لاحظت اصرار البعض على أن يحدد الإخوان المسلمون موقفهم من مسألتي الولاية العامة ل"المرأة" و"الأقباط"!.. لا تمر مناسبة إلا ويُطرح هذان الملفان وكأن التصويت على مرشح إخواني في انتخابات رئاسة الجمهورية قد بات وشيكا! سؤال افتراضي.. مثل سؤال "كامب ديفيد" الذي طرحته الحياة اللندنية عام 2007 على القيادي البارز د. عصام العريان، وأثار ضجة في حينه! تعلم الإخوان بعد النصائح المتعددة الافلات من "أسئلة التوريط" أو ما وصفته أثناء أزمة مليشيات طلاب الأزهر المزعومة ب" الكمائن الصحفية".. وكلها أسئلة افتراضية تستهدف "التوريط" وليس استجلاء الحقيقة. الأسئلة الخاصة ب"المرأة" و"الأقباط".. هي امتداد لذات الأسئلة "الغبية" التي تطرح على التيار الاسلامي، بشأن موقفه من تأسيس أحزاب شيوعية في مصر حال وصل إلى السلطة.. فهو سؤال افتراضي يفتش عما "يحرج" الإسلاميين وليس عما "يطمئن" النفوس القلقة مما يصفونه ب"الدولة الدينية". لا يجرؤ أحد مثلا على أن يطالب بتأسيس أحزاب نازية في ألمانيا أو في إيطاليا أو في الولاياتالمتحدة.. لكل دولة مُثُل سياسية عليا وأسقف للحريات السياسية استقر عليها ضميرها العام حتى فيما يتعلق بشرط الدين والمذهب الديني في من يتولى رئاسة الدولة. مصر ليست "بدعا" عن العالم، هذا إذا تحدثنا من حيث المبدأ، اما فيما يتعلق بالإخوان فإن الأخيرة ليست مرشحة للحكم في الوقت الراهن ولا في المستقبل القريب أو البعيد، وبالتالي فإن مثل هذه السؤال هو نوع من "التحرش" لصك أفيهات معروفة تتعلق بتصنيف التيار الإسلامي باعتباره يتبنى نموذجا سياسيا طائفيا يعتمد على الفرز الديني وهو "تصنيف" يمكن أن يُسحب حتى على دول ديمقراطية غربية كبرى تشترط أن يكون رئيسها كاثوليكيا أو بروتستانتيا أو أرثوذكسيا وما شابه.. بدون أن يتهمها احد بالطائفية او بالدينية أوبالطالبانية وغير ذلك من مسميات تشبه طلقات الرصاص التي يطلقها الإرهابيون على المسالمين في الشارع. أما موضوع المرأة.. فهي مسألة لا زالت محض جدل بين المؤيدين والمعارضين في كل دول العالم.. كان آخرها هيلاري كلينتون عندما قررت خوض الانتخابات الرئاسة الأمريكية حيث تعرضت لحملات عاتية من المجتمع الأمركي "الذكوري" والذي بدا وكأنه يشعر ب"الإهانة" إذا حكمته "امرأة" وإن كانت من عائلة رئاسية مارست الحكم ثمانية سنوات متتالية. جزء من محنة مصر الحقيقية ربما يكون في تفشي "ثقافة البغبغاوية" في المجتمع العلماني المتطرف في مصر.. والذي ما انفك ينتج ويعيد انتاج ويثرثر في قضايا لا تستهدف أبدا تأصيل "بيئة تراحمية" وإنما "صراعية" لا يوجد فيها إلا الصياد "العلماني" والفريسة "الإسلامي".. المهم أن يظل الأخير هدفا دائما في ميدان الرماية. [email protected]