتوح وحاورته بصراحة حول حزب "مصر القوية"، وأخطاء حملته ورأيه فى الإخوان المسلمين، وحمدين صباحى، والمجلس العسكرى، وحكم المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب، واستمعت لرأيه فى العديد من القضايا السياسية التى تفرض نفسها على الشارع المصرى الآن، وإلى تفاصيل الحوار..
ما أهم توجهات العمل السياسى للدكتور أبوالفتوح خاصة بعد الإعلان عن تشكيل حزب مصر القوية؟
نحن الآن بصدد تشكيل مؤسسة سياسية واجتماعية، وهى حزب مصر القوية، ومصر المحروسة بلدى، وسنسير فى كل منهما بشكل منفصل عن الآخر، لأن بعض الشباب الموجود فى الحملة يحب العمل العام السياسى، وطبيعى أن يكون هذا من خلال حزب، وهناك البعض الآخر من شباب الحملة يميلون للعمل بمفهومه التنموى، وهذا من الطبيعى أن تتم ممارسته من خلال جمعية تنموية هى "مصر المحروسة"، وسنسير فى المجالين فى الفترة القادمة، وطبعا حزبنا سيكون معارضا لأننا لسنا فى السلطة، مع ملاحظة أننا أيضا لسنا فى خلاف مع الحزب الموجود فى السلطة، لكننا نتمنى أن نظهر معارضة ذات صورة وطنية نبيلة، إذ فى النظم الديمقراطية يكون هدف المعارضة هو إفشال الحزب الموجود فى السلطة، ولكننا نعمل على تقديم نموذج للمعارضة الوطنية النبيلة، وسنعارض من هو فى السلطة لصالح الوطن، ولن نتأخر فى مساعدة من هو فى السلطة مادام أنه جاء بانتخابات وطنية ديمقراطية نزيهة، أما إذا خالف ما هو معهود، ولم يلتزم بوعده، فإننا سنتدخل وننافسه، لنحل محله فى أقرب انتخابات قادمة.
هل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح لا يخاف من نظرية أن الإخوان المسلمين هم "حزب شبح" يسيطر على كل شىء لاسيما أنهم مؤهلون لذلك، خاصة أنك بذلك ستكون أمام حزب لا يمكن قهره أو هزيمته؟
تشبيه الإخوان بأنهم أخطبوط ضخم غير صحيح، علما بأننى أعتبر أن هذا الحزب هو حزب الإخوان المسلمين، إذ لا يوجد شىء اسمه حزب الحرية والعدالة منفصل عن جماعة الإخوان المسلمين، فالواقع لا يقول هذا، والرئيس الفعلى لحزب الحرية والعدالة هو المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، وهذا ليس عيبا، لكن هذه الطريقة لا نقبلها، ونختلف عليها الآن، فهناك حزب هو حزب الإخوان المسلمين، بين قوسين الحرية والعدالة، فهذا الحزب يقوده مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، ورئيسه هو الدكتور محمد بديع، المرشد العام للجماعة، هذا الحزب دخل الانتخابات البرلمانية، وحصل على ما يقرب من 11 مليون صوت، وبعد الانتخابات البرلمانية بأربعة أشهر دخل الانتخابات الرئاسية، وأخذ 5.5 مليون صوت، فحزب بهذه القوة، ودخل الانتخابات ونسبته تراجعت، فهذا يدل على أنه ليس حزبا أخطبوطا كما يشاع، ولا يستطيع أن يسيطر على مفاصل الدولة كلها، ومن الخطأ أن نقول إنه يستحيل معه تبادل السلطة، كما أنه كحزب لا يمكن القول إنه يمثل حالة من الإقبال الشعبى الذى يصعب على الآخرين منافسته.
من الملاحظ أن الإخوان المسلمين يحاولون السيطرة كل مؤسسات الدولة وبعد ذلك يستثمرونها لصالحهم، فما رأيك فى هذا النهج؟
هناك فارق بين أنهم يريدون أن يفعلوا هذا، وبين أنهم يستطيعون أن يفعلوا هذا، أنا رأى أنهم لا يستطيعون أن يفعلوا هذا.
هل نفهم من هذا أنك تتفق معنا فى أنهم يريدون أن يفعلوا هذا؟
هم يريدون أن يفعلوا هذا، وهذه طبيعة موجودة فى الإخوان المسلمين منذ زمن طويل، فهم حينما يكونون موجودين فى جمعية، يحاولون أن يكونوا موجودين فيها كلها، ولو دخلوا نقابة يحاولون أن يكونوا موجودين فيها كلها، فالحالة التى كانت لدى جماعة الإخوان قبل الثورة مبررة، لأنها حينئذ كانت تنظيما مضطهدا، فالطبيعة أنها حينما تكون موجودة فى أى مؤسسة تحاول أن تستحوذ عليها، وهذا رد فعل طبيعى للمطاردة، ولكن فى ظل جو ونظام ديمقراطى حديث، وفى ظل حرية متاحة للجميع، فأعتقد أنهم فى ظل هذا كله لن يستطيعوا أن يحققوا شيئا من مثل هذه السيطرة.
أنا كمراقب وصحفى منزعج من علاقتك أنت وحمدين صباحى لأنكما لا تستطيعان الاتفاق، وكان ذلك قبل الانتخابات، ثم اتفقتم بعد الانتخابات، ثم اختلفتم مرة أخرى وسرتم فى اتجاهين مختلفين، فى لحظة ما بدا أن كلا منكما أدرك وجود محاور عدة تجمعكما معا فلماذا انفصلتما؟
هذا التقييم غير صحيح، أولا قبل الانتخابات لم نكن نتفق، لأن رؤية حمدين تختلف عن رؤيتى، كون أن حب الوطن أو الرغبة فى عمل مشترك لخدمة الوطن يجمعنا، أو تجمعنا مواقف تمثل مصلحة الوطن، ويجمعنا حب وتبادل الاحترام وصداقة وود، فإننى لا أتصور أن يكون حمدين معى فى حزب واحد، لأنه لا يصلح معى، لأننى رجل لى أفكارى ورؤيتى المختلفة عن رؤية حمدين، فهو يمارس قصفا إعلاميا على الإسلام الحضارى، هذه هى رؤيته الأساسية، وأنا ابن مشروع الإسلام الحضارى الذى أعتز به حتى هذه اللحظة، "فكيف أتفق مع حد بيعمل كده؟"، وهذا ليس جديدا على حمدين، لأن لديه أفكارا أخرى فكيف نجتمع فى حزب واحد؟. من الممكن أن نكون أصدقاء أو متعاونين، والموقف الوحيد الذى اتفقنا فيه وظهرنا كمتفقين رغم أننا لسنا كذلك هو موقف ظهورنا معا لمناصرة أهالى الشهداء، لأنه موقف لصالح الوطن، وهذا لا يعنى أن نتوحد فى سائر الأمور الأخرى.
ولكنكما كنتما على وشك إعلان مشروع مجلس رئاسى؟
لم نطرح فكرة المجلس الرئاسى أثناء الانتخابات الرئاسية، ولكن كنا نتناقش حول فكرة عمل المجلس الرئاسى، وهذا المجلس يختلف عن السياق الحزبى، لأن هناك فرقا بين أن أكون أنا وحمدين ومرسى والبرادعى فى مجلس رئاسى مع كل الاختلاف فى وجهات النظر والرؤى، لإيجاد مجلس لإدارة الأمور بشكل مؤقت فى الفترة الانتقالية، وبين أن نكون جميعاً فى حزب واحد، هذا أمر مختلف، لأنه ببساطة الحزب له أيديولوجية ورؤية متجانسة، يسير كل قادته فى ظلها.
هل تعتقد أن حمدين يمارس هذا القصف على فكرة الإسلام الحضارى مستهدفاً أبوالفتوح؟
لا أتصور أن يكون قصف حمدين صباحى لفكرة الإسلام الحضارى لمحاربة أبوالفتوح، لأنه صديق عزيز، ولا أتصور فى أى موقف يعمله أنه يقصد هذا، بل بالعكس "أنا أظن أنه كل ما بتيجى صورة أبوالفتوح فى مخ حمدين يتحرر من أدائه لما بيننا من ود".
هل تنصح أصحاب فكرة التيار الثالث بأن ينشئوا حزباً أو تنظيماً؟
يقولون نحن ضد الدولة الدينية أو العسكرية، لذلك أنشأوا التيار الثالث، كنت مستغربا من هذا التجمع، من الممكن أن يكون فى حركة كفاية لأنها حركة ضمير تجمع الليبرالى واليسارى وغيرهما، ولكن لست أفهم "هما بيعملوا إيه حتى الآن".
هل تتمنى عدم نجاحهم؟
أتمنى أن ينجحوا، ولكن بالطريقة السليمة والصحيحة.
من سينافس الدكتور أبوالفتوح بحزبه.. الإخوان كهدف أول؟ أم أن المنافسة ستكون مع أحزاب أخرى؟
هدفنا تقديم معارضة وطنية تستهدف بالدرجة الأولى تجويد الأداء الوطنى، سواء للحزب فى السلطة أو القوى السياسية فى السلطة، أو مساعدة المعارضين فى تجويد أدائهم أيضاً، نأمل أن ننجح ونقدم نموذج معارضة وطنية ليس هدفها حزبا بعينه أو شخصا بعينه، ولكن هدفها أن تشارك فى الخدمة الوطنية بطريقة تنضبط مع القيم والأخلاق الوطنية، وبعض الشباب يقول أثناء اللقاءات التى نعقدها بالمحافظات إن أى حزب يقوم على الأخلاق معناه أنه حزب سيفشل، وأنا أقول سنقدم نموذجا لحزب يقوم على القيم الأساسية للمجتمع التى يؤسسهها الإسلام والمسيحية بين المصريين، وبالتالى لن نحيد عن القيم الأخلاقية هذه حتى لو ظن البعض أنها ستكون سبباً فى فشلنا السياسى، لأننا نعتبر أننا يجب أن نقدم نموذجاً للأخوة الوطنية والتوافق، والتعاون بين المصريين من أجل مصلحة مصر، مع احتفاظ كل طرف بآرائه وأفكاره السياسية، ولدى ثقة أن المصريين لن يختلفوا على مصلحة مصر، ممكن أن يختلفوا فى الأفكار والآراء أو وسائل الخدمة، لكن بجانب ذلك يمكننا أن نتعاون فى الطريق الذى يؤدى إلى مصلحة مصر.
ما رؤيتك لمشهد تسليم السلطة للدكتور محمد مرسى؟ وهل أعدت تقييم موقفك من المجلس العسكرى بأنهم أوفوا بوعودهم المعلنة بتسليم السلطة وأنهم لم يحتفظوا بها كما تردد؟
لا بالعكس، ما حصل فى تسليم السلطة يدل على ما حذرت منه من قبل من أن المجلس العسكرى مُصرّ حتى الآن أن يضع أنفه فى الموقف السياسى، وهذا خطر لأنه أصبح هناك رئيس منتخب، نتفق أو نختلف معه، يجب أن تترك له إدارة البلد ويحاسب، لكن إصدار المجلس العسكرى للإعلان المكمل فى ذلك التوقيت يدل على أنه يحاول الاستمرار للبقاء فى السلطة.. الإعلان الدستورى المكمل يعنى إصرارا منه للبقاء فى السلطة.
معنى ذلك أن تسليم السلطة منقوص؟
هو ليس منقوصا، فكلمة منقوص هذه قليلة، ولكن تسليم سلطة أتصور أنه غير كامل، المجلس العسكرى يعطى نفسه حق الاعتراض على الجمعية التأسيسية الموجودة، وتشكيل جمعية تأسيسية جديدة ثم لماذا يحصل على حق التشريع؟ وبأى حق أصلا يحصل عليه؟ "هو صفته إيه؟".. رئيس الدولة أنا مختلف معه لكنه منتخب من الشعب.
وما دوافع المجلس الأعلى للقوات المسلحة للقيام بهذه الإجراءات؟
فيه ناس بتقول إن المجلس العسكرى تدفعه مصالحه الشخصية، والبعض وأنا معهم يقول إن الدافع له هو الحرص على الوطن، لأنه خايف أن البلد تسلّم إلى تنظيم الإخوان، وأنا معه فى هذا الحرص، ولكن ليس بهذه الطريقة فى الحرص، أنا خايف على البلد مثل المجلس العسكرى، ولكن ليس بالطريقة اللى هو خايف بيها، والطريقة أن نقوى العمل الشعبى والديمقراطى لمواجهة هذه القوة إذا ما انحرفت وهى تدير الوطن، ونتصدى لها ونسقطها لأن الديمقراطية هى كده.
البعض يرى أنه ليس من السهل إسقاط تنظيم الإخوان، فما رأيك؟
القول بعدم إمكانية إسقاط نظام الإخوان والتصور بأنه تنظيم أخطبوطى، فأنا أدرى الناس بهذا، وهذا ليس كلاما صحيحا إطلاقا بأى حال من الأحوال، ده تنظيم محافظ بطبعه وليس ثوريا، والتنظيم المحافظ مهما كبر حجمه يظل ضعيفا، ولو الإخوان تنظيم ثورى كانت قصة مبارك دى خلصناها من زمان، أنا ياما كان خلافى مع إدارة الإخوان على هذه النقطة، فكنت أقول لهم تعالوا يا جماعة نخرج البلد بتتحرق، وبتتسرق وبتتنهب، يطلعلهم حسن عبدالرحمن ويقول: "والله لو عملتوا إيه هنسوى" وهى الثورة لما بدأت فى 25 يناير كان فيها الإخوان؟ لم يكونوا فيها لأن طبيعة تنظيم الإخوان أنه محافظ وليس ثوريا.
ما رأيك فى العلاقة بين الرئيس والمجلس العسكرى؟
أرى فيها غموضا حتى الآن، وما يعلن أنه لا يوجد خلاف، ولكن لا أتصور أنه لا يوجد خلاف، لأن المجلس العسكرى يريد أن يستمر فى السلطة، وأرى أن أول قرار كان على مرسى أن يتخده هو إلغاء الإعلان المكمل الذى ليست له صفة، لأنه إعلان غير مشروع، والذى أصدره ليس له صلاحية إصداره أصلا، فضلا على أن مرسى له صلاحيات لأنه رئيس منتخب، وبالتالى هو المؤسسة الوحيدة المنتخبة فى مصر، وهو أكبر مؤسسة ديمقراطية، وهو رئيس الدولة.
هل ترى أن مرسى متردد فى إلغاء الإعلان المكمل؟
أرى أن إلغاءه هو أمر واجب على مرسى، وليس موقفا "عنتريا" وليس شجاعة أو حماقة هذا واجب.
ما رأيك فى علاقة الرئيس بالقضاء؟
أنا أرى أن مؤسسة القضاء محرم عليها أن تمارس عملا سياسيا كالمؤسسة العسكرية، وبعض السلوكيات التى قامت بها بعض الجهات القضائية عكست مواقف سياسية أكثر من كونها مواقف قانونية، ومنها قرار المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب، فهذا الموقف سياسى أكثر من كونه موقفا قانونيا، وذلك لأن تاريخ المحكمة الدستورية دائما يقول إن أحد المعايير التى تعمل عليها هى المواءمة السياسية، فالمسألة ليست قانونا فقط، لكن حينما تصر على حل مجلس الشعب فهنا نتساءل: هل المواءمة السياسية تقول أن هذا يتم الآن أم يتم تأخيره؟، وهذا حدث من المحكمة الدستورية فى سنة 1984 عندما قضت بحل المجلس لكن تم حلّه فى 1987، ووصل وجوب حل المجلس الثانى بعد الحل وتم حله فى عام 1990، وليس بعدها بشهرين أو ثلاثة، كنت أتمنى أن تمارس المحكمة نفس المعايير، خاصة مع أول مجلس منتخب بجد بعد الثورة، بعيدا عن محتواه وطريقة أدائه واختلافنا معه، فكان يجب عليها أن توائم الظروف السياسية فى ظل ثورة، وفى ظل رغبة فى الاستقرار وتحد اقتصادى وأمنى، ولا يوجد وقت لإعادة انتخابات مجلس شعب جديد، وارتباك المشهد السياسى.
هل ترى أن الرئيس هنا اتخذ خطوة للوراء رغم أن الحق فى صفه فى مواجهة المجلس العسكرى والقضاء؟
نعم، ولكن كيف يواجه ذلك؟، كان يحتاج إلى جلسة مع القضاء جلسة هادئة للتفاهم معهم حول إدارة المشهد فى الفترة الانتقالية، ولا يستطيع أن يفرض على القضاء شيئا بأى حال من الأحوال، وعندما نقول الرئيس محمد مرسى فيجب على جميع مؤسسات الدولة أن تعاونه، وبالأخص المؤسسة المقدرة والمحترمة فى نفوس الشعب المصرى، وهى المؤسسة العسكرية.
بالبلدى كده ممكن نقول إن المجلس العسكرى والقضاء كعبهم عالى على الرئيس محمد مرسى؟
هذا صحيح، وأتصور أن هذا التعبير دقيق، ولذلك أقول للمؤسستين ليس لصالح الوطن أن يفعلا ذلك، فأنا لا يهمنى هل الرئيس فلان أو علان، ولكن يجب على جميع مؤسسات الدولة أن تعاون الرئيس، خاصة المهمة منها كالمجلس العسكرى والقضاء، كما أن مؤسسة القضاء والمؤسسة العسكرية محرم عليهما الانغماس فى الحياة السياسية.
غداً فى الجزء الثانى.. أبو الفتوح: أطالب مرسى بإعلان أسباب اختياره ل"قنديل" رئيساً للوزراء.. وأسلوب إدارة الرئيس وأداؤه يشوبهما الغموض حتى الآن و"هو ده اللى كان ماشى بيه حسنى مبارك"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.