الجماعة الإسلامية حزب البناء والتنمية هددت يوم أمس الأول، 29/5/2013، على قناة العربية، بعمل عسكرى ضد إثيوبيا!! فى المقابل.. فإن الدعوة السلفية حزب النور شكل مجموعة عمل للسفر إلى إثيوبيا لسماع التفاصيل التى يخفيها صخب القاهرة الزاعق. المدهش أن "الجماعة الإسلامية" التى تدق طبول الحرب هى الحليف الأساسى ل"الإخوان".. فيما تتبوأ "الدعوة السلفية" منزلة المعارضة الأساسية للرئيس مرسى ول"الإخوان" أيضًا. والمفارقة أيضًا أن الرئيس مرسي، هو الأكثر رصانة فى التعاطى مع الأزمة "المصرية الإثيوبية".. والتصريحات الصادرة من القيادة السياسية الرسمية، تميل إلى "العقلانية".. وتميل إلى الحل السلمى "التفاوض". من السهل هنا رصد "خفة" المعارضة.. و"رصانة" الرئيس، سواء فى أزمة "سيناء" أو فى الأزمة المائية مع أديس أبابا. الرئيس بالتنسيق مع المؤسستين الأمنية والعسكرية نجح فى تحرير الجنود، بدون إراقة قطرة ماء واحدة، وتصرف بمنطق "رجل الدولة" الرصين وغير المتوتر.. والمعارضة تصرفت بمنطق انتهازى حين حرضت على عمل عسكرى ضد الخاطفين، وهى تعلم بأنها مغامرة ستطير فيها رقاب مسئولين كثيرين.. وعلى رأسهم "رقبة الرئيس" نفسه. الحل العسكرى ضد إثيوبيا مستبعد رسميًا، ولكن حلفاء الرئيس "الجماعة الإسلامية"، اتخذوا قرارًا بتأديب "العبيد الأفارقة".. إذا "ركبت دماغها" وأساءت الأدب مع "سيدها الأبيض" فى قاهرة المعز! ولا ندرى ما إذا كانت المسألة هى فى واقع الحال "توزيع أدوار"، بين الإخوان وبين الحلفاء "الجماعة الإسلامية".. الرئيس يتحدث بود وبحب فى حل الأزمة ب"التفاوض".. وحليفه خارج السلطة يهدد بالحرب إذا لم تسمع إثيوبيا الكلام! حتى الآن موقف الرئيس جيد.. فهو لم يصنع الأزمة، ولكنه ورثها من النظام السابق، فيما يظل للإثيوبيين أحلامهم وأشواقهم النهضوية التى تعتمد على الطاقة الكهربائية، ولا حل إلا فى "سد النهضة"، كما يعتقدون. الكلام الذى سمعناه من المسئولين المصريين، أنه ليس هناك ثمة مشكلة، والخلاف كان على مدة تعبئة السد بالماء.. وطالبت القاهرة بألا تتعدى 15 يومًا.. أو تتوقف إثيوبيا حين يقل منسوب الماء المتوجه نحو الشمال. الرئيس حتى الآن يمضى على سُنة من تعاقبوا على حكم مصر، كرجل دولة هادئ لا يستجيب للتحريض المنفلت وغير المسئول.. ولكن يظل كلام الجماعة الإسلامية، مثيرًا للريبة، ويطرح سؤالاً كبيرًا بشأن صدقية الموقف الرسمي، خاصة أنه لم يهتم بمبادرة "النور" السلمية.. وسكت على "عسكرة" الخطاب الإعلامى لحلفائه السياسيين من الإسلاميين.. ولا ندرى ما إذا كانت تهديدات الجماعة الإسلامية، تروق للرئيس ولجماعته أم لا؟!.. وهى لعبة خطرة لا تليق إلا بالسياسيين الهواة والمغامرين. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.